9- ماذا يعنى بالخبز فى قوله: خبزنا كفافنا (اليومى أو الجوهرى أو الذى للغد) أعطنا اليوم (مت11:6)؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الصلاة, الوسائط الروحية
الأسفار الصلاة الربانية, العهد الجديد, دراسات في العهد الجديد
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

9 - ماذا يعنى بالخبز فى قوله: خبزنا كفافنا (اليومى أو الجوهرى أو الذى للغد) أعطنا اليوم (مت6: 11)؟

فى اختصار يُشير هذا الخبز إلى: القوت اليومى، أو الإفخارستيا، أو كلمة الله (الكتاب المقدس) أو السيد المسيح نفسه.

أولاً: القوت اليومى

يليق بالمؤمن أن يحافظ على صحة جسده وأيضاً نفسه. يقول القدّيس أغسطينوس: [هب لنا الأمور الأبديّة (الطلبات السابقة)، وأعطنا الأمور الزمنيّة. لقد وعدت بالملكوت فلا تحجم عنّا وسيلة الحياة. ستعطينا مجداً أبدياً إذ تهبنا ذاتك فيما بعد، أعطنا على الأرض المئونة الزمنيّة... بلا شك هذه الطلبة تُفهَم عن الخبز اليومى من ناحيتين: القوت الضرورى للجسد والمئونة الروحيّة الضروريّة. توجد مئونة لازمة للجسد لحفظ حياتنا اليوميّة، بدونها لا نقدر أن نعيش وهى الطعام والملبس، لكن بذكر الجزء (الخبز) نقصد الكل[155].].

ثانياً: سرّ الإفخارستيا

يقول القدّيس أغسطينوس (فى حديثه مع طالبى العماد) [إن كنتم تفهمون هذا الخبز أنه ما يناله المؤمنون، وما تنالونه أنتم بعد العماد، فإنه من المهم أن نسأل ونطلب "خبزنا اليومى أعطنا اليوم" لكى نسلك بحياة مُعَيَّنة فلا نُحرَم من الهيكل المُقَّدس... أعطنا جسدك، طعامنا اليومى... دعنا نعيش صالحين حتى لا نُحرَم من مذبحك[156].].

ويقول القدّيس أغسطينوس: [هذا الذى يقول عنه الرب فى الإنجيل: "ليس حسناً أن يُؤخذ خبز البنين ويُطرَح للكلاب" (مت15: 26)؟ بالتأكيد يوجد خبز آخر، فما هو هذا الخبز؟ ولماذا دُعِي بالخبز اليومى؟ لأنه ضرورى كالخبز الآخر، بدونه لا نستطيع أن نحيا... ذلك هو كلمة الله التى تُوَزَّع يومياً. خبزنا يومى، تحيا به أرواحنا لا أجسادنا، إنه لازم لنا نحن الذين لا نزال نعمل فى الكرم. إنه الغذاء وليس الأجرة. فمن يستأجر عاملاً يلتزم بتقديم الغذاء له حتى لا يخور، أمّا الأجرة فتُقَدَّم له ليُسرَّ بها. غذاؤنا اليومى فى هذه الحياة هو كلمة الله، التى تُوَزَّع على الدوام فى الكنائس، أمّا أجرتنا التى نأخذها بعد العمل فهى التى تُدعَى بالحياة الأبديّة... ما عالجته أمامكم الآن هو خبز يومى، كذلك فصول الكتاب المقدّس التى تسمعونها يومياً فى الكنيسة هى خبز يومى. التسابيح التى تترنمون بها هى أيضاً خبز يومى. لأن هذه جميعها ضروريّة لنا أثناء رحلتنا[157].].

كما يقول: [عندما تنتهى هذه الحياة لا نطلب الخبز الذى نجوع إليه، ولا نأخذ من الأسرار المقدّسة من على المذبح، أذ نكون هناك مع المسيح الذى نأخذ جسده هنا، ولا تحتاجون إلى من يحدّثكم عما أنطق به معكم الآن، ولا نقرأ الكتاب المقدّس إذ نُعاين كلمة الله نفسه، الذى به كان كل شيء وبه يتغذَّى الملائكة ويستنيرون ويصيرون حكماء، دون حاجة إلى المناقشات المستمرّة... إنهم يشربون من الكلمة الوحيد، مملوئين من ذلك الذى به ينفجرون فى التسبيح بلا انقطاعٍ، إذ يقول المزمور: "طوبى للساكنين فى بيتك أبداً يُسَبِّحونك" (مز84: 4) [158].].

