الأصحاح الأول – سفر الملوك الثاني – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر الملوك الثاني – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

المقدمة

أولا: كاتبه.

ثانيًا: تسميته.

ثالثًا: زمن كتابته.

رابعًا: مكان كتابته.

خامسًا: أغراضه.

سادسًا: رموزه.

سابعًا: أقسامه.

أولا: كاتبه:

أرميا النبي - كما جاء في التلمود اليهودي - لأنه عاصر نهاية مملكة يهوذا والسبي البابلي ولم يذكر اسمه في نهاية السفر، رغم دوره الأساسى مع ملوك يهوذا الأخيرين، كنوع من الاتضاع والخفاء. ويؤكد ذلك التشابه بين (2 مل25)، (أرميا 39، 52).

ثانيًا: تسميته:

كان هذا السفر في الأصل العبري سفرًا واحدًا مع سفر الملوك الأول، ثم في الترجمة السبعينية، التي تمت قبل الميلاد بقليل، تم تقسيم سفر صموئيل إلى سفرين وسفر الملوك إلى سفرين وأطلق عليهم ملوك الأول والثانى والثالث والرابع. وفى القرن الرابع عشر في الترجمة العبرية دُعى السفران الأولان بصموئيل الأول والثانى والسفران التاليان بملوك الأول والثاني، كما في النسخة التي بين أيدينا.

ويسمى هذا السفر بسفر الملوك الأول؛ لأنه يتحدث عن أخبار ملوك يهوذا وبني إسرائيل.

ثالثًا: زمن كتابته:

كُتب السفر على مراحل وتم حوالي عام 560 ق. م، بعد تملك أويل مرودخ ملك بابل المذكور في نهاية السفر، والذي بدأ ملكه عام 561 ق. م (2 مل25: 27 - 30) وقد كان الهيكل لا يزال قائمًا في أورشليم (1 مل8: 8)، إذ تم حرقه في أواخر كتابة هذا السفر. وأهم الأنبياء في هذا السفر إيليا وأليشع وأهم الملوك الصالحين حزقيا ويوشيا. ويحوى هذا السفر فترة حوالي ثلاث مائة عامًا.

رابعًا: مكان كتابته:

كتب معظمه في أورشليم واليهودية وقد يكون كتب جزءً صغيرًا في نهايته في مصر، حيث مات أرميا.

خامسًا: أغراضه:

بركة الله للأبرار:

يشهد الله للملوك الصالحين، الذين أرضوه وحفظوا كلامه ورفضوا عبادة الأوثان مثل حزقيا ويوشيا.

غضب الله على الأشرار:

أى الملوك الذين عبدوا الأوثان ورفضوا وصايا الله وساروا في شهواتهم الشريرة، مثل أخاب الملك.

المسئولية الشخصية:

فيوجد ملوك أبرار أبناءهم كانوا أشرارًا، مثل حزقيا الملك الصالح وابنه منسى المشهور بشره. وفى نفس الوقت كان آمون الملك شريرًا، أما ابنه يوشيا فكان صالحًا. أي أن كل إنسان مسئول عن سلوكه أمام الله ولا يرتبط الابن ببر، أو شر أبيه بل يحاسبه الله على أعماله.

عقاب الأشرار:

التمادي في الشر بعد طول أناة الله الكثيرة لابد أن يعرض الإنسان لغضب الله وتأديبه، وهذا ما حدث في السبي الأشوري لمملكة إسرائيل، ثم السبي البابلي لمملكة يهوذا. وإن كان الله قد أطال أناته على مملكة يهوذا أكثر من مملكة إسرائيل، فذلك لوجود ملوك صالحين فيها ولكن عندما أخطأ وابتعد عنه الملوك الآخرين لهذه المملكة سمح الله بسبيها.

ارتفاع إيليا إلى السماء: يؤكد وجود حياة أخرى بعد هذه الحياة.

