(7) العلاقة بين الكنيسة والدولة

(7) العلاقة بين الكنيسة والدولة[139]

1 - ما هو موقف الكنيسة من السلطات المدنية والقضائية والعسكرية؟

نادت المسيحية بالطاعة للسلطات والخضوع للدولة كما ركزت على السلام الداخلى والغفران للمخطئين، وعدم استخدام السيف ضد المقاومين، فإن المؤمن يلزمه أن يُطبق هذه الوصايا، مشتهياً أن يُقدم الحب حتى للأعداء المقاومين وذلك بعمل روح الله القدوس فيه. يقول الرسول بولس: "لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة، لأنه ليس سلطان إلا من الله والسلاطين الكائنة هى مُرتبة من الله. حتى أن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله، والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة. فإن الحكام ليسوا خوفاً للأعمال الصالحة بل للشريرة. أفتريد أن لا تخاف السلطان؟ افعل الصلاح فيكون لك مدح منه" (رو13: 1 - 3). "فأطلب أول كل شئ أن تُقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس. لأجل الملوك وجميع الذين هم فى منصب، لكى نقضى حياة مطمئنة هادئة فى كل تقوى ووقار. لأن هذا حسن ومقبول لدى مخلصنا الله" (1تى2: 1 - 3). هذا وقد اختلف تطبيق هذه الوصايا حسب الظروف التى يعيش فيها المؤمنون وقامتهم الروحية.

كانت الكنيسة فى الشرق والغرب تحمل فكراً انقضائياً حياً، فالكل يترقب مجئ السيد المسيح الأخير بفرح وبهجة قلب، مما دفع المؤمنين إلى تنازلات كثيرة بفرح من أجل المجد المنتظر، ولفتت انتباه الوثنيين بالحب واللطف إلى الحياة الإيمانية الحية، مهما كانت التكلفة.

اتسم المسيحيون بحُبهم للبشرية كلها، حتى للمقاومين والمُضطهدين لهم. غير أن كثيراً من القادة والشعب كانوا يرفضون أو على الأقل لا يستريحون للالتحاق بالجيش الرومانى، ليس بدافع الكراهية للجيش، ولا عن عصيان للسلطات، وإنما لأجل سمات الجيش فى تلك الأوقات، وهى:

أ. لم تكن الجيوش الرومانية فى فترات كثيرة منشغلة بالدفاع عن الإمبراطورية الرومانية قدر ما كانت تُكرس أغلب طاقاتها لتحطيم الإيمان المسيحى وإبادة المسيحيين أو إلزامهم بالعبادة الوثنية. وضع العلامة أوريجينوس العبادة الوثنية مع اللصوصية كخطايا عامة كانت فى الجيش[140]].

توجد حقيقة هامة وهى أنه منذ عصر نيرون (54 - 68) إلى عصر قسطنطين (306 - 337) كانت ممارسة الحياة المسيحية غالباً ما تُعتبر جريمة عقوبتها الموت. بالنسبة للمسيحى يستطيع الإنسان المدنى الهروب بطريقة أسهل من الجندى المسيحى. إذ لم يكن ممكناً للجندى أن يرفض ممارسة العبادة الوثنية. لهذا فإن نسبة الشهداء الجند والقادة تُعتبر مرتفعة عنها بين المدنيين وإن كانت نسبة تعداد العسكريين المسيحيين قليلة.

ب. اتسم الجيش الرومانى بالعنف واغتصاب الغير والتهور. هذا ولم يكن يُسمح للجنود أن يمارسوا حياتهم الزوجية أو أن يتزوجوا، لهذا كان أمامهم أحد اختيارين: إما العفة الإلزامية أو الزنا[141].

ج. كانت الكنيسة الأولى ترفض الدخول فى الحياة السياسية[142]. فى رد العلامة أوريجينوس بن لاونديوس الشهيد على صلسس كتب: [مجلس الشيوخ الرومانى، والأباطرة المتعاقبون، والجيش، والشعب، وأقرباء المؤمنين من الدرجات الأولى، الكل يتآمرون لتدير الكنيسة[143]]. كما كتب مُعلّمه القديس إكليمنضس السكندرى عن اضطهاد الدولة الرومانية للمسيحيين لا لجريمة ارتكبوها وإنما لأجل إيمانهم[144].

