الأصحاح الخامس – تفسير الرسالة إلى أفسس – مارمرقس مصر الجديدة

الأَصْحَاحُ الخَامِسُ

السلـوك المسيحي.

(1) المحبة ورفض الزنا والطمع (ع1 - 5).

(2) أبناء الظلمة وأبناء النور (ع6 - 14).

(3) السلوك بتدقيق (ع15 - 21).

(4) الزواج (ع22 - 33).

(1) المحبة ورفض الزنا والطمع (ع1 - 5):

1 فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاَللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ، 2 وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا، وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً لِلَّهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً.

3 وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ، فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ، 4 وَلاَ الْقَبَاحَةُ، وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ، بَلْ بِالْحَرِىِّ الشُّكْرُ. 5 فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هَذَا: أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ، الَّذِي هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَانِ، لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيحِ وَاللهِ.

العدد 1

ع1:

يطلب الرسول من أهل أفسس التمثل بالله في محبته لنا لأننا أولاده الذين نحبه.

العدد 2

ع2:

لا تكن لنا مشاعر المحبة فقط بل لتتحول إلى سلوك عملى في محبتنا بعضنا لبعض، فتكون محبتنا باذلة كما بذل المسيح نفسه لأجلنا طاعة لله الآب. فنحن من أجل محبتنا لله نضحى بحياتنا في خدمة الآخرين معتبرين حياتنا أقل شيء نقدمه لله كذبيحة حب من أجل محبته الفائقة لنا، فتصعد حياتنا كرائحة طيبة أمامه ويفرح بها.

العدد 3

ع3:

كل نجاسة: كل أنواع الزنا والشذوذ.

الطمع: محبة المال والإقتناء.

لا يسمى: لا تذكر أسماءها ولا يتصف بها أحد المؤمنين.

ينهى الرسول عن الزنا بكل أنواعه، وكذلك محبة المال والطمع في ماديات العالم، فلا يريد التحدث عنها بين المؤمنين القديسين أي المخصصين لله ولا يُدعَى أحد بهذه الخطايا الشريرة.

العدد 4

ع4:

القباحة: كلام السخرية عن الأمور الجنسية.

السفاهة والهزل: التنفيس عن التذمر بكلمات السخرية والتفاهات.

اشتهر أهل أفسس بالمزاح الذي يشمل الكلام النجس والهزل الغير مفيد تنفيسًا عن أي ضيق يعانونه، فينبههم الرسول لترك ما اشتهروا به، بل ويدعوهم إلى شكر الله على عطاياه التي تغمرهم.

العدد 5

ع5:

عابد للأوثان: الزانى يجعل الشهوة إلهه والطماع يجعل المال إله فيُعتَبرَان عابدًا أوثان.

يحذرنا الرسول من الشهوات الردية ومحبة المال التي نهايتها العذاب الأبدي، حتى نتوب عنها ونتركها.

† إن هدفك هو محبة الله والتي تظهر في محبة لكل من حولك، وبهذا تترك محبة الخطية وشهوات هذا العالم الزائل. فعلى قدر ما تقدم خدمة لمن حولك تنقذ نفسك وتبعدها عن الخطية، إذ تحل المحبة للآخرين مكان الأنانية وإشباع النفس بلذات الخطية.

(2) أبناء الظلمة وأبناء النور (ع6 - 14):

