اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالرَّابِعُ وَالثَّلاَثُونَ – سفر المزامير – القمص تادرس يعقوب ملطي

هذا الفصل هو جزء من كتاب: 21- تفسير سفر المزامير – القمص تادرس يعقوب ملطي.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالرَّابِعُ وَالثَّلاَثُونَ

الأعداد 1-3

الدخول إلى المقادس الإلهية.

الآن وقد بلغنا قمة السلم، أو المزمور الأخير من مزامير المصاعد، يرتفع قلبنا كما إلى السماء عينها، لندخل إلى حضن الآب، ونشترك مع الطغمات السمائية في التسبيح الدائم بفرحٍ وتهليلٍ. كل ما يشغلنا هو التمجيد من أجل بركة الرب الحالة علينا. كأننا نمارس الحياة السماوية المتهللة، في بيت الرب الأبدي.

يمكن القول بأن هذا المزمور هو تسبحة كنسية ليتورجية، يقدمها المؤمنون في السماء عينها، كتسبحة شكر لبلوغهم المقادس الإلهية.

يرى البعض أنه إذ يبلغ القادمون إلى الهيكل للعيد في آخر النهار وتبدأ خدمة المساء، يترنم رئيس الكهنة طالبًا من الكهنة واللاويين أن يسبحوا الرب مع جميع الشعب [1 - 2].

إن كان الكهنة واللاويون الذين عليهم حراسة الهيكل حتى لا يحدث أي خلل في النظام، فلا يقترب أحد من موضعٍ غير مسموح له بالاقتراب إليه، ومراعاة نار المذبح ألا تنطفئ، وأيضًا سرج المنارة الخ. لكن الكل من كهنة ولاويين وشعب يلزمهم أن يسبحوا الرب ويمجدوه، إذ فتح لهم بيته كي يدخلوا إليه ويتمتعوا بالحضرة الإلهية.

تَرْنِيمَةُ الْمَصَاعِدِ.

هُوَذَا بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ عَبِيدِ الرَّبِّ.

الْوَاقِفِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ بِاللَّيَالِي [1].

  • بهذا يختم مزامير الدرجات مقدمًا مقاله النهائي الرائع، تسبحته وبركته. الآن يريد من عبيد الرب ألا يحتفظوا فقط بتعاليمه، وإنما أيضًا بنفس طريقة الحياة. لهذا يضيف: "... الواقفين في بيت الرب، في ديار إلهنا". إنه ليس من اللائق للشخص الدنس والنجس أن يدخل الأماكن المقدسة. ومن كان مستحقًا للدخول، يكون مستحقًا للبركة. بيت الرب مثل السماء، وكما أنه لا يجوز للقوات المقاومة أن تدخل هناك، هكذا أيضًا بالنسبة لبيت الرب...

الآن كيف يمكنكم أن تظهروا هذه النقاوة؟ إن كنتم تستبعدون كل فكرٍ شريرٍ، إن كنتم تمجدون دخول أعمال الشيطان إلى مواضع في أذهانكم، إن كنتم تستمرون في تزيين أذهانكم كما بالنسبة للهيكل المقدس. فوق هذا كله، إن كان في الهيكل اليهودي لا يفتح كل موضع لكل أحدٍ، إنما توجد أقسام كثيرة متنوعة - مكان للدخلاء وآخر للذين هم يهود منذ البداية، وآخر للكهنة، وآخر لرئيس الكهنة وحده، وهذا ليس في كل الأوقات إنما مرة واحدة في السنة - ضعوا في اعتباركم درجة القداسة المطلوبة من الشخص الذي ينال ما هو أعظم من الرمز، وأعظم من قدس الأقداس في ذلك الحين. ليس لكم الشاروبيم بل رب الشاروبيم نفسه يسكن في الداخل؛ ليس لكم وعاء المن أو لوحا الحجر، أو عصا هرون، بل جسد الرب ودمه، الروح عوض الحرف، والنعمة التي تفوق العقل البشري، وهبة لا تُوصف.

الآن أنتم تبدون أكثر استحقاقًا من الرموز العظيمة والأسرار المهوبة، يمكنكم بالأكثر أن تثبتوا قداسة أعظم، كما تنالون عقوبة أخطر إن كسرتم الوصايا[3378].

القديس يوحنا الذهبي الفم.

ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ نَحْوَ الْقُدْسِ.

وَبَارِكُوا الرَّبَّ [2].

