لماذا لا أحيا عفيفاً مع أننى مؤمن والروح القدس ساكن فىَّ؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الخدمة الكنسية - اللاهوت الرعوي, العفة والطهارة, خدمة الشباب
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا لا أحيا عفيفاً مع أننى مؤمن والروح القدس ساكن فىَّ؟

هذا هو الإيمان المسيحى: إننا قد "دُفنا معه بالمعمودية للموت... عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صُلب ليُبطل جسد الخطية كى لا نعود نُستعبد أيضاً للخطية" (رو6: 6). لقد نلنا الإنسان الجديد الحُر، لكن حركات شهوة الجسد تحاربنا ونحن غير مستعبدين لها وذلك، كقول أغسطينوس، بجهادنا المرتكز على عمل النعمة. فبالروح نرفض حركات الشهوة ولا تطيع أعضاؤنا شهوة الجسد.

أ. نرفض حركات الشهوة، ولا نوافقها، إذ صارت إرادتنا صالحة، وبالروح القدس قادرة، رغم هجومها حركات الشهوة المستمر. وهكذا نقول مع الرسول: "أشكر الله بيسوع المسيح. إذا أنا نفسى بذهنى أخدم ناموس الله، ولكن بالجسد ناموس الخطية" (رو7: 25). بمعنى إننى بالروح أريد الخير وأخدم ناموس الله، لكن حركات الشهوة التى فى الجسد تحارب فى أعضائى دون أن تستعبدنى.

ب. عدم طاعة أعضائنا لشهوة الجسد: لقد صُلبت شهوة الجسد، إذ صُلب إنساننا العتيق، لكن حركاتها المصلوبة لا تكف عن المصارعة. وعملنا نحن بالروح القدس ألا تطيعها أعضاء جسدنا "لأنه كما قدمتم أعضاءكم عبيداً للنجاسة... هكذا الآن قدّموا أعضاءكم عبيداً للبرّ والقداسة" (رو6: 20).

لقد مُت مع المسيح وقُمت بذهنك معه، لكن لا تكف عن الجهاد لاغتصاب الملكوت برفضك فكر الشر وحركاته وعدم إخضاع أعضائك له.

فبعدما أكد الرسول "أن إنساننا العتيق قد صُلب ليبطل جسد الخطية كى لا نعود نُستعبد للخطية"، عاد ليأمرنا فى نفس الموضوع "احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية (أى لا توافقوها) إذ لا تملكن الخطية فى جسدكم المائت لكى تطيعوها فى شهواته. ولا تُقدموا أعضاءكم آلات إثم للخطية بل قدّموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضاءكم ألات برّ الله" (رو6: 13).

إن من مات مع الرب يسوع وقام معه بذهنه، يلزمه ألا تملك الخطية عليه وذلك بالجهاد والتغصب، إذ "من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط" (1كو10: 12). وفى هذا يحدثنا الرسول: "يا أولادى أكتب إليكم هذا لكى لا تُخطئوا (اى كأولاد لله جاهدوا بالروح القدس ضد الخطية). وإن أخطأ أحد، فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا" (1يو2: 1 - 2).

هذا هو مفهوم الحياة مع المسيح، سعى مستمر بقوة النعمة نحو حياة القداسة، مع عدم السقوط فى اليأس وفقدان الرجاء فى مراحم الله، حتى إن تعثر أحد وسقط. يقول الرسول: "وإنما أقول اسلكوا بالروح فلا تُكملوا شهوة الجسد" (غلا5: 16)، وهو بهذا يُحذرنا من حركات الشهوة المضادة لنا لئلا نُكملها. وفى موضع آخر يحدثنا الرسول قائلاً: "لأنكم قد مُتم وحياتكم مستترة مع المسيح فى الله" (كو3: 3) ومع ذلك يعود فيأمرنا قائلاً: "فأميتوا أعضاءكم التى على الأرض الزنا والنجاسة. الهوى والشهوة الردية الطمع الذى هو عبادة الأوثان" (كو3: 1 - 5).

لقد "مُتنا" فكيف يقول "أميتوا أعضاءكم"؟ حقاً إن من مات مع ربنا يسوع وحياته مستترة مع المسيح فى الله، يلزمه ألا يرتكب هذه الشرور من زنا ونجاسة وهوى الخ لكن حركات شهوة الجسد تحاربه دون أن تستعبده مادام على الدوام سالكاً فى طريق التوبة الدائمة رافضاً حركات الشهوة غير خاضع لها بأعضائه. إنه يردف للحال مطالباً إياناً "وأما الآن فاطرحوا عنكم أنتم أيضاً الكل... إذ خلعتم الإنسان العتيق مع أعماله ولبستم الجديد الذى يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه" (كو3: 8 - 11). باختصار، العفة ليست صعبة لأنها عمل الله فى حياتك، وإن كان الله قد وهبك توبة، فجاهد خاضعاً للرب حتى لا تفقد ما قد نلته بل يتجدد إنسانك الجديد – الذى نلته بالمعمودية – للمعرفة حسب صورة خالقه.

كيف يمكنك أن تغلب عملياً؟

ما معنى قول الرسول "وإنما أقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد" (غل16:5)؟