الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ – رسالة بولس الرسول إلى كولوسي – مارمرقس مصر الجديدة

الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ

المسيحى والمجتمع ثم الختام.

(1) التعامل مع المجتمع وخدمته (ع1 - 6):

1أَيُّهَا السَّادَةُ، قَدِّمُوا لِلْعَبِيدِ الْعَدْلَ وَالْمُسَاوَاةَ، عَالِمِينَ أَنَّ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا سَيِّدًا فِى السَّمَاوَاتِ.

2 وَاظِبُوا عَلَى الصَّلاَةِ سَاهِرِينَ فِيهَا بِالشُّكْرِ، 3مُصَلِّينَ فِى ذَلِكَ لأَجْلِنَا نَحْنُ أَيْضًا، لِيفْتَحَ الرَّبُّ لَنَا بَابًا لِلْكَلاَمِ، لِنَتَكَلَّمَ بِسِرِّ الْمَسِيحِ، الَّذِى مِنْ أَجْلِهِ أَنَا مُوثَقٌ أَيْضًا، 4كَىْ أُظْهِرَهُ كَمَا يَجِبُ أَنْ أَتَكَلَّمَ. 5اُسْلُكُوا بِحِكْمَةٍ مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ. 6لِيكُنْ كَلاَمُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ، مُصْلَحًا بِمِلْحٍ، لِتَعْلَمُوا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تُجَاوِبُوا كُلَّ وَاحِدٍ.

العدد 1

ع1:

يطلب الرسول من السادة الذين يملكون عبيدا أن يترفقوا بهم ولا يظلموهم، عالمين أنهم بشر مثلهم، محذرا إياهم بأن هناك سيدا أعلى للجميع وهو الله، يقضى للمظلومين وينتقم ممن يظلمهم.

العدد 2

ع2:

يعطى بولس الرسول لأهل كولوسى مزيدا من النصائح الروحية، طالبا منهم المواظبة على الصلاة، فهى وصية السيد المسيح لنا (لو18: 1)، فلا ننقطع عن الصلاة لأى سبب. والصلاة يجب أن تكون بنشاط وانتباه، شاكرين الله دائما، معبرين عن خضوعنا للمشيئة الإلهية وتسليم كل أمورنا له.

ع3، 4: يخبرهم بولس فى بداية رسالته بأنه يصلى من أجلهم كل حين، وفى نهاية الرسالة هنا يطلب صلواتهم من أجله وذلك لكى يفتح الله أمامه الأبواب المغلقة فى الكرازة ويزيل العقبات من طريق الخدمة ويهيئ الأذهان لسماع كلمة الله، ويفتح القلوب للإيمان حين يتحدث عن سر المسيح أى الخلاص الذى أتَّمه المسيح للجميع وفتح باب الإيمان للأمم، والذى سجن بسبب الكرازة به.

العدد 5

ع5:

الذين هم من خارج: أى غير المؤمنين.

مفتدين الوقت: مغتنمين الفرصة للعمل حتى لا تضيع فيما لا ينفع شيئاً.

يوصينا الله أن نكون حكماء كالحيات (مت10: 16). والحكمة تتطلب السلوك باستقامة وتدقيق وبلا عيب، بالأخص فى معاملاتنا مع غير المؤمنين فيكون اختلاطنا بهم فى حدود، فهم يراقبون تصرفاتنا التى على أساسها يمجدون أبانا الذى فى السموات أو يجدفون عليه بسببنا.

العدد 6

ع6:

عندما تسكن النعمة قلوبنا يكون كلامنا بمحبة ولطف واتضاع فيمنح نعمة للمستمعين. فكما أن الملح يوضع فى الطعام ليتذوقه الآكل، كذلك كلامك فليكن متصفًا بالوداعة واللطف ليسهل قبوله من الآخرين.

 أطلب الله قبل كل كلام أو تصرف، فيرشدك بحكمته إلى كل ما هو للخير ويستر على ضعفك بل يمجدك فى أعين الآخرين، فيروا فيك محبة الله وبره ويحبوه من أجلك.

(2) تحيات بولس وتلاميذه (ع7 - 18):