ويقول القديس كبريانوس: [المسيح هو خبز الحياة بالنسبة لنا ولا يخصّ كل البشر. وكما نقول "أبانا" إذ هو أب لكل من يفهم ويؤمن، هكذا ندعو المسيح خبزنا، لأنه خبز لكل الذين يتَّحدون بجسده. ونحن نطلب أن يعطينا هذا الخبز كل يوم، فنحن الذين فى المسيح ونتناول يومياً الإفخارستيا كطعام خلاصنا، لا نودّ أبداً أن نُمنَع من الشركة بسبب قهر زلّة عرضيّة تحرمنا من خبز السماء، وتفصلنا عن جسد المسيح، لقد سبق فنادى وحذَّر: "أنا هو الخبز الحيّ الذى نزل من السماء، إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد، والخبز الذى أنا أعطي هو جسدى الذى أبذله من أجل حياة العالم" (يو6: 51)... لذلك نطلب أن خبزنا – أى المسيح – يعطى لنا كل يوم، حتى أننا نحن الذين نسكن فى المسيح ونحيا فيه لا نُحرَم منه[159].

يقول العلامة ترتليان: [المسيح هو خبزنا، لأنه هوالحياة، والخبز هو الحياة. يقول السيِّد: "أنا هو خبز الحياة" (يو6: 35)، يسبق ذلك قوله: "خبز الله هو (كلمة الله الحيّ) النازل من السماء" (يو6: 33). جسده أيضاً يُحسَب خبزاً[160].].

ويرى القدِّيس أغسطينوس أن هذا الخبز اليومى هو التمتُّع بقيامة السيِّد المسيح، لكى نختبر كل يوم قوَّة قيامته عاملة فينا.

ويقول العلاّمة أوريجينوس[161]: [الخبز الحقيقى هو الذى يقوت الإنسان الحقيقى الذى خُلِق على صورة الله (تك1: 26 - 27)، ومن يقتات به يصير أيضاً على مثال الخالق. ولكن أى شيء يُنعش النفس إلا "الكلمة"، وأى شيء أثمن لذهنه من حكمة الله؟... وأى شيء يخص النفس العاقلة أكثر من "الحق"؟] كما يقول: [لكى لا تمرض نفوسنا بسبب عدم وجود قوت لها، ولكى لا تموت بسبب وجود مجاعة فى كلمة الرب، فلنسأل الآب الخبز الحيّ كخبز يومى، مطيعين مُخَلِّصنا كمُعَلِّمٍ، وواضعين إيماننا فيه، سالكين بأكثر حكمة.].

ويذكر العلاّمة أوريجينوس فى شرحه الصلاة الربّانيّة أن كلمة (epiouios) ماخوذة عن "ousia" أى "جوهر[162]". بينما يرى البعض أنها مشتقّة عن "epienai" [163] والتى تعنى "الغد". وبنفس الفكر يذكر جيمس سترونج فى كتابه: "القاموس اليونانى للعهد الجديد" بأن الكلمة مشتقّة إمّا عن "epiousa" أو "epi" أو "eimi"، وأنها معناها: أساسى، جوهرى، ضرورى، يومى، الغد[164].

هذا ويقول القدّيس جيروم: إن [الإنجيل العبرى حسب متّى يُقرأ هكذا: "خبزنا الذى للغد أعطنا اليوم" بمعنى آخر، أن الخبز الذى ستهبه لنا فى ملكوتك امنحه إيّانا اليوم[165].].


[155] Ser. On N. T 6 - 9.

[156] Ser. On N. T 6 - 9.

[157] Ser. On N. T 6 - 9.

[158] Ser. On N. T 6 - 9.

[159] Treat. 18: 4.

[160] On Prayer 6.

[161] On Prayer 8: 27.

[162] On Prayer 13: 27.

[163] James Strong: Greek Dict. of N. T. , article 1967, 1966, 1909, 1910,.

[164] On Ps. hom 17.

[165] Cassian: Conf. 22: 9.

10- لماذا لا يغفر لنا الله ذنوبنا ما لم نغفر نحن أيضاً لإخوتنا ذنوبهم؟

8- ماذا يقصد بكلمتيّ "السماء، الأرض" فى هذه العبارة (مت10:6)؟