لماذا دُعي يسوع آدم الجديد (الثانى)؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت العقيدي, عقيدة, لاهوت السيد المسيح
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا دُعي يسوع آدم الجديد (الثانى)؟

يقدم لنا الرسول بولس شخص السيد المسيح بكونه آدم الجديد، الذى احتل مركز آدم الأول، لكى يقدم للبشرية ما فشل فى تقديمه أبوهم الأول، ويُصلح ما ورثوه عنه من فساد (1كو15: 21 - 22؛ 44 - 49). "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع. فإنه حتى الناموس كانت الخطية فى العالم، على أن الخطية لا تُحسب، إذ لم يكن ناموس. لكن قد ملك الموت من آدم إلى موسى، وذلك على الذين لم يخطئوا على شبه تعدي آدم الذى هو مثال الآتي" (رو5: 12 - 14).

آدم الأول كرأس للبشرية حسب الجسد قدم لها الخطية ودخل بها إلى الموت. أما السيد المسيح، رأس البشرية حسب الروح، فقدم بنعمته الإلهية بالصليب والقيامة والصعود المصالحة مع الآب، واهباً إيانا برَّه الإلهي، ودخل بنا إلى الحياة الأبدية. لا نعجب إن كان الرسول بولس فى مواقف كثيرة يؤكد حقيقة ناسوت المسيح، فقد صار بالحق آدم الأخير، وخضع تماماً للآب فى طاعة كاملة حتى موت الصليب (في2: 8). بهذه الطاعة انسحبنا من نسبنا لآدم الأول الذى بعصيانه دخلت الخطية المفسدة، وانتسبنا لآدم الجديد الذى بطاعته نتمتع بالخلاص. لو لم يأخذ مسيحنا جسداً حقيقياً ونفساً بشرية ما كان يمكنه أن يطيع حتى الموت، وما كانت أعماله حقيقية، وبالتالى ما تحقق خلاصنا به.

يقول القديس أمبروسيوس: [فى آدم أنا سقطت، فى آدم طُردت من الفردوس، فى آدم أنا مت. كيف يردني الله ما لم يجدني فى آدم الجديد؟ فكما فى آدم أنا مجرم ومدين حتى الموت، هكذا فى المسيح أتبرر[431].] ويقول القديس إيرينيؤس: [لقد حتّم الله أن الإنسان الأول يحمل طبيعة حيوانية، على أساس أنه يخلص بالطبيعة الروحانية[432].] يقول القديس أغسطينوس: [كل البشر الذين مات المسيح لأجلهم، ماتوا فى خطية آدم الأول، والذين يعتمدون فى المسيح يموتون عن الخطية[433].] يقول القديس جيروم: [فى معصية آدم طُردنا جميعاً من الفردوس بالخطية (تك3: 23 - 24). يعلمنا الرسول أنه حتى نحن الذين جئنا مؤخراً سقط آدم فينا. لذلك فى المسيح، فى آدم السماوي، نؤمن أننا نحن الذين سقطنا من الفردوس بخطية آدم الأول رجعنا إليه ببرّ آدم الثانى[434].] يقول القديس كيرلس السكندري: [إنه دُعي آدم الأخير، لأنه آدم بحسب الجسد، وقد صار بداية ثانية للذين على الأرض ففيه عادت طبيعة الإنسان إلى حياة جديدة فى التقديس وعدم الفساد بالقيامة من الأموات، فإنه هكذا قد نقض الموت، إذ لم يحتمل الذى هو الحياة بطبعه أن يخضع جسده للفساد، فإن المسيح "لم يكن ممكناً أن يمسك منه" (أع2: 24) بحسب كلمات بطرس الإلهية. وهكذا انتقلت بركات هذه النصرة منه إلينا[435].].

أدم الجديد يهبنا الحياة الجديدة: يرى القديس يوحنا الذهبى الفم أن السيد المسيح بكونه الحياة، أو مصدر الحياة، لا يمكن إلا أن يكون أزلياً، وإلا فمن وهب الحياة إن كان هو نفسه غير موجود فى وقتِ ما؟ إنه يقول: [هو الحياة... التى بلا بداية ولا نهاية، فإنها بهذا تكون بالحقيقة الحياة كما يلزم. فإنه إن كان يوجد وقت ما لم تكن فيه الحياة، فكيف يمكنها ان تكون حياة للآخرين إن كانت هى نفسها غير موجودة؟! [436]] ويقول القديس أغسطينوس: [نصير بالحقيقة أحراراً عندما يدبر الله حياتنا، أى يشكلنا ويخلقنا لا ككائنات بشرية، فإن هذا قد صنعه بالفعل، بل يجعلنا شعباً صالحاً، الأمر الذى يفعله الآن بنعمته، حتى نصير خلائق جديدة فى المسيح يسوع. لهذا نقدم الصلاة: "قلباً نقياً، اخلقه فيّ يا الله" (مز51: 10).].


[431] On the Death of His Brother Satyrus, 6: 2.

[432] Adv. Haer. , 22: 3: 3.

[433] Against Julian 21: 7.

[434] Homilies on the Psalms 66.

[435] المسيح واحد 1353، 75 PG.

[436] Homily 3: 4.

لماذا دُعي يسوع حمل الله؟

لماذا دُعي يسوع ابن الله وابن الإنسان؟