مصباح منير – الأنبا بيشوي مطران دمياط و البراري – الفصل الحادي عشر

هذا الفصل هو جزء من كتاب: مصباح منير ( الأنبا بيشوي مطران دمياط) – بقلم الأنبا هدرا أسقف أسوان.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

[pt_view id=”aa2d703e20″ tag=”مصباح منير – الأنبا بيشوي مطران دمياط و البراري” field=name]

نيافة الأنبا بيشوى والعمل المسكونى

لقد إجتمعت فىشخصية أبينا الطوباوى نيافة الأنبا بيشوى مواهب متعددة أهلّته أن يكون أحد قادة مسيرة الوحدة الكنسية على المستويين المحلى والعالمى…

فنيافته أحد رواد العمل المسكونى فى جيلنا يسعى دائما ً من أجل أن تتحقق الوحدة الكنسية دون تفريط فى إيماننا الأرثوذكسى، وهو يمثل كنيستنا نيابة عن قداسة البابا المعظم فى كل الحوارات اللاهوتية على مستوى العالم فى ربوعه المختلفة.

ونيافة الأنبا بيشوى هو أول أستاذ للمسكونيات فى كليتنا الإكليريكية ومعهد الرعاية … كما أنه خلال إثنى عشر عاماً منذ 1985 وحتى الآن أسس منهجاً أكاديمياً لمادة المسكونيات إعتمد فيه على خبرته فى العمل المسكونى والحوارات التى يشترك فيها والإتفاقيات التىتمت أو التى مازالت موضع الدراسة.

ونيافته فىعمله المسكونى وحواراته إنما ينتهج منهجاً وفق رأى كنيستنا القويم وتعاليم آبائها الكبار … بدون تفريط فى أى نص لاهوتى واحد فهو كما هو معروف عنه مدقق فى إختيار التعبيرات اللاهوتية التى تعبر عن جوهر الإيمان المسلّم مرة واحدة من الآباء القديسين.

نيافة الأنبا بيشوى و مجالات العمل المسكونى

لعل من الصعب حصر الأسفار العديدة التى سافرها نيافة الأنبا بيشوى من أجل مساعى الوحدة الكنسية أو الحوارات مع الكنائس الأخرى ولكن لعله يمكننا أن نحصر هذا النشاط كالآتى:

  • الحوار مع الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية (الروم الأرثوذكس).
  • الحوار مع الكنائس الكاثوليكية.
  • الحوار مع الكنيسة الأنجليكانية.
  • الحوار اللاهوتى مع الإتحاد العالمى للكنائس المصلحة A.R.C..‎
  • الحوار مع الأشوريين.

هذا بخلاف اللقاءات مع بعض الكنائس كالكنيسة السويدية أو غيرها وهى لقاءات وليست حوارات.

فى أسفار مراراً كثيرة :

لقد قال معلمنا بولس الرسول هذه العبارة ليس على سبيل الإفتخار وإنما لكى يعبّر عن أتعاب الخدمة والكرازة بالإنجيل لكى تصل كلمة الله إلى كل نفس تتعطش لمعرفة السيد المسيح الإله الحق.

ونيافة الأنبا بيشوى تنطبق عليه هذه الآية أشد الإنطباق فما يكاد يصل من مؤتمر حتى يجد فى إنتظاره إجتماع آخر سواء كان حواراً أو لقاءً مسكونياً سواء كان عضواً أساسياً أو رئيساً للقاء أو حتى observer، فلقد إتسع مجال العمل المسكونى فى هذه الفترة .

