11- ماذا يعنى القول: لا تدخلنا فى تجربة، لكن نجّنا من الشرّير؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الصلاة, الوسائط الروحية
الأسفار الصلاة الربانية, العهد الجديد, دراسات في العهد الجديد
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

11 - ماذا يعنى القول: لا تدخلنا فى تجربة، لكن نجّنا من الشرّير؟

يقول الأب إسحق: [أيوب جُرِّب، لكنّه لم يدخل فى تجربة، إذ لم ينطق ضدّ الله بأى تجديف، ولا استسلم لفمٍ شريرٍ كرغبة الشرّير نفسه. إبراهيم جُرِّب، ويوسف جُرِّب، لكن لم يدخل أحدهما فى تجربة، لأنهما لم يستسلما ليُرضيا المُجَرِّب[168].].

ويقول القدّيس أغسطينوس: [من يُغلَب من التجربة يرتكب الخطيّة، لهذا يقول يعقوب الرسول: "لا يقل أحد إذا جُرِّب إنى أُجَرَّب من قبل الله، لأن الله غير مُجرَّب بالشرور وهو لا يُجَرِّب أحداً. ولكن كل واحد يُجَرَّب إذا انجذب وانخدع من شهوته. ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطيّة، والخطيّة إذا كملت تنتج موتاً" (يع1: 13 - 15). فإذ لا تنجذبون إلى شهوتكم لا تقبلونها... الله لا يُجرِّب أحداً بالتجارب التى تخدعنا وتضلّنا، ولكن بدون شك فى أعماق عدله يتخلَّى عن البعض، فيجد المُجَرِّب فرصته، لأنه لا يجد فيها مقاومة. وإذ يتخلَّى الله عنهم يتقدَّم المُجرِّب نفسه كمالك لهم. لهذا نقول "لا تدخلنا فى تجربة" لكى لا يتخلَّى الله عنّا... ماذا يُعَلِّمنا الرسول يعقوب! إنه يُعَلِّمنا أن نُحارِب شهواتنا...

لا يخيفكم أى عدوّ خارجى! انتصروا على أنفسكم، فتغلبوا العالم كله! لأنه ما هو سلطان المجرِّب الخارجي عليكم، سواء أكان الشيطان أم خادمه؟ إن وُضِع أمامكم الأمل بالربح بقصد إغرائكم للخطيّة لا يجد فيكم الطمع، فلا يقدر أن يفعل بكم شيئاً... أمّا إن وُجد فيكم الطمع، فإنكم تحترقون عند إغرائكم بالمكسب وتُصطادون بطعم فاسد... وإن وضع أمامكم نساء فائقات الجمال، فإن وُجد فيكم العفّة داخلكم تَغلبون الظلمة الخارجية. حاربوا شهواتكم الداخليّة فلا يقتنصكم بطُعم امرأة غريبة. إنكم لا تدركون عدوُكم، لكنكم تُدركون شهواتكم... فلتسيطروا على ما تلمسونه داخلكم[169].].

يقول القدّيس كبريانوس: [فى هذه الكلمات يظهر عجز الخصم عن فعل أى شيء ضدّنا ما لم يسمح له الله بذلك، لهذا يتحوَّل خوفنا وتقوانا وطاعتنا إلى الله، إذ فى تجاربنا لا يصيبنا شيء لو لم يُعطَ سلطاناً من الله. هذا ما يُؤكِّده الكتاب الإلهى إذ يقول: "جاء نبوخذنصر ملك بابل على أورشليم وسباها والرب سلّمها ليده" (راجع 2مل24: 11).

يُعطى السلطان للشرّير بسبب خطايانا، كما قيل: "من دفع يعقوب إلى السلب وإسرائيل إلى الناهبين؟! أليس الرب الذى أخطأنا إليه، ولم يشاءوا أن يسلكوا فى طرقه، ولم يسمعوا لشريعته؟، فسكب عليه حموُ غضبه!" (إش 42: 24). وعندما أخطأ سليمان وترك وصايا الرب وطريقه قيل: "وأقام الرب خصماً لسليمان" (1مل11: 14). يعطى السلطان ضدّنا بأسلوبين: امّا للعقوبة عندما نخطئ، أو للمجد عندما نتزكّى، كما نرى فى أمر أيوب إذ يقول الرب: "هوذا كل ما له فى يديك، وإنما إليه لا تمد يدك" (أى1: 12). ويقول الرب فى إنجيله أثناء آلامه: "لم يكن لك عليّ سلطان البتة لو لم تكن قد أعطيت من فوق" (يو19: 11).

ونحن إذ نسأل ألا ندخل فى تجربة إنّما نتذكَّر ضعفنا، الذى لأجله نسأل لئلا يتَّصِف أحد بمهانة وفى كبرياء وعجرفة يظن فى نفسه أنه شيء، ناسباً لنفسه مجد الاعتراف (وسط الضيقة) والقدرة على الاحتمال، مع أن الرب يُعَلِّمنا التواضع، قائلاً: "اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا فى تجربة، أمّا الروح فنشيط، واما الجسد فضعيف" (مر14: 38) [170].] كما يقول: [عندما نقول: "نجّنا من الشرّير" لا يبقى بعد شيء نطلبه. إذ نطلب من الله حمايتنا من الشرّير فيُعطِينا، فنقف فى أمان وسلام ضدّ كل ما يصنعه الشيطان أو العالم ضدّنا. فإنه أى شيء يُرهب، فى هذا الحياة – من كان الله هو حارسه؟ [171]].


[168] Cassian: Conf. 23: 9.

[169] Ser. on N. T. 6 - 9.

[170] Lord's Prayer, 25,26.

[171] Lord's Prayer, 27.

12- لماذا نختم الصلاة الربانية بمجدلة الله، قائلين: "لأن لك المُلك والقوّة والمجد إلى الأبد"؟

10- لماذا لا يغفر لنا الله ذنوبنا ما لم نغفر نحن أيضاً لإخوتنا ذنوبهم؟