اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ – سفر الملوك الثاني – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر الملوك الثاني – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ السَّادِسُ

محاربة الآراميين للسامرة.

1 وَقَالَ بَنُو الأَنْبِيَاءِ لأَلِيشَعَ: «هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي نَحْنُ مُقِيمُونَ فِيهِ أَمَامَكَ ضَيِّقٌ عَلَيْنَا. 2 فَلْنَذْهَبْ إِلَى الأُرْدُنِّ وَنَأْخُذْ مِنْ هُنَاكَ كُلُّ وَاحِدٍ خَشَبَةً، وَنَعْمَلْ لأَنْفُسِنَا هُنَاكَ مَوْضِعًا لِنُقِيمَ فِيهِ». فَقَالَ: «اذْهَبُوا». 3 فَقَالَ وَاحِدٌ: «اقْبَلْ وَاذْهَبْ مَعَ عَبِيدِكَ». فَقَالَ: «إِنِّي أَذْهَبُ». 4 فَانْطَلَقَ مَعَهُمْ. وَلَمَّا وَصَلُوا إِلَى الأُرْدُنِّ قَطَعُوا خَشَبًا. 5 وَإِذْ كَانَ وَاحِدٌ يَقْطَعُ خَشَبَةً، وَقَعَ الْحَدِيدُ فِي الْمَاءِ. فَصَرَخَ وَقَالَ: «آهِ يَا سَيِّدِي! لأَنَّهُ عَارِيَةٌ». 6 فَقَالَ رَجُلُ اللهِ: «أَيْنَ سَقَطَ؟ » فَأَرَاهُ الْمَوْضِعَ، فَقَطَعَ عُودًا وَأَلْقَاهُ هُنَاكَ، فَطَفَا الْحَدِيدُ. 7 فَقَالَ: «ارْفَعْهُ لِنَفْسِكَ». فَمَدَّ يَدَهُ وَأَخَذَهُ.

الأعداد 1-3

ع1 - 3:

:

برعاية وافتقاد أليشع لبنى الأنبياء زاد عددهم ولم يعد المكان الذي يقيمون فيه يسعهم، ففكروا في الإقامة بجوار نهر الأردن، حيث يوجد مكان متسع، فيقيمون لهم بيوتًا هناك ويصبح من السهل على أليشع أن يفتقدهم ويعلمهم. واستأذنوا أليشع في هذا فوافق. ولأنهم فقراء، كانوا يبنون البيوت بأنفسهم ويعملون بيوتًا بسيطة من الأخشاب. ولكن أهم شيء طلبوا من أليشع أن يأتي معهم، فأهم شيء أن يحتفظوا بأبوته ورعايته وبركته وتعاليمه المحيية وهذا يؤكد اهتمامهم بالتلمذة الروحية، كما يؤكد أبوة أليشع لهم.

† اهتم أن تتعلم من أبوك الروحي وتنال بركته وتنفذ إرشاداته، فيفرح الله بطاعتك ويباركك وتنمو في هدوء وقوة.

العدد 4

ع4:

ذهب معهم أليشع وبمجرد وصولهم إلى الأردن أخذوا يقطعون الأخشاب ويجمعونها. ولعله كان يشاركهم العمل، أو على الأقل يدير ويشرف على العمل وهذا يبين أبوته ومحبته في مشاركة أولاده أعمالهم.

العدد 5

ع5:

عارية: مستعارة.

بينما كان أحدهم يقطع الأخشاب، وقع منه الفأس الحديدى في الماء، فصرخ من فوره، مستغيثًا بأليشع، قائلًا أن الفأس التي وقعت كان قد استعارها، فهو لا يملكها ولا يستطيع رد ثمنها لصاحبها، إذ أن بنو الأنبياء كانوا فقراء وكان الحديد من المعادن الغالية وقتذاك ولكن محبة من هذا الرجل في العمل ومشاركة إخوته، إستعار هذه الفأس من صديق له، فأصبح وضعه محرجًا، بعد أن سقطت في قاع النهر ويصعب جدًا الحصول عليها ولكن شعوره بأبوة أليشع جعله يستغيث به، واثقًا أنه لن يتركه.

الأعداد 6-7

ع6 - 7:

:

سأله أليشع عن مكان سقوط الفأس، فأراه الرجل الموضع، فقطع أليشع عودًا خشبيًا وألقاه في نفس المكان، فطفا الحديد على سطح الماء. عندئذ قال له أليشع أن يأخذه فمد يده وأخذه.

