البركة 25 08 2010 – عظات يوم الأربعاء فيديو – البابا شنودة الثالث

† أحب أن أكلمكم هذه الليلة عن البركة. نحن نطلب البركة باستمرار. والله منذ بدء الخليقة منح البركة للبشرية.

البركة لآدم وحواء :

† الله منح البركة لآدم وحواء. وقال لهما: “أثمرا وأكثرا واملآ الأرض، ولتكن خشيتكم على كل طيور السماء وأسماك البحر وعلى كل ما يدب على الأرض” أي أعطاهم البركة في الكثرة وأيضًا السلطة والهيبة.

† ولذلك اعتبر الإنسان بهذه البركة وكيل الله على الأرض. أو يسميه البعض خليفة الله على الأرض.

البركة لنوح :

† وعندما فنيت كل البشرية بالطوفان وبعد رسو الفلك منح الله نفس البركة لنوح وبنيه.

البركة لإبراهيم أب الآباء :

† ثم بعد ذلك الله أعطى البركة بالتفصيل لأبينا إبراهيم. فقال له: “أباركك بركة، وأبارك مباركيك ولاعنك ألعنه. وتتبارك في نسلك جميع قبائل الأرض وأنت نفسك تكون بركة” فأول مرة يذكر فيها الله أن الإنسان نفسه يكون بركة.

البركة في سفر التثنية :

† ثم بعد ذلك أتت في الكتاب بركة شاملة في سفر التثنية إصحاح 28 حيث يقول الكتاب:

“إن كنت تحرص أن تعمل بجميع وصايا الله التي أنا أوصيك بها اليوم، تأتي عليك جميع هذه البركات وتدركك إذا استمعت لصوت الرب إلهك. مباركًا تكون في المدينة، ومباركًا تكون في الحقل، مباركة تكون ثمرة بطنك، وثمرة أرضك، وثمرة بهائمك”، ونص الآية هو: “وَإِنْ سَمِعْتَ سَمْعًا لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْرِصَ أَنْ تَعْمَلَ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ، يَجْعَلُكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مُسْتَعْلِيًا عَلَى جَمِيعِ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَتَأْتِي عَلَيْكَ جَمِيعُ هذِهِ الْبَرَكَاتِ وَتُدْرِكُكَ، إِذَا سَمِعْتَ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ. مُبَارَكًا تَكُونُ فِي الْمَدِينَةِ، وَمُبَارَكًا تَكُونُ فِي الْحَقْلِ. وَمُبَارَكَةً تَكُونُ ثَمَرَةُ بَطْنِكَ وَثَمَرَةُ أَرْضِكَ وَثَمَرَةُ بَهَائِمِكَ، نِتَاجُ بَقَرِكَ وَإِنَاثُ غَنَمِكَ” (سفر التثنية 28: 1-4) أي الله يبارك في أولادك ويبارك في الزرع الذي تزرعه ويبارك في بهائمك أيضًا. “نتاج بقرك وإناث غنمك، مباركة تكون سلتك ومعجنك، مباركًا تكون في دخولك، ومباركًا تكون في خروجك. يجعل الرب أعدائك القائمين عليك منهزمين أمامك، في طريق واحدة يخرجون عليك وفي سبعة طرق يهربون أمامك، يأمر لك الرب بالبركة في كل خزائنك، وفي كل ما تمتد إليه يدك…. إلخ” .

† عجيب أمر البركة في سفر التثنية. بركة شاملة في كل شيء. ولكن لعلكم لاحظتم أن هذه البركة تأتيك فقط إن كنت تحفظ وصايا الرب إلهك. أي الله مستعد أن يعطيك بركة بشرط أن تحفظ وصاياه. الطاعة هي رقم واحد.

ولكن ما أنواع البركات الأخرى وما مصادرها؟

بركة الوالدين :

† لذلك كل واحد في العهد القديم يحلم أن يأخذ بركة والده.

† سمعنا أن يعقوب وعيسو كانوا يتهافتون على أخذ بركة أبيهما اسحق لدرجة أن عيسو عندما فقد هذه البركة، صرخ بصوت عظيم وقال لأبيه: “ألك بركة واحدة يا أبي، باركني”.

† في نفس الوقت يعقوب بارك أولاده.

† ويوسف الصديق أحضر ابنيه افرايم ومنسى لأبوه وقال له بارك ابني هؤلاء. فأخذوا بركة جدهم يعقوب.

