ماذا يعنى الرسول بقوله: “ليظهر الآن أمام وجه الله من أجلنا” (عب24:9)؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
مقدم الإجابة الشماس بيشوي بشرى فايز, القمص تادرس يعقوب ملطي
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ماذا يعنى الرسول بقوله: "ليظهر الآن أمام وجه الله من أجلنا" (عب9: 24)؟

يقول القديس كيرلس الكبير:

[فبأى معنى يظهر الآن أمام وجه الله من أجلنا؟ ألم يكن دائماً ظاهراً أمام الله من قبل تأنسه؟ من الواضح أنه كان كذلك، فهو حكمة الله الخالقة التى بها خرجت جميع الأشياء من العدم إلى الوجود، والتى كانت "كل يوم لذّته فرحة دائماً قدام الله" (أم8: 30). وأما الآن (فالجديد فى الأمر) أنه يظهر أمام الله ليس بعد بصفته اللوغوس المجرد وغير المتجسد، كما كان منذ البدء، بل فى شكلنا نحن وفى طبيعتنا نحن، فلذلك نقول إنه يظهر الآن من أجلنا فى حضرة الله الآب ليقدم طبيعتنا نحن، تلك التى بالحق صارت مطروحة من أمام الله بسبب مخالفة آدم. فنحن إذن الذين يُحضرنا أمام عينى الآب – فى شخصه هو كبدء لنا بصفته قد صار إنساناً – لكى يقربنا إلى الآب، ويعتقنا من العلل القديمة ويغيّر أعماقنا بالروح لتجديد الحياة حتى نُحسب مستحقين أيضاً لمعاينة الله الآب بصفتنا قد ارتقينا إلى طقس البنين ([82])].

يقول الرسول: "وأما رأس الكلام فهو أن لنا رئيس كهنة مثل هذا قد جلس عن يمين عرش العظمة فى السماوات خادماً (أى مقدماً الليتورجية) للأقداس والمسكن الحقيقى. الذى نصبه الرب لا إنسان... وقد حصل على خدمة (ليتورجية) أفضل من هرون" (عب8: 1 - 6).

كان هرون يخدم فى البرية وكانت مناسبة للناموس. أما المسكن الذى يناسب المسيح فهو المدينة البهيَّة التى من فوق أى السماء عينها التى هى الخيمة الإلهية غير المصنوعة بمهارة بشرية، ولكنها إلهية وفائقة. أما واقع خدمته الليتورجية فهى تقديس المؤمنين به بروحه القدوس وتقريبهم للآب كذبائح ماتوا عن العالم ويعيشون بالروح، هذه الخدمة اللائقة به ([83]).


[82] [] تفسير الرسالة إلى العبرانيين 9: 24. PG 985: 74.

[83] [] للاستزادة راجع دير القديس الأنبا مقار: حياة المسيح المقدسة وآلامه وموته وقيامته وصعوده وكهنوته السماوى من أجلنا بحسب تعليم القديسين أثناسيوس الرسولى وكيرلس الكبير، 1994.

الكنيسة عروس المسيح

ماذا يعنى الرسول بقوله: "رسول اعترافنا" (عب2:3)؟