العود الخشبى هو رمز لصليب المسيح الذي أعاد للإنسان الطبيعة النقية، التي كان قد فقدها بالخطية. ونلاحظ هنا أن أليشع يستخدم مادة عند إجراء المعجزة وهو العود الخشبى، كما استخدم قبلًا الدقيق والملح، فهو يستخدم مواد ملموسة ومرئية لتناسب حواس الإنسان الجسدية وتؤكد له إتمام المعجزة وإن كانت المعجزة تبدو صغيرة، إذ يمكن الاستغناء عن هذه الفأس ولكن إهتم أليشع بصنع المعجزة لما يلي:

لتظهر أبوته وعنايته بأولاده، فهو يشعر بمشاعرهم وكيف كان هذا الرجل في حرج من صديقه، الذي استعار منه الفأس.

ليعلن لبني الأنبياء عجزهم البشرى ويشعروا بقوة الله المساندة لهم، ليس فقط في بناء بيوت لهم، بل في كل حياتهم فيتكلوا عليه.

ولم يرفع أليشع الحديد بيده، بل جعل الرجل يمد يده ويأخذ قطعة الحديد الطافية؛ ليثبت إيمانه بإتمام المعجزة ومن ناحية أخرى يشترك فيها، فينبغى على الإنسان أن يعمل واجبه، حتى لو كان صغيرًا، أما الشئ الصعب، فسيعمله له الله.

8 وَأَمَّا مَلِكُ أَرَامَ فَكَانَ يُحَارِبُ إِسْرَائِيلَ، وَتَآمَرَ مَعَ عَبِيدِهِ قَائِلًا: «فِي الْمَكَانِ الْفُلاَنِيِّ تَكُونُ مَحَلَّتِي». 9 فَأَرْسَلَ رَجُلُ اللهِ إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ: «احْذَرْ مِنْ أَنْ تَعْبُرَ بِهذَا الْمَوْضِعِ، لأَنَّ الأَرَامِيِّينَ حَالُّونَ هُنَاكَ». 10 فَأَرْسَلَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ عَنْهُ رَجُلُ اللهِ وَحَذَّرَهُ مِنْهُ وَتَحَفَّظَ هُنَاكَ، لاَ مَرَّةً وَلاَ مَرَّتَيْنِ. 11 فَاضْطَرَبَ قَلْبُ مَلِكِ أَرَامَ مِنْ هذَا الأَمْرِ، وَدَعَا عَبِيدَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا تُخْبِرُونَنِي مَنْ مِنَّا هُوَ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ؟ » 12 فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِهِ: «لَيْسَ هكَذَا يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ. وَلكِنَّ أَلِيشَعَ النَّبِيَّ الَّذِي فِي إِسْرَائِيلَ، يُخْبِرُ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ بِالأُمُورِ الَّتِي تَتَكَلَّمُ بِهَا فِي مُخْدَعِ مِضْطَجَعِكَ». 13 فَقَالَ: «اذْهَبُوا وَانْظُرُوا أَيْنَ هُوَ، فَأُرْسِلَ وَآخُذَهُ». فَأُخْبِرَ وَقِيلَ لَهُ: «هُوَذَا هُوَ فِي دُوثَانَ». 14 فَأَرْسَلَ إِلَى هُنَاكَ خَيْلًا وَمَرْكَبَاتٍ وَجَيْشًا ثَقِيلًا، وَجَاءُوا لَيْلًا وَأَحَاطُوا بِالْمَدِينَةِ. 15 فَبَكَّرَ خَادِمُ رَجُلِ اللهِ وَقَامَ وَخَرَجَ، وَإِذَا جَيْشٌ مُحِيطٌ بِالْمَدِينَةِ وَخَيْلٌ وَمَرْكَبَاتٌ. فَقَالَ غُلاَمُهُ لَهُ: «آهِ يَا سَيِّدِي! كَيْفَ نَعْمَلُ؟ » 16 فَقَالَ: «لاَ تَخَفْ، لأَنَّ الَّذِينَ مَعَنَا أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ مَعَهُمْ». 17 وَصَلَّى أَلِيشَعُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ، افْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ». فَفَتَحَ الرَّبُّ عَيْنَيِ الْغُلاَمِ فَأَبْصَرَ، وَإِذَا الْجَبَلُ مَمْلُوءٌ خَيْلًا وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ حَوْلَ أَلِيشَعَ. 18 وَلَمَّا نَزَلُوا إِلَيْهِ صَلَّى أَلِيشَعُ إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «اضْرِبْ هؤُلاَءِ الأُمَمَ بِالْعَمَى». فَضَرَبَهُمْ بِالْعَمَى كَقَوْلِ أَلِيشَعَ. 19 فَقَالَ لَهُمْ أَلِيشَعُ: «لَيْسَتْ هذِهِ هِيَ الطَّرِيقَ، وَلاَ هذِهِ هِيَ الْمَدِينَةَ. اتْبَعُونِي فَأَسِيرَ بِكُمْ إِلَى الرَّجُلِ الَّذِي تُفَتِّشُونَ عَلَيْهِ». فَسَارَ بِهِمْ إِلَى السَّامِرَةِ. 20 فَلَمَّا دَخَلُوا السَّامِرَةَ قَالَ أَلِيشَعُ: «يَا رَبُّ افْتَحْ أَعْيُنَ هؤُلاَءِ فَيُبْصِرُوا». فَفَتَحَ الرَّبُّ أَعْيُنَهُمْ فَأَبْصَرُوا وَإِذَا هُمْ فِي وَسَطِ السَّامِرَةِ. 21 فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لأَلِيشَعَ لَمَّا رَآهُمْ: «هَلْ أَضْرِبُ؟ هَلْ أَضْرِبُ يَا أَبِي؟ » 22 فَقَالَ: «لاَ تَضْرِبْ. تَضْرِبُ الَّذِينَ سَبَيْتَهُمْ بِسَيْفِكَ وَبِقَوْسِكَ. ضَعْ خُبْزًا وَمَاءً أَمَامَهُمْ فَيَأْكُلُوا وَيَشْرَبُوا، ثُمَّ يَنْطَلِقُوا إِلَى سَيِّدِهِمْ». 23 فَأَوْلَمَ لَهُمْ وَلِيمَةً عَظِيمَةً فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا، ثُمَّ أَطْلَقَهُمْ فَانْطَلَقُوا إِلَى سَيِّدِهِمْ. وَلَمْ تَعُدْ أَيْضًا جُيُوشُ أَرَامَ تَدْخُلُ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ.