لكنه خلال الفترات التى بين اللقاءات يواصل أسفاره بين ربوع إيبارشيته الواسعة يتابع مجالات الخدمة التى إئتمنه الرب عليها وأقامه أسقفاً لها “لأنه لا يأخذ أحد هذه الكرامة إلا المدعو من الله كما هرون أيضاً” ولعلنا نحاول أن نعرض لبعض هذه الحوارات لتوضيح دور نيافة الأنبا بيشوى فى كل منها :

الحوار مع الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية (الروم الأرثوذكس)

تعود بداية هذا الحوار إلى عام 1985 حينما بدأ بين العائلتين الأرثوذكسيتين برعاية قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة والبطريرك المسكونى ديمتريوس وإستمر بعد تنصيب البطريرك برثلماؤس الحالى لكرسى القسطنطينية فى سنة1987فىكورونثوس وضع الإتفاق اللاهوتى الأول بواسطة لجنة فرعية تقدمت بتقريرها إلى اللجنة العامة المشتركة للحوار وكان لنيافة الأنبا بيشوى الدور البارز فى إعداد هذا التقرير وفى يونيو 1989 فى دير الأنبا بيشوى بمصر تحت رعاية قداسة البابا الأنبا شنودة.

وبناء على تقرير اللجنة الفرعية أمكن صياغة إتفاق لاهوتى حول طبيعة السيد المسيح على أساس تعليم القديس كيرلس الأول عمود الدين هذا الإتفاق الذى لنيافته اليد الأولى والكبرى فى صياغته وقد عبّر قداسة البابا عن ذلك (حينما كنا نقدم له تهانينا بمناسبة هذا الإتفاق الذى أنهى خلافاً دام قرابة خمسة عشر قرناً من الزمان كان بين العائلتين) فقال غبطته {قدموا التهنئة لنيافة الأنبا بيشوى فهو الذى بذل جهداً كبيراً فى إعداد هذا الإتفاق والوصول إليه}، وقد قرر غبطته هذا الكلام يوم عيد العنصرة 1997 خلال إلقائه كلمته فى الإحتفال بالسيامات الجديدة للآباء الأساقفة إذ أشار إلى أن نيافة الأنبا بيشوى كان له الجهد الأكبر فى السعى نحو الوحدة مع الروم الأرثوذكس من خلال العمل الشاق والتنسيق مع غبطته أثناء توقيع الإتفاق.

والذى ترتب عليه فى28 سبتمبر 1990 وفى ضاحية شامبيزيه بسويسرا أتفق على رفع الحروم بين العائلتين الأرثوذكسيتين وأرسل للمجامع المقدسة لكنائس العائلتين لكى تصدر قراراتها بشأنهما وقد قبل مجمعنا المقدس هذه الإتفاقات فى جلسة المجمع المقدس فى عيد العنصرة 1990 ثم المجمع المقدس المنعقد فى 12 نوفمبر 1990 برئاسة قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة وسكرتارية الأنبا بيشوى.

ويلاحظ أن نيافه الأنبا بيشوى هو أحد رئيسى لجنة الحوار.

CO-PRESIDENT OF THE JOINT COMMISSION

ولازال نيافته مع المطران دامسكينوس رئيس  اللجنة عن الكنائس البيزنطية يواصلان شرح بنود الإتفاق لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية ومجامعها المقدسة ويتوالى قبول الكنائس لهذا الإتفاق.

تعليم القديس كيرلس كأساس للإتفاق اللاهوتى :

يكتب نيافة الأنبا بيشوى عن ذلك فيقول:

{لقد بُنى هذا الإتفاق على تعليم القديس كيرلس اللاهوتى السكندرى الذى دافع عن الوحدانية فى طبيعة الكلمة المتجسد وفى شخصه والذى إعتبر الإعتراف بلقب والدة الإله (ثيئوتوكوس) هو أحد البراهين الرئيسية على أرثوذكسية التعليم ولهذا فقد نص الإتفاق على أن أساس التعليم الكريستولوجى هو العبارة التى قالها القديس كيرلس(ميا فيزيس توثيئولوغو سيساركومينى)

MIA PHYSIS TOU THEOU LOGOU SESARKOUMENI

وكذلك العبارة المماثلة “ميا هيبو ستاسيس”

MIA HYPASTASIS TOU THEOU LOGOU SESARKOUMENI

أقنوم واحد متجسد لكلمة الله*

القديس كيرلس عمود الدين وتلميذه نيافة الأنبا بيشوى

نستطيع أن نقرر وبحق أن نيافة الأنبا بيشوى تتلمذ على كتابات القديس كيرلس عمود الدين وإستطاع أن يضع شروحات لاهوتية توضح أن المعتقد الكريستولوجى فى أساسه وجوهره واحد للطرفين بالرغم من إختلاف إستخدام بعض التعابير الكريستولوجية.

