10- لماذا لا يغفر لنا الله ذنوبنا ما لم نغفر نحن أيضاً لإخوتنا ذنوبهم؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الصلاة, الوسائط الروحية
الأسفار الصلاة الربانية, العهد الجديد, دراسات في العهد الجديد
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

10 - لماذا لا يغفر لنا الله ذنوبنا ما لم نغفر نحن أيضاً لإخوتنا ذنوبهم؟

لأننا نشهد عملياً أننا أشرار لا نصفح لإخوتنا عما ارتكبوه ضدنا، وأننا غرباء عن صلاح الله. يليق بنا أن نتقدَّم للصلاة بروح الحب بدون تذكُر أية ضغينة أو كراهية لأحد أياً كان موقفه منا أو من الكنيسة. نعلن غفراننا له فى قلوبنا التى ينظرها الله نفسه، ونتمم الوصية الرسولية: "إن كان ممكناً فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس" (رو12: 18).

يقول الأب اسحق: [من لا يغفر من قلبه لأخيه الذى أساء إليه لا يجلب لنفسه بهذه الصلاة غفراناً بل دينونة[166].].

ويقول القدّيس أغسطينوس [ "واغفر لنا ما علينا Our debts"... إننا مدينون بالخطايا لا بالمال. لكن ربّما تقولون: وهل أنتم أيضاً مدينون بالخطايا؟ أجيب بالإيجاب. هل أنتم أيها الأساقفة مدينون؟ نعم نحن أيضاً مدينون! ما هذا يا ربى؟! أبعدوا هذا عنكم (أى إدانة الأساقفة) ولا تخطئوا فإنّنى لا أصنع خطأ، ومع ذلك فإنّنى أقول الحق أنى مدين. "إن قلنا أنه ليس لنا خطيّة نُضلّ أنفسنا وليس الحق فينا" (1يو1: 8). إننا نلنا سرّ المعموديّة، ومع ذلك فنحن مدينون، ليس لأن المعموديّة لم تغفر خطيّة مُعيَّنة بل لأننا نفعل فى حياتنا ما نحتاج إلى مغفرته كل يوم... أى إنسان يعيش هنا ولا يحتاج إلى هذه الصلاة؟! إنه متكبّر لا يستطيع أن يتبرّر. خير له أن يتمثَّل بالعشّار ولا يتكبَّر كالفرّيسى الذى صعد إلى الهيكل متباهياً باستحقاقه، خافياً جراحاته، أمّا الذى قال: "اللهم ارحمنى أنا الخاطي" (لو18: 13) فقد عرف أين يصعد. أنظروا أيها الإخوة... فقد علَّم الرب يسوع تلاميذه الذين هم رسله الأوّلين العظماء، قادة قطيعنا، أن يصلّوا بهذه الطلبة. فإن كان القادة يصلّون من أجل غفران خطاياهم، كم بالأكثر ينبغى علينا نحن الحملان!...

الصلاة مع الإحسان يرفعان الخطايا، بشرط ألا نرتكب تلك الخطايا التى بسببها نُحرَم من الخبز اليومى (سّر الإفخارستيا). لنتجنّب كل الآثام التى تستحق تأديبات قاسية.].

كما يقول: إنه عهد وميثاق بيننا وبين الله! الرب إلهنا يقول: اغفروا يغفر لكم، فإن لم نغفر نبقى فى خطايانا ضدّ أنفسنا وليس ضدّه... اغفروا من قلوبكم التى يراها الله، إذ أحياناً يغفر الإنسان بفمه لكنّه يحتفظ بها فى قلبه. يغفرها بفمه من أجل البشر، ويحتفظ بها فى قلبه إذ لا يخاف من عينيّ الله[167].].

يقول القدّيس كبريانوس: [بعد طلب الطعام نسأل الصفح عن الخطيّة، لأن من يقوته الله يلزم أن يحيا فى الله، فلا يكون رجاؤه بالحياة الحاضرة الزمنيّة فحسب وإنما بالأبديّة أيضاً، التى نأتى إليها متى غُفِرَت الخطيّة، هذه التى دعاها السيّد "ديوناً"، حسب قوله فى إنجيله: "كل ذلك الدين تركته لك لأنك طلبت إليّ" (مت18: 32). إنه من الضرورى واللائق والنافع لنا أن يذكرنا الرب بأنّنا خطاة، إذ يلزمنا سؤال الصفح عن خطايانا، فبالتماسنا الصفح عنها من الله نتذكّر حالة الخطيّة التى عليها ضمائرنا، ولئلا يتعجرف أحد ويظن فى نفسه أنه بار فيهلك بكبريائه إلى النهاية، لذلك نتعلَّم من هذه الطلبة أننا نخطئ كل يوم. هكذا يُحَذِّرنا الرسول يوحنا فى رسالته: "إن قلنا أنه ليس لنا خطيّة نُضلّ أنفسنا، وليس الحق فينا، إن اعترفنا بخطايانا (فالرب) أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا" (1يو1: 8 - 9).].


[166] Ser. on N. T 6 - 9.

[167] On Lord's Prayer 22.

11- ماذا يعنى القول: لا تدخلنا فى تجربة، لكن نجّنا من الشرّير؟

9- ماذا يعنى بالخبز فى قوله: خبزنا كفافنا (اليومى أو الجوهرى أو الذى للغد) أعطنا اليوم (مت11:6)؟