العدد 8

ع8:

كانت دولة أرام دولة قوية وهي سوريا الحالية ولكن داود النبي أخضعها لإسرائيل وظلت خاضعة أيام سليمان (1 مل10: 29). ولكن بعد ذلك بدأت تتمرد وتحارب مملكة إسرائيل. وكان ملك آرام وقتذاك يسمى بنهدد، أما ملك إسرائيل، فهو يورام. وخطط ملك أرام مع عبيده خططًا سرية، للهجوم المفاجئ على إسرائيل. فكان يعمل كمينًا ويحدد مكانًا ليعسكر فيه، لا يعلمه أحد إلا عبيده الخصوصيين.

الأعداد 9-10

ع9 - 10:

كان أليشع يبلغ ملك إسرائيل بالمكان الذي يحل فيه ملك آرام مع جيشه، ويحذره من الاقتراب من هذا الموضع، لأنه سيكون عليه أن يواجه جيش الآراميين المعسكرين هناك.

كان ملك إسرائيل يرسل مراقبين إلى المكان الذي يخبره عنه أليشع؛ ليتحقق من صحة ما يخبره به، فيتأكد من صحة ما أنبأه به.. تكررت تحذيرات أليشع للملك مرات عديدة، فكان يهورام الملك يأخذ دائمًا حذره.

وبإرشاد الله لأليشع وكشفه لخطط ملك آرام حقق أمرين:

إثبات لملك إسرائيل أن الله موجود معه، على لسان نبيه أليشع؛ حتى يؤمن ويخضع ويتوب عن خطاياه، أي عبادة الأوثان. ولكن للأسف رغم تحقق ملك إسرائيل من صحة كلام أليشع، الذي يحميه من كل كمين يعمله ملك آرام، لكنه لم يتب عن خطاياه ويترك الأصنام. ومن المؤكد أن أليشع قد حذره كثيرًا ليترك الاصنام.

أعلن بهذا لملك أرام قوة الله في شعبه إسرائيل، لعله يؤمن بالله ويترك أوثانه، خاصة بعد حادثة شفاء قائد جيشه من البرص (2 مل 5).

العدد 11

ع11:

من منا هو لملك إسرائيل: من هو جاسوس لملك إسرائيل.

إنزعج ملك آرام من هذا الأمر، فجمع قواده وطلب منهم الكشف عن الشخص الذي في وسطهم والذي يتآمر ضده لصالح ملك إسرائيل.

شك ملك آرام في وجود خيانة بين صفوفه، أما فكرة تدخل الله، فهي دائمًا خارج تفكيره. هكذا يفكر العالم أيضًا، فينسب أحداث الحياة؛ لأسباب شتى، أكثر مما يرون يد الله في جميعها.

العدد 12

ع12:

أجابه أحد قواده، أن الأمر ليس هكذا، فلا يوجد خائن يتآمر على الملك لصالح ملك آرام ولكن النبي أليشع، الذي في إسرائيل، يكشف له الله كل الأسرار ويبلغ ملك إسرائيل بأدق التفاصيل للخطط التي يضعها ملك آرام، في سرية بالغة، حتى في حجرة نومه.

