ما حاجتى إلى التلمذة على يد أب اعتراف وأنا عرفت الينبوع الذى يستقى منه أب الاعتراف وإرشاداته وتعاليمه؟! لقد حفظت الكتاب المقدس بل ودرسته أفضل من كثيرين من الآباء الكهنة!

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الفضائل الروحية, حياة التوبة والإستعداد
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما حاجتى إلى التلمذة على يد أب اعتراف وأنا عرفت الينبوع الذى يستقى منه أب الاعتراف وإرشاداته وتعاليمه؟! لقد حفظت الكتاب المقدس بل ودرسته أفضل من كثيرين من الآباء الكهنة!

مثل هذا الاعتراض يكشف لنا فى هذا العصر العقلانى البحت ما اتسم به كثيرون من المسيحين بالجفاف الروحى، فحفظ كثيرون من الشباب عن ظهر قلب الكثير من نصوص الكتاب المقدس، مكتفين بهذا الدراسات العقلانية مع أن الكتاب المقدس لا يحفظ عقلانياً، إنما نحيا به ونعيش فيه، نتذوقه ونختبره. إننا فى جيل يتسابق الكل فيه أن يكونوا معلّمين لا تلاميذ، مبكتين الآخرين على خطاياهم، بينما يخفون أخطاءهم الشخصية عن الأعين البشرية، متجاهلين كيف أن الكتاب المقدس ذاته، وإن كان قد علمنا بأن الإرشاد يكون بالروح القدس، لكنه يؤكد ضرورة التلمذة على يدىّ أب اعتراف لنحيا معه فى الرب.

ويشهد الكتاب عن شاول الطرسوسى أنه لما التقى بربنا يسوع رأساً سأله: ماذا تريد أن أفعل؟ لم يجبه الرب بشئ سوى توجيهه إلى أب روحى هو حنانيا (أع9: 12). وصموئيل العظيم بين الأنبياء، الأكثر حساسية لسماع صوت الله من عالى الكاهن، تعلّم وتدرب على يدى عالى (1صم3: 10). وكرنيليوس الذى أعلن الرب له بواسطة ملاك قبول صدقاته وصلواته، لم يقبل الملاك أن يرشده، بل طلب منه ان يستدعى بطرس الرسول ليرشده (أع10: 5).

يقول الأنبا موسى: [الله لم يثقف صموئيل النبى، لا بالحديث المباشر، ولا بالمحاورة الإلهية، بل سمح له بالذهاب إلى عالى الكاهن. لقد فضل الله أن يتدرب صموئيل – الذى استحق سماع صوت الله – على يدى عالى الكاهن حتى يختبر التواضع. وعندما نادى يسوع بولس ودعاه، فبالرغم من أنه فتح له طريق الكمال، لكنه استحق أن يوجهه إلى حنانيا، طالباً منه أن يتعلم عنه طريق الحق، قائلاً له: "قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغى أن تفعل" (أع9: 6). لقد أرسله إلى رجل شيخ، معتبراً أن ذلك أفضل من أن يتسلم تعاليمه منه مباشرة، لئلا يصير بولس مثلاً سيئاً فى الاعتماد على ذاته فى التعليم... وقد علمنا الرسول بولس الهروب من الاكتفاء الذاتى فى التعليم قدر المستطاع، لا بالكلام بل بالعمل، فيقول أنه ذهب بمفرده إلى أورشليم لهذا الهدف، أى ذهب إلى مجمع غير رسمى يعرض فيه على زملائه الرسل والسابقين عن الإنجيل الذى يبشر به بين الأمم، ونعمة الروح القدس المصاحبة له بعلامات قوية وعجائب. إنه يقول: "وعرضت عليهم الإنجيل الذى أكرز به بين الأمم، ولكن بالانفراد على المعتبرين، لئلا أسعى أو أكون سعيت باطلاً" (غل2: 2). فمن هو هذا المكتفى بذاته. الأعمى الذى يتجاسر فيثق فى أحكامه الخاصة وتمييزه الشخصى، بينما الإناء المختار يعترف باحتياجه للاجتماع والتشاور مع الرسل؟! رأينا إذا أن الله لم يكشف لأحد طريق الكمال، طالما كانت له فرص التعليم من الآباء واختباراتهم، غير مكترث (الإنسان) بذلك القول الذى ينبغى علينا أن نهتم به جداً، "اسأل أباك فيخبرك، وشيوخك فيقولوا لك" (تث32: 7) ([576])].


[576] [] Cassian: Conferences, 14: 2 - 15.

هل من مثال لصلاة من أجل التوبة؟

هل من ضرورة للتلمذة؟