سادسًا: رموزه:

احتوى السفر على رموز كثيرة من أهمها:

إبراء اليشع لمياه أريحا، بإلقاء ملح فيها يرمز للمؤمن، الذي هو ملح الأرض الذي ينقى العالم من الشر بسلوكه وكلامه (2 مل2: 21).

فيض المياه على يد اليشع عندما كان جنوده شعب الله في عطش شديد، عند محاربة موآب (2 مل3: 17) وكذلك فيض الزيت في بيت الأرملة أيام اليشع (2 مل4: 2 - 7) يرمزان إلى فيض الروح القدس ونعمته وإشباعه لأولاده المحتاجين إليه والمؤمنين به.

إبراء اليشع لنعمان السريانى باغتساله في مياه الأردن، يرمز للمعمودية، لأنه أعلن إيمانه ووعده أن يحيا لله طوال حياته.

إقامة ابن الأرملة الشونمية يرمز إلى قيامة المسيح.

إبراء القثاء المسموم بيد اليشع، عند إلقائه الدقيق فيه، يرمز لتجسد المسيح الذي حول الموت إلى حياة ويرمز أيضًا للتناول من جسد الرب، الذي يعطينا حياة، بعد أن كان محكومًا علينا بالموت.

تسليم يوشيا الشريعة للاويين وإرسالهم لتعليم الشعب، يرمز للمسيح الذي علم تلاميذه ورسله وأرسلهم للتبشير.

سابعًا: أقسامه:

1 - حياة اليشع (2 مل 1 - 8).

2 - الملوك حتى سبى السامرة (2 مل 9 - 17).

3 - الملوك حتى سبى أورشليم (2 مل 18 - 25).

الأَصْحَاحُ الأَوَّلُ

التجاء أخزيا للأوثان وموته.

1 وَعَصَى مُوآبُ عَلَى إِسْرَائِيلَ بَعْدَ وَفَاةِ أَخْآبَ. 2 وَسَقَطَ أَخَزْيَا مِنَ الْكَوَّةِ الَّتِي فِي عُلِّيَّتِهِ الَّتِي فِي السَّامِرَةِ فَمَرِضَ، وَأَرْسَلَ رُسُلًا وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا اسْأَلُوا بَعْلَ زَبُوبَ إِلهَ عَقْرُونَ إِنْ كُنْتُ أَبْرَأُ مِنْ هذَا الْمَرَضِ». 3 فَقَالَ مَلاَكُ الرَّبِّ لإِيلِيَّا التِّشْبِيِّ: «قُمِ اصْعَدْ لِلِقَاءِ رُسُلِ مَلِكِ السَّامِرَةِ وَقُلْ لَهُمْ: أليس لأَنَّهُ لاَ يُوجَدُ فِي إِسْرَائِيلَ إِلهٌ، تَذْهَبُونَ لِتَسْأَلُوا بَعْلَ زَبُوبَ إِلهَ عَقْرُونَ؟ 4 فَلِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: إِنَّ السَّرِيرَ الَّذِي صَعِدْتَ عَلَيْهِ لاَ تَنْزِلُ عَنْهُ بَلْ مَوْتًا تَمُوتُ». فَانْطَلَقَ إِيلِيَّا. 5 وَرَجَعَ الرُّسُلُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا رَجَعْتُمْ؟ » 6 فَقَالُوا لَهُ: «صَعِدَ رَجُلٌ لِلِقَائِنَا وَقَالَ لَنَا: اذْهَبُوا رَاجِعِينَ إِلَى الْمَلِكِ الَّذِي أَرْسَلَكُمْ وَقُولُوا لَهُ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَليسَ لأَنَّهُ لاَ يُوجَدُ فِي إِسْرَائِيلَ إِلهٌ أَرْسَلْتَ لِتَسْأَلَ بَعْلَ زَبُوبَ إِلهَ عَقْرُونَ؟ لِذلِكَ السَّرِيرُ الَّذِي صَعِدْتَ عَلَيْهِ، لاَ تَنْزِلُ عَنْهُ بَلْ مَوْتًا تَمُوتُ». 7 فَقَالَ لَهُمْ: «مَا هِيَ هَيْئَةُ الرَّجُلِ الَّذِي صَعِدَ لِلِقَائِكُمْ وَكَلَّمَكُمْ بِهذَا الْكَلاَمِ؟ » 8 فَقَالُوا لَهُ: «إِنَّهُ رَجُلٌ أَشْعَرُ مُتَنَطِّقٌ بِمِنْطَقَةٍ مِنْ جِلْدٍ عَلَى حَقْوَيْهِ». فَقَالَ: «هُوَ إِيلِيَّا التِّشْبِيُّ».