______________________________

*راجع مذكرة مادة المسكونيات لنيافة الأنبا بيشوى الطبعة الثامنة ص46 ومابعدها

وأكد أن كنيستنا سوف تستمر فى إستخدام تعبير الطبيعة الواحدة حسب تعليم القديس كيرلس وأن الروم أيضاً يستخدمون هذا التعبير.

ومن خلال فهم نيافته لتعليم القديس كيرلس إستطاع أن يوضح ما هو معنى أن القديس كيرلس يؤكد على الإتحاد الطبيعى والإتحاد الأقنومى مع توضيح معنى التمايز بالفكر فقط بين الطبيعتين، وهذا كان المدخل لإمكان الإتفاق بين الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية.

حقيقة إن نيافة الأنبا بيشوى الذى إعتبر تعاليم كيرلس هى أساس الإتفاق وهو تلميذ عمود الدين ونيافته حامى الإيمان فى كنيستنا.

الحوار مع الكنائس الكاثوليكية

يحرص نيافة الأنبا بيشوى فى تدريسه لمادة المسكونيات على إبراز نقاط الخلاف فيما بيننا وبين الكاثوليك حتى لا يقع أحد أبناء الكنيسة فى فخ التعليم الكاثوليكى، فمع إبراز أن الإتفاق الكريستولوجىمع الكاثوليك قد تم فى فبراير 1988 وجاء فيه }نؤمن كلنا أن ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الكلمة {اللوغس} المتجسد هو كامل فى لاهوته وكامل فى ناسوته وأنه جعل ناسوته واحد مع لاهوته بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغير ولا تشويش (CONFUSION) وأن لاهوته لم ينفصل عن ناسوته حتى إلىلحظة أو طرفة عين (لحظة واحدة ولا طرفة عين)، وفى نفس الوقت نحرم كلاً من تعاليم نسطور وأوطاخى{.

إلا أن نيافته يوضح أن هناك نقاط تحتاج إلى حوار كموضوع إنبثاق الروح القدس من الإبن والتى أضافها الكاثوليك من عام 1054 م، والمطهر والزواج من غير المؤمنين وخلاص غير المؤمنين وفق قرارات مجمع الفاتيكان الثانى

والحبل بلا دنس وزوائد القديسين و الوجود الكاثوليكى فى مصر*

وهنا يبرز نيافته كلاهوتى له فكره الثاقب والمتميز فهو حينما يتناول إحدى نقاط الخلاف مع الكاثوليك كخلاص غير المؤمنين مثلاً ..إنما يعرض لفكر الكاثوليك أولاً وما جاء فى دستورهم العقائدى لمجمع الفاتيكان الثانى 1964 ثم الدستور الرعائى للمجمع 1965.ثم يتناول الرد على هذا التعليم الخاطئ مفنداً التعليم بآيات كتابية واضحة. ثم يوضح كيف أن الخلاص بدون دم المسيح باطل إنه منهج لاهوتى يشرح لمن يريد التعليم الصحيح فيقوده إلى بر الأمان.. ويعطى حصانة لمن قد تنزلق قدمه فى التيار الكاثوليكى وهى مرجع لاهوتى للمحاور الأرثوذكسى لمواجهة الكاثوليك.

*راجع مذكرة المسكونات لنيافة الأنبا بيشوى -مرجع سابق-ص49-50

نيافة الأنبا بيشوى وعمله فى الكنيسة الجامعة المقدسة

لنيافة الأنبا بيشوى دوراً كبيراً فى خدمة الكنيسة الأم فى نواحى متعددة أهلته مواهبه المتعددة لشغلها وكلفه قداسة البابا المعظم لثقته الكبيرة بنيافته وعلمه بمواهبه المتنوعة.

