اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ – سفر الملوك الثاني – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر الملوك الثاني – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الثَّالِثُ وَالعِشْرُونَ

إصلاحات يوشيا وتملك أولاده يهوآحاز ويهوياقيم.

1 وَأَرْسَلَ الْمَلِكُ، فَجَمَعُوا إِلَيْهِ كُلَّ شُيُوخِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ. 2 وَصَعِدَ الْمَلِكُ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ وَجَمِيعُ رِجَالِ يَهُوذَا وَكُلُّ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ، وَالْكَهَنَةُ وَالأَنْبِيَاءُ وَكُلُّ الشَّعْبِ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ، وَقَرَأَ فِي آذَانِهِمْ كُلَّ كَلاَمِ سِفْرِ الشَّرِيعَةِ الَّذِي وُجِدَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ. 3 وَوَقَفَ الْمَلِكُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَقَطَعَ عَهْدًا أَمَامَ الرَّبِّ لِلذَّهَابِ وَرَاءَ الرَّبِّ، وَلِحِفْظِ وَصَايَاهُ وَشَهَادَاتِهِ وَفَرَائِضِهِ بِكُلِّ الْقَلْبِ وَكُلِّ النَّفْسِ، لإِقَامَةِ كَلاَمِ هذَا الْعَهْدِ الْمَكْتُوبِ فِي هذَا السِّفْرِ. وَوَقَفَ جَمِيعُ الشَّعْبِ عِنْدَ الْعَهْدِ.

الأعداد 1-2

ع1 - 2:

:

تأثر جدًا يوشيا الملك الصالح بكلام شريعة الله وقاده هذا للتوبة وليس لليأس، رغم صعوبة العقاب الإلهي، فدعى شيوخ مملكته كلهم، سواء شيوخ أورشليم، أو شيوخ مدن يهوذا وكذلك الكهنة والأنبياء وكل شعب أورشليم، وهذا يبين مدى تحمل يوشيا لمسئولياته، كراعٍ للشعب، فاهتم أن يحضر الكبار والصغار والرؤساء وكل الشعب؛ ليقطعوا العهد مع الله، فهو مثال الخادم الأمين. وصعدوا إلى بيت الرب القائم على تلال أورشليم. وهناك وقف بنفسه؛ ليقرأ سفر شريعة الله، فهذا كرامة له أن يقرأ كلام الله ويبين أيضًا اهتمامه ومخافته لله واتضاعه أمامه. وقراءته "كل سفر الشريعة" لا يقصد به قراءة كل أسفار موسى الخمس، فهذا يحتاج إلى ساعات طويلة ولكن يقصد الوصايا والشرائع، المطلوب تنفيذها من كل الشعب وهي جزء من سفر الخروج وسفر التثنية وهي تشمل كل واجبات الشعب نحو الله.

العدد 3

ع3:

شهاداته: وصاياه.

فرائضه: عبادته بكل طقوسها.

بعد أن قرأ يوشيا من على منبر - أي مكان أعلى من الشعب - سفر الشريعة، وقف كل الشعب وقطع يوشيا عهدًا عن نفسه وعن كل الشعب، بطاعة كلام الله والتمسك بوصاياه وعبادته وقطعوا هذا العهد بكل قلوبهم واهتم الملك بذلك؛ حتى لا يعود الشعب إلى عبادة الأوثان وفعل الشر.

قراءة يوشيا للشريعة على الشعب، هو تنفيذ لكلام الله، الذي أهمل زمنًا طويلًا، فقد أمر الله أن تقرأ شريعته على شعبه كل سبع سنوات (تث31: 10 - 13).

† لا تنزعج عندما تسمع، أو تقرأ كلام الله الشديد اللهجة، بل اجعل هذا يقودك لمخافة الله والتشدد في الجهاد الروحي، بثقة أن الله يريد خلاصك وسيسندك في جهادك، مهما كان ضعفك.