رفع الأيادي يشير إلى رفع القلب والفكر إلى الله الساكن في السماء. كما أن الأيادي تشير إلى العمل، وكأنه مع التأمل في محبة الله ونعمته ورعايته يليق بالمؤمنين أن يمارسوا ما يليق بهم، فتتناغم حياتهم مع تأملاتهم وصلواتهم وتسابيحهم. وكما يقول الرسول بولس: "فأريد أن يصلي الرجال في كل مكانٍ رافعين أيادي طاهرة بدون غضبٍ ولا جدالٍ" (1 تي 2: 8).

  • "بالليالي ارفعوا أيديكم نحو القدس، وباركوا الرب" [2]. لماذا يقول: "بالليالي"؟ ليعلمنا ألا نقضي الليل كله في النوم، بل تظهر أن الصلوات أكثر نقاوة في ذلك الوقت، حيث يكون الذهن أكثر نقاوة، ووقت الفراغ أكثر إمكانية. الآن إذ كان من الضروري أن يجد الشخص طريقًا للقدس بالليل، فكروا ما هو العذر الذي يمكن أن يقدم من ذاك الذي لا يمارس واجب الصلاة في ذلك في الوقت في البيت؟. أقصد إن الكاتب المُوحى له يقوم من سريره ويسلك الطريق إلى الهيكل متجهًا إلى هناك ليقضي الليل، بينما فلا تفعل هذا وأنت مستريح في البيت[3379].

القديس يوحنا الذهبي الفم.

  • ليت العريس (السيد المسيح) يجد كل عروس (النفس البشرية) تجدل خيوط الفضيلة الَثمينة، ترفع يديها في الليالي (بالصلاة)، وتدبر عملها، وتزين عاداتها، وتنتظر مجيء عريسها متعجلة بشوق[3380].
  • القديس أمبروسيوس.

يُبَارِكُكَ الرَّبُّ مِنْ صِهْيَوْنَ،.

الصَّانِعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ [3].

يرى البعض أن هذه الآية هي مرد الكهنة واللاويين على رئيس الكهنة الذي حثهم على أن يباركوا الرب في الليالي. ويرى آخرون أنها مرد الكهنة على كل الحاضرين، سائلين بركته على كل الشعب. كما جاء في سفر العدد: "كلم هرون وبنيه قائلاً هكذا: تباركون بني إسرائيل، قائلين لهم: يباركك الرب ويحرسك، يضيء، الرب بوجهه عليك ويرحمك. يرفع الرب وجهه عليك ويمنحك سلامًا" (عد 6: 23 - 26).

يرى القديس أغسطينوس أن بركة الرب الصادرة إلى كثيرين تُقدم بصيغة المفرد، أي تصدر إلى واحدٍ، فإن من يرتبط مع إخوته ليصير معهم واحدًا يتمتع ببركة الرب.

  • بعد أن قدم هذه النصيحة كأمرٍ ضروري، يختم كلماته بالصلاة. هذه كما ترون هي علامة معلمٍ سامٍ، يقوِّم سامعيه بالنصيحة، وينعشهم بالصلوات. ماذا يريد من إشارته بالقول "من صهيون"؟ هذا الاسم كان عزيزًا عليهم، وكل دائرة طقوسهم تتم هناك. لهذا يسألهم أن يتبنوا طريقة حياتهم السابقة وأن ينشغلوا بالطقس، ويتمتعوا بتلك البركة. عندئذ لكي يقودهم إلى فوق نحو التعاليم العلوية، يرشدهم أن الله وإن كان في كل موضع أعطاهم شرائع لبناء الهيكل لأجل محدودياتهم، كما يلزمهم أن يناشدونه في كل موضع، لهذا أضاف: "الصانع السماوات والأرض" مع هذا فإنهم وإن كانوا يناشدونه في ذلك الموضع، فبالنسبة لنا على عكس هذا يلزمنا أن نفعل هذا في كل موضع، وفي كل مكان: في البيت والسوق وعلى ظهر السفينة وفي البرية وأينما وُجدنا. ممارسة الصلاة لا يمكن بحالٍ من الأحوال يعوقها المكان، بشرط أن يكون الوضع لائقًا بالصلاة. بتأكيد هذا لنتوسل إلى الله في كل موضعٍ، وهو يستجيب، يقوم بدوره، فيجعل كل ما هو صعب سهلاً وبسيطًا بالنسبة لنا، ويبهجنا بالخيرات العتيدة[3381].

القديس يوحنا الذهبي الفم.

من وحي المزمور 134.

هب لي عربون السماء!

  • وعودك صادقة وأمينة.

نزلت إلى أرضنا لتهبنا عربون سماواتك.

هب لنا القلب السماوي المملوء حبًا،.

فتسبحك أعماقنا، وتمجد اسمك.

  • لنرفع أيادينا إليك نهارًا وليلاً.

نشكرك في النهار حيث الفرج، وبالليل وسط الضيق.

نسبحك من أجل كل أعمالك معنا.

