بلا شك يحمل البشر طبائع متنوعة، فلماذا نلقى باللوم عن إرادتنا؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحرية, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, مفاهيم في الحياة الروحية
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

بلا شك يحمل البشر طبائع متنوعة، فلماذا نلقى باللوم عن إرادتنا؟

بالإيمان الحى تتقدس طبائعنا بالرغم من تنوعها، كمثال واضح فى العهد الجديد طبائع بطرس الرسول السريع الانفعال تختلف عن طبائع يوحنا الحبيب المُتسم بالهدوء، وإذ تقدّس الاثنان، شعر كل منهما أن الاخر مُكمل للآخر، فلا نعجب من انطلاقهما للخدمة فى انسجام. ففى مواقف كثيرة انطلقا معاً فى صحبة السيد المسيح (مت17: 1× مر5: 37؛ 13: 3؛ 33: 14؛ لو8: 51؛ 22: 8) كما انطلقا معاً للعمل (أع3: 1، 3، 4، 11، 13)، وأرسلهما الرسل معاً إلى السامرة (8: 14).

إن الشرّ الذى يختاره الإنسان بنفسه هو نتاج الإرادة، وتظهر إرادتنا الحُرة فى ارتكاب الخطية من قول النبى بوضوح: "وأنا قد غرستك كرمة مثمرة، شجرة كاملة، فكيف تحولت إلى شجرة برية وكرمة غريبة؟!" (راجع إر2: 21) كان الزرع جيداً ولكن الثمر جاء رديئاً! فالزارع برئ، وأما الشجرة فتُحرق بالنار، لأنها زرعت جيدة وبإرادتها حملت ثمراً رديئاً. وكما يقول المُبشر: "الله صنع الإنسان مستقيماً، أما هم فطلبوا اختراعات كثيرة" (جا7: 29). ويقول الرسول: "لأننا نحن عمله، مخلوقين... لأعمال صالحة وقد سبق الله فأعدها لكى نسلك فيها" (أف2: 1 - 2). فالخالق صالح، خلقنا لأعمال صالحة، أما الخليقة فانحرفت إلى الشرّ بإرادتها الحُرة. يقول القديس كيرلس الأورشليمى: [الخطية شرّ مُرعب للغاية، لكنها ليست من المرض المُستعصى شفاءه. هى مرعبة لمن يلتصق بها، لكن من يتركها بالتوبة يشفى منها بسهولة...

تصور إنساناً يحمل ناراً فى يديه، فإنه مادام يحمل الفحم يتأكد احتراقه، وإن ألقاها يلقى اللهيب أيضاً! لكن إن ظن أحد أنه لا يحترق إن أخطأ، بالكتاب المقدس يخبره قائلاً: "أيأخذ إنسان ناراً فى حضنه ولا تحترق ثيابه؟!" (أم6: 27) الخطية تحرق طاقات النفس (تكسر عظام الذهن الروحية، وتظلم نور القلب[83]) [84]].


[83] - هذه العبارة محذوفة من النسختين البندكتية، وال Millesلكنها وردت فى الطبعات الحديثة الدقيقة.

[84] - مقال 2: 1.

هل للشيطان المُخادع سلطان مُلزم للإنسان؟

لماذا يرفض الأشرار المشيئة الإلهية؟