  • نيافة الأنبا بيشوى كسكرتير للمجمع المقدس

لقد شغل نيافة الأنبا بيشوى هذا المنصب منذ عام 1985م وحتى الآن وقد أثبت كفاءته كسكرتير لمجمعنا المقدس فى عهد غبطة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث فهو يقوم بكل أعمال المجمع المقدس وفقاً لما هو منصوص عليه فى لائحة المجمع بالنسبة للسكرتير العام التى أقرت عام 1985… ولكنه فى ديمقراطية وإتضاع يحاول أن يجعل كل عمله كسكرتير عام للمجمع تحت عنوان “لجنة سكرتارية المجمع المقدس” حتى يتحاشى أى مديح أو ثناء من أحد… فقد سجل وأرخ نيافته لأعمال المجمع المقدس خلال الخمس والعشرون عاماً هى فترة تولى قداسة البابا المعظم مهامه كبطريرك وجاء عمله هذا أول عمل من نوعه وقال عنه قداسه البابا فى تقديمه لكتاب القرارات المجمعية فى عهد صاحب القداسة والغبطة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث :”يسعدنى أن أقدّم هذا الكتاب، لأنه لأول مرة فى تاريخ الكنيسة يصدر كتاب مثل هذا…”

ونيافة الأنبا بيشوى كسكرتير عام للمجمع المقدس يتابع عمل لجان المجمع المقدس المتعددة ويحضر كل إجتماعاتها ويبدى ملاحظاته البناءة القوية الثاقبة من أجل تدعيم بنيان كنيستنا القويم وخير أبنائها.

إن الجهد الذى يقوم به نيافة الأنبا بيشوى فى الفترة السابقة لجلسات المجمع المقدس سواء فى عيد العنصرة أو أى إجتماع آخر جهد يفوق الوصف ولا يمكن لإنسان عادى ودون معونة إلهية أن يقوم به، وأن العناية اإلهية التى كانت تعد نيافته طيلة حياته لخدمة الأسقفية وإنما هى التى تمنحه القوة أيضاً فى عمله كسكرتير للمجمع المقدس وأدائه لكل المهام المنوط بها.

  • نيافة الأنبا بيشوى رئيساً للمجلس الإكليريكى لشئون الكهنة نائباً عن قداسة البابا المعظم

من كلمات نيافة الأنبا بيشوى التى أحبها واصفاً عمله كرئيس للمجلس الإكليريكى لشئون الكهنة “إننى أحافظ على قدسية المذبح” وإن كان عمل الأسقف هو التوجيه والإرشاد فإن عمله الأول أيضاً أن يحفظ قدسية الكنيسة التى هى بيت الله وأن يعاون المسئولين عن الخدمة بها أن يحيوا حياة القداسة، فالكاهن يجب أن يردد عملياً كلمات بولس الرسول “تمثلوا بى كما أنا بالمسيح” وإن كان السيد المسيح هو قدوس القديسين فقد قال “القداسة التى بدونها لا يعاين أحد الرب” ..فالكاهن هو المعلّم لحياة القداسة “من فم الكاهن تطلب الشريعة”… وهكذا فإن نيافة الأنبا بيشوى فى قيادته لهذا العمل الهام والخطير إنما يرى أن التدقيق فى الحياة الروحية للأباء الكهنة إنما هو أهم عامل من عوامل القوة فى الخدمة وإن القدوة هى السبيل الذى يقود أبناء الكنيسة لكى يرثوا المجد المعد لهم من قبل إنشاء العالم.