والغريب أن ملك آرام لم يفهم من نفسه قوة الله التي في أليشع، رغم شفاء قائد جيشه، نعمان من البرص، على يد أليشع ولكن فهم هذه الحقيقة أحد عبيد ملك آرام ونبه الملك لذلك ولعل هذا العبد الخصوصى المقرب للملك هو قائد جيشه نعمان، الذي حدثت معه المعجزة، الذي آمن بالله وبنبيه أليشع.

العدد 13

ع13:

دوثان: بلدة قريبة من شكيم (نابلس). مكانها اليوم تل مهجور يدعى "تل دوثان" يبعد حوالي ثمانية عشر كيلو مترًا إلى الشرق من السامرة.

لعدم إيمان ملك آرام بالله، ظن أن أليشع كأحد السحرة، فيمكنه - إن قبض عليه وأخذه إلى مملكته - أن يحرم ملك إسرائيل من إرشاداته، بل ويستخدمه ملك آرام، فيرشده في خططه الحربية. ولم يفهم أن أليشع هو صوت لله، الذي يعرف كل شيء ولا يساند إلا المؤمنين به ويكره الشر وعبادة الأوثان، بل لم يفهم أن قوته لا شيء أمام قوة الله التي في أليشع، فظن أنه من السهل أن يقبض عليه، فهو مجرد إنسان. ولكنه سيعلم، كما سيظهر في الآيات التالية، قوة الله التي لا تقاوم.

العدد 14

ع14:

ثقيلًا: أي كبيرًا ومسلحًا ومدربًا على القتال.

أرسل ملك آرام فرقة عسكرية ضخمة وصلت إلى دوثان ليلًا وحاصرت المدينة، إذ شعر أن أليشع ساحر عظيم يحتاج إلى قوة كبيرة؛ حتى لا يفلت منهم بدهائه وسحره. وهو هنا يذكرنا بإرسال قوات وجنود كثيرين؛ للقبض على المسيح في بستان جثسيماني، مع أنه شخص واحد غير مسلح.

العدد 15

ع15:

في باكر اليوم التالي، حين استيقظ غلام أليشع وخرج ينظر حوله، فإذا بجيش يحيط بالمدينة. انزعج الغلام وجرى إلى سيده؛ ليعلمه كيف يتصرفان في مواجهة هذا الجيش الكبير. وهذا يظهر مدى ضعف إيمان الغلام، الذي يختلف تمامًا عن إيمان معلمه أليشع، إذ انزعج عندما سمع صوت الخيول والمركبات وقام باكرًا ليشاهدها، فزاد خوفه ويأسه.

العدد 16

ع16:

طمأن أليشع تلميذه قائلًا: "لا تخف فإن من معنا أكثر بكثير من هذا الجيش الذي يخيفك"، لأن إيمان أليشع الجبار جعله يثق في قوة الله المساندة له، ثم رأى السموات مملوءة بأجناد الملائكة، فثبت إيمانه وطمأن تلميذه.

† لا تخف. ترددت هذه الكلمة كثيرًا في أسفار العهدين القديم والجديد. إنها تتكرر باستمرار؛ ليكون المؤمن المحاصر بالمصاعب والأحزان على يقين من تدخل الرب بعمل نعمته.

العدد 17

ع17:

صلى أليشع وطلب من الرب أن يفتح عينى غلامه ليبصر. فتح الرب عينى الغلام وإذ الجبل كله من حولهما مملوء خيلًا ومركبات نارية، فنرى هنا أن شفاعة أليشع لتلميذه قد أعطته نعمة، ليرى هذه الرؤيا. ونلاحظ أنها من نفس نوع الجيش الأرامى المحيط بالمدينة (ع14)، أي مركبات وخيل ولكنها من نار، أي أنها سماوية وأقوى بما لا يقاس من الجنود البشرية والمركبات الأرضية وذلك حتى يطمئن الغلام تمامًا، أما أليشع فكان مطمئنًا حتى دون أن يرى هذه الرؤيا؛ لأجل إيمانه القوى.