7جَمِيعُ أَحْوَالِى سَيُعَرِّفُكُمْ بِهَا تِيخِيكُسُ الأَخُ الْحَبِيبُ، وَالْخَادِمُ الأَمِينُ، وَالْعَبْدُ مَعَنَا فِى الرَّبِّ، 8الَّذِى أَرْسَلْتُهُ إِلَيْكُمْ لِهَذَا عَيْنِهِ، لِيعْرِفَ أَحْوَالَكُمْ وَيُعَزِّىَ قُلُوبَكُمْ، 9مَعَْ أُنِسِيمُسَ الأَخِ الأَمِينِ الْحَبِيبِ الَّذِى هُوَ مِنْكُمْ. هُمَا سَيُعَرِّفَانِكُمْ بِكُلِّ مَا هَهُنَا. 10يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرِسْتَرْخُسُ الْمَأْسُورُ مَعِى، وَمَرْقُسُ ابْنُ أُخْتِ بَرْنَابَا، الَّذِى أَخَذْتُمْ لأَجْلِهِ وَصَايَا، إِنْ أَتَى إِلَيْكُمْ فَاقْبَلُوهُ. 11 وَيَسُوعُ الْمَدْعُوُّ يُسْطُسَ، الَّذِينَ هُمْ مِنَ الْخِتَانِ. هَؤُلاَءِ هُمْ وَحْدَهُمُ الْعَامِلُونَ مَعِى لِمَلَكُوتِ اللهِ، الَّذِينَ صَارُوا لِى تَسْلِيَةً. 12يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَبَفْرَاسُ، الَّذِى هُوَ مِنْكُمْ، عَبْدٌ لِلْمَسِيحِ، مُجَاهِدٌ كُلَّ حِينٍ لأَجْلِكُمْ بِالصَّلَوَاتِ، لِكَىْ تَثْبُتُوا كَامِلِينَ وَمُمْتَلِئِينَ فِى كُلِّ مَشِيئَةِ اللهِ. 13فَإِنِّى أَشْهَدُ فِيهِ أَنَّ لَهُ غَيْرَةً كَثِيرَةً لأَجْلِكُمْ، وَلأَجْلِ الَّذِينَ فِى لاَوُدِكِيَّةَ، وَالَّذِينَ فِى هِيَرَابُولِيسَ. 14يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ لُوقَا الطَّبِيبُ الْحَبِيبُ، وَدِيمَاسُ. 15سَلِّمُوا عَلَى الإِخْوَةِ الَّذِينَ فِى لاَوُدِكِيَّةَ، وَعَلَى نِمْفَاسَ وَعَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِى فِى بَيْتِهِ. 16 وَمَتَى قُرِئَتْ عِنْدَكُمْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ، فَاجْعَلُوهَا تُقْرَأُ أَيْضًا فِى كَنِيسَةِ اللاَّوُدِكِيِّينَ، وَالَّتِى مِنْ لاَوُدِكِيَّةَ تَقْرَأُونَهَا أَنْتُمْ أَيْضًا. 17 وَقُولُوا لأَرْخِبُّسَ: «انْظُرْ إِلَى الْخِدْمَةِ الَّتِى قَبِلْتَهَا فِى الرَّبِّ لِكَىْ تُتَمِّمَهَا. » 18اَلسَّلاَمُ بِيَدِى أَنَا بُولُسَ. اذْكُرُوا وُثُقِى. النِّعْمَةُ مَعَكُمْ، آمِينَ.

كُتِبَتْ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّى مِنْ رُومِيَةَ بِيَدِ تِيخِيكُسَ وَأُنِسِيمُسَ.

العدد 7

ع7:

فى هذا الجزء يرسل لهم بولس الرسول تحيات عشرة أشخاص من تلاميذه العاملين معه فى كرم الرب وهم:

تيخيكس، أنسيمس، أرسترخس، مرقس، يسوع الملقب يسطس، أبفراس، لوقا، ديماس، نمفاس، أرخبس.

يبدأ بمدح تيخيكس ويلقبه بالأخ الحبيب، فيرفعه ليكون على قدم المساواة معه، مع أنه تلميذه، معطيًا درسًا لنا فى الإتضاع. وقد كان تيخيكس خادما أمينا يتمم خدمته باجتهاد ومواظبة. هذا سيعرف أهل كولوسى بأخبار بولس ليطمئنوا عليه.

العدد 8

ع8:

أرسل بولس الرسول تلميذه تيخيكس إلى كولوسى أيضا ليعرف أخبارهم ويشجعهم فى الحياة الروحية.

العدد 9

ع9:

أرسل بولس مع تيخيكس تلميذ آخر هو أنسيمس وهو عبد لفليمون المقيم بمدينة كولوسى لذلك يقول لهم بولس "الذى هو منكم". فسيتولى مع تيخيكس إخبار أهل كولوسى بما يجرى فى روما حيث بولس الرسول مسجونا.

العدد 10

ع10:

يبلغهم بسلام أرسترخس المسجون معه وأيضا سلام مرقس الرسول ابن أخت برنابا ورفيق بولس فى العديد من الرحلات، وقد سبق بولس الرسول وأرسل توصيات من أجله إلى كنائس آسيا الصغرى لكيما يقبلوه كرسول للمسيح، وهو يكرر هنا هذه التوصية.

العدد 11

ع11:

يسوع المدعو يسطس: هو أحد تلاميذ بولس ويرسل سلامه أيضًا إلى أهل كولوسى.

الذين هم من الختان: يقصد أرسترخس ومرقس ويسطس لأنهم من أصل يهودى ومختونون حسب ما تقضى به الشريعة.