العدد 1

ع1:

كانت هناك عداوة قديمة بين بني إسرائيل وشعب موآب، الذي يسكن بجواره منذ أن ضربهم شاول (1 صم14: 47)، ثم صاروا عبيدًا لداود (2 صم8: 2، 12؛ 1 أى18: 2)، كما خضعوا لسليمان وخضعوا أيضًا لإسرائيل بعد الانقسام وكانوا يؤدون الجزية لبني إسرائيل (2 مل3: 4)، فلما مات آخاب ملك إسرائيل انتهز موآب الفرصة وتمرد على إسرائيل، ليتخلص من الجزية.

العدد 2

ع2:

كوة: نافذة.

علية: حجرة علوية في قصره.

عقرون: إحدى كبرى مدن الفلسطينيين الخمس، وهي اقصاهم باتجاه الشمال. حاليًا هي "عاقر" قرية جنوب يافا بحوالي عشرين كم.

بعل زبوب: معناه إله الذباب وكان الإله المعبود في مدينة عقرون وقد دعاه اليهود بعلزبول، أي إله الأقذار (الزبالة) تحقيرًا لشأنه. وكان بعل زبوب أهم الآلهة الفلسطينية؛ لذلك دعاه اليهود رئيس الشياطين عندما تحدثوا مع المسيح (مت12: 24).

سقط أخزيا الملك من نافذة في حجرة علوية بقصره، فأصيب بإصابات شديدة، وبدلًا من أن يطلب الشفاء من الله التجأ إلى الآلهة الوثنية، فأرسل رسلًا إلى كهنة الإله بعلزبول إله عقرون، يسألهم عن طريق إلههم هل سيشفى أم لا؟

† أصابت أخزيا مشكلتين كبيرتين هما عصيان موآب عليه وسقوطه من الكوة ولم يجذبه هذا إلى مراجعة نفسه والتوبة والصلاة، فهل تفحص نفسك إذا أصابتك تجارب وتكشف خطاياك أمام الله، ليسامحك وتغير حياتك، فتنال مراحمه، أم تستهين وتتمادى في شرك. أنظر فرصة هذا العمر قد أعطاها لنا الله لنتوب فيها فلا تضيعها واستجب لنداءاته لك عن طريق الأحداث التي تمر بك.

العدد 3

ع3:

التشبى: أي من بلدة تشبة وهي تقع في سبط نفتالى في شمال بلاد اليهود وهناك رأى أنها بلدة في جلعاد، التي تقع شرق الأردن.

غضب الله من تصرف أخزيا وارسل ملاكه لإيليا النبى؛ ليقابل رسل أخزيا، الذاهبين إلى عقرون، ووبخهم بكلام الله مستنكرًا كيف يذهبون إلى إله وثنى، كأنه لا يوجد إله بين بني إسرائيل، مع أنهم يعرفون الإله الحقيقي. ونلاحظ أن إيليا عرف ما حدث من الملاك وهذا ليظهر لرسل الملك أن كلام إيليا هو من الله؛ لأنه لا أحد يعرف هذه الإرسالية إلا الملك ورسله. وقد طلب الملاك من إيليا أن يصعد؛ لأن مدينة السامرة كانت مبنية على تل، فقابل الرسل فور نزولهم من المدينة، فأخبرهم بحكم الله فعادوا إلى الملك سريعًا.