العدد 18

ع18:

عندما تقدم جيش آرام نحو أليشع، صلى إلى الرب، طالبًا أن يصيب أفراد هذا الجيش جميعهم بالعمى. إستجاب الرب لدعاء أليشع وضربهم بالعمى، وهكذا نرى شجاعة أليشع وإيمانه العظيم، الذي جعله ينزل بنفسه في طمأنينة لأن الله معه؛ حتى يقابل هذه الجيوش العظيمة. وعندما رأت الجيوش شخصًا يتقدم نحوهم، إذ كانوا يقفون على مكان مرتفع، نزلوا إليه وفى هذه الأثناء صلى أليشع ليضربهم الله بالعمى، ليس لأنه خائف منهم، بل ليعرفوا أن قوة الله تفوق كل قوة بشرية ولعلهم يفهمون أن حياتهم الوثنية البعيدة عن الله هي ضلال وعمى ويدركوا أن هناك قوة في شعب الله ينبغى أن يخضعوا لها وهي قوة الله الإله الوحيد فوق جميع الآلهة.

العدد 19

ع19:

تقدم أليشع نحو الجيش الأعمى. والعمى هنا لم يكن كاملًا، بحسب تفسير أصل الكلمة اليوناني، فهي لا تعنى فقد البصر تمامًا ولكن فقدان القدرة على التمييز - تمييز الأشخاص والأشياء - أي ضعف نظر بشكل كبير وهذا بالطبع جعل كل رجال الحرب الآراميون يشعرون بضعفهم، فانقادوا بسهولة لكلام الرجل الذي يكلمهم، الذي هو أليشع وهم لا يعرفون. فقال لهم أن هذه ليست الطريق ولا المدينة ويقصد أنها ليست الطريق التي اختارها الله ولا المدينة التي يريد الله أن يصلوا إليها. ووعدهم أنه سيوصلهم إلى أليشع، فاطمأنوا، ولأجل ضعفهم خضعوا، فاقتادهم في الطريق إلى السامرة وهي تبعد حوالي ثمانية عشر كيلو مترًا عن دوثان، أي ساروا بضعة ساعات، حتى وصلوا مع أليشع إلى السامرة.

ولم يرد أليشع أن يبيدهم بقوة الله، أو يعيدهم إلى بلادهم وهم في هذا الضعف، بل أراد أن يعلن لهم قوة الله التي لا يعرفونها، فسار بهم إلى عاصمة مملكة إسرائيل، التي هي السامرة. وهناك إذ يجدوا أنفسهم محاصرين بجنود بني إسرائيل يسامحهم ويطعمهم، فيشعروا بقوة الله في أليشع، القادر على إبادتهم لكنه يسامحهم، لعلهم يؤمنون بإلهه القوى الرحيم.

العدد 20

ع20:

وصل أليشع بجيش الآراميين إلى السامرة وأدخلهم إلى الساحة الكبيرة التي في المدينة وتجمعت جيوش بني إسرائيل، لتحيط بهذا الجيش الغريب الأعمى، ثم صلى أليشع، فانفتحت أعين جيش الآراميين، ففوجئوا أنهم في وسط السامرة، محاطين بجيوش بني إسرائيل وأن أليشع يقف أمامهم وأنه هو الذي قادهم طوال هذا الطريق من دوثان إلى السامرة، فخافوا جدًا وارتعدوا سواء من قوة رجل الله الذي قادهم في الطريق ويقف أمامهم الآن، أو من قوة الجيوش المحيطة بهم، فلم يهددهم أليشع ولكن قوة الله التي فيه أزعجتهم، وهو يرمز هنا للمسيح عند القبض عليه، كيف خاف منه الجنود، عندما قال لهم أنه المسيح، فسقطوا على وجوههم من الخوف (يو18: 6) وكانوا لا يدرون ماذا سيفعل بهم أليشع، هل سيعذبهم، أم يقتلهم أو....

العدد 21

ع21:

عندما رأى يورام ملك إسرائيل كل ما حدث في وسط السامرة، آمن بقوة الله في أليشع وشعر كأنه طفل صغير أمام أبيه ولم يدرِ ماذا يفعل؟ فسأل أليشع، ماذا أفعل يا أبى هل أضرب هؤلاء الأعداء؟ أي يأمر جيوشه بإبادتهم.

العدد 22

ع22:

منع أليشع يورام من أن يؤذى أحدًا من الأراميين. وقال له إنك لم تحارب وتأسر من الأعداء حتى تقتلهم، لكن هذا الجيش قد وصل بسلام إلى مدينتنا، فهم ضيوفنا وينبغى علينا إكرامهم، فقدم لهم وليمة ليأكلوا ويشربوا، فقد تعبوا من السفر مشيًا من دوثان حتى السامرة وهذا الكلام له آثار كثيرة هي:

يظهر محبة أليشع لأعدائه، فهم حاولوا القبض عليه وهو يكرمهم ويضيفهم، فقد نفذ وصية "أحبوا أعدائكم" التي قالها المسيح قبل أن يقولها بمئات السنين (مت5: 44).

إنه درس لملك إسرائيل وكل شعب الله في محبة الأعداء والصفح والغفران.

