هل الكنيسة عروس سماوية أم مؤسسة اجتماعية؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
مقدم الإجابة الشماس بيشوي بشرى فايز, القمص تادرس يعقوب ملطي
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الكنيسة, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

هل الكنيسة عروس سماوية أم مؤسسة اجتماعية؟

يرى القديس يوحنا الذهبى الفم أن الكنيسة هى العروس موضوع حب عريسها السماوى المتهلل بها، يبذل حياته ليفتديها. ينزل إليها ليحملها معه إلى سماواته. تجسد وتأنس لكى تنعم بنعمته، فتتمتع بالشركة فى سماته الفائقة. إنها العروس السماوية الفريدة! لا تدخل فى منافسة مع العالم بمؤسساته المختلفة، وفى نفس الوقت لا تقاوم هذه المؤسسات ولا تستخف بها ولا برسالتها، لكنها كعريسها السماوى تطلب أن تغسل أقدام العاملين فيها بروح الحب والقداسة والتواضع.

سرّ القوة فى حياة المؤمن الحقيقى أنه وهو يتحدث بلغة الواقع الذى نعيشه فى العالم، يرتبط بالواقع العملى الذى نعيشه مع الله ومع جميع السمائيين أبدياً، لكن بلا ازدواجية. فالكنيسة هنا على الأرض فى نظره هى "أيقونة السماء"، حياته هى عربون الحياة السماوية، تهب النفس فرحاً هو عربون السماء. يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [الكنيسة سماوية! إنها ليست إلاّ السماء ([86])].

[لتكن نفوسنا سماءً... أقصد نتمثل ببولس الذى وهو على الأرض يقضى حياته فى السماء! لنعجب إلى أين رفع الكنيسة؟... أقامها فى الأعالى، وأجلسها على عرش سام، لأنه حيث يكون الرأس هناك يوجد الجسد أيضاً. لا توجد عزلة بينهما، وإلا فلا يعود الجسد جسداً ([87])].

[فى استطاعتنا – إن أردنا – ألا نكون فى الجسد، ولا على الأرض، بل نكون فى الروح، فى السماء. لندخل إلى نفوسنا... إلى السماء، فى الروح! لنمكث فى سلام الله ونعمته، ولنتحرر من الجسديات، فننعم بالصالحات فى المسيح ربنا ([88])]. [يليق بكم وأنتم خارجون من هذا الموضع أن تعلنوا عنه أنه موضع مقدس. تخرجون كأُناسٍ نازلين من السماء عينها، ممتلئين وقاراً وحكمة، ناطقين وعاملين كل شئ بلياقة ([89])]. [تأملوا هذا التقدم العجيب! إنه يرسل ملائكة إلى البشر، ويقود الناس إلى السماويات. هوذا سماء تقام على الأرض لكى تلتزم السماء بقبول الأرضيين ([90])].

[انظروا كيف انطلق بأحاسيسهم إلى السماويات. لأنه كما قلت، إذ يكرر دائماً أن لهم ما للمسيح، وفى كل رسائله يركز على هذا الأمر، ليوضح أنهم شركاء فى كل شئ مع المسيح، لهذا يستخدم الألفاظ رأس وجسد، ويبذل كل ما فى وسعه ليقدم لهم (هذا المعنى) ([91])]. [حين رُفع جسده إلى الأعالى ظهرت الأمور التى فى السماء. يليق بنا أن يكون فكرنا ورجاؤنا وتوقعاتنا هناك (فى السماء) لئلا نفشل ([92])]. [ليس شئ مستقر مثل الكنيسة، إنها خلاصكم وملجأكم! عالية أعلى من السماوات، وقريبة أقرب من الأرض. لا تشيخ، بل تبقى مزدهرة دائماً... آلاف الأسماء تحاول أن تعبّر عن سموها، كما يُلقب الرب بأسماء كثيرة... إنها عروس فى وقت ما، وابنة فى وقت آخر، عذراء وأمة وأيضاً ملكة ([93])].


[86] [] In Hebr. Hom 3: 14.

[87] [] In Eph. Hom. 3.

[88] [] In Eph. Hom. 5.

[89] [] To those who had not Attended the Assembly.

[90] [] Sunday Sermons of the Great Fathers, vol. 1, p. 113.

[91] [] Homilies on Col. , Hom. 7.

[92] [] In Hebr. Hom 1: 7.

[93] [] P. G. 402: 52.

ما هو دورنا للاستعداد للعريس السماوى؟

الكنيسة عروس المسيح