4 وَأَمَرَ الْمَلِكُ حِلْقِيَّا الْكَاهِنَ الْعَظِيمَ، وَكَهَنَةَ الْفِرْقَةِ الثَّانِيَةِ، وَحُرَّاسَ الْبَابِ أَنْ يُخْرِجُوا مِنْ هَيْكَلِ الرَّبِّ جَمِيعَ الآنِيَةِ الْمَصْنُوعَةِ لِلْبَعْلِ وَلِلسَّارِيَةِ وَلِكُلِّ أَجْنَادِ السَّمَاءِ، وَأَحْرَقَهَا خَارِجَ أُورُشَلِيمَ فِي حُقُولِ قَدْرُونَ، وَحَمَلَ رَمَادَهَا إِلَى بَيْتِ إِيلَ. 5 وَلاَشَى كَهَنَةَ الأَصْنَامِ الَّذِينَ جَعَلَهُمْ مُلُوكُ يَهُوذَا لِيُوقِدُوا عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ فِي مُدُنِ يَهُوذَا وَمَا يُحِيطُ بِأُورُشَلِيمَ، وَالَّذِينَ يُوقِدُونَ: لِلْبَعْلِ، لِلشَّمْسِ، وَالْقَمَرِ، وَالْمَنَازِلِ، وَلِكُلِّ أَجْنَادِ السَّمَاءِ. 6 وَأَخْرَجَ السَّارِيَةَ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ خَارِجَ أُورُشَلِيمَ إِلَى وَادِي قَدْرُونَ وَأَحْرَقَهَا فِي وَادِي قَدْرُونَ، وَدَقَّهَا إِلَى أَنْ صَارَتْ غُبَارًا، وَذَرَّى الْغُبَارَ عَلَى قُبُورِ عَامَّةِ الشَّعْبِ. 7 وَهَدَمَ بُيُوتَ الْمَأْبُونِينَ الَّتِي عِنْدَ بَيْتِ الرَّبِّ حَيْثُ كَانَتِ النِّسَاءُ يَنْسِجْنَ بُيُوتًا لِلسَّارِيَةِ. 8 وَجَاءَ بِجَمِيعِ الْكَهَنَةِ مِنْ مُدُنِ يَهُوذَا، وَنَجَّسَ الْمُرْتَفَعَاتِ حَيْثُ كَانَ الْكَهَنَةُ يُوقِدُونَ، مِنْ جَبْعَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ، وَهَدَمَ مُرْتَفَعَاتِ الأَبْوَابِ الَّتِي عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ يَشُوعَ رَئِيسِ الْمَدِينَةِ الَّتِي عَنِ الْيَسَارِ فِي بَابِ الْمَدِينَةِ. 9 إِلاَّ أَنَّ كَهَنَةَ الْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ يَصْعَدُوا إِلَى مَذْبَحِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ بَلْ أَكَلُوا فَطِيرًا بَيْنَ إِخْوَتِهِمْ. 10 وَنَجَّسَ تُوفَةَ الَّتِي فِي وَادِي بَنِي هِنُّومَ لِكَيْ لاَ يُعَبِّرَ أَحَدٌ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ لِمُولَكَ. 11 وَأَبَادَ الْخَيْلَ الَّتِي أَعْطَاهَا مُلُوكُ يَهُوذَا لِلشَّمْسِ عِنْدَ مَدْخَلِ بَيْتِ الرَّبِّ عِنْدَ مُخْدَعِ نَثْنَمْلَكَ الْخَصِيِّ الَّذِي فِي الأَرْوِقَةِ، وَمَرْكَبَاتُ الشَّمْسِ أَحْرَقَهَا بِالنَّارِ. 12 وَالْمَذَابحُ الَّتِي عَلَى سَطْحِ عُلِّيَّةِ آحَازَ الَّتِي عَمِلَهَا مُلُوكُ يَهُوذَا، وَالْمَذَابحُ الَّتِي عَمِلَهَا مَنَسَّى فِي دَارَيْ بَيْتِ الرَّبِّ، هَدَمَهَا الْمَلِكُ، وَرَكَضَ مِنْ هُنَاكَ وَذَرَّى غُبَارَهَا فِي وَادِي قَدْرُونَ. 13 وَالْمُرْتَفَعَاتُ الَّتِي قُبَالَةَ أُورُشَلِيمَ، الَّتِي عَنْ يَمِينِ جَبَلِ الْهَلاَكِ، الَّتِي بَنَاهَا سُلَيْمَانُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِعَشْتُورَثَ رَجَاسَةِ الصِّيدُونِيِّينَ، وَلِكَمُوشَ رَجَاسَةِ الْمُوآبِيِّينَ، وَلِمَلْكُومَ كَرَاهَةِ بَنِي عَمُّونَ، نَجَّسَهَا الْمَلِكُ. 14 وَكَسَّرَ التَّمَاثِيلَ وَقَطَّعَ السَّوَارِيَ وَمَلأَ مَكَانَهَا مِنْ عِظَامِ النَّاسِ. 15 وَكَذلِكَ الْمَذْبَحُ الَّذِي فِي بَيْتِ إِيلَ فِي الْمُرْتَفَعَةِ الَّتِي عَمِلَهَا يَرُبْعَامُ بْنُ نَبَاطَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ، فَذَانِكَ الْمَذْبَحُ وَالْمُرْتَفَعَةُ هَدَمَهُمَا وَأَحْرَقَ الْمُرْتَفَعَةَ وَسَحَقَهَا حَتَّى صَارَتْ غُبَارًا، وَأَحْرَقَ السَّارِيَةَ. 16 وَالْتَفَتَ يُوشِيَّا فَرَأَى الْقُبُورَ الَّتِي هُنَاكَ فِي الْجَبَلِ، فَأَرْسَلَ وَأَخَذَ الْعِظَامَ مِنَ الْقُبُورِ وَأَحْرَقَهَا عَلَى الْمَذْبَحِ، وَنَجَّسَهُ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي نَادَى بِهِ رَجُلُ اللهِ الَّذِي نَادَى بِهذَا الْكَلاَمِ. 17 وَقَالَ: «مَا هذِهِ الصُّوَّةُ الَّتِي أَرَى؟ » فَقَالَ لَهُ رِجَالُ الْمَدِينَةِ: «هِيَ قَبْرُ رَجُلِ اللهِ الَّذِي جَاءَ مِنْ يَهُوذَا وَنَادَى بِهذِهِ الأُمُورِ الَّتِي عَمِلْتَ عَلَى مَذْبَحِ بَيْتِ إِيلَ». 18 فَقَالَ: «دَعُوهُ. لاَ يُحَرِّكَنَّ أَحَدٌ عِظَامَهُ». فَتَرَكُوا عِظَامَهُ وَعِظَامَ النَّبِيِّ الَّذِي جَاءَ مِنَ السَّامِرَةِ. 19 وَكَذَا جَمِيعُ بُيُوتِ الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي فِي مُدُنِ السَّامِرَةِ الَّتِي عَمِلَهَا مُلُوكُ إِسْرَائِيلَ لِلإِغَاظَةِ، أَزَالَهَا يُوشِيَّا، وَعَمِلَ بِهَا حَسَبَ جَمِيعِ الأَعْمَالِ الَّتِي عَمِلَهَا فِي بَيْتِ إِيلَ. 20 وَذَبَحَ جَمِيعَ كَهَنَةِ الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي هُنَاكَ عَلَى الْمَذَابحِ، وَأَحْرَقَ عِظَامَ النَّاسِ عَلَيْهَا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ.

العدد 4

ع4:

الفرقة الثانية: كان لرئيس الكهنة مجموعة نواب، كل واحد مسئول عن مجموعة من الكهنة والمقصود بالفرقة الثانية، إما هؤلاء النواب، أي المسئولين من بعده، فهو يمثل الفرقة الأولى، أو المقصود فرقة من الفرق، إذ كانت الكهنة تقسم إلى مجموعة فرق واختار الفرقة الثانية؛ لعل كهنتها كانوا يتميزون بالتقوى والنشاط ورفض الشر.

حقول قدرون: حقول تقع شرق أورشليم بينها وبين جبل الزيتون. وهي أماكن جميلة، كانت تقدم فيها عبادة للأوثان وكذلك متنزهات للشعب. ولكن بعد حرق يوشيا الآنية فيها، تحولت إلى مزبلة، يلقى فيها شعب أورشليم كل الفضلات وتحرق فيها وسميت بعد بهذا وادي ابن هنوم وكانت النار مشتعلة فيه دائمًا، لكثرة النفايات التي فيه ومنه أُخذت كلمة جهنم، الذي ناره لا تطفأ (مت5: 22، 25: 41).