  • نيافة الأنبا بيشوى عضو اللجنة العليا للتربية الكنسية :

لقد شكّل قداسة البابا اللجنة العليا للتربية الكنسية لكى تخطط للمناهج التى يمكن أن تقدم لأبنائنا المخدومين فى مراحل سنى حياتهم المختلفة وقد راعى قداسته أن تضم هذه اللجنة خبرات متعددة وكفاءات ممتازة وكان نيافة الأنبا بيشوى أول من ضمته هذه اللجنة فهو أحد القادة فى مجال التربية الكنسية فقد تتلمذ على تعاليم قداسة البابا المعظم وخدم بالتربية الكنسية بكنيسة مارجرجس أسبورتنج وتلامس وعاشر أحد معلمى هذا الجيل المتنيح القمص بيشوىالدف كامل وكل هذا إلى جانب خبرته الطويلة فى الحوارات اللاهوتية وفهمه الأصيل للعقيدة ومنهجه الفريد فى الخدمة الذى لا يعرف التعب أو الكلل.

4-عضو اللجنة التنفيذية بمجلس كنائس الشرق الأوسط والرئيس المشارك للجنة الإيمان والوحدة

فنيافته مع قداسة البابا عضواً باللجنة التنفيذية العليا بمجلس كنائس الشرق الأوسط والذى يجمع كنائس العائلات الأربع فى منطقتنا …كما أنه الرئيس المناوب للجنة الإيمان والوحدة فى المجلس والتى ساهم فيها بقدر واف فى الدفاع عن الكتاب المقدس ورد الهجوم الموجّه إليه وبنشاطه المعهود حث اللجنة على نشر الكتب التى تشجب هذا الهجوم المسعور، إلى جانب إشرافه على الكثير من البحوث اللاهوتية خاصة ما قدم كبحوث عن التعبيرات اللاهوتية الخاصة بالحوار الكريستولوجى وبحوثاً عن المطهر وعن إنبثاق الروح القدس تاريخياً وعقيدياً وكذلك عن التقليد والكتاب المقدس.

  • نيافة الأنبا بيشوى وخدمته فى المهجر

يحتاج هذا الموضوع إلى كتاب منفصل حقيقة لكننا هنا نضع مجرد وصفاً لهذا العمل الكبير فمثلاً:

فى أوربا :رتب ونظم نيافته الخدمة فى ألمانيا حتى صار المكان مهيئاً لكى يسام أسقفاً عاماً لألمانيا هو نيافة الأنبا دميان .ولقد إستغرق هذا العمل من نيافته أعواماً.

فى أمريكا :ساهم فى وضع قانون الكنائس هناك وأثناء رحلتة مع قداسة البابا 1989وبعد ذلك كما أن قداسة البابا يكلفه ببعض المهام كان أخرها رئاسته للجنة مجمعية لفحص بعض الشكاوى فى منطقة الرالى.

فى إستراليا :لنيافته عملاً كبيراً هناك فى الإشراف على تأسيس الإكليريكية وتأسيس المدرسة القبطية بإستراليا كما شجع النشاط الكنسى للشباب فى تنفيذ بعض الأعمال المسرحية وتصويرها على أشرطة فيديو كشريط الأنبا تكلا هيمانوت الحبشى.

نيافة الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس

لاشك أنها نظرة ثاقبة من صاحب القداسة :

البابا شنودة الثالث

أن يختار بإرشاد الروح القدس، نيافة الأنبا بيشوى أسقفاً لدمياط والبرارى ودير القديسة دميانة، ثم يختاره سكرتيراً للمجمع المقدس، الأمر الذى تثبت بعد ذلك، من خلال إنتخاب نيافته تطبيقاً للائحة المجمع المقدس.

ومن خلال توجيهات قداسة البابا، ومجهودات نيافة الأنبا بيشوى، وصل المجمع المقدس إلى صورته الحالية، كأعلى جهاز كنسى، يرأسه قداسة البابا، ويضم فى عضويته الآباء المطارنة والأساقفة ووكيلى البطريركية بالقاهرة والأسكندرية.