قدم درسًا في إضافة الغرباء، حتى لو كانوا أعداءً.

درس لن ينساه الأراميون في معرفة قوة إله إسرائيل، القادر على إبادتهم، إذ ضربهم بالعمى وفى نفس الوقت يسامحهم، بل ويضيفهم، فيشعروا بضعف آلهتهم، التي لم تحمهم من هذا الإله العظيم. وفى نفس الوقت يقبلون إلى هذا الإله الرحيم، الذي أضافهم وأطعمهم، لعلهم يؤمنون أخيرًا بالله.

يشعروا بعدم فائدة الخطط البشرية وذكاء ملكهم، في محاولة القبض على أليشع، فهذا كله لا شيء أمام قوة الله.

العدد 23

ع23:

نفذ ملك إسرائيل أمر أليشع، فأقام لهم وليمة، فأكلوا وشربوا، ثم أطلقهم أحرارًا، فرجعوا لملكهم. بذلك امتنعت جيوش آرام عن غزو إسرائيل فترة من الزمن.

24 وَكَانَ بَعْدَ ذلِكَ أَنَّ بَنْهَدَدَ مَلِكَ أَرَامَ جَمَعَ كُلَّ جَيْشِهِ وَصَعِدَ فَحَاصَرَ السَّامِرَةَ. 25 وَكَانَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي السَّامِرَةِ. وَهُمْ حَاصَرُوهَا حَتَّى صَارَ رَأْسُ الْحِمَارِ بِثَمَانِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، وَرُبْعُ الْقَابِ مِنْ زِبْلِ الْحَمَامِ بِخَمْسٍ مِنَ الْفِضَّةِ. 26 وَبَيْنَمَا كَانَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ جَائِزًا عَلَى السُّورِ صَرَخَتِ امْرَأَةٌ إِلَيْهِ تَقُولُ: «خَلِّصْ يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ». 27 فَقَالَ: «لاَ! يُخَلِّصْكِ الرَّبُّ. مِنْ أَيْنَ أُخَلِّصُكِ؟ أَمِنَ الْبَيْدَرِ أَوْ مِنَ الْمِعْصَرَةِ؟ » 28 ثُمَّ قَالَ لَهَا الْمَلِكُ: «مَا لَكِ؟ » فَقَالَتْ: «إِنَّ هذِهِ الْمَرْأَةُ قَدْ قَالَتْ لِي: هَاتِي ابْنَكِ فَنَأْكُلَهُ الْيَوْمَ ثُمَّ، نَأْكُلَ ابْنِي غَدًا. 29 فَسَلَقْنَا ابْنِي وَأَكَلْنَاهُ. ثُمَّ قُلْتُ لَهَا فِي الْيَوْمِ الآخَرِ: هَاتِي ابْنَكِ فَنَأْكُلَهُ فَخَبَّأَتِ ابْنَهَا». 30 فَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ كَلاَمَ الْمَرْأَةِ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَهُوَ مُجْتَازٌ عَلَى السُّورِ، فَنَظَرَ الشَّعْبُ وَإِذَا مِسْحٌ مِنْ دَاخِل عَلَى جَسَدِهِ. 31 فَقَالَ: «هكَذَا يَصْنَعُ لِي اللهُ وَهكَذَا يَزِيدُ، إِنْ قَامَ رَأْسُ أَلِيشَعَ بْنِ شَافَاطَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ». 32 وَكَانَ أَلِيشَعُ جَالِسًا فِي بَيْتِهِ وَالشُّيُوخُ جُلُوسًا عِنْدَهُ. فَأَرْسَلَ رَجُلًا مِنْ أَمَامِهِ. وَقَبْلَمَا أَتَى الرَّسُولُ إِلَيْهِ قَالَ لِلشُّيُوخِ: «هَلْ رَأَيْتُمْ أَنَّ ابْنَ الْقَاتِلِ هذَا قَدْ أَرْسَلَ لِكَيْ يَقْطَعَ رَأْسِي؟ انْظُرُوا! إِذَا جَاءَ الرَّسُولُ فَأَغْلِقُوا الْبَابَ وَاحْصُرُوهُ عِنْدَ الْبَابِ. أَلَيْسَ صَوْتُ قَدَمَيْ سَيِّدِهِ وَرَاءَهُ؟ ». 33 وَبَيْنَمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ إِذَا بِالرَّسُولِ نَازِلٌ إِلَيْهِ. فَقَالَ: «هُوَذَا هذَا الشَّرُّ هُوَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. مَاذَا أَنْتَظِرُ مِنَ الرَّبِّ بَعْدُ؟ ».