تؤكد الرسالة إلى ديوغنيتس أن الاستشهاد لم يُحطم المسيحية، بل به زاد عدد المسيحيين[145].

ويقول العلامة ترتليان إن دم الشهداء هو بذرة المسيحيين[146].

2 - ما هو موقف آباء الكنيسة من الإمبراطور مُضطهد الإيمان ومن الجيش الرومانى؟

أولاً: ظهور مجموعة المدافعين Apologists. واجهت الكنيسة مقاومة من اليهود الذين تمسكوا بالحرف لفهم الناموس والنبوات، فكانوا يترقبون مجئ المسيا الملك الذى يقيم خيمة داود الساقطة، ويُخلصهم من الاستعمار الرومانى. لهذا كان الصليب بالنسبة لهم عثرة. كما واجهت مقاومة من بعض الفلاسفة إذ كانوا يحسبون المسيحيين جماعة من العامة غير المتعلّمين، فإذا بهم يجدون فلاسفة عظماء يقبلون الإيمان المسيحى. أما بالنسبة للدولة الرومانية، فهى دولة عسكرية من الطراز الأول، قامت على الأسلحة، ونمت خلال الحروب، إمبراطورها هو رأس الجيش وقائده. كان الدولة فى البداية تتطلع إلى المسيحية كفرقة يهودية، ولم يطمع أحد من القادة فى الغرب أو الشرق أن يغتصب الحكم من الإمبراطور ليُقيم مملكة أو إمبراطورية جديدة.

لم يعرف المسيحيون العنف، ولا استخدام السلام، لكن إذ تزايد عدد المسيحيين فى كل دول العالم فى ذلك الحين، كانوا يُمثلون خطراً ببث فكر يقاوم ديانة الدولة وإعلان رفضهم الحروب.

لقد ظهر مجموعة من المفكرين المسيحيين منذ بدء انطلاق المسيحية يُدعون بالمُدافعين Apologists، جابهوا المقاومة سواء من اليهود أو الفلاسفة أو الحكام بشجاعة مع أدب، يتحدثون مع كل فئة بلغتها ومفاهيمها.

ثانياً: موقف المسيحى من المحافل الدينية الوثنية. إذ كان المسيحيون لا يشتركون فى المحافل الدينية الوثنية، حسبهم البعض ليسوا رومانيين حتى وإن كانت لهم المواطنة الرومانية، وأنهم مقاومون للدولة الرومانية. فقام المدافعون المسيحيون بالكتابة عن أمانة المسيحيين وإخلاصهم للإمبراطور والهيئات الحاكمة والدولة، وأنهم سند للدولة.

3 - هل امتناع المسيحيين عن الالتحاق بالجيش كان بسبب كراهيتهم للرومان؟

مستحيل! فقد كتب القديس لوقا الإنجيل مُوجهاً إياه إلى أحد القادة يحمل لغة الحب نحوهم. هذا وقد لجأ بولس الرسول إلى قيصر (أع26: 30). وفى القرن الثانى قال العلامة ترتليان فى دفاعه عن الكنيسة: "العالم يضطهد الكنيسة، والكنيسة تحب العالم وتخدمه". هذا يكشف عن روح الكنيسة والمسيحيين تجاه الدولة حتى فى لحظات الاضطهاد. يرى العلامة أوريجينوس مدير مدرسة الإسكندرية أن فى سلام الدولة الرومانية عون إلهى لانتشار الإنجيل[147].

4 - هل يليق بالكنيسة أن تُصلّى من أجل الدولة حتى إن كانت ضد الكنيسة والمؤمنين؟

الصلاة من أجل كل البشرية وصية إنجيلية، يلتزم المؤمن أن يمارسها، كثمرة طبيعة لمشاركة مسيحه الحب لجميع الناس. هذا ويوصى الرسول بالصلاة من أجل الملوك والرؤساء، وكل الذين فى مركز قيادى. لأنهم كقادة يحتاجون إلى حكمة سماوية لقيادة الخاضعين لهم بروح الحب والأبوة، لصالح البشرية. كما فى سلامهم سلام للكنيسة وطمأنينة. جدير بالملاحظة أن الكنيسة فى بدء انطلاقها لم تدخل فى التيار السياسى وبقيت هكذا بالنسبة لبعض الكنائس كالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لكنها تشعر بالمسئولية نحو رجال السياسة كقادة لهم دورهم فى حياة البشر، وأيضاً فى حياة الكنائس المحلية، خاصة إن كان القادة يضطهدون الكنيسة ويقاومون الإيمان. يقول العلامة ترتليان إن المسيحيين يصلون عن الأباطرة ووزرائهم والولاة، من أجل حفظ العالم، وسلام الدولة[148].