فإنك الحب الكلي الحكمة.

لك المجد يا محب البشر!

المحتويات.

جلسة سماوية في كل أمسية 7.

مقدمة في مزامير المصاعد 8.

أصل مزامير المصاعد، المعنى الروحي، مزامير المصاعد وأسفار موسى الخمسة، أولاً: ترتيب مزامير المصاعد عند القديس جيروم، ثانيًا: ترتيب مزامير المصاعد عند القديس أغسطينوس، ثالثًا: مزامير المصاعد عند القديس يوحنا الذهبي الفم، من أقوال الآباء عن مزامير المصاعد، طبيعتها، نظرة شاملة لمزامير المصاعد (120 - 134)، من وحي مزامير المصاعد، بين مزامير المصاعد وأسفار موسى.

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالْعِشْرُونَ: إلهي مخلصي من الموت والفساد! 25.

1. صرخة طفل إلى أبيه المخلص، 2. الحوار المفسد مع إبليس، 3. الشعور بالغربة والاشتياق إلى السماء، 4. مرارة معاشرة الأشرار.

الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالْحَادِي وَالْعِشْرُونَ: سرّ سلامي: الالتصاق بالمخلص كلمة الله 41.

1. كلمة الله جبال مقدسة، 2. الالتصاق بالحارس السماوي، 3. التمسك بالمسيح وكنيسته، 4. السلوك المقدس، 5. الشعور بالحضرة الإلهية.

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالثَّانِي وَالْعِشْرُونَ: الفرح ببيت الرب الأبدي 56.

1. دعوة ملائكية للعبور إلى بيت الرب، 2. دعوة كنسية جماعية، 3. دعوة ملوكية، 4. سلام وراحة وفرح وصلاح.

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ: التحرر من عبودية إبليس 66.

1. العيون المرفوعة إلى السماء، 2. تحررنا من الذل والهوان.

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ: الله قائد خلاصنا 75.

1. الله يخلص من الزلازل، 2. الله يخلص من التيار الجارف، 3. الله يخلص من أنياب الوحوش المفترسة، 4. الله يخلص من فخ الصيادين، 5. الله الخالق هو المخلص.

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ: المسكن الأبدي 90.

1. مسكن أبدي، 2. الرب حول شعبه، 3. مواطنون أحرار صالحون، 4. عزل الأشرار عن الصالحين.

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالسَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ: عبادة مقدسة متهللة أو فرح سماوي مع نهر دموع مقدسة 101.

1. حياة مفرحة فائقة، 2. عمل إلهي مفرح، 3. ينابيع مبهجة.

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالسَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ عبادة الله باني البيت وحافظه 115.

1. الرب باني البيت وحافظ المدينة، 2. الرب واهب الراحة، 3. الرب واهب الأبناء الجبابرة.

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ: عبادة الأسرة المباركة 128.

1. أعضاء الأسرة المطوّبة، 2. أسرة عاملة، 3. أسرة مثمرة، 4. حياة كنسية سماوية،.

5. حياة ممتدة مملوءة سلامًا.

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ: مع المسيح صُلبت 139.

1. الكنيسة المصلوبة، 2. المسيح المصلوب، 3. عشب السطوح.

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالثَّلاَثُونَ: الرجاء وسط الضيق 151.

1. الصليب وصرخة الأعماق، 2. الحاجة إلى المغفرة، 3. الرجاء وبهجة القيامة.

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالْحَادِي وَالثَّلاَثُونَ: الفرح بالصليب واهب النضوج 160.

1. فطيم نحو أمه، 2. الرجاء الدائم.

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالثَّانِي وَالثَّلاَثُونَ: صداقة فريدة 166.

1. شوق لبناء بيت للرب، 2. نزول الكلمة ليسكن بيننا، 3. يقيمنا ملوكًا، 4. راحته في راحتنا ونصرتنا.

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالثَّالِثُ وَالثَّلاَثُونَ: الصداقة الإلهية والحب الأخوي 189.

1. عذوبة السكنى معًا، 2. وحدة في المسيح، 3. الوحدة والحياة الأبدية.

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالرَّابِعُ وَالثَّلاَثُونَ: الدخول إلى المقادس الإلهية 195.


[3378] On Ps. 134.

[3379] On Ps. 134.

[3380] In Luc. 16: 16 - 18.

[3381] On Ps. 134.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالْخَامِسُ وَالثَّلاَثُونَ - سفر المزامير - القمص تادرس يعقوب ملطي

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالثَّالِثُ وَالثَّلاَثُونَ - سفر المزامير - القمص تادرس يعقوب ملطي

تفاسير سفر المزامير الأصحاح 134
تفاسير سفر المزامير الأصحاح 134