لماذا يوجد أحياناً نوع من كآبة القلب والندامة فى مخافة الرب تحلّ على النفس دون مجهود كبير، ويتم تلقائياً، وفى مرات أخرى يوجد فى النفس نوع من البلادة، حتى إن غصب الإنسان نفسه، لا يستطيع أن يشعر بأية ندامة للقلب؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الفضائل الروحية, حياة التوبة والإستعداد
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا يوجد أحياناً نوع من كآبة القلب والندامة فى مخافة الرب تحلّ على النفس دون مجهود كبير، ويتم تلقائياً، وفى مرات أخرى يوجد فى النفس نوع من البلادة، حتى إن غصب الإنسان نفسه، لا يستطيع أن يشعر بأية ندامة للقلب؟

يجيب القديس باسيليوس الكبير: [مثل هذه الندامة هى عطية من الله حيث تثير الرغبة، فتتذوق النفس عذوبة مثل هذه الندامة التى تُثار فتتبناها (تتبنى النعمة الموهوبة لها). او لُتبرهن أن النفس قادرة خلال الغيرة الشديدة أن تكون فى ندامة دائمة. بهذا فإن من يفقد هذه النعمة خلال تراخيه ليس له عذر. لكننا أحياناً نغصب أنفسنا (على الندامة)، ومع هذا نعجز عن اقتنائها، كدليل على إهمالنا السابق فى دفعات أخرى. فإنه يستحيل أن ينجح الإنسان فى عمل بمجدر أن يأتى إليه دون أن يعطيه عناية شديدة مع تدريب باجتهاد مع آخرين، ويظهر أن نفسه تشمئز من الرذائل والأهواء التى تعوق ممارسة ما هو لائق. وبحسب التعليم الذى نطق به الرسول القائل: "أما أنا فجسدى مبيع تحت الخطية، لأنى لست أعرف ما أفعله. إذ لست أفعل ما أريده، بل ما أبغضه فإياه أفعل" (رو7: 14 - 15). مرة أخرى يقول: "لست بعد أفعل ذلك أنا، بل الخطية الساكنة فىّ" (رو7: 17). يسمح الله أن يحدث هذا عينه معنا بهدف صالح، حتى أننا بواسطة الأمور التى تعانى منها النفس لا إرادياً، تدرك الأمور التى تسطو عليها، وإذ تتعرف على الطرق التى بها صارت مُستعبدة للخطية بغير إرادتها (رو6: 20) تصحوا من جديد، وتتحفظ من شباك إبليس (1تى3: 7؛ 6: 9)، كما تكتشف أن رحمة الله تحث على مساندة أولئك الذين بحق يتوبون ([563])].


[563] [] Regulae brevius tractatae. 16.

ما هو موقفنا ممن يخفى خطاياه؟

ما هى الثمار التى تُختبر للتوبة الحقيقية؟