العدد 24

ع24:

السامرة: كانت عاصمة مملكة إسرائيل التي تعبد الله ولكن في نفس الوقت تعبد الأوثان. إذ كان الله غاضبًا عليها، فسمح الله لها بالحصار والجوع.

لم يستمر السلام مع ملك آرام زمنًا طويلًا. فنسى ملك آرام معروف إسرائيل مع جيشه، عندما سامحهم أليشع وأطعمهم، فقام بنهدد ملك آرام بجمع جيشه وتقدم نحو السامرة وحاصرها. وهذا الحصار سبب جوعًا شديدًا. والغريب أن أليشع يطعم الآراميين، أما ملك آرام، فيحاصر السامرة ليدخلها في جوع شديد. لماذا ننسى معروف الآخرين المقدم لنا؟!

العدد 25

ع25:

كان من طول وقسوة الحصار أن صارت مجاعة في المدينة وارتفعت الأسعار إلى حدود لا تطاق. صار رأس الحمار بثمانين من فضة (أربع مائة وستين جرامًا) ونصف لتر من زبل الحمام بخمس من الفضة (ثلاثون جرامًا) من هذا نفهم أنه إن كان الحمار الذي لا يؤكل بهذا الثمن، فتكون الحيوانات التي تؤكل أغلى بكثير. وقد كان الجوع أمرًا أعلنه الله مسبقًا لشعبه في شريعة موسى، أنه عند ابتعادهم عنه - بعبادتهم للأوثان - سيتعرضون للمجاعات كتأديب لهم (تث28: 56، 57).

.

العدد 26

ع26:

السور: كان عريضًا يمشي عليه عدد من الرجال ومبنى عليه حائط يحمى من يمر عليه من سهام العدو.

بينما كان ملك إسرائيل يتفقد قواته، مارًا فوق سور المدينة، صرخت امرأة مستغيثة بالملك قائلة "أغثنى يا سيدى الملك".

العدد 27

ع27:

البيدر: المكان الذي تجمع فيه الحبوب بعد حصادها ويسمى الجرن.

المعصرة: حيث يعصر العنب ويتحول العصير إلى خمر، أو يعصر الزيتون؛ ليعطى زيتًا.

أجاب الملك هذه المرأة التي تصرخ إليه، بأنه إن كان الله لا يخلصها برفع الحصار وإزالة المجاعة، فكيف يستطيع هو أن يخلصها، أو من أين يأتي لها بطعام؟ هل من البيدر الفارغ من أي حبوب، أو من المعصرة التي ليس بها عصير عنب؟

العدد 28

ع28:

ثم سألها الملك عما بها، فأجابت: لقد قالت امرأة هاتى ابنك، فنأكله اليوم، على أن نأكل ابنى في اليوم التالي. وهذا يبين مدى الوحشية التي وصل إليها الشعب، نتيجة عبادتهم للأوثان، فعند الجوع، فقدوا مشاعر الأمومة وهي غريزة طبيعية وامتدت أيديهم لتأكل أطفالهم، في قسوة لا يعبر عنها؛ لأنهم قد اعتادوا - إرضاء للآلهة - أن يقدموا أطفالهم ذبائح للأوثان.

العدد 29

ع29:

وقصت على الملك كيف اتفقتا على أكل أطفالهما، فسلقتا طفل المرأة الأولى وأكلتاه، ثم عندما جاء دور الأم الثانية، خبأت طفلها. وطلبت المرأة الأولى من الملك أن ينصفها ويأمر المرأة الثانية أن تعطيها طفلها؛ ليأكلاه كما أتفقا. إنها قصة مزعجة، تظهر مدى عنف المجاعة، مما يزعج الملك، أو أي إنسان يسمعها.

العدد 30

ع30:

لما سمع الملك حديث المرأة مزق ثيابه وهو يتفقد السور، فرأى رجاله الذين حوله، أنه كان يرتدى مسحًا فوق جسده، إذ لم يحتمل الملك ما وصل إليه شعبه من وحشية نتيجة المجاعة. وتمزيق الثياب كان عادة شرقية معروفة ومازالت موجودة في بعض البلاد مثل صعيد مصر. ولبس الملك للمسوح يبين مدى حزنه وتضرعه إلى الله ولكنه للأسف لم يُزل الأصنام، فقلبه مازال غير مستقيم أمام الله وإن كان حزينًا لأجل المجاعة. ولعل لبس الملك المسوح من الداخل، قصد به إخفاء لأحزانه حتى لا يُحزن شعبه.

العدد 31

ع31:

هكذا يصنع لى الله وهكذا يزيد: قسم معناه أنه لابد أن ينفذ ما يقول وإلا يصيبه الله بضيقات كثيرة.