بركة القديسين :

† يحاول الناس أخذ بركة القديسين، بعض السواح قيل عنهم أن بسببهم الله ينزل المطر على الأرض. نحن نأخذ بركة القديسين وبركة الأرض التي داسوها بأقدامهم.

† لعل مثل لطيف لهؤلاء القديسين، عندما أراد الله أن يحرق سدوم وتكلم مع أبينا إبراهيم، وظل أبينا إبراهيم يتشفع في شعب سدوم حتى وصل في محاجاته لله، أن الله قال له “إن وجد عشرة أتقياء في هذه المدينة لا أهلكها من أجل العشرة.” ونلاحظ أن الرب لم يقل إن صلوا ولكن مجرد وجودهم. لا تهلك المدينة من أجل العشرة.

† نحن نأخذ بركة القديسين، وبركة رفات القديسين. وندهن رفات القديسين بالحنوط والعطور ونأخذ بركته. ونكون سعداء عندما نأخذ جزء من هذا الحنوط كبركة.

بركة المواضع المقدسة :

† نأخذ بركة أيضًا من المواقع المقدسة. مثل الأديرة أو مثل مغارات القديسين. مثل مغارة الأنبا أنطونيوس، أو مغارة الأنبا شنودة. فنحن نزور هذه الأماكن ونأخذ بركة لمجرد وجودنا فيها.

† أو نذهب لدير من الأديرة ونأكل خبز من الدير ويكون بركة لنا.

بركة العشور :

† عندما تدفع العشور فأنت تأخذ بركة. حيث قال الله في سفر ملاخي: “هاتوا العشور وجربوني، أفتح لكم كوى السماء، وأفيض عليكم”، ونص الآية هو: “هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ، وَجَرِّبُونِي بِهذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى السَّمَاوَاتِ، وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ” (سفر ملاخي 3: 10). ولذلك قد يقول أحدكم: كيف أن مرتبي كله لا يكفيني وأدفع منه العشور؟! فنقول له : لا. التسع أعشار المتبقية بالإضافة إلى البركة أقوى من المرتب كله بدون بركة.

† وعن هذا العطاء هناك كلمة جميلة جدًا في الأوشية هي: “أصحاب الكثير وأصحاب القليل”. أصحاب القليل مثل المرأة التي دفعت فلسين.  فلسين مثنى فلس وفلس مثل المليم وجمعها فلوس فكلمة فلوس أصلًا كلمة يهودية.

† وكذلك في أوشية القرابين نقول أيضًا: “والذين يريدون أن يقدموا وليس لهم”. أي حتى الذي عنده مجرد النية، الله يباركه في هذه الأوشية. مجرد أنه عنده النية وليس عنده فلوس.

† وبالنسبة لأصحاب القليل نجد الله بارك الأرض التي أعطت 30  كما بارك التي أعطت 60 كما بارك التي أعطت 100.

بركة حفظ يوم الرب :

† وفي حفظ يوم الرب أيضًا الرب طلب من اليهود أن يزرعوا الأرض ستة أعوام وفي العام السابع لا يزرعوها بل يعطوا راحة لأنفسهم وللأرض. والله يبارك غلة العام السادس فتكفي لعامين أو أكثر.

هناك أشخاص كانوا بركة :

† هناك أشخاص أيضًا يكونون بركة لمن حولهم، حتى في الخدمة تجد أشخاص بمجرد دخولهم الخدمة، تجد الخدمة تزدهر لأنهم بركة.

إبراهيم :

† من ضمن الذين كانوا بركة في حياتهم أبونا إبراهيم، الذي قال له الرب وتكون بركة.

إيليا :

† أيضًا إيليا النبي كان بركة في بيت أرملة صرفة صيدا. فالذي حدث أن كوار الدقيق لم يفرغ، وكوز الزيت لم ينقص، طول مدة المجاعة بسبب بركة إيليا.

أليشع :

وكان اليشع أيضًا بركة في بيت الشونمية، وأقام ابنها من الموت.

يوسف الصديق :

وكان يوسف الصديق بركة في بيت فوطيفار فاغتنى بيت فوطيفار وامتلأ بالبركة بسبب يوسف. بل كان بركة لأرض مصر كلها. وقال إن الله أرسلني لاستبقاء حياة.