بدأ يوشيا بتطهير الهيكل، فأمر رئيس الكهنة حلقيا ومعه كهنة الفرقة الثانية ويساعدهم حراس أبواب الهيكل، حتى يجمعوا الأوانى، التي كانوا يستخدمونها لعبادة البعل، الموجودة داخل هيكل الله؛ لأن فجور الملوك السابقين وصلت إلى أنهم كانوا يعبدون الآلهة الغريبة داخل بيت الرب.

وبعد أن جمعوا هذه الآنية، أخرجوها إلى حقول قدرون، حيث كانت تقدم عبادات للأوثان وأحرق هذه الآنية هناك؛ لينجس هذه الأماكن، التي خصصها الشعب قديمًا للأوثان وتحولت بعد هذا إلى مزبلة، إعلانًا لرفض الشعب كل عبادة وثنية. وتأكيدًا لرفض عبادة الأوثان، أخذ يوشيا رماد الحريق ونقله إلى بيت إيل ونثره هناك؛ لتنجيس المكان، الذي خصصه ملوك إسرائيل لعبادة أحد العجول الذهبية التي عملها يربعام، فقد اهتم ليس فقط بمملكة يهوذا، بل أيضًا بمملكة إسرائيل التي سبيت ولم يعد لها ملك يهتم بعبادة الله فيها. وبالطبع لم يحرق هذه الأوانى في أورشليم؛ حتى لا ينجس المدينة.

وربما يكون يوشيا قد ابتدأ بتطهير الهيكل وأورشليم، ثم بعد ذلك اهتم بترميم الهيكل الذي ذُكر في الأصحاح الماضى وقد استغرق التطهير بالطبع عدة سنوات وبالتالي يكون يوشيا قد بدأ التطهير وعمره حوالي عشرين عامًا؛ لأنه بدأ بترميم الهيكل وعمره ستة وعشرين عامًا (2 مل 22: 3).

العدد 5

ع5:

المنازل: مجموعة من المنازل اعتقد الوثنيون أن الآلهة نزلت وسكنت فيها، فدعوها المنازل.

استمرارًا من يوشيا في عملية التطهير، طرد كل كهنة الأوثان، الذين قدموا عبادات للبعل والقمر والكواكب وكل أجناد السماء وبهذا أنهى الوثنية، التي انتشرت أيام منسى وآمون.

العدد 6

ع6:

كما أخرج تمثال عشتاروت، زوجة الإله الصنم بعل من الهيكل ومن أورشليم كلها وألقاه في وادي قدرون، حيث أحرقه ودقه حتى صار غبارًا ونثر الغبار على قبور عامة الشعب. والسارية، أي هذا الصنم، الذي كان قد أقامه منسى الملك الشرير (2 مل 21: 7، 2 أى33: 15)، قد أحرقه ودقه ونثر غباره على قبور الشعب، الذين اشتركوا في عبادة هذا الصنم؛ ليصير هذا الغبار نجسًا في نظر الشعب، لأن الميت كان نجسًا ومن لمسه يتنجس، فنثره على القبور، أي نجسه وبهذا لا يستطع أحد أن يعيد عمله من جديد، أو يتعبد له. وهذا يبين مدى حزم يوشيا وإزالته الكاملة للشر.

العدد 7

ع7:

أزال أيضًا يوشيا البيوت التي بُنيت عند بيت الرب كانت مخصصة للشذوذ الجنسى، فقد كان يقيم فيها بعض الرجال الشواذ؛ ليأتى الرجال ويزنوا معهم. وكانت النساء تنسج بيوتًا من القماش؛ لتقام كخيام، توضع داخلها تماثيل للسارية ويمارس في هذه الخيام الشذوذ الجنسى أيضًا. وهذا يبين مدى انحطاط الشعب في عبادته للأوثان، فطهر يوشيا الهيكل وما حوله من كل هذه الشرور. ويظهر هذا أيضًا، كيف تحول بيت الرب إلى بيت لعبادة الأوثان، في أيام الملوك الأشرار السابقين والآن يعيده يوشيا؛ ليكون لعبادة الله وحده وتمارس العبادة داخله، بكل طهارة ونقاوة.

العدد 8

ع8:

جبع: مدينة في بنيامين على الطرف الشمالى ليهوذا.

بئر سبع: عاصمة النقب، أقصى جنوب يهوذا.

جمع يوشيا كهنة الرب من كل البلاد، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب من مملكة يهوذا، حتى تكون العبادة في هيكل الله فقط في أورشليم ولا تقدم أية عبادة لله على المرتفعات، كما كان يسمح بذلك الملوك، ليس فقط الأشرار منهم، بل كذلك الصالحين وكثير من نسله.

ونجس أيضًا جميع أماكن العبادة التي أقيمت للرب، أو للأوثان، على التلال، بحرق عظام موتى، أو أية وسيلة؛ حتى لا يقترب منها أحد بعد ذلك للعبادة. وشمل هذا جميع المرتفعات المنتشرة في مملكة يهوذا، من أقصاها إلى أقصاها. كذلك كان الشعب قد تعود أن يقدموا عبادة عند أبواب مدينة أورشليم، حيث تبنى أبراجًا هناك، فتكون مرتفعة، فأزال كل تماثيل الأوثان والمذابح المقامة عند الأبواب، مثل المذبح المقام عند باب أورشليم، من جهة اليسار، الذي أمام قصر يشوع رئيس المدينة.

العدد 9

ع9:

أما الكهنة، الذين استمروا في تقديم الذبائح للرب على المرتفعات، في أيام منسى، فلم يسمح لهم يوشيا باستخدام مذبح الرب في أورشليم وأن كان قد سمح لهم بأكل خبز الفطير مع بقية الكهنة إخوتهم، أي لم يستمروا في عملهم الكهنوتى عقابًا لهم؛ لأنهم قدموا عبادة في مكان آخر غير بيت الرب وهذا ضد الشريعة. ولكن في نفس الوقت اهتم بطعامهم، فأكلوا مثل باقي اخوتهم، كما كان يُفعل مع الكهنة الذين بهم عيوب جسدية (لا21: 21 - 23)، فكانوا يأكلوا من خبز التقدمات المقدمة في بيت الرب والذي كان من حق الكهنة أن يأكلوه، الذي هو الفطير (لا6: 16 - 18).

