هل للشيطان المُخادع سلطان مُلزم للإنسان؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحرية, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, مفاهيم في الحياة الروحية
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

هل للشيطان المُخادع سلطان مُلزم للإنسان؟

يقول القديس كيرلس الأورشليمى: [لست وحدك صانع الشر، بل يوجد من يدفعك إليه بعنف. إنه الشيطان الذى يقترح عليك الشرّ دون أن تكون له سيادة إلزامية على من يقبله. لذلك يقول المُبشر: "إن صعدت عليك روح المتسلط فلا تترك مكانك" (جا10: 4) [85]. أغلق بابك واطرده بعيداً عنك، فلا يصنع بك سوءاً، أما إن قبلت فكر الشهوة بغير مبالاة، فستتغلغل جذوره فيك، ويُفتن ذهنك بحيله، ويهوى بك فى هاوية الشرور. قد تقول: أنا مؤمن، لا تقدر الشهوة أن تصعد إلىّ حتى وإن فكرت فيها كثيراً! أما تعلم أن جذع الشجرة بالمقاومة المستمرة يستطيع أن يحطم حتى الصخرة؟! فلا تسمح للبذرة أن توجد فيك حتى لا تمزق إيمانك وتحطمه. اقتلع الشر بجذره قبلما يزهر، لئلا بإهمالك فى البداية تحتاج بعد ذلك إلى فؤوس ونار. عالج فى الوقت المناسب عندما يلتهبان، لئلا تصير أعمى، وتحتاج إلى طبيب! [86]].

حتى الشيطان لم تُلزمه طبيعته على السقوط فى الشر، يقول القديس كيرلس الأورشليمى: [دُعى "إبليس" بسبب أضاليله. كان خادم الله الصالح، وقد صار مدعواً شيطاناً بحق، لأن كلمة "شيطان" معناها "خصم". هذا التعليم ليس من عندى، بل هو تعليم حزقيال النبى الموحى به، إذ رفع مرثاة عليه قائلاً: "كنت خاتم صورة الله، وتاج البهاء، وُلدت فى الفردوس" (راجع حز28: 12 - 17).

يعود فيقول بعد قليل: "عشت بلا عيب فى طرقك من يوم خُلقت حتى وُجد فيك إثم". إنه بحق يقول: "حتى وُجد فيك إثم"، إذ لم يُجلب عليه من الخارج، بل هو جلبه لنفسه. وللتو أشار إلى السبب قائلاً: "قد ارتفع قلبك لجمالك بسبب كثرة خطاياك، طعنت فطرحت على الأرض". هذا القول يتفق مع قول الرب فى الإنجيل: "رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء" (لو10: 18).

ها أنت ترى اتفاق العهدين القديم والجديد! عندما طُرد سحب معه كثيرين، إذ يبث الشهوات فيمن ينصتون إليه. منه تنبع الدعارة والزنا وكل أنواع الشر. خلاله طُرد أبونا بسبب العصيان، وتحول عن الفردوس ذى الثمر العجيب إلى الأرض المُنبتة شوكاً[87]].


[85] - جا10: 4. راجع أيضاً أف2: 7. "ولا تعطوا إبليس مكاناً".

[86] - مقال 2: 3.

[87] - مقال 2: 4.

هل توجد قوائم للرذائل فى كتابات الكنيسة الأولى؟

بلا شك يحمل البشر طبائع متنوعة، فلماذا نلقى باللوم عن إرادتنا؟