العدد 4

ع4:

وقبل أن يتركهم إيليا قال لهم حكم الله، ليبلغوه للملك، وهو أنه لن يقوم من على سريره، بل سيموت.

العدد 5

ع5:

لم يكمل رسل الملك طريقهم إلى كهنة بعل زبوب، بل عادوا من فورهم إلى الملك، الذي بادرهم بالسؤال، لماذا لم يكملوا المشوار الذي كلفهم به؟ إذ أنهم قد عادوا سريعًا.

العدد 6

ع6:

أجابه رسله أنه قد لاقاهم في الطريق رجل لا يعرفونه، أمرهم أن يرجعوا إلى الملك، الذي بعث بهم ليبلغوه حكم الله على الملك، بأنه لن يشفى وسيموت.

العدد 7

ع7:

طلب منهم الملك أن يصفوا له شكل الرجل الذي قابلهم وقال لهم هذا الكلام.

العدد 8

ع8:

أخبره رسله بأنه رجل كثيف الشعر يضع حزامًا من الجلد على وسطه. فعرفه الملك في الحال أنه ايليا التشبى. وبالطبع كان أخزيا يعرف إيليا؛ لأنه شاهده، عندما كان أخزيا فتى مع والده الملك آخاب، وقد سمع الكثير عن قوة الله التي معه، بالإضافة إلى ضيق أمه إيزابل منه، فكان يكرهه؛ لأن أخزيا كان شريرًا بعيدًا عن الله.

.

9 فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَئِيسَ خَمْسِينَ مَعَ الْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَهُ، فَصَعِدَ إِلَيْهِ وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى رَأْسِ الْجَبَلِ. فَقَالَ لَهُ: «يَا رَجُلَ اللهِ، الْمَلِكُ يَقُولُ انْزِلْ». 10 فَأَجَابَ إِيلِيَّا وَقَالَ لِرَئِيسَ الْخَمْسِينَ: «إِنْ كُنْتُ أَنَا رَجُلَ اللهِ، فَلْتَنْزِلْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ وَتَأْكُلْكَ أَنْتَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَكَ». فَنَزَلَتْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُ هُوَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَهُ. 11 ثُمَّ عَادَ وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَئِيسَ خَمْسِينَ آخَرَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَهُ. فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: «يَا رَجُلَ اللهِ، هكَذَا يَقُولُ الْمَلِكُ: أَسْرِعْ وَانْزِلْ». 12 فَأَجَابَ إِيلِيَّا وَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ كُنْتُ أَنَا رَجُلَ اللهِ، فَلْتَنْزِلْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ وَتَأْكُلْكَ أَنْتَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَكَ». فَنَزَلَتْ نَارُ اللهِ مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُ هُوَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَهُ. 13 ثُمَّ عَادَ فَأَرْسَلَ رَئِيسَ خَمْسِينَ ثَالِثًا وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَهُ. فَصَعِدَ رَئِيسُ الْخَمْسِينَ الثَّالِثُّ وَجَاءَ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ أمَامَ إِيلِيَّا، وَتَضَرَّعَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا رَجُلَ اللهِ، لِتُكْرَمْ نَفْسِي وَأَنْفُسُ عَبِيدِكَ هؤُلاَءِ الْخَمْسِينَ فِي عَيْنَيْكَ. 14 هُوَذَا قَدْ نَزَلَتْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْ رَئِيسَيِ الْخَمْسِينَيْنِ الأَوَّلَيْنِ وَخَمْسِينَيْهِمَا، وَالآنَ فَلْتُكْرَمْ نَفْسِي فِي عَيْنَيْكَ». 15 فَقَالَ مَلاَكُ الرَّبِّ لإِيلِيَّا: «انْزِلْ مَعَهُ. لاَ تَخَفْ مِنْهُ». فَقَامَ وَنَزَلَ مَعَهُ إِلَى الْمَلِكِ. 16 وَقَالَ لَهُ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ أَرْسَلْتَ رُسُلًا لِتَسْأَلَ بَعْلَ زَبُوبَ إِلهَ عَقْرُونَ، أَلَيْسَ لأَنَّهُ لاَ يُوجَدُ فِي إِسْرَائِيلَ إِلهٌ لِتَسْأَلَ عَنْ كَلاَمِهِ! لِذلِكَ السَّرِيرُ الَّذِي صَعِدْتَ عَلَيْهِ لاَ تَنْزِلُ عَنْهُ بَلْ مَوْتًا تَمُوتُ».

