مصرنا التى فى داخلنا والسماء المفتوحة

مصرنا التى فى داخلنا والسماء المفتوحة

إذ هاجرت أعداد ضخمة من الأقباط خاصة إلى أمريكا وكندا وأستراليا وأوروبا، يتساءل كثيرون من مواطنى هذه البلاد عن كاتيشيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فالتهب قلبى شوقاً للبدء فى تسجيل صورة مبسطة لهذا الكاتيشيزم. وفى نفس الوقت أرى استخدام اسم "الكنيسة القبطية الأرثوذكسية" لهذا العمل، ليس تعصباً للكنيسة القبطية، ولا لأنى أدعو أن يتخلى المؤمن فى العالم عن جنسيته وثقافته، إنما لإبراز أن ما ورد فى الكتاب المقدس عن مصر يدعو كل مؤمن أن يركز أنظاره على أعماقه الداخلية أياً كانت جنسيته، ويتسع قلبه بالحب نحو كل البشر وجميع الأمم.

لقد ذُكر اسم مصر فى الكتاب المقدس بعهديه (بما فيه الأسفار الواردة فى الترجمة السبعينية) حوالى 600 مرة، نذكر الآتى:

1 - فهى الدولة الوحيدة من الأمم التي التجأ إليها الطفل يسوع هرباً من وجه هيرودس (مت2: 13 - 19)، وبمباركته لها يدعو كل الأمم أن تتمتع ببركته.

2 - لجأ إليها إبراهيم وقت المجاعة (تك12: 10)، وهكذا يفتح المؤمن قلبه المملوء بالنعمة ليجتذب الكثيرين إلى الخيرات الإلهية.

3 - دخلها يوسف كعبدٍ، فملأ مخازنها قمحاً (تك41: 57)، والتجأ إليه الشعب كما التجأت إليه البلاد المحيطة بمصر فى وقت المجاعة. هكذا إذ يلتصق المؤمن بالربّ يفتح مخازن قلبه ليتمتع الكثيرون بالشبع من السيد المسيح النازل من السماء.

4 - بروح النبوة قال إشعياء النبي: "هوذا الربّ راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها" (إش19: 1). هكذا يسرع ربّنا إلى مصر كما على سحابة ليقيم من كل مؤمن مقدساً له، ويتمتع بالمعرفة الإلهية. "فيعرف المصريون الربّ فى ذلك اليوم" (إش19: 21).

5 - إذ نقرأ فى إشعياء: "ويضرب الربّ مصر ضارباً فشافياً،" فيرجعون إلى الربّ، فيستجيب لهم ويشفيهم "(إش19: 22). نترنم مع مارافرآم السريانى:" مبارك هو الطبيب الذي نزل وبتر بغير ألم، شفى جراحاتنا بداءٍ غير مريرٍ، فقد أظهر ابنه دواءً يشفى الخطاة ".

6 - يختم إشعياء نبوته عن مصر، قائلاً: "مبارك شعبي مصر وعمل يدىَ أشور وميراثي إسرائيل" (إش19: 25). لقد تحوّلت مصر التى أذلت بنى إسرائيل قديماً، وأشور التى سبت إسرائيل، لتصير الأمم كنيسة الله التى تضم مؤمنى العهد القديم مع العهد الجديد كعروس سماوية!

هذه السلسلة من الكاتيشيزم تخص كل مؤمنٍ أياً كانت جنسيته ليصير إنسان الله، وابنه المحبوب، ويتسع قلبه لمحبة كل البشرية، والصلاة من أجل الجميع، حتى مضطهدى الكنيسة. إنها تدعونا للتمتع بخبرة الحياة السماوية واستقامة الإيمان، والنمو فى المعرفة والسلوك فى المسيح يسوع.

الآن أرجو فى الربّ تقديم الكاتيشيزم فى شئ من الاختصار. كما أرجو من الأجيال القادمة إعادة كتابته، خاصة شبابنا فى أرض المهجر بلغة تناسب ثقافة كنيسة المهجر بروح أرثوذكسية.

ساوس برانزويك: أبريل 2018 القمص تادرس يعقوب ملطى.

No items found

أ- الكاتيشيزم

فهرس المحتويات
فهرس المحتويات

المحتويات