بركة الآباء الروحيين :

† هناك أيضًا بركة الآباء الروحيين لذلك تجد كلمة موجودة في بستان الرهبان كثيرًا جدًا، وهي كلمة “بارك عليَّ يا أبي”، فالآباء الروحيين لهم بركة.

بركة الخدمة :

† فعندما تخدم خدمة، الله يبارك في الخدمة ويباركك أنت من أجل الخدمة. تأخذ بركة كل الذين ساعدتهم وأنقذتهم.

† ولذلك أيوب الصديق يقول : “بركة الهالك حلت علي”. أي الشخص الذي كان سيهلك وكان ضائع، وأنا أنقذته، بركته حلت علي.

† ولذلك كل إنسان أنت ساعدته في حياته، ستأخذ بركته. كل إنسان أنقذته ستأخذ بركته، فيا ليتك تأخذ كل هذه البركات.

† وهناك بركة خدمة المرضى أيضًا، فتجد بعض الناس متخصصة في خدمة المرضى، الذين لا يجدون من يخدمهم، فيأخذون بركتهم.

بركة التجارب والضيقات :

† كل تجربة وضيقة وراءها بركة، قد لا تراها في وقت التجربة ولكن ستراها فيما بعد. لذلك يعقوب الرسول يقول: “افرحوا إذا أتتكم تجارب متنوعة”.

بركة الكنيسة :

† أهم بركة نأخذها هي بركة الكنيسة، فعندما تذهب للكنيسة تأخذ بركة، فالكنيسة مدشنة بالميرون.

† فأنت عندما تذهب للكنيسة، تأخذ بركة القداسات، وبركة عشية وبركة باكر، وبركة التسابيح، وبركة الأسرار المقدسة، في كل سر من أسرار الكنيسة هناك بركة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). (بركة من المعمودية، وبركة من الميرون، وبركة من الاعتراف والتحليل، وبركة من المناولة، وبركة سر الزيجة وتكوين عائلة جديدة تعيش في سعادة ويُفرح بعضها بعضًا).

† كذلك في الكنيسة تأخذ بركة الأيقونات المدشنة. أتذكر في مرة دخل أبونا عبد المسيح الحبشي في دير السريان وكنت أنا ما زلت الراهب أنطونيوس، ورأيته يسجد أمام كل أيقونة ويأخذ بركتها.

† وفي الكنيسة أيضًا نأخذ بركة في كل اجتماع، وفي ختام الاجتماع..

بركة الآباء الرسل :

† نحن نأخذ بركة من الآباء الرسل، فقد كان ظل بطرس عندما يقع على واحد يُشفى من الأمراض، وكذلك كانوا يأخذون المناديل والأشياء التي على جسم بولس الرسول ويتباركوا بها فيشفوا من أمراضهم.

بركة الكهنوت :

† بعد كل هذا نقول أيضًا بركة الكهنوت، فالكاهن يبارك بالصليب، ويبارك بالرشم، ويبارك برش الماء المصلى علينا، ويبارك بدهن الزيت، وأيضًا يبارك داخل الهيكل ويبارك التونية للشماس قبل أن يلبسها، لا يصح أن الشماس يرتدي تونية غير مباركة، وفي مباركتها يعطيه إذن وحل أن يخدم.

† والأسقف يبارك تونيات الكهنة والشمامسة. ويبارك المذابح بتدشينها ويقدسها وكذلك الأيقونات يدشنها بالميرون فيقدسها ويباركها.

† أيضًا تنال بركة الكاهن بصلاته أو بكلمة بركة منه، أو بأي شيء منه، مثل صليب أو صورة، وبالرغم من أن الصلبان والصور موجودة في المكاتب برخص النقود ولكن كونهم يأتون لك من يد الأب الكاهن فيكونون بركة.

† أو تأخذ من الكاهن فلوس بركة. وبهذه المناسبة أريد أن أقول لكم حكاية أحد الطيبين المباركين حيث أخذ فلوس من أحد الآباء المطارنة فلم يصرفها وإنما وضعها في الخزنة لتبارك كل فلوسه.

† وقد تأخذ فلوس بركه فتضع جزء منها في محفظتك بركة وتصرف الباقي.

† وقد تأخذ شال أو طاقية بركة من الكاهن.

مباركة الطعام :

† ومباركة الطعام قبل الأكل ضرورية سواء كنت موجود بمفردك أو وسط عائلة فكبير العائلة يبارك الطعام كله. ولكن في وجود أب كاهن فالذي يبارك الطعام هو الأب الكاهن.