العدد 9

ع9:

كلف الملك قائد فرقة من خمسين جنديًا للقبض على إيليا، وكان إيليا جالسًا على قمة جبل، فناداه القائد من أسفل الجبل، بالصفة التي اعتادوا مخاطبته بها وهي "رجل الله"، مبلغًا إياه بأمر الملك بضرورة النزول؛ لمقابلة الملك ولم يقصد الملك استدعاء إيليا، لنوال بركته، بل أرسل خمسين جنديًا بقائدهم، للقبض عليه، لغضبه من الكلام الذي قاله بأنه سيموت. وقد أرسل أخزيا خمسين رجلًا، لعلمه بقوة الله التي في إيليا ولكنه لم يدرك أن قوة الله لا يقف أمامها أي عدد من البشر.

وقد ناداه القائد برجل الله، ليس إيمانًا بهذا اللقب، أو بالاحترام الكافى، لكن القائد ظن أن له سلطان من الملك للقبض على إيليا وأنه في حمى الآلهة الوثنية، التي يعبدها مثل الملك وهي في نظره أقوى من إله إيليا. والغريب أن أخزيا الملك رفض حكم الله بموته ولم يحاول التوبة مع أنه كان مستعدًا لقبول حكم الموت بسلطان من بعل زبوب؛ لأنه أرسل يسأله هل سيشفى أم يموت.

† لا تلتجئ إلى السحرة والشياطين لتعرف مستقبلك، أو حل مشاكلك، لئلا تقع تحت غضب الله وتستحق الموت والعذاب الأبدي. إن كنت محتاجًا، أو ساقطًا في أية تجربة، فاطلب الله وألح عليه ولا تلتجئ لغيره، فينقذك من كل متاعبك بأبوته وحنانه.

العدد 10

ع10:

أجاب إيليا قائد الخمسين قائلًا: أن كنت أنا حقًا رجل الله، فلتنزل نار من السماء تقضى عليك أنت والخمسين الذين معك. بالفعل نزلت نار من السماء قضت على الفرقة كلها.

وقد قال إيليا هذا بإعلان من الله، إذ نرى في (ع15) أن الملاك أخبره بالنزول للملك، فإيليا لا ينتقم لنفسه، لمحاولة القبض عليه، بل الله هو الذي أراد إظهار ضعف الآلهة الوثنية، مثل بعل زبوب التي يعتمدون عليها وعامل الملك والشعب بالطريقة التي يفهمونها، أي بالشدة، لعلهم يؤمنون به ويتوبون وهذا بالطبع غير طلب التلاميذ من المسيح أن يرسل نارًا من السماء وهذا فيه انتقام وغيظ، لذا رفض المسيح طلبهم (لو9: 51 - 56).

الأعداد 11-12

ع11 - 12:

:

عندما علم أخزيا بموت الخمسين وقائدهم لم يراجع نفسه ويطلب الله، بل في قساوة قلب، أرسل خمسين آخرين وقائدهم بأوامر مشددة للقبض على إيليا، فقال له القائد أسرع وأنزل لملاقاة الملك، فأمر إيليا - كما في المرة السابقة - أن تنزل نار من السماء وتأكلهم، ليعرف الملك وكل الشعب أن الله أقوى من كل الآلهة الوثنية ويحترموا رجله إيليا وكلام الله الذي على فمه.

وهنا تظهر طول أناة الله على أخزيا وقساوة قلب أخزيا في نفس الوقت ورفضه للتوبة.