يقول العلامة ترتليان: [نحن نتضرع إلى الله الأبدى، الله الحقيقى، الإله الحى، من أجل صحة رؤسائنا... يليق بهم أن يدركوا ممن نالوا سلطانهم، إنهم كبشر يعلمون ممن نالوا الحياة ذاتها. إنهم مقتنعون أنه هو الله الوحيد، وعلى قوته يعتمدون تماماً... إليه نحن المسيحيون نرفع أعيننا ونبسط أيادينا إذ نحن أبرياء، ورؤوسنا مكشوفة إذ لسنا فى حاجة أن نخجل، وأخيراً بدون حاجة إلى من يحثنا، لأننا نصلى من القلب، ونتضرع دوماً م نأجل كل أباطرتنا. نطلب لهم حياة طويلة، وإمبراطورية هادئة، ومسكناً آمناً، وجيوشاً قوية، ومجلس شيوخ مُخلصنا، وعالماً فى سلام وكل ما يشتهيه هذا الإنسان وقيصر[149]].

5 - ما هى التزامات المسيحيين نحو الدولة؟

التزامات الإنسان المسيحى نحو الدولة وإخوته المواطنين لا يحققها عن خوف من القانون، بل عن حب باذل، يُقدم أكثر مما يُطلب منه، بفرح وسرور. يبارى الآخرين فى العطاء، لا فى الأخذ، وفى هذا لا يطلب لنفسه مديحاً أو جزاءً. يقول الشهيد يوستين: [نبذل الجهد أن نكون أول من يدفع الضرائب والجزية للمسئولين فى كل مكان. هذا ما علمنا إياه (المسيح) [150]].

لا يحاول المسيحى التهرب من القوانين والأنظمة التى تحكم البيت والمدرسة والعمل والمؤسسات التى ينتمى إليها كما الدولة والمجتمع البشرى. يرى فى طاعته للقوانين شركة مع السيد المسيح الذى فى حُبه لنا أطاع، بل وأطاع حتى القديسة مريم والقديس يوسف النجار اللذين من خليقته.

يعلن تاتيان (فى القرن الثانى) أنه مستعد لدفع الضرائب. وخدمة الإمبراطور والطاعة له، لكنه لن يدفع جزية العبادة له، لأن "الإنسان يُكرم كإنسان، والله وحده نخافه" [151].

6 - هل يعيش المسيحى كمواطن صالح؟

المسيحى الذى يُعده الروح القدس للمواطنة السماوية، حتماً يكون نموذجاً صالحاً وفريداً بين المواطنين. يُقدم صورة بهية للمواطن المملوء حباً وبذلاً، بدافع داخلى إلهى! يقول العلامة ترتليان: [تطلعوا إلى سجونهم، إنها مشحونة بالمجرمين، لكنه وثنيون[152]]. كما يقول إن الدولة التى تقتل أفضل مواطنيها، المسيحيين، إنما تضر نفسها[153].

7 - ما هى نظرة المسيحى نحو الرؤساء؟

يُقبل العلامة ترتليان كمواطق رومانى لقب "أب" بالنسبة للحاكم، مُقدماً مفهوماً عميقاً لأبوة القائد أكثر من فرض للسلطة. [كيف يمكن لذاك الذى هو أب لأمته أن يكون سيداً عليها؟ لكن هذا اللقب الحامل الحنو أعذب مما للقب السلطة. رؤساء العائلات أيضاً آباء أكثر منهم سادة[154]]. يقول العلامة ترتليان: [الإنسان المسيحى ليس عدواً لأحد، فبالأولى لرئيس الدولة. وإذ يعلم أن الأخير مُقام من قبل إلهه، يجد نفسه ملتزماً بالحب له، وتقديم التكريم والتوقير له، مشتهياً له كل خير كما لكل الدولة الرومانية[155]] [نحن نكرم الإمبراطور إذ يسمح لنا بتكريمه، بكونه إنساناً يأتى بعد الله[156]].