الكاهن يبارك منزلك بزيارته لك :

† هناك أيضًا تبريك المنازل الجديدة، أي قبل أن تسكن في شقة جديدة تطلب من الكاهن أن يأتي ويبارك هذا المنزل الجديد.

† وتبريك المنازل الجديدة لها طقس خاص وصلوات خاصة.

† وماذا عن المنزل القديم؟ عندما كانت تسمح لي الظروف أن أزور بيتًا في بلاد المهجر كان بمجرد أن أخطو داخل المنزل أقول “قال الرب يسوع: وأي بيت دخلتموه فقولوا سلام لأهل هذا البيت” وتكون عبارة “سلام لأهل هذا البيت” هي مباركة لهم.

† لذلك عندما تطلب من الأب الكاهن أن يزورك ويفتقدك لا تقل له مثلًا ممكن تأتي لزيارتي؟ بل تقول له: ممكن تأتي لتبارك بيتي؟ لا تقول تزور بل تقول تبارك. لأنه عندما يدخل الأب الكاهن البيت يبارك البيت.

بركة العلمانيين :

† وهنا أقول أن بركة الكهنوت غير بركة العلمانيين.

† بركة العلمانيين قال عنها القديس أنطونيوس الكبير: “اجعل كل أحد يباركك”. أي كل واحد يدعو لك ويصلي من أجلك وبهذا الشكل يكون لك علاقات طيبة مع الآخرين، لكي يدعون لك لتنفذ كلمة الأنبا أنطونيوس الكبير.

† وفي هذا يقول الكتاب: “باركوا ولا تلعنوا” بارك كل إنسان يقابلك، قل له كلمة طيبة.

نصائح ذهبية :

† وأريد أن أقول لكم نصيحة: جميع الناس بهم نقاط مضيئة ونقاط ضعف، فابحث عن النقاط المضيئة في حياة كل من تقابله وامتدحها وباركها.

† فلا يوجد إنسان كل صفاته رديئة.

المرأة السامرية :

†  المرأة السامرية كانت حياتها مليئة بالأخطاء، فالمسيح من رقته قال لها “كان لكِ خمسة أزواج” بالرغم من أنهم لم يكونوا في الحقيقة أزواجها ولكنها كانت تعيش في الخطية وقال لها: “والذي معك ليس هو لك” أي أنها كانت تعيش معه في الخطيئة. ومع ذلك امتدح السيد المسيح صدقها وقال لها: “حسنًا قلتِ هكذا قلتِ بالصدق”. أي وجد فيها شيء جيد يمتدحه.

الفريسي :

† ونفس الوضع مع الفريسي فعندما دخل المسيح بيته، وجاءت المرأة الخاطئة وبللت قدميه بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها، والفريسي تضايق وقال: “إن كان هذا الإنسان نبيًا لعرف من هذه المرأة وما هو حالها فهي امرأة خاطئة”. فقال له السيد المسيح:

“عندي كلام لأقوله لك”. فقال: “قل يا معلم”. فقال له السيد المسيح: “إنسان كان له مديونان على الواحد 500 دينار وعلى الآخر خمسون، فأيهما يحبه بالأكثر” فقال له: “أظن الذي سامحه بالأكثر”. فقال له : “بالصواب أجبت”.

أي السيد المسيح وجد فيه شيء جيد فامتدحه. مع أن الفريسي كان مليء بالأخطاء.

† فأنت ابحث عن النقاط الطيبة في الناس وامتدحها وستجد تأثير الكلمة الطيبة التي تقولها للناس. كن طيبًا وقل الكلام الطيب. ولكن الذي يرى الأخطاء فيثور ويخطئ ويقول كلام شديد فهو يخسر بذلك الناس.

† حتى إذا أخطأ أحد إليك قل له كلمة طيبة، تكسبه وتكسب نفسك.

† حاولوا أن تكونوا بركة للناس. وتأخذوا بركة كل أحد.

† وعندما تدخل بيت أحد تباركه وتقول له أنا أخذت بركة بدخولي منزلك

29ـ الحكمة 01 09 2010 - عظات يوم الأربعاء فيديو - البابا شنودة الثالث

26ـ الأمانة 21 07 2010 - عظات يوم الأربعاء فيديو - البابا شنودة الثالث

عظات يوم الأربعاء - 2010 - البابا شنودة الثالث
عظات يوم الأربعاء - 2010 - البابا شنودة الثالث