† لا تكن معاندًا لصوت الله وارجع إليه بالتوبة، فيرحمك ويغفر خطاياك. فمن أنت يا من تتحدى الله وتغيظه بإصرارك على فعل الخطية وعدم الاستفادة من الأحداث المحيطة وتعاليم الكنيسة، التي تناديك لتتوب.

الأعداد 13-14

ع13 - 14:

:

في قساوة قلب رفض أخزيا الإيمان بقوة الله ولم يشفق على جنوده، فعاد وأرسل خمسين ثالثة وعلى رأسهم قائدهم. ولكن كان هذا القائد مختلفًا عن زميليه السابقين، فقد كان رجلًا تقيًا، يخشى الله ويعبده، فلم ينادى على ايليا، كما فعل سابقيه، بل صعد بنفسه إلى رأس الجبل - حيث ايليا جالسًا - وسجد أمامه وتضرع إليه أن يحافظ على حياته هو والخمسون الذين معه، طالبًا منه ألا يعاقبهم بنار تنزل من السماء، كما حدث مع الإرساليتين السابقتين.

العدد 15

ع15:

كان ايليا لا يتحرك إلا بإرشاد من الرب، فطمأنه ملاك الرب ودعاه أن يستجيب لطلب قائد الخمسين وينزل معه من على الجبل، ففعل هكذا وتوجه برفقة القائد إلى الملك.

العدد 16

ع16:

ردد إيليا أمام الملك نفس الرسالة السابقة، التي كان قد بعث بها إليه، بواسطة رسله، حين لجأ الملك إلى بعل زبوب. وهنا تظهر شجاعة إيليا وطاعته لله فقد كان مستعدًا لاحتمال أي أتعاب، حتى الموت، فأعلن كلام الله بقوة، لعل الملك يتوب في أخر لحظات حياته ولكنه للأسف لم يتب.

17 فَمَاتَ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا. وَمَلَكَ يَهُورَامُ عِوَضًا عَنْهُ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِيَهُورَامَ بْنِ يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ ابْنٌ. 18 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَخَزْيَا الَّتِي عَمِلَ، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ؟

العدد 17

ع17:

وقد تحقق قول الرب، الذي تكلم به على فم ايليا، إذ مات الملك أخزيا. إعتلى عرش إسرائيل من بعده يهورام أخوه وهو الابن الثاني لآخاب وإيزابل وذلك؛ لأن أخزيا لم ينجب أبناء، كان ذلك في السنة الثانية لملك يهورام بن يهوشافاط على مملكة يهوذا. ويلاحظ أن يهورام بن يهوشافاط ملك مع أبيه في السنة السابعة عشر لملك أبيه على يهوذا، وبعد حوالي سنتين من مُلك يهورام مع أبيه يهوشافاط، مَلك يورام ابن آخاب على إسرائيل بدلًا من أخزيا أخيه الذي مات.

العدد 18

ع18:

توجد تدوينات تاريخية لكل أعمال أخزيا وما قام به أثناء توليه المملكة، مدونة في سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل. وهو كتاب كان موجودًا أيام هؤلاء الملوك وليس ضمن أسفار الكتاب المقدس وهو غير أخبار الأيام الأولى والثانية.

† إن النتيجة الحتمية للإصرار على الشر هو الهلاك، هذا ما حدث مع أخزيا، بعد استهانته بطول أناة الله. فتذكر الدينونة؛ لتنتبه من خطاياك وتسرع إلى التوبة. تذكر الدينونة في نهاية كل يوم مع صلاة النوم وعندما تستيقظ ويعطيك الله يومًا جديدًا، تذكر قيامة المسيح؛ لتقوم معه وتصلى صلاة باكر من الأجبية، فهذه الصلوات تساعدك على التوبة في نهاية كل يوم والبدء برجاء مع بداية كل يوم.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الثاني - سفر الملوك الثاني - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر الملوك الثاني الأصحاح 1
تفاسير سفر الملوك الثاني الأصحاح 1