6 لاَ يَغُرَّكُمْ أَحَدٌ بِكَلاَمٍ بَاطِلٍ، لأَنَّهُ، بِسَبَبِ هَذِهِ الأُمُورِ، يَأْتِى غَضَبُ اللهِ عَلَى أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ. 7 فَلاَ تَكُونُوا شُرَكَاءَهُمْ. 8 لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلًا ظُلْمَةً، وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ. 9 لأَنَّ ثَمَرَ الرُّوحِ هُوَ فِي كُلِّ صَلاَحٍ وَبِرٍّ وَحَقٍّ. 10 مُخْتَبِرِينَ مَا هُوَ مَرْضِىٌّ عِنْدَ الرَّبِّ. 11 وَلاَ تَشْتَرِكُوا فِي أَعْمَالِ الظُّلْمَةِ غَيْرِ الْمُثْمِرَةِ، بَلْ بِالْحَرِىِّ وَبِّخُوهَا. 12 لأَنَّ الأُمُورَ الْحَادِثَةَ مِنْهُمْ سِرًّا، ذِكْرُهَا أَيْضًا قَبِيحٌ. 13 وَلَكِنَّ الْكُلَّ إِذَا تَوَبَّخَ يُظْهَرُ بِالنُّورِ. لأَنَّ كُلَّ مَا أُظْهِرَ فَهُوَ نُورٌ. 14 لِذَلِكَ يَقُولُ: «اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ، وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ، فَيُضِىءَ لَكَ الْمَسِيحُ.

الأعداد 6-7

ع6 - 7:

يحذر الرسول المؤمنين مما يروجه الوثنيون من أفكار تطابق النظرة الوثنية في الأخلاق والسلوك، وهي أن الزنا والنجاسة من الأمور الطبيعية ولا تدنس النفس، وأما الطمع فيعتبرونه حكمة وليس حب تملك. ويؤكد الرسول تحذيره من الإنخداع بتلك الإدعاءات لأن غضب الله يقع على من يرتكبون هذه الأمور، لأنهم متمردون على الله ويعصون وصاياه، فينهاهم عن أن يشتركوا في خطاياهم ويعرضوا أنفسهم للعقاب الإلهي.

العدد 8

ع8:

الظلمة كناية عن الجهل والشقاء، وهي الحالة التي كان عليها المؤمنون قبل إيمانهم وقبولهم المسيح فاديًا ومخلصًا، فأصبحوا بعد إيمانهم مستنيرين ومصدر بركة ونور لغيرهم. فالمسيح هو شمس البر وتلاميذه يعكسون نوره على الآخرين حينما يسلكون كما يليق بأبناء الله.

العدد 9

ع9:

صلاح: أعمال الخير.

بر: النقاوة والعدل.

الحق: الصدق والاستقامة.

إن قصد الله من جهتنا هو أن تظهر فينا نفس صفاته السامية، فالطبيعة الجديدة التي منحنا إياها تميل إلى عمل الخير وكل ما هو مستقيم.

العدد 10

ع10:

إن أبناء العالم يبحثون عما هو مرضى لأنفسهم، أما أبناء النور فيجعلون مشيئة الله هي هدف كل عمل يقومون به أو يمتنعون عنه.

† ليتنا نتعود أن نسأل أنفسنا قبل كل عمل هل عملى هذا يؤول لمجد الرب؟ وهل هو ما يريده المسيح منى؟... إذا قلت هذا القول أو عملت هذا العمل، هل أكون بذلك محققًا لإرادة سيدى ومخلصى؟

العدد 11

ع11:

أعمال الظلمة هي التي يقوم بها الإنسان غير المؤمن لفساد قلبه وضميره وهي غير مثمرة لعدم نفعها، بل هي مضرة للنفوس وتعرضها للهلاك الأبدي. فيجب على أبناء النور عدم الإشتراك فيها، بل وأكثر من ذلك يظهروا بكلامهم عدم رضاهم عنها، فيعلم الجميع مدى دنسها وفظاعتها.

العدد 12

ع12:

مرتكبو الأعمال الشريرة يخافون من النور فيعملونها في الخفاء، وهي أمور قبيحة جدًا، حتى أن مجرد ذكرها يعتبر أيضًا قبيحًا. فيجب علينا أن نمتنع عن ذكرها.

العدد 13

ع13:

الكل: كل الخطايا التي تُفعَل سرًا.

كل ما أظهر فهو نور: كل خطية نفضحها نتخلص منها فتستنير حياتنا.

يظهر الرسول قوة الحق الإلهي في المؤمنين لأنهم يوبخون الشرور التي يفعلها الوثنيون فيعلنون الحق، لأن الشيطان يجد فرصته بتمادى البشر في شرهم عندما يخفون خطاياهم. ولكن إذا واجه الإنسان نفسه خاصة أمام أناس روحيين يظهر جرم الخطية فيتوب عنها ويستنير بنور الله.