دور المجمع المقدس فى الكنيسة القبطية :

تشرح لائحة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهى – بالمناسبة – أول لائحة للمجمع فى تاريخ الكنيسة القبطية، وقد تم إعدادها فى جلسات عمل كثيرة، بالإستعانة بلوائح مجامع الكنائس الأخرى الأرثوذكسية، ثم إعتمدها المجمع المقدس القبطى (جلسة السبت 1/6/1985)، بعد دراسة مفصلة وشاملة لكل بند من بنودها، تشرح  اللائحة دور المجمع المقدس فيما يلى :

“المجمع المقدس هو السلطة الكهنوتية العليا، فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتشمل سلطته الإكليروس وكل الشعب” (مادة 4).

“المجمع المقدس هو السلطة العليا التشريعية فى الكنيسة، وله أن يسن قوانين للكنيسة، مما يتفق مع الإحتياجات الجديدة للكنيسة” (مادة 8).

“المجمع المقدس هو المسئول الأعلى عن الإيمان والعقيدة، وله أن يفسر قواعد الإيمان بما لا يتعارض مع التسليم الكنسى الثابت” (مادة 10)

“المجمع المقدس هو المرجع الأول فى طقوس الكنيسة” (مادة 11).

وبالفعل – ومن خلال توجيهات قداسة البابا وسكرتارية نيافة الأنبا بيشوى، حدث ما يلى :

1-      إنتظمت جلسات المجمع بمناسبة عيد العنصرة، فى كل عام، تسبقها لجان متعددة تضع اللمسات الأخيرة فى هذه المناسبة قبل إنعقاد الجلسة.

2-      تجتمع لجان المجمع المتنوعة بصورة منتظمة أكثر من مرة فى العام، وبالذات دورة الميلاد، ودورة القيامة، ودورة العنصرة.. وأحياناً دورة فى عيد جلوس قداسة البابا (14 نوفمبر).

3-      ويمكن أن تجتمع لجان المجمع لأى أمر طارىء.

4-      لجان المجمع الحالية هى كما يلى، حسب المادة 29 من اللائحة :

لجنة الإيـــمان والتعلـــيم : تشرف على كل نواحى التعليم فى الكنيسة سواء فى المعاهد الدينية أو التربية الكنسية أو الوعظ أو مايصدر من كتب ومطبوعات وتسجيلات صوتية أو مرئية.

اللجنة التــشريـــــــعـــــية : وتهتم بمراجعة وجمع القوانين الكنسية وتقديم ما يلزم من مشروعات قوانين.

لجنة شئون الإيبارشــيات : وتبحث مشكلات الإيبارشيات وحلها.

لجنة الطــقوس الكنسـية : وتشرف على كل مايختص بالطقس سواء فى العبادة، أو فى عمارة الكنائس وأيقوناتها، أو ترجمات الكتب الطقسية أو الألحان، أو ما يتعلق بالفن القبطى، أو ما يدور من أسئلة طقسية.

لجنة العـــلاقات الكنسية : وتشمل علاقة كنيستنا بالكنائس الشقيقة والكنائس الأخرى والإتصال بالهيئات المسكونية.

لجنة العلاقات العامة : وتشمل علاقة الكنيسة بسائر الهيئات وإرساء المحبة والود مع الجميع.

لجنة المشروعات الكنسية : كمشروعات التنمية وما يشابهها.

يجوز للمجمع إنشاء لجان أخرى.

و بعد مرور عام من إقرار هذه اللائحة قام المجمع المقدس بتكوين لجنة لشئون الأديرة وأصبحت من لجان المجمع الدائمة.

وتنص المادة 30 على تشكيل لجنة للمتابعة، وأنه يجوز لقداسة البابا – فى غير الإختصاصات السابقة، تعيين لجان مجمعية للقيام بمهام طارئة أو مؤقته، ويحدد لها مهامها.

وتقدم اللجان مشروعات أو دراسات أو توصيات، للعرض على المجمع وإتخاذ القرار اللازم بشأنها.

إنجازات المجمع المقدس فى عهد قداسة البابا شنودة الثالث :

من أبرز إنجازات قداسة البابا فى هذا الميدان :

1-      تكوين مجمع مقدس ضخم للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وصل عدد أعضائه حالياً إلى  82 عضو.