قام رأس أليشع: أي أنه سيقطع رأسه.

يبدو أن أليشع كان قد وبخ يهورام ملك إسرائيل على عبادته للأوثان وهدده، بأنه إن لم يتب عن ذلك، تتعرض بلاده للمجاعة، كما أمر الله في (تث28: 56، 57). ولعل ملك إسرائيل كان قد طلب من أليشع أن يفك الحصار ويرفع المجاعة وأليشع لم يُصلِ لترفع حتى يتم تأديب الله ويتوبوا عن عبادة الأوثان. وقد يكون الملك متهمًا لأليشع بعدم رفع المجاعة، باعتباره قادرًا على ذلك، مع أن الملك لم يطلب منه لكنه يرى المجاعة ويصمت ولا يعمل شيئًا.

من أجل كل هذا، عندما شعر ملك إسرائيل بقسوة المجاعة؛ لدرجة أن تأكل الأمهات أطفالها غضب جدًا وبدلًا من أن يرجع بالتوبة إلى الله؛ ليرفع عنه الضيقة، قرر أن سبب المجاعة هو أليشع وأعلن أنه سيقتله في هذا اليوم. وهذا معناه انغماس يهورام في الشر والإدانة، فقد أظهرت المجاعة قسوة قلبه وإصراره على عبادة الأوثان وبالتالي استحقاقه لهذا التأديب.

† عندما تقابلك الضيقات فاعلم أنها بسماح من الله وافحص نفسك، لعل هناك خطية في الداخل هي السبب في هذه الضيقة؛ لتتوب عنها ولا تُلقِ باللوم على الآخرين، أو الظروف، فحينئذ تربح نفسك وتخلص من كل شر وتنال مراحم الله.

العدد 32

ع32:

إحصروه عند الباب: إمنعوه من الدخول، بغلق الباب في وجهه، فيضطر أن يقف أمام الباب.

عندما أعلن يهورام (يورام) أنه سيقتل اليوم أليشع، كان أليشع جالسًا في بيته وحوله مجموعة من شيوخ إسرائيل وأعلمه الله بما ينويه الملك، أي قتله، فقال للشيوخ الجالسين حوله، إن الملك يهورام قد أرسل رسولًا ليقتلنى الآن وسيلحق الملك بهذا الرسول لذا طلب أليشع من أحد رجاله أن يغلق باب البيت، حتى لا يدخل رسول الملك ويقتله. ولقب الملك يهورام بابن القاتل؛ لأن أبوه آخاب الملك قتل نابوت اليزرعيلى. ولم يخف أليشع من رسول الملك الآتي لقتله ولكنه انتظر وصول الملك؛ لأن يهورام بعدما أمر بقتل أليشع، عاد فندم ولحق برسوله؛ ليمنعه من قتل أليشع وانتظر أيضًا أليشع وصول الملك؛ حتى يعلن أمام الملك كلام الله.

العدد 33

ع33:

بينما كان أليشع يكلم الشيوخ ويخبرهم بنية الملك أن يقتله، عن طريق رسول مقبل إلى البيت وقال لهم إغلقوا الباب، وصل الرسول فعلًا إلى الباب ووجده مغلقًا وظل واقفًا، حتى لحق به الملك ومنع الملك رسوله من محاولة قتل أليشع. وهنا أمر أليشع بفتح الباب وخرج؛ ليلتقى بالملك يهورام ورسوله وحينئذ أعلن الملك تمرده على الله ويأسه من النجاة من أيدي الآراميين، بل لعله كان قد قرر أن يسلم المدينة للآراميين؛ لذا قال الملك إن هذا الشر، أي المجاعة هي من الله ولا ينتظر نجاة من الله؛ لأن أليشع نبيه لا يتحرك لإنقاذ الموقف. وهكذا وصل الملك إلى اليأس الكامل. وهنا ستتدخل نعمة الله لتعلن الحل والنجاة، بعد عجز الإنسان الكامل ويطيل الله أناته على هذا الملك الشرير وشعبه الذي مازال يعبد الأصنام، فينقذهم من الموت؛ لعلهم يؤمنون ويتوبون، هذا ما سنراه في بداية الإصحاح التالى في العددين الأولين. وإن كان الإنسان - مثل يهورام (يورام) - يلقى باللوم على الله، عندما تأتيه تجربة، فالله يحتمله وينقذه من التجربة، لعله ينتبه إلى سبب التجربة ويعلم أنها تأديب من الله؛ ليتوب عن خطاياه.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ - سفر الملوك الثاني - مارمرقس مصر الجديدة

اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ - سفر الملوك الثاني - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر الملوك الثاني الأصحاح 6
تفاسير سفر الملوك الثاني الأصحاح 6