من هنا يظهر أهمية سر الاعتراف عندما يفضح الإنسان خطاياه أمام أبيه الروحي، فيتخلص منها ويبدأ الجهاد ضدها خاصة عندما يتقوى بالتناول من الأسرار المقدسة.

العدد 14

ع14:

اقتبس الرسول بولس هذه الآية من (إش 60: 1)، والاقتباس هنا بالمعنى وليس باللفظ. والنداء للإستيقاظ من نوم الغفلة ومن موت الخطية، فهي دعوة للتوبة واليقظة الروحية، وحينما يقوم الإنسان من الموت الروحي بقوة المسيح المحيية، فإن المسيح ينير له الطريق فيعيش بعد ذلك ويسلك في النور ولا يعود يمشى في الظلمة.

←.

(3) السلوك بتدقيق (ع15 - 21):

15 فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، 16 مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ. 17 مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ، لاَ تَكُونُوا أَغْبِيَاءَ، بَلْ فَاهِمِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ الرَّبِّ. 18 وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ، 19 مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِىَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. 20 شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِلَّهِ وَالآبِ. 21 خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ.

العدد 15

ع15:

السلوك بتدقيق معناه السلوك بحرص ويقظة روحية، منتبهين إلى ما قد يضعه الشيطان من فخاخ في طريقنا ليسقطنا فيها. فيجب أن نعرف كيف نخطوا كل خطوة، فالحكيم لا يخدع أما الجاهل فيسير في هذا العالم بدون تقدير لعواقب الأمور.

العدد 16

ع16:

مفتدين الوقت: تعني الإستفادة من الوقت المتاح لنا في هذه الحياة، فلا نضيعه لحساب العالم بل نستخدمه في عمل الخير.

الأيام شريرة: المقصود بها كثرة التجارب والأخطار التي تحيط بالإنسان خلال حياته الزمنية، لذلك علينا أن ننتهز كل فرصة متاحة لنكنز لنا الكنوز في ملكوت السموات بالعبادة المقدسة وعمل الخير.

يدعونا الرسول لاستغلال كل فرصة للحياة مع الله من أجل كثرة حروب إبليس التي تحاول تعطيلنا عنها.

† إن الباب مفتوح أمامنا اليوم لخدمة الرب والعمل للحياة الباقية قبل أن يغلق الباب فنكون كالعذارى الجاهلات حينما أغلق الباب أمامهم. فليتنا نضع خطة في بداية كل يوم حتى نستغل وقتنا بطريقة أفضل وكذلك نحاسب أنفسنا في نهاية كل يوم لنتوب عن خطايانا ونحترس من السقوط فيها في الأيام التالية.

العدد 17

ع17:

لا تتصرفوا بحماقة وبدون حكمة، بل يلزم أن تكونوا مدركين مشيئة الرب لأبنائه وهي أن تسلكوا بالقداسة كما يقول الرسول نفسه في (1 تس4: 3) "هذه هي إرادة الله قداستكم".

ا.

العدد 18

ع18:

يحذر الرسول من السكر بالخمر لأن روح السكر تهيمن على أفعال السكير وعلى أقواله التي تتسم حينئذ بالفجور والعربدة، الأمور التي لا تليق بأبناء النور الذين يجب أن يسيطر على سلوكهم روح الحق أي روح الله الذي ينتج كل أثمار الحياة المسيحية التقية.

العدد 19

ع19:

الممتلئون بالروح القدس يلذ لهم الحديث عن الله الذي يسر بخاصته فيكلمون بعضهم بعضًا عن محبته ونعمته. والصلاة والتسبيح بكلام الله في المزامير والتراتيل بأناشيد روحية يساعد أيضًا على الإمتلاء بالروح، على أن يكون كل ذلك من القلب وليس بمجرد الشفاه.