2-      يضم المجمع المقدس القبطى جنسيات غير مصرية مثل :

– نيافة المطران الأنبا ساروفـيم                  (انجليزى الجنسية).

– نيافة المطران الأنبا مرقــــس                  (فرنســى الجنسية).

– نيافة الأسقف الأنبا أثناسيوس                  (فرنســى الجنسية).

– نيافة الأسقف الأنبا مكاريوس                  (اريتــرى الجنسية).

– نيافة الأسقف الأنبا مرقــــس                   (اريتــرى الجنسية).

كما أن بعض الأعضاء يحملون مع الجنسية المصرية جنسية أخرى مثل: – نيافة الأنبا دانيال مطران الخرطــوم      (مصرى ســـودانـــى).

– نيافة الأنبا تادرس أسقف بورســـعيد.         (مصرى أمــــريكــى).

– نيافة الأنبا ديوسقورس الأسقف العام.          (مصرى أمـــــريكـى).

3-      إنتظمت جلسات المجمع بصورة ممتازة فى عهد قداسته، سواء على مستوى اللجان الفرعية أو الهيئة العامة، من خلال معاونة نيافة الأنبا بيشوى لقداسته.

أنجز المجمع الكثير من التنظيمات والقوانين فى عهد قداسة البابا شنودة الثالث مثل:

أولاً: اللائحة الأساسية للمجمع المقدس :

التعريفات – العضوية- الإختصاصات – الرئاسة – السكرتارية – اللجان – الإنعقاد والقرارات – الرئيس والأعضاء – مطارنة وأساقفة الإيبارشيات – الأساقفة العموميون – مواد ختامية.

ثانياً : قرارات خاصة بالرهبان والأديرة :

كالإعتراف ببعض الأديرة: دميانة للراهبات – الأنبا باخوم بحاجر إدفو – مارجرجس الرزيقات – مارجرجس الخطاطبة – الأنبا شنودة سوهاج – الأنبا أنطونيوس والأنبا موسى بالخرطوم… مع تنظيم الحياة الرهبانية داخل الأديرة، ورعاية الرهبان روحياً وصحياً، وعمل السجل الخاص بالآباء الرهبان فى كل الأديرة، وتجريد الراهب دانيال البرموسى لإنحرافه العقيدى…

ثالثاً : اثيوبيا:

وموقف قداسة البابا والمجمع المقدس من عدم الإعتراف بعزل الحكومة الشيوعية فى اثيوبيا للبطريرك ثاؤفيلس، وعدم جواز سيامة بطريرك جديد قبل تحديد وضع البطريرك ثاؤفيلس كنسياً، مما جعل المجمع المقدس يقرر عدم الإشتراك فى سيامة البطريرك الجديد قبل تحديد وضع البطريرك القائم كنسياً، بطريقة سليمة ومعلنة.

رابعاً : اريتريا:

شرح قداسة البابا حاجة أبنائنا الأريتريين فى الخارج، وكيف انهم لجأوا إلى قداسته لسيامة من يرعاهم، إذ لايجدون رعاية الكنيسة الأثيوبية، فرسم لهم قداسته إثنين من الآباء الأساقفة الأريتريين لرعايتهم… ثم خمسة آخرين، وذلك بعد أن طلب الرئيس أسياس أفورقى والكنيسة هناك، أن تكون كنيسة أريتريا مستقلة إدارياً، بعد أن إستقلت أريتريا نفسها. كما اتفق – من خلال وفود متبادلة – على أن يقوم قداسة البابا بسيامة البطريرك الأول لأريتريا، ليأخذ شرعيته من الجالس على عرش مارمرقس … ومعروف أن الشعب فى اريرتريا هو الذى إختار الأساقفة الخمسة الذين تمت سيامتهم، وهو بصدد اختيار البطريرك.

خامساً : الكلية الإكليريكية :

إنشاء الفرع بالدير المحرق، وفروع أخرى بالدلتا والصعيد، والإحتفال بالعيد المائوى.