8 - هل يليق بالكنيسة أن تحسب نفسها دولة؟

منذ البداية سلكت الكنيسة فى العالم، بكونها مُضطهدة ومطرودة خارج المحلة، لا لتقيم من أعضائها دولة، بل لتعمل بهم كخميرة مقدسة، قلوبهم مرتبطة بالوطن السماوى. وكما يقول الرسول بولس: "فلنخرج إذا إليه خرج المحلة، حاملين عاره. لأن ليس لنا هنا مدينة باقية، لكننا نطلب العتيدة" (عب13: 13 - 14). حقاً الكنيسة هى إسرائيل الجديد، شعب جديد له رسالة سماوية وسط العالم.

يتحدث السيد المسيح عن المؤمن أو الكنيسة كخميرة تخمر العجين كله. وقد تغنى كثير من آباء الكنيسة الأولين بالمجتمع الكنسى المقدس كمجتمع مثالى، أو مدينة الله المقدسة، أو الحياة الجديدة، أو ملكوت الله على الأرض. مع كل هذه الألقاب الصادرة عن خبرة عاشتها الكنيسة، لم تُقم من نفسها دولة داخل دولة، لكنها خميرة مقدسة تتفاعل مع العجين لتقديس العجين كله. يقول القديس إكليمنضس السكندرى: [واحد هو أب الجميع، واحد هو الكلمة للكل، وواحد هو الروح القدس، هو بعينه فى كل موضع. أيضاً واحدة هى الأم البتول، وإنى أسر أن أدعوها: الكنيسة... هى أيضاً بتول، طاهرة كبتول، ومحبة كأم[157]].

المسيحيون هم شعب جديد، لكنهم ليسوا جنساً آخر، يتسم هذا الشعب بالجامعية، لكنهم لا يُكونون جنساً متميزاً عن بقية الأجناس. يشعرون أنهم أسمى من أن يُحدّوا بجنس مُعين. يقول العلامة أوريجينوس "المسيحيون ليسوا جنساً، بل شعب واحد قادم من كل الأجناس". يلزم أن يُدعوا: "جنس الأجناس" [158]. يرى الآباء الرسوليون ومن جاء بعدهم أن المجتمع المسيحى، أو الكنيسة، شعب جديد هو جيش روحى، يعرف كل مؤمن موقعه فيه، له نظام هرمى قمته "السيد المسيح"، ملك الملوك، ومخلص الجميع، يخضع له كل ما فى السماء وما على الأرض. المسيحيون يحاربون روحياً تحت لوائه، ومن ينحرف عنه يهلك. يقول القديس أغناطيوس الأنطاكى إن المعمودية [هى درع، والإيمان هو خوذة، والحب هو رمح، والصبر سلاح، والأعمال الصالحة هى الربح المختزن لكم حتى متى انقضى وقت الخدمة تنالون المكافأة اللائقة بكم "[159]].

هذا الشعب الجديد له نظامه الخاص الهيراركى (الكهنوتى) hierarchical، له أيضاً نظامه المالى حيث يتقبل التبرعات المنتظمة أو كدفعات غير منتظمة، المالية والعينية، وله حق العطاء والأنفاق على العاملين فيها والأرامل والأيتام والفقراء والمرضى والتعليم الخ.

وجود نظام دقيق للكنائس أثار الحكام الموالين للدولة الرومانية إذ حسبوا الكنائس أشبه بمؤسسات لها قوانينها وأنظمتها التى قد تقف فى وجه الدولة الرومانية وقوانينها. يقول القديس إكليمنضس الرومانى: [لنلاحظ الذين يخدمون قادتهم بأى نظم وطاعة وخضوع يتمّمون أوامرهم. فإنه ليس الجميع ولاة ولا قوّاد ألف ولا قوّاد مائة أو خمسين، إنّما كل واحد حسب رتبته يأخذ الأمر من الملك أو القادة. إذ لا وجود للكبار بدون الصغار، ولا للصغار بدون الكبار، بل فى مكان يوجد دمج (كبار وصغار) لنفع الجميع[160]].

