لماذا دُعي يسوع ابن الله وابن الإنسان؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت العقيدي, عقيدة, لاهوت السيد المسيح
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا دُعي يسوع ابن الله وابن الإنسان؟

كان لقب ابن الإنسان محبباً لدى السيد المسيح، إذ أراد تأكيد تأنسه حباً فى البشرية، وعندما سأل: "ماذا يقول الناس إنى أنا ابن الإنسان" (يو12: 34؛ مت16: 13). كان قادة اليهود يدركون ما وراء تعبير "ابن الإنسان" فى دانيال. "كنت أرى فى رؤى الليل، وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسانٍ أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه. فأعطي سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول، وملكوته ما لا ينقرض" (دا7: 13 - 14).

وعندما سٌئل: "إن كنت أنت المسيح، فقل لنا" (لو67: 22)، وأجاب أنه ابن الإنسان، قال الجميع: "فأنت ابن الله؟ فقال لهم: أنتم تقولون إنى أنا هو. فقالوا ما حاجتنا بعد إلى شهادة، لأننا نحن سمعنا من فمه" (لو22: 70 - 71؛ يو18: 7؛ مت27: 40، 43). يربط السيد المسيح بين اللقبين، فحين قال له نثنائيل: "يا معلم أنت ابن الله" (يو1: 49علق السيد بقوله: "الحق الحق أقول لكم من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان" (يو1: 51). يقول القديس هيبوليتس الرومانى: [هو رب الذين فى السماء لأنه كلمة الله المولود قبل الدهور؛ ورب الذين على الأرض لأنه أحصي بين الأموات كارزاً بالإنجيل لنفوس القديسين (1بط3: 19)، وقد غلب الموت بالموت[426].].

فيه صرنا أبناء الله: فى ابن الله الوحيد المحبوب نلنا التبنى، فصرنا أبناء، لنا حق شركة الميراث، لكن شتان ما بين الابن المحبوب وحيد الجنس، وبين الأبناء بالتبني. يقول القديس أغسطينوس: [أقام الآب شركاء فى الميراث مع ابنه الوحيد، لكنهم ليسوا مولودين مثله من جوهره، إنما تبناهم ليصيروا أهل بيته[427].] ويحثنا القديس غريغوريوس النيسي على الاشتياق للتشبه بالملائكة خلال عمل المسيح الخلاصي فينا، فيقول: [إننا نحيا مع المسيح نتيجة لصلبنا معه، ونتمجد أيضاً معه ونملك معه. أما نتيجة حضورنا فهى إننا نتغير من رتبة الطبيعة البشرية والكرامة الإنسانية إلى تلك التى للملائكة، وهكذا يقول دانيال "ألوف ألوف وقوف قدامه" (دا7: 10) [428].].

دعوته الآب "أبا": فى كل أحاديث السيد المسيح مع الآب، استخدم كلمة "أبا"، باستثناء حديثه على الصليب حيث أراد توجيه أنظارنا إلى المزمور 22 ليؤكد أن صلبه لم يأتِ مصادفة، بل تحقيقاً للنبوات. لقد صرخ ببدء المزمور الخاص بالصلب: "إلهي، إلهي، لماذا تركتني".

يقول J. A. Fitzmyer إن كلمة "أبا" فى ذلك الحين لا تعادل Daddy، إذ لم تكن لغة الطفل الصغير مع أبيه، بل لغة الابن الناضج الذى يتحدث بروح الوقار والالتزام مع أبيه[429].

إن كان الابن موضع سرور الآب، والواحد معه فى الجوهر، يدعوه "أبا"، فباتحادنا به كأعضاء فى جسده وهبنا – خلال المعمودية – البنوة للآب، فيحق لنا ما يقوله الرسول بولس: "إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف، بل أخذتم روح التبنى الذى به نصرخ: يا أبا، الآب" (رو8: 15). هكذا دخل بنا الابن الوحيد المتجسد إلى حضن الآب لنتحدث معه بلغة البنين الناضجين، الملتزمين بتحقيق إرادة أبيهم ببهجة ومسرة، منقادين بروح الله القدوس. يرى القديس أغسطينوس أن الرسول استخدم الكلمتين "أبا، الآب" (رو8: 15)، بالأولى ينادي أهل الختان الله بلغتهم (الآرامية)، وبالثانية ينادي أهل الغرلة الله أيضاً بلغتهم. وكأن السيد المسيح قد ضم اليهود مع الأمم ليتحدث الكل معاً بلغة البنين وبدالة لدى الآب، كل بلغته[430].


[426] Treatise on Christ and Antichrist, 26.

[427] Sar. on N. T. 9: 67.

[428] On Virginity, ch,24.

[429] Fitzmyer: Abba and Jesus’ Relationship to God. In “A cause de I’èvangile, Paris,1985,p. 57 - 81.

[430] Letter 56: 32.

لماذا دُعي يسوع آدم الجديد (الثانى)؟

لماذا دُعي يسوع ملك الملوك؟