(10) الأجبيَة مَدرسَة فى الإيمَان – مثالية وروحانية الصلاة بالأجبية – البابا شنودة الثالث

هذا الفصل هو جزء من كتاب: مثالية وروحانية الصلاة بالأجبية – البابا شنودة الثالث.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

(10) الأجبيَة مَدرسَة فى الإيمَان

تعلمنا الكنيسة فى صلواتنا بالأجبية أن صلاتنا لا تنفصل عن إيماننا، وأن العقائد الإيمانية هى جزء من الصلاة.

إننا نؤمن بالله، لذلك نخاطبه فى الصلاة.

وهذا الإله نؤمن به، لذلك نخاطبه فى الصلاة.

إنها بذلك درس فى الإيمان. وكلما نصلى بالأجبية، نتعمق فى الإيمان بالأكثر. حقاُ إننا نفهم الإيمان من طقس الكنيسة، كما نفهمه من الكتاب المقدس ومن كتب العقيدة وتعليم الآباء.

فما الذى تقدمه لنا الأجبية من قواعد الإيمان؟

قانون الإيمَان

إننا فى الأجبية نتلو قانون الإيمان كجزء من صلاتنا.

وبذلك نتذكر من هو هذا الإله الذى نصلى إليه. ونعلن ذلك إن كننا نصلى صلاة جماعية. وبهذا تكون صلاتنا صادرة عن إيمان سليم.. وإن ظهرت بدعة أو هرطقة ضد الإيمان، نكون محصنين ضدها بما نتلوه فى صلواتنا.

وتلاوة قانون الإيمان، ليست فقط فى صلوات الساعات، وإنما أيضاً فى كل القداسات، وفى كل سرّ من أسرار الكنيسة، وفى كل الليتورجيات، وفى أجتماعاتنا الروحية.

وفى قانون الإيمان نتذكر أننا نعبد الإله الواحد، كما نتذكر الثالوث القدوس: الآب والابن والروح القدس. ونتذكر التجسد والصلب والفداء والقيامة والخلاص والمعمودية المجئ الثانى، وقيامة الأموات، وحياة الدهر الآتى.. كل هذه الحقائق الإيمانية ترسخ فى أذهاننا كل يوم وكل ساعة...

عقيدة الثالوث القدوس

نذكرها ونتذكرها مراراً فى صلوات الساعات بالأجبية.

  • فنحن نبدأ الصلاة بعبارة "باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد آمين" "المجد للآب والابن والروح القدس، الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين".
  • + + +.

  • وفى الثلاثة تقديسات، نتوجه بالصلاة إلى الثالوث القدوس قائلين: أيها الثالوث ارحمنا..

ونختم صلاة الشكر، بقولنا إن المجد والكرامة والعز والسجود تليق بالابن، مع الآب، مع الروح القدس المحيى..

وفى قطعة "تفضل يارب..." فى ختام صلاة النوم، نقول "لك ينبغى التمجيد، أيها الآب والابن والروح القدس، الكائن منذ البدء، والآن وإلى أبد الأبد آمين.

+ + +.

وفى تحليل صلاة الغروب، نوجه صلاتنا إلى الابن ونقول "نمجد إسمك القدوس فى كل شئ، مع الآب غير المدرك الذى لا بداية له، والروح القدس المحيى المساوى لك".

وفى تحليل صلاة الستار، نقول لله الابن "لنبارك إسمك القدوس المملوء مجداً وبهاء، مع أبيك الصالح، والروح القدس المحيى، الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين".

وفى مقدمة صلاة نصف الليل نقول "المجد للآب والابن والروح القدس منذ الآن وإلى أبد الآباد كلها.. المجد لك أيها الثالوث القدوس، ارحمنا".

  • إننا نصلى إلى الثالوث القدوس، ونمجد الثالوث القدوس، ونبدأ صلواتنا بسم الثالوث القدوس. إما بعبارة "أيها الثالوث القدوس" أو "باسم الآب والابن والروح القدس".
  • + + +.

وكما نتوجه بالصلاة إلى الثالوث القدوس، نتوجه بصلواتنا أيضاً إلى كل أقنوم على حده.

فنحن نقول لله الآب فى تحليل صلاة الساعة السادسة. "نشكرك يا ملكنا ضابط الكل، أبا ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ونمجدك، لأنك جعلت أوقات آلام ابنك الوحيد أوقات عزاء وصلاة".

ونقول لله فى تحليل الساعة التاسعة: "يالله الآب أبا ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح – لتكن صلواتنا كل حين وصلاة هذه الساعة التاسعة مقبولة أمامك".

وصلاة الشكر التى نقولها فى مقدمة كل صلاة من صلوات الساعات هى أيضاً موجهه لله الآب. فنقول: فلنشكر صانع الخيرات الرحوم الله أبا ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح.. "كما نقول أيضاً:" أيها السيد الرب الإله ضابط الكل أبو ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، نشكرك.. ".

ما أكثر الصلوات الموجهة لله الآب.

+ + +.

أما عن الصلوات الموجهة إلى الابن فهى كثيرة أيضاً.

نقول له فى قطع صلاة باكر "أيها النور الحقيقى الذى يضئ لكل إنسان آتِ إلى العالم، أتيت إلى العالم بمحبتك للبشر، وكل الخليقة تهللت بمجيئك.." وأيضاً "عندما دخل إلينا وقت الصباح أيها المسيح إلهنا النور الحقيقى، فلتشرق فينا الحواس المضيئة والأفكار النورانية..".

ونقول فى خاتمة كل صلاة "ارحمنا يا لله أرحمنا، يا من فى كل وقت وكل ساعة، فى السماء وعلى الأرض مسجود له وممجد، المسيح إلهنا الصالح، الطويل الروح الكثير الرحمة..".