وحدهم: تلاميذ بولس المذكورون هنا هم الذين كانوا يساعدونه فى الكرازة وقتذاك فى روما.

صاروا لى تسلية: مشاركتهم بولس فى الخدمة كان يعزيه ويقويه وسط ضيقة السجن. وهذا يظهر اتضاع بولس إذ يعلن احتياجه للتعزية والتشجيع من أولاده.

هؤلاء الذين ذكرهم بولس يعملون معه لنشر كلمة الإنجيل، وصاروا له تعزية فى وقت الضيقة.

 كن قويا وواجه نفسك لتعرف احتياجاتك الروحية والنفسية والمادية حتى تطلبها من الله وتشكر كل من يقدمها لك مهما كان أصغر أو أقل منك، فهذا يعلمك الإتضاع ويشجع ويفرح الآخرين الذين تشكرهم.

العدد 12

ع12:

يرسل لهم تحيات أبفراس الذى هو من الأمم وهو تلميذ لبولس ومؤسس كنائس فريجية الثلاث (كولوسى – لاودكيةهيرابوليس)، ولقبه بأنه عبد للمسيح فهو أحد أبطال الإيمان. وقد كان أبفراس مثلا جميلا للمواظبة على الصلاة، وكان يجاهد فيها لكى يهب الرب نعمة للمؤمنين فيثبتوا فى الإيمان ولا تؤثر فيهم البدع والهرطقات، عاملين مشيئة الله.

العدد 13

ع13:

لاحظ بولس الرسول صلاة أبفراس الملتهبة، فشهد له بغيرته على خلاص أولاده فى الإيمان واهتمامه بهم وبالكنائس التى أسسها فى كولوسى ولاودكية وهيرابوليس.

العدد 14

ع14:

يرسل لهم سلام لوقا الطبيب الذى جمع بين فضيلتى الحب والرحمة التى اكتسبها من مهنته الأصلية كطبيب. فقد كان قبل إيمانه يعالج الأجساد فقط ولكن بعد إيمانه صار طبيبا للنفوس والأجساد.

ديماس: هو الشخص الوحيد من التلاميذ العشرة الذى لم ينل كلمة مديح واحدة من معلمه بولس، فلعله كان يستشعر ميل قلبه نحو العالم الحاضر، وقد حدث بالفعل وذكر ذلك فى (2تى 4: 10) حين قال عنه "ديماس قد تركنى إذ أحب العالم".

العدد 15

ع15:

يرسل بولس سلامه إلى الإخوة فى لاودكية القريبة جدا من كولوسى، إذ تكون معها ومع مدينة هيرابوليس المجاورة منطقة تبشير أبفراس تلميذ بولس.

نمفاس: هو أحد الإخوة اللاودكيين الميسورين الذى فتح بيته كنيسة لعبادة المؤمنين.

العدد 16

ع16:

هنا يطلب بولس من أهل كولوسى أن يرسلوا هذه الرسالة بعد قراءتها إلى لاودكية لتُقرَأ هناك، على أن يطلبوا من لاودكية الرسالة التى أرسلها بولس إليهم لتقرأ عندهم أيضا. وقد أجمع المفسرون على أن الرسالة المقصودة هى رسالة أفسس لأنها كانت موجهة إلى كل الكنائس المجاورة لأفسس وليس لكنيسة أفسس فقط.

العدد 17

ع17:

أرخبس: خادم فى كنيسة كولوسى ولعله كان مساعدا لأبفراس وقام بقيادة الكنيسة أثناء غيابه فى روما عند زيارته لبولس. ويظن البعض أنه ابن فيلمون لأنه ذُكِرَ فى الرسالة المرسلة إليه.

وتوصية بولس لأرخبس موجهة لكل خادم، وهى أن الخدمة التى يقوم بها هى فى المسيح، فيهتم بها ويكملها بقوة الله ومن أجله حتى لا يبدأ الخادم خدمة ثم يتهاون فيها او فى أى تفاصيلها.

العدد 18

ع18:

كان الهراطقة يزيفون رسائل بولس الرسول، فكان يضع علامة لرسالته بكتابة هذه العبارة الأخيرة بالإضافة إلى توقيعه على الرسالة.

"أذكروا وثقى": يعطيهم الرسول مثالا للأمانة والبذل التضحية، فلا يضعفون أمام الإضطهادات، بل يذكرون أتعاب معلمهم فتمتلئ نفوسهم استعدادا للبذل والتضحية على مثاله. ينهى بولس الرسول رسالته بطلب النعمة لهم التى تكفيهم وتغنيهم.

كتب بولس هذه الرسالة من داخل سجنه فى روما، وقد أملاها على تلميذيه تيخيكس وأنسيمس.

No items found

تفاسير رسالة بولس الرسول إلى كولوسي - الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ
تفاسير رسالة بولس الرسول إلى كولوسي - الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