† في حزمك مع الآخرين، إن كنت مضطرًا أن تعاقب أحدًا، لتُقم العدل والحق، فلا تنسى احتياجات المعاقب، فهو إنسان، أي كن رحيمًا أيضًا في عقابك، لتقود الكل للحياة مع الله.

العدد 10

ع10:

وادى بنى هنوم: يقع جنوب شرق أورشليم، بين باب الخيل وبئر أيوب وبنى هنوم هو اسم قبيلة كنعانية.

توفة: مكان في وادي بنى هنوم لحرق أجساد البشر، حيث كانت تقدم ذبائح بشرية للإله مولك.

مولك: إله بنى عمون وكانوا يعملون له تمثالًا نحاسيًا مجوفًا لرجل جالس ويداه ممدودتان أمامه ويشعلون النار تحته، حتى يصير النحاس أحمرًا من السخونة، ثم يعبرون الأطفال بين يديه؛ لتقديسهم وتكريسهم لهذا الإله، فتُلسع أجسامهم من النحاس الساخن جدًا. وكانوا أيضًا يضعون بعض الأطفال على يديه كذبيحة، فيحترقوا من الحرارة الشديدة وكانوا يدقون الطبول بشدة، حتى لا يسمعوا صراخ الأطفال وهم يموتون. وكلمة توفة معناها طبلة، فدعوا المكان توفة.

من أشهر الأماكن لعبادة الأوثان بجوار أورشليم، كانت منطقة توفة، التي كانت مخصصة لعبادة الإله مولك وهي في وادي بنى هنوم، فاهتم يوشيا الملك بتنجيس هذه المنطقة، حتى يوقف الفظائع التي كانت تحدث بها، بإجازة الأطفال، أو تقديمهم ذبائح لهذا الإله الوثني.

العدد 11

ع11:

يخصص عبدة الشمس مركبات تجرها الخيل، يخرجون بها أمام الشمس وكانت الخيل - لسرعتها - تمثل الشمس، التي تتحرك في السماء. وكان الملوك الأشرار السابقين ليوشيا يقدمون الخيل لهؤلاء الذين يعبدون الشمس. فأباد يوشيا الخيول التي استخدمت في عبادة الشمس؛ حتى لا يفكر الشعب أنها مقدسة. وأحرق أيضًا مركبات الشمس؛ ليزيل أي أثر لعبادة الشمس وبالطبع لم يعطِ بعد ذلك أي خيول لهذه العبادات الوثنية. وكانت هذه الخيول موجودة بجوار حجرة نثنملك، الموجودة داخل بيت الرب، في أحد الأروقة. وكان نثنملك هو أحد خصيان الملك وربما كان هو المسئول عن هذه الخيول.

العدد 12

ع12:

كان آحاز قد بنى حجرة علوية فوق أحد أبنية هيكل الرب، ولأنه كان شريرًا وأهمل العبادة في بيت الرب، فقد يكون أقام هذه العلية لاحتياجاته الخاصة، أو لعبادة الأوثان. ولكن منسى وآمون ملوك يهوذا الأشرار، بنوا المذابح لعبادة أجناد السماوات فيها، أي كانوا يعبدون الأوثان فوق هيكل الرب وأقام أيضًا منسى الملك مذابح للأوثان في دارى بيت الرب، أي الساحة الداخلية الخاصة بالكهنة والساحة الخارجية الخاصة بالشعب. ونفهم من هذا مدى انتشار عبادة الأوثان، ليس فقط في أورشليم المدينة المقدسة، بل أيضًا داخل بيت الرب، أيام الملوك الأشرار. كل هذا أزاله يوشيا الصالح وكسره، حتى صار غبارًا وكان يشرف على العمل بنفسه، ثم أسرع حاملًا هذا التراب ونثره في وادي قدرون، الذي كانت فيه عبادة الأوثان ونجسه.

كل هذا يبين مدى اهتمام يوشيا، إذ يقوم بالعمل بنفسه ويسرع، ليتخلص من آثار العبادة الوثنية في الهيكل وينجس مكان عبادة الأوثان في وادي قدرون.

الأعداد 13-14

ع13 - 14:

:

جبل الهلاك: هو الجزء الجنوبى من جبل الزيتون وجبل الزيتون يقع شرق أورشليم وسمى فيما بعد بهذا الاسم؛ لكثرة عبادة الأوثان عليه.

الصيدونيين: سكان صيدا التي على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

الموآبيين: سكنوا شرق نهر الأردن والبحر الميت.

بنى عمون: سكنوا شرق نهر الأردن.

كان سليمان قد أقام على التلال، التي تقع جنوب جبل الزيتون، مذابح لعبادة الآلهة الوثنية المشهورة، مثل عشتاروث آلهة الصيدونيين النجسة وكموش إله الموآبيين الدنس ومولك إله بنى عمون، الذي يكره الله عبادته، كل هذه المذابح والأصنام التي أمامها والسوارى، أي الأعمدة المقامة للآلهة الوثنية، حطمها يوشيا الصالح ولم يكتفِ بإزالتها، بل أيضًا نجس مكانها بوضع عظام الأموات عليها وكان كل من يمس هذه العظام يتنجس (لا21: 1) وبهذا لا يستطع أحد أن يعبد الأوثان في هذه الأماكن مرة أخرى، هكذا تحولت أماكن عبادة الآلهة الوثنية، التي ترمز للخصوبة والحياة، إلى أماكن لعظام الأموات، أي أصبحت رمزًا للموت وليس للحياة ويقصد بهذا إزالة فكرة عبادة الأوثان من أذهان الشعب؛ وحتى يكرهونها.

† عندما تطرد أية فكرة غريبة تنجس ذهنك، اهتم أيضًا بترديد المزامير والصلوات؛ حتى تزيل كل أثر للشر من فكرك وتبدله بأفكار الله، متذكرًا أيضًا خطورة هذه الأفكار، التي تؤدى إلى الدينونة والهلاك؛ لتسرع في طردها.