سادساً : لجان المجمع المقدس :

وتشكيلها (كما سبق) ونظام عملها وإختصاصات كل منها…

سابعاً : التنظيمات الكنسية :

إعتماد لائحة المجمع وطبع ونشر قراراته – ملكية وسجلات الكنائس – العضوية الكنسية …

ثامناً : الأحوال الشخصية :

قرارات بمبادئ إنجيلية هامة مثل :لا طلاق إلا لعلة الزنا – عدم جواز الإقتران بأخت الزوجة المتوفاة أو أخ الزوج المتوفى – شريعة العقد – القرابات الممنوعة – شهادات خلو الموانع – دراسة موضوع الكشف الطبى قبل الزواج والخبرات المتاحة فى ذلك – فارق السن بين الخطيبين  … الخ.

تاسعاً : ترتيبات خاصة بالكهنة :  قرارات كثيرة خاصة بخدمتهم وحياتهم ورعايتهم.

عاشراً : ترتيبات خاصة بالكهنة بالآباء الأساقفة

حادى عشر : إيبارشيات المهجر.:. خدمتها ورعايتها ولجنة مجمعية خاصة بذلك.

ثانى عشر: الإعتراف ببعض القديسين:  مثل : القديس سيدهم بشاى  – القديس القمص ميخائيل البحيرى .

ثالث عشر: العلاقات والحوارات اللاهوتية :

العلاقات والحوارات اللاهوتية مع الطوائف والكنائس الأخرى مثل : الكنائس الأرثوذكسية الخلقيدونية- الكنيسة الكاثوليكية – الأنجليكان – الإتحاد العالمى للكنائس المصلحة – السويد – مع قرار باعتبار شهود يهوه  والسبتيين غير مسيحيين لإنحرافاتهم الإيمانية الخطيرة .

رابع عشر : الدور الوطنى :  والإهتمام بالقيد فى الجداول الإنتخابية وتأييد الرئيس مبارك لفترة رئاسة ثالثة.

خامس عشر : السنكسار : قد أعده آباء المجمع وهو تحت المراجعة النهائية .

سادس عشر : المكرسات :

والموافقة على لائحتهن وخدماتهن وتكريسهن حتى إلى درجة مساعدة شماسة وشماسة ولكن بدون وضع يد .. مع عدم دخول المرأة إلى رتب الكهنوت .

سابع عشر : الطقوس :  ترتيبات وإيضاحات طقسية كثيرة وهامة أعدتها لجنة الطقوس ووافق عليها المجمع

ثامن عشر: الرحلات الرعوية لكنائس المهجر :

وتقدير ماقام ويقوم به قداسة البابا من خدمة ممتازة لأبناء الكنيسة بالمهجر: الكنائس – الرحلات – الترجمات… الخ

تاسع عشر : الخدمة

الإهتمام بخدمة الريف، وإصدار كتيبات لشرح الإيمان بأسلوب مبسط، ومؤتمرات الوسائل السمعية والبصرية، والتدقيق فى أرثوذكسية الخدام.

عشرون : تجلى السيدة العذراء فى كنيسة القديسة دميانة فى بابا دوبلو.

واحد وعشرون : سيناء

وقد صار لها أسقف خاص يهتم بهاتين المحافظتين الناهضتين .

إثنين وعشرون : اليوبيل الفضى لقداسة البابا.

والتريبات الخاصة به كإحتفال روحى للكنيسة كلها وفرح بعمل الرب معنا خلال 25 عاماً من حبرية قداسة البابا شنودة الثالث أدام الله حياته .

ثلاثة وعشرون : السيمنارات

التى إقترحها أعضاء المجمع، ليتحدث فيها قداسة البابا مع أحبار الكنيسة : لاهوتية، ورعوية، وعقيدية …الخ

وقد ضم كتاب قرارات المجمع المقدس فى عهد قداسة البابا شنودة الثالث مجموعة ملاحق هامة مثل :

  • تعهد الراهب عند سيامته