العدد 20

ع20:

اسم ربنا يسوع المسيح: باسم المسيح ننال الخلاص وكل البركات الروحية كما نختم الصلاة الربانية بكلمات "بالمسيح يسوع ربنا".

شكرنا لله يكون دائمًا على المراحم الجسدية والروحية التي أنعم بها علينا في حياتنا الماضية وحتى الآن. والشكر يكون على كل شيء حتى ما قد يبدو لنا مؤلمًا، لأننا نعلم أن كل الأشياء في النهاية تعمل معًا للخير، فنشكر الله على كل عطاياه التي نلناها وننالها بالمسيح الفادي.

العدد 21

ع21:

الشكر يشعرنا بأن ما نتمتع به هو من الله، فنتضع أمامه ويقودنا هذا للاتضاع أمام بعضنا البعض لنتعلم فضائل الآخرين، ويكون الله أمامنا فنخافه ولا نتكبر ونرفض كل شر، ويدفعنا هذا إلى اتضاع أكبر بعضنا لبعض، فنحتملهم ونقدمهم في الكرامة عنا ونتعلم منهم كل ما هو صالح.

(4) الزواج (ع22 - 33):

22 أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، 23 لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ. 24 وَلَكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذَلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَىْءٍ. 25 أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، 26 لِكَىْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ، 27 لِكَىْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَىْءٌ مِنْ مِثْلِ ذَلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ. 28 كَذَلِكَ يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ. 29 فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضًا لِلْكَنِيسَةِ. 30 لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ. 31 مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. 32 هَذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلَكِنَّنِى أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ. 33 وَأَمَّا أَنْتُمُ الأَفْرَادُ، فَلْيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ هَكَذَا كَنَفْسِهِ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا.

العدد 22

ع22:

بعدما دعا الرسول كل المؤمنين أن يتضعوا ويخضعوا بعضهم لبعض سواء الرجال أو النساء، لأن الاتضاع هو صفة جميع المؤمنين ودليل محبتهم لبعض، يخصص هنا كلامه ويدعو النساء أن يخضعن لرجالهن، لأن شخصية الرجل، كما خلقه الله، تميل للقيادة وتحمل المسئولية والبذل لمن هو مسئول عنه، ولكي ما تتم هذه القيادة يستلزم من الزوجة أن تخضع له لأن الأسرة تحتاج لقائد واحد ولا يمكن أن يكونا اثنين وإلا يحدث تعارض ولا يمكن إتمام القيادة. ولأن الرجل المسيحي يقود أسرته بخوف الله، فخضوع الزوجة له هو خضوع لله. وهذا الخضوع ليس معناه عدم إبداء رأيها أو مشاركتها في أخذ القرار، وليس معناه أيضًا تحكم وسيطرة من الرجل بل هو تنظيم للعمل وأخذ القرارات داخل الأسرة، وهو يناسب نفسية المرأة التي تود أن يكون لها رجل قوى يقود الأسرة وتستند عليه.

العدد 23

ع23:

الزواج المسيحي هو صورة للعلاقة المجيدة التي بين المسيح وكنيسته. فكما أن المسيح هو رأس الكنيسة التي هي جسده، كذلك الزوج المسيحي هو رأس المرأة. وكما اهتم المسيح بخلاص وسلام الكنيسة، كذلك على الزوج أن يهتم بسلامة زوجته وإسعادها، فلهذا أعطيت له هذه المكانة وليس للسيطرة عليها والعنف في معاملتها.

العدد 24

ع24:

فعلى مثال وبمقدار خضوع الكنيسة للمسيح يكون مقدار الخضوع الواجب على المرأة للرجل.

في كل شيء: أي أنه لا يجوز للمرأة أن تخضع في بعض الأشياء ولا تفعل ذلك في بعضها الآخر. على أن تكون هذه الطاعة في الرب، أي لا تخالف وصايا الله طاعة لأمر زوجها.