العدد 15

ع15:

إلتهب قلب يوشيا بمحبة الله، فأراد تطهير العالم كله من عبادة الأوثان، فلم يكتف بتطهير مملكة يهوذا التي يملك عليها، بل امتد اهتمامه إلى مملكة إسرائيل، التي سقطت في السبي، ونتيجة ضعف الإمبراطورية الأشورية التي سيطرت على العالم كله وعلى مملكة إسرائيل، تحرك بقوة الله؛ ليزيل عبادة الأوثان من بيت إيل وهي التي أسسها يربعام بن ناباط، الذي انشق بمملكة إسرائيل، أي أراد يوشيا أن يزيل بداية وجذور عبادة الأوثان من إسرائيل، فذهب إلى بيت إيل - أهم أماكن عبادة الأوثان - وأزال من على المرتفعات التي هناك المذبح والسارية وكل المباني التي تتعلق بعبادة الأوثان حطمها وأحرق ما فيها من أخشاب وسحق الكل؛ حتى صار غبارًا وذراه، أي محى كل آثار العبادة الوثنية منها.

العدد 16

ع16:

فيما كان يوشيا يحطم عبادة الأوثان في بيت إيل، علم بوجود مقابر قريبة من المكان، فأرسل واستحضر عظام الأموات وأحرقها على المذبح؛ لتنجيسه، حتى لا يحاول أحد تقديم عبادة للأوثان ثانية في هذا المكان. وبهذا تمم كلام الله، الذي تنبأ به نبى ليربعام، منذ حوالي ثلاثمائة عام، بأنه سيأتى ملك اسمه يوشيا، سيزيل عبادة الأوثان، التي عملها يربعام في بيت إيل (1 مل13: 2).

الأعداد 17-18

ع17 - 18:

:

صوة: حجر، أو عمود يقام لإعلان وجود قبر في هذا المكان، وأحيانًا تستخدم كعلامة على الطريق.

من السامرة: ليس من مدينة السامرة، بل من إحدى مدنها، فهو من بيت إيل، التابعة للسامرة.

لاحظ الملك وجود نصب في المكان، فسأل لمن يكون؟ فأجابه رجال المدينة أنه لقبر رجل الله، الذي جاء من يهوذا وأنبأ بكل ما عملته في بيت إيل.

وأمر يوشيا بعدم تحريك عظام النبي وأيضًا عظام النبي الآخر، الذي من إحدى مدن السامرة، أي من بيت إيل، الذي دفن معه (1 مل13: 11) وذلك تكريمًا للنبى الآتي من يهوذا، الذي تنبأ بإزالة عبادة الأوثان.

العدد 19

ع19:

لم يكتف يوشيا بإزالة عبادة الأوثان من بيت إيل، بل أيضًا امتد تطهيره إلى مدن السامرة المختلفة، فأزال من على مرتفعاتها عبادة الأوثان، أي المذابح والسوارى والمباني المقامة لذلك وأحرق عليها عظام الأموات؛ لينجسها، فلا تستخدم ثانية للعبادة ونثر رمادها، كما فعل في بيت إيل. ونلاحظ من هذا استمرار اهتمامه بتطهير كل مكان يمكن أن تصل إليه يده من عبادة الأوثان، لتصير مملكة يهوذا وأيضًا مملكة إسرائيل - التي سُبيت - طاهرة من العبادة الوثنية.

العدد 20

ع20:

أمر يوشيا بقتل جميع كهنة التلال في السامرة، على مذابحها الوثنية وأحرق عظام الموتى عليها، ثم عاد إلى أورشليم.

وكان يوشيا مضطرًا إلى ذبح كهنة الأوثان أثناء عملية التطهير من هذه العبادة؛ لأن الله أطال أناته عليهم، حتى أضلوا الكثيرين من الشعب البسيط، فكان لزامًا على يوشيا أن يكون حازمًا ويوقف مصدر الشر، الذي هو هؤلاء الكهنة.

ورغم أن شعب مملكة إسرائيل سار سنينًا طويلة في عبادة الأوثان، لكنه قبل ما عمله يوشيا، كما قبل ما عمله إيليا النبى قديمًا، عندما ذبح أنبياء البعل (1 مل18: 40)، لأن الشعب يعرف في أعماقه أن الله هو الإله الحقيقي وحده وكل هذه العبادات مهما استمرت سنوات طويلة فهي باطلة.

† لا تخف أن تعلن صوت الله بقوة، مهما كان الشر سائدًا؛ لتوقظ ضمير البعيدين والله سيسندك ولكن اهتم فقط أن تصلى جيدًا قبل أن تتكلم، حتى يكون الكلام من الله وليس بكبرياء، أو بدافع شخصى. أنت مسئول أن تكلم؛ لتنقذ الضالين والبعيدين.

21 وَأَمَرَ الْمَلِكُ جَمِيعَ الشَّعْبِ قَائِلًا: «اعْمَلُوا فِصْحًا لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ الْعَهْدِ هذَا». 22 إِنَّهُ لَمْ يُعْمَلْ مِثْلُ هذَا الْفِصْحِ مُنْذُ أَيَّامِ الْقُضَاةِ الَّذِينَ حَكَمُوا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَلاَ فِي كُلِّ أَيَّامِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ وَمُلُوكِ يَهُوذَا. 23 وَلكِنْ فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةَ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ يُوشِيَّا، عُمِلَ هذَا الْفِصْحُ لِلرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ. 24 وَكَذلِكَ السَّحَرَةُ وَالْعَرَّافُونَ وَالتَّرَافِيمُ وَالأَصْنَامُ وَجَمِيعُ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي رُئِيَتْ فِي أَرْضِ يَهُوذَا وَفِي أُورُشَلِيمَ، أَبَادَهَا يُوشِيَّا لِيُقِيمَ كَلاَمَ الشَّرِيعَةِ الْمَكْتُوبَ فِي السِّفْرِ الَّذِي وَجَدَهُ حِلْقِيَّا الْكَاهِنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ.