+ + +.

وقطع الساعة السادسة نوجهها إليه أيضاً.

فنقول "يا من فى اليوم السادس وفى الساعة السادسة، سُمَرت على الصليب من أجل الخطية التى تجرأ عليها أبونا آدم فى الفردوس.." وأيضاً "صنعت خلاصاً فى وسط الأرض كلها أيها المسيح إلهنا، عندما بسطت يديك الطاهرتين على عود الصليب.. نسجد لشخصك غير الفاسد أيها الصالح طالبين مغفرة خطايانا..".

كذلك قطع الساعة التاسعة موجهة إليه أيضاً، نقول فيها "يامن ذاق الموت بالجسد فى وقت الساعة التاسعة من أجلنا نحن الخطاة، أمت حواسنا الجسدانية.." وأيضاً "يا من أسلم الروح فى يدَى الآب عندما علقت على الصليب.." "يا من وُلدت من البتول من أجلنا، واحتملت الصلب أيها الصالح.. لا تعرض يا الله عن الذين جبلتهم بيديك.." ".. يا من قبل إليه اعتراف اللص على الصليب، اقبلنا إليك أيها الصالح..".

وفى قطع الغروب نقول له "اسرع لى يا مخلص بفتح الأحضان الأبوية..".

ونفس الوضع فى صلوات أخرى كما سبق وقلنا.

+ + +.

أما توجيه الصلاة إلى الروح القدس فواضح فى صلاة الساعة الثالثة:

"أيها الملك السماوى المعزى، روح الحق الحاضر فى كل مكان والمالئ الكل، كنز الصالحات ومعطى الحياة، هلّم تفضل وحلّ فينا، وطهّرنا من كل دنس أيها الصالح، وخلّص نفوسنا".

ونكرر هذه القطعة فى كل صلوات نصف الليل الثلاث.

ونكرر نعمة الروح القدس أيضاً فى خاتمة صلاة الساعة الثالثة.

+ + +.

إن توجيه الصلاة إلى كل أقنوم من الأقانيم الثلاث للثالوث القدوس هو تعليم تقدمه لنا صلوات الأجبية. ونتعلمه أيضاً من القداس الإلهى ومن صلوات طقسية أيضاً.

+ + +.

كما تقدم لنا صلاة الأجبية صفات إلهية كثيرة عرضنا بعضها..

سواء فى قطع الصلوات، أو فى الثلاثة تقديسات، أو فى خاتمة كل صلاة.. نذكر عن السيد المسيح أنه القدوس القوى الذى لا يموت. ونذكر أزليته ولاهوته وتجسده وخلقه للعالم (فى إنجيل باكر)، وأنه النور الحقيقى، المخلص، حامل خطية العالم، وأنه الكلمة (اللوجوس). ونذكر كهنوته على رتبة ملكى صادق (فى مزمور 110). كما نذكر أيضاً مجيئه الثانى فى صلاة نصف الليل. ونذكر علاقته بالبشر فى خاتمة كل صلاة.

ونذكر عقائد كثيرة خاصة به فى تلاوة قانون الإيمان.

+ + +.

ونذكر عن الآب أنه الرب إله القوات، الكائن قبل الدهور، الدائم إلى الأبد، ضابط الكل، الباعث النور فينطلق.

ونذكر صفات للروح القدس فى صلاة الساعة الثالثة.

حقاً إننا فى الصلاة بالأجبية نأخذ دروساً فى اللاهوت.

ونعرف شيئاً عن علاقة الله بالبشر. وأنه الذى "لا يشاء موت الخاطئ مثل ما يرجع ويحيا. الداعى الكل إلى الخلاص من أجل الموعد بالخيرات المنتظرة".

كما ندرك الإيمان السليم به، وأن روحه القدوس "يعلمنا أن نسجد للثالوث القدوس، لاهوت واحد وطبيعة واحدة". كما نقول فى آخر مقدمة صلاة باكر. كما نقول "رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة (أف 4: 5).

+ + +.

والتعليم اللاهوتى فى صلوات الساعات، لا يقتصر على الثالوث القدوس بل يدخل أيضاً فى التعليم عن القديسة العذراء والملائكة القديسين.

القديسَة العذراء والملائكة

نذكر القديسة العذراء فى القطعة الثالثة من كل صلاة، ونطلب شفاعتها.

نذكر أنها دائمة البتولية، العذراء كل حين، وأنها القديسة الطاهرة، والدة الإله الشفيعة. وأنها أم النور المكرمة من مشارق الشمس إلى مغاربها. وإنها السماء الثانية، المملوءة نعمة، الكرمة الحقانية الحاملة عنقود الحياة. وأن الآب اختارها والروح القدس ظللها، والابن تنازل وتجسد منها. وأنها باب السماء، وكثيرة هى شفاعتها ومقبولة عند مخلصنا. وأنها أم قادرة رحيمة معينة. وهى سور خلاصنا، الحصن المنيع، أم الرحمة والخلاص، باب الحياة العقلى.

+ + +.

وفى صلاة الأجبية الملائكة القديسين.

نشترك معهم فى تسبحتهم قائلين: فلنسبح مع الملائكة... ونطلب من الله قائلين: أحطنا بملائكتك القديسين، لكى نكون بمعسكرهم محفوظين ومرشدين.. "كما نتذكر ما قيل عنهم وعن حفظهم لنا فى مزامير داود...

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

(11) فى الصّلاة بالأجبيَة شكر وَعرفان بالجميل - مثالية وروحانية الصلاة بالأجبية - البابا شنودة الثالث

(9) فى الأجبيَة الإتكال الكامل عَلىَ الله - مثالية وروحانية الصلاة بالأجبية - البابا شنودة الثالث

فهرس المحتويات
فهرس المحتويات

جدول المحتويات