العدد 25

ع25:

يقدم الرسول محبة المسيح للكنيسة كمثال يطلب من الرجال أن يتمثلوا به في محبتهم لزوجاتهم. فالمسيح أحب الكنيسة لدرجة بذله لنفسه من أجلها، هكذا ينبغي أن يحب الرجل امرأته بهذا الحب المعطاء.

العدد 26

ع26:

الهدف الذي من أجله أحبَّ المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها هو أن يقدسها ويكرسها ويخصصها لنفسه، وذلك بتطهيرها من خطايا كل من ينضم لعضويتها بغسل الماء أي بالتغطيس في ماء المعمودية، وأيضًا بالكلمة أي بالإيمان بالمسيح.

العدد 27

ع27:

دنس: نجاسة.

غضن: فساد أو تغير الشئ فلا يصبح جيدًا (كرمشة الثوب).

بفداء المسيح أعطى الخلاص لكنيسته بتجديد طبيعتها من خلال المعمودية، فاستعادت بهذا مجدها الأول في جنة عدن وتخلصت من شرورها وكل ما يفسد طبيعتها، بل صارت مقدسة ومخصصة للحياة معه. هكذا الزوج بمحبته وبذله يبعد عن زوجته كل اضطراب وشر ويعيشا في محبة واحدة مع الله.

الأعداد 28-29

ع28، 29: كما أن المسيح رأس الكنيسة فقد بذل نفسه من أجل الكنيسة جسده، كذلك الرجال فليعتبروا نساءهم أجسادهم أي جزء منهم، فيحبونهم ويبذلون كل شيء من أجلهم. وبمحبتهم لنسائهم يحبون أنفسهم لأن الإثنين صارا واحدًا. وكما أنه لا يتضايق أحد من جسده مهما كانت فيه أمراض أو أوجاع بل يعتنى به ويهتم باحتياجاته، كذلك يجب على الرجل أن يحب امرأته مهما كان فيها من أخطاء أو نقائص بل ويهتم باستكمالها ورعايتها كما يفعل المسيح مع كنيسته.

العدد 30

ع30:

كما يقوت المسيح كنيسته ويربيها لأنها جسده غير المنظور، فالنسبة بين المسيح وكنيسته كالعلاقة بين آدم وحواء فحواء أخذت من جسم آدم فهي من لحمه وعظمه، كذلك المرأة هي جسد الرجل فيهتم به ويرعاه.

العدد 31

ع31:

هذه الآية اقتبسها الرسول من سفر التكوين (تك2: 24). فالعلاقة المقدسة بين الرجل وامرأته هي أقرب من أية علاقة أخرى، والأساس الذي ينبغي أن يبنى عليه كل واحد من المؤمنين علاقته بشريك حياته هو الإتحاد الدائم بين المسيح والكنيسة.

العدد 32

ع32:

السر: ما لا يصل العقل إلى إدراكه.

المقصود بالسر هنا الاتحاد بين الزوجين وهو على مثال الإتحاد بين المسيح والكنيسة، فهو ليس فقط سر من أسرار الكنيسة السبعة ولكنه أيضًا اتحاد عميق مثل اتحاد المسيح بالكنيسة.

العدد 33

ع33:

يلخص الرسول علاقة الزوجين بعضهما مع بعض بأن يحب الرجل امرأته كنفسه، وهذا هو المطلب الأول لجميع النساء أن يكن محبوبات ويسمعن تعبيرات الحب دائمًا من أزواجهن. أما مسئولية المرأة فهي احترام وتقدير زوجها، وهذا هو المطلب الأول لجميع الرجال.

† ليت كل زوج ينظر إلى امرأته على أنها كنيسته فيحبها ويبذل حياته لأجلها كما فعل المسيح. أما المرأة فتنظر إلى رجلها على أنه مسيحها فتحبه وتخضع له وتطيعه كما تطيع الكنيسة وصايا المسيح.

No items found

الأصحاح السادس - تفسير الرسالة إلى أفسس - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح الرابع - تفسير الرسالة إلى أفسس - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير الرسالة إلى أفسس الأصحاح 5
تفاسير الرسالة إلى أفسس الأصحاح 5