العدد 21

ع21:

بعد اهتمام يوشيا بتطهير أورشليم واليهودية ومدن السامرة، بدأ في الجانب الإيجابى من الإصلاحات؛ بأن دعى بإقامة عيد الفصح، الذي نصت عليه الشريعة في كتاب العهد، الذي عثروا عليه في الهيكل. وقد دعى كل شعب أورشليم واليهودية وأيضًا شعب مملكة إسرائيل، فيوشيا كان كارزًا بالله في كل مكان (2 أى35: 18).

الأعداد 22-23

ع22 - 23:

:

كان الاحتفال بالفصح، الذي أقامه يوشيا، احتفالًا رائعًا، لم يضاهيه في روعته أي من احتفالات الفصح التي أقامها بنو إسرائيل، منذ أيام صموئيل، أي منذ أكثر من خمسة قرون، أي أن فصح يوشيا فاق في روعته الفصح الذي أقامه حزقيا وقيل أنه لم يعمل مثله من أيام سليمان. وكان تفوق فصح يوشيا في اهتمامه بتنفيذ الشريعة بكل دقة، كما أعلن الله لموسى وأيضًا قدم من ماله الخاص خرافًا كثيرة تعد بالآلاف مما شجع الرؤساء على تقديم خراف أيضًا (2 أى35: 1 - 19).

حين أقيم هذا الفصح في أورشليم كان عمر الملك يوشيا ست وعشرين سنة، من هذا نفهم أنه بدأ الإصلاحات الإيجابية، من ترميم الهيكل وعيد الفصح في السنة الثامنة عشر من ملكه، أما عمليات التطهير فكانت خلال السنوات السابقة.

† ليتك تهتم بأن تكون عبادتك لله بكل قلبك وتهتم أيضًا بأعياده المقدسة وبناء كنائسه، فتعطى بسخاء، فهذا يظهر محبتك له ومدى تعلقك به ويحرك مشاعرك الروحية.

العدد 24

ع24:

الترافيم: تماثيل صغيرة للآلهة الوثنية توضع في البيت؛ ليتعبد لها الناس، بالإضافة للتماثيل الكبيرة المقامة في المعابد.

واصل يوشيا مع إصلاحاته الإيجابية عمليات التطهير، ليس فقط للأصنام المقامة في المعابد الوثنية، بل أيضًا الترافيم الموجودة في المنازل، فقد كان حازمًا مع الشعب؛ لإخراج الترافيم من بيوتهم؛ ليحطمها. وكذلك أباد السحرة والعرافين وكل من يتعامل مع الشياطين؛ لمعرفة المستقبل، أو أية أعمال شيطانية. والخلاصة أنه اهتم بتطهير أورشليم واليهودية من كل أسباب الشر التي تخالف الشريعة. وبهذا تمم كلام الله، الذي وجده في كتاب الشريعة، الذي عثر عليه في الهيكل.

25 وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ مَلِكٌ مِثْلُهُ قَدْ رَجَعَ إِلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِهِ وَكُلِّ نَفْسِهِ وَكُلِّ قُوَّتِهِ حَسَبَ كُلِّ شَرِيعَةِ مُوسَى، وَبَعْدَهُ لَمْ يَقُمْ مِثْلُهُ. 26 وَلكِنَّ الرَّبَّ لَمْ يَرْجعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ الْعَظِيمِ، لأَنَّ غَضَبَهُ حَمِيَ عَلَى يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ جَمِيعِ الإِغَاظَاتِ الَّتِي أَغَاظَهُ إِيَّاهَا مَنَسَّى. 27 فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنِّي أَنْزِعُ يَهُوذَا أَيْضًا مِنْ أَمَامِي كَمَا نَزَعْتُ إِسْرَائِيلَ، وَأَرْفُضُ هذِهِ الْمَدِينَةَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا أُورُشَلِيمَ وَالْبَيْتَ الَّذِي قُلْتُ يَكُونُ اسْمِي فِيهِ». 28 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يُوشِيَّا وَكُلُّ مَا عَمِلَ، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا؟ 29 فِي أَيَّامِهِ صَعِدَ فِرْعَوْنُ نَخْوُ مَلِكُ مِصْرَ عَلَى مَلِكِ أَشُّورَ إِلَى نَهْرِ الْفُرَاتِ. فَصَعِدَ الْمَلِكُ يُوشِيَّا لِلِقَائِهِ، فَقَتَلَهُ فِي مَجِدُّو حِينَ رَآهُ. 30 وَأَرْكَبَهُ عَبِيدُهُ مَيْتًا مِنْ مَجِدُّو، وَجَاءُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِهِ. فَأَخَذَ شَعْبُ الأَرْضِ يَهُوآحَازَ بْنَ يُوشِيَّا وَمَسَحُوهُ وَمَلَّكُوهُ عِوَضًا عَنْ أَبِيهِ.

العدد 25

ع25:

يعلن الله هنا بوضوح تميز يوشيا عن جميع ملوك يهوذا السابقين واللاحقين وإن كان هناك بعض الملوك تميزوا، مثل حزقيا وآسا ولكنهم يأتوا بعده في المرتبة؛ لأنه اهتم بكل قلبه أن ينفذ شريعة الله. وكان أكثر ملك اهتم بتطهير بلاده من عبادة الأوثان وكل المذابح المقامة على المرتفعات. ورغم أنه علم بعقاب الله، الذي سيأتى على مملكة يهوذا، بعد انتهاء حياته، لم يتكاسل، بل على العكس، تحرك بنشاط غير عادى؛ لتمجيد اسم الله في يهوذا وإسرائيل، بعد أن أهين اسمه لسنوات طويلة سابقة، فهو رمز للرجاء والصلاح والمثابرة في الجهاد الروحي، بالإضافة للحزم والقوة في إعلان الحق، حتى يستحق أن يقال عليه أنه الثاني من الملوك بعد داود في مرتبته الروحية، فقد شابه جده داود، أنه قام وسط جيل شرير بعيد عن الله وأعلن اسم الله بوضوح.

العدد 26

ع26:

رغم عظمة الإصلاحات التي عملها يوشيا، لم يتراجع الله عن قراره بعقاب مملكة يهوذا؛ لأن الشعب الذي ضل أيام منسى وابنه آمون وتجاوب مع يوشيا، كان تجاوبه سطحيًا وليس من كل القلب، بدليل أن الملوك الذين أتوا بعد يوشيا وهم أبناؤه، قد ساروا في الشر ورجعوا إلى عبادة الأوثان، فاستحقوا العقاب الإلهي، وهذا يبين أمرين:

مدى انتشار الشر وتسلطه على قلوب شعب الله.

عظمة يوشيا الذي ظهر في جيل شرير، فالملوك الذين قبله وبعده كانوا أشرارًا.

العدد 27

ع27:

من أجل شرور شعب الله، أصر الله على قراره بالتخلى عن مملكة يهوذا، كما تخلى عن مملكة إسرائيل وترك هيكله؛ ليهدم ويحرق أثناء تدمير أورشليم واليهودية. كل ذلك من أجل سطحية عبادة شعبه وتعلق قلوبهم بالأوثان.

† احترس من العبادة السطحية، بأن تمارس كل شيء شكليًا بدون فهم، أو إحساس وتكتفى بالمظهر دون الجوهر، فإن هذا لا يرضى الله، بل يغيظه. أطلب معونة الله لتتوب عن خطاياك وتحاول أن تفهم كل عبادة تقدمها له وهو سينعم عليك، ليس فقط بالغفران، بل أيضًا أن تشعر به وتتلذذ بالوجود معه.

العدد 28

ع28:

بقية الأعمال التي قام بها يوشيا، هي مدونة في "سفر أخبار الأيام لملوك يهوذا".

العدد 29

ع29:

في السنة الحادية والثلاثين لملك يوشيا، قام ملك مصر وهو فرعون نخو بهجوم على ملك أشور، الذي صار ضعيفًا في هذا الوقت وانتهز فرعون هذه الفرصة؛ ليستولى على الأملاك التابعة له في سوريا. فشعر يوشيا بالخوف على بلاده، أن يستولى عليها فرعون؛ فخرج لمحاربته ولم يستشر الله وحاول فرعون أن يبعده عن الحرب؛ لأنه كان يود أن يحارب ملك أشور ولكن أخطأ يوشيا وهاجم فرعون؛ فقتله فرعون عند مدينة مجدو، بأن أصابه جرح مميت.

ونلاحظ أن سليمان يرمز للمسيح في بناء الهيكل، كما أسس المسيح الكنيسة. وحزقيا يرمز أيضًا للمسيح في امتداد عمره خمسة عشر عامًا بعد أن كان محكومًا عليه بالموت، لمرضه والمسيح بعد موته امتدت حياته إلى الأبد. أما يوشيا فيرمز للمسيح في موته خارج أورشليم، من أعدائه، في مجدو، كما صلب المسيح خارج أورشليم في الجلجثة.

العدد 30

ع30:

حمل الجنود التابعين ليوشيا ملكهم بجرحه المميت، حتى وصلوا إلى أورشليم فمات هناك (2 أى35: 24) ودفنوه، ثم تملك بعده ابنه يهوآحاز. لأن الكلمة الأصلية المترجمة في الآية السابقة "فقتله"، تعنى في أصلها، أنه جرح جرحًا مميتًا ولم يمت نهائيًا.

31 كَانَ يَهُوآحَازُ ابْنَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ حَمُوطَلُ بِنْتُ إِرْمِيَا مِنْ لِبْنَةَ. 32 فَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَهُ آبَاؤُهُ. 33 وَأَسَرَهُ فِرْعَوْنُ نَخْوُ فِي رَبْلَةَ فِي أَرْضِ حَمَاةَ لِئَلاَّ يَمْلِكَ فِي أُورُشَلِيمَ، وَغَرَّمَ الأَرْضَ بِمِئَةِ وَزْنَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ وَوَزْنَةٍ مِنَ الذَّهَبِ. 34 وَمَلَّكَ فِرْعَوْنُ نَخْوُ أَلِيَاقِيمَ بْنَ يُوشِيَّا عِوَضًا عَنْ يُوشِيَّا أَبِيهِ، وَغَيَّرَ اسْمَهُ إِلَى يَهُويَاقِيمَ، وَأَخَذَ يَهُوآحَازَ وَجَاءَ إِلَى مِصْرَ فَمَاتَ هُنَاكَ.

العدد 31

ع31:

لبنة: تقع على بعد إثنين وثلاثين كيلو مترًا وتبعد عن لخيش بثلاثة عشر كيلو مترًا جهة الشمال الشرقى كم جنوب غرب أورشليم.

لم يكن آحاز البكر الذي يجب أن يملك عوضًا عن أبيه، بل كان ترتيبه الرابع وسط اخوته. بنو يوشيا هم: البكر يوحانان، الثاني يهوياقيم، الثالث صدقيا، الرابع شلوم وهو يدعى أيضًا يهوآحاز. ظن الشعب أنه أفضل اخوته، فملكوه بعد أبيه يوشيا.

وكان عمر يهوآحاز حين مسحه الشعب ملكًا، ثلاث وعشرين سنة، ولم يدم حكمه سوى ثلاثة أشهر فقط. اسم امه حموطل بنت أرميا، من بلدة لبنة وهو بالطبع ليس أرميا النبي، الذي من عناثوث وليس لبنة.

هذه الثلاثة أشهر التي تملك فيها يهوآحاز، هي الفترة بعد موت أبيه في الحرب، عندما قتله فرعون مصر، الذي يدعى نخو وذهب هذا الفرعون في طريقه إلى كركميش، التي تقع غرب نهر الفرات بجيوشه، ثم عاد تاركًا جيوشه في كركميش وحتى يظهر سلطانه على مملكة يهوذا، عزل يهوآحاز وأسره وأتى به إلى مصر، بعد ذلك ذهب إلى كركميش وانكسر أمام نبوخذ نصر واستولى ملك بابل على منطقة الشام حتى مصر.

العدد 32

ع32:

لم يذكر سفر الملوك ولا سفر أخبار الأيام شرور يهوآحاز، بل اكتفى كاتب سفر الملوك بذكر الخلاصة وهو أنه عمل الشر في عينى الرب، مقتفيًا في ذلك أثر أجداده، أي منسى وآمون.

لكننا نستطيع أن نستنتج من (أر23: 10 - 17 وحز19: 1 - 5)، أنه أتى بأفعال شريرة كثيرة. يصفه حزقيال في (حز19: 1 - 5) بأنه "تعلم افتراس الفريسة. أكل الناس. لقد افترس شعبه، صار يعمل لحساب ذاته لا لحساب المملكة.

ونتعجب كيف استطاع في ثلاثة أشهر فقط أن يظهر شره وهذا يبين أنه لم يتعلم شيئًا من أبيه الصالح وانتهز فرصة تملكه؛ ليسرع إلى الشر. وهذا يبين أيضًا أن اختيار الشعب له لم يكن على أساس الصلاح والبر، بل بمقاييس بشرية؛ لأن الشعب لم يكن قد تاب توبة حقيقية أيام يوشيا، فيبدو أن يوشيا كان حازمًا في تطهيره للشر، لكنه لم يعط فرصة كبيرة لتعليم الشعب، فكانت توبتهم ضعيفة.

† ليتنا لا نحب ذواتنا، بل نتشبه براعينا وفادينا الحبيب، الذي لم يطلب ما له، بل ما لنا، الذي قال لم آت لأخُدم بل لأخدم. فمن وجد نفسه يضيعها ومن أضاع نفسه وجدها.

العدد 33

ع33:

ربلة: مدينة في أرض حماة وهي في دولة سوريا الحالية وتقع شمال بحر الجليل.

وزنة فضة: لها عدة أوزان تتراوح بين 20 - 40 كجم.

وزنة ذهب: تساوى 17.4 كجم.

عاد فرعون نخو إلى ربلة وهي شمال مملكة يهوذا واستدعى يهوآحاز وقبض عليه وأرسله إلى مصر أسيرًا وأمر بجزية ضخمة على يهوذا، مقدارها مائة وزنة فضة ووزنة ذهب. وقد دفع هذا المبلغ شعب المملكة، بينما في أيام حزقيا، دفع الذهب والفضة من خزائن بيت الرب وبيت الملك وقشر الذهب الذي في بيت الرب ولم يثقل على الشعب. مع أن المبلغ الذي دفع أيام حزقيا كان أكثر بكثير من المطلوب أيام يهوآحاز وأخيه يهوياقيم، الذي ملك بعده (2 مل 18: 14 - 16).

العدد 34

ع34:

يهوياقيم: معناه يهوه يقيم، أما ألياقيم فمعناه الله يقيم وقد غير فرعون اسمه كنوع من فرض السلطة ولكن - بتدبير الله - أشار عليه رجال يهوذا بهذا الاسم وهو اسم له معنى روحي جميل؛ لأن يهوه هو إله إسرائيل وليس أي إله، لعل هذا يفيد ملك يهوذا ولكنه للأسف لم يتعلم من اسمه الجديد وابتعد عن الله.

ملك نخو ألياقيم أخى آحاز الأكبر عوضًا عنه وغير اسمه من الياقيم إلى يهوياقيم.

جاء يهوآحاز إلى مصر ومات هناك، تحقيقًا لنبوة أرميا القائل عنه: "هكذا قال الرب عن شلوم بن يوشيا (شلوم هو الاسم الأصلى ليهوآحاز، قبل تغيير اسمه عند اعتلاءه العرش) الذي خرج من هذا الموضع في الموضع لا يرجع إليه بعد، بل الذي سبوه إليه يموت وهذه الأرض لا يراها بعد (أر22: 10 - 12).

وهذه أول مرة يملك أخ وليس ابن على عرش مملكة يهوذا. ولأجل شر يهوآحاز عزله وأسره فرعون مصر وفرض جزية على أرض يهوذا وملك أخيه عوضًا عنه. ولكن عندما آمن الشعب أيام موسى وطلبوا الله ضرب فرعون وشعبه وأخرجهم بذراع رفيعة، فعندما نكون مع الله يحمينا وينصرنا على أعدائنا الشياطين، أما عندما نسير في الشر، يتخلى عنا، فنذل.

† تمسك بوصايا الله وعبادته، فيحميك وينصرك في كل حروبك مع الشياطين، فتحيا مطمئنًا مهما أحاطت بك المشاكل.

35 وَدَفَعَ يَهُويَاقِيمُ الْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ لِفِرْعَوْنَ، إِلاَّ أَنَّهُ قَوَّمَ الأَرْضَ لِدَفْعِ الْفِضَّةِ بِأَمْرِ فِرْعَوْنَ. كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ تَقْوِيمِهِ. فَطَالَبَ شَعْبَ الأَرْضِ بِالْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ لِيَدْفَعَ لِفِرْعَوْنَ نَخْوٍ. 36 كَانَ يَهُويَاقِيمُ ابْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ إِحْدَى عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ زَبِيدَةُ بِنْتُ فِدَايَةَ مِنْ رُومَةَ. 37 وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ آبَاؤُهُ.

العدد 35

ع35:

قوم: قدر.

التزم يهوياقيم بدفع الجزية من فضة وذهب لفرعون، إلا أنه فرض ضرائب على أهل البلاد، بحسب ما يمتلكون، ليتمكن من سدادها.

العدد 36

ع36:

رومة: هي خربة رومة التي تبعد عشرة كيلو مترات شمال الناصرة.

كان عمر يهوياقيم حين ملك على يهوذا خمس وعشرين سنة في العاصمة أورشليم. واسم أمه زبيدة بنت فداية من بلدة "رومة".

العدد 37

ع37:

للأسف سار يهوياقيم في الشر مثل أخيه يهوآحاز ولم يتعلم شيئًا من صلاح أبيه. ويذكر لنا سفر أرميا النبي تفاصيل شرور هذا الملك، فقد كان أنانيًا، مغتصبًا لحقوق الآخرين بعيدًا عن الله (أر26: 21 - 24).

† ليتك تتعلم من صلاح وفضائل من حولك وكذلك تتعظ من شرور الآخرين؛ لأن كل هذه رسائل مرسلة إليك، فيهوياقيم لم يتعلم من صلاح يوشيا ولا من شرور أخيه يهوآحاز، الذي سبى إلى مصر.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ - سفر الملوك الثاني - مارمرقس مصر الجديدة

اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ - سفر الملوك الثاني - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر الملوك الثاني الأصحاح 23
تفاسير سفر الملوك الثاني الأصحاح 23