9 - هل اتسمت المجتمعات المسيحية بنظام دقيق؟

إنهم يتطلعون إلى الأسقف أنه مُعين من قبل الله، يُمثل السيد المسيح، يلزم طاعته. عندما اقتيد القديس اغناطيوس للاستشهاد كان الأساقفة والكهنة والشعب يلتقون به فى كل ميناء، ليحيوه ويطلبون بركته ويصلون معهز.

أشار العلامة اوريجينوس إلى استخدام على الأقل ثلاثة طرق فى إقامة الأسقف: إما باختبار الأسقف السابق له، أو بانتخاب الشعبن او بانتخاب الكهنة[161].

مع كل ما اتسمت به الكنيسة من نظام جامعى وتدبير دقيق من كل الجوانبن لكن حرصت الكنيسة ان تبقى الخميرة وسط العالم لكى تخمره، ولا تعزل نفسها عن العالم. فهى ليست دولة داخل دولة! لا يتطلع المسيحيون إلى إقامة دولة لهم، لكنهم ينتسبون إلى كنيسة واحدة جامعة (مسكونية)، لهم طابع جديد فى الحياة.

يقول العلامة ترتليان: [إننا لسنا براهمة ولا نمارس رياضيات هندية، لا نسكن فى غابات أو مستبعدين عن الحياة العادية... إننا نبحر معكم، ونخدم معكم فى الجيش، وننشغل معكم فى التجارة كما تفعلون انتم، ونمارس معكم الحرف العامة والخدمات لصالحكم[162]].

وجاء فى الرسالة إلى ديوجنيتس (غالباً فى بدء القرن الثانى).

[إن المسيحيين لا يختلفون عن سواهم من أبناء البشر فى الوطن أو اللغة والعادات. والواقع هو أنهم لا يقطنون مدناً خاصة بهم وحدهم، ولا يتكلمون لغة خاصة بهم، ولا يعيشون عيشة غريبة شاذة. وأن عقيدتهم ليست من مكتشفات فضوليين خياليين متكبرين. ولا يؤيدون كغيرهم عقيدة من صنع البشر. ومع انهم يسكنون فى مدن يونانية وغير يونانية حسب نصيب كل منهم، ويسلكون بموجب عادات البلد الذى يحلون فيه من جهة الزى والطعام وأٍساليب المعيشة الأخرى، فإن أسلوب معيشتهم يستوجب افعجاب والإقرار بأنه غير متوقع. تراهم يسكنون البلدان ولكنهم غرباء. هم يشتكون فى كل شئ كمواطنين ولكنهم يحتملون كل ما يحتمله الغرباء. كل بلد أجنبى وطن لهم. وكل وطن لهم بلد غريب[163]].


[140] Everett Ferguson, Scholer and Finney: Studies in Early Christianity, vol. 16, Christian Life: Ethics, Morality, and Discipline in the Early Church, p. 200 - 201.

[141] Everett. P. 227.

[142] Everett. P. 200.

[143] Contra Celsus 3: 1.

[144] Strom. 11: 4.

[145] Ad Diogn. , 7.

[146] Tertullion: Apology 13: 1.

[147] Against Celsus 30: 2.

[148] Tertullian: Apology 2: 39.

[149] Tertullian: Apology 1: 30: 4.

[150] Apology 17: 1: 1.

[151] Oratio ad Graecos, 1: 4;2: 27.

[152] Apology, 44.

[153] Apology, 44.

[154] Apology. 2: 34.

[155] Apology, 34.

[156] Ad Scapulam, 2.

[157] Paeadagogus 6: 1. PG 300: 8.

[158] Origen: In ep. Ad Rom. 6: 8. PG 11: 14 73.

[159] St. Ignatius: Polyc. 2.

[160] Clement 1: 37 - 4.

[161] Cf. E. Ferguson in Church History 43 (26 - 33).

[162] Apology 1: 42 - 3.

[163] - فصل 5، ترجمة بولين تدرى.

No items found

(8) الإيمان المسيحى والخدمة العسكرية

(6) الإيمان المسيحى والثقافات البشرية

فهرس المحتويات
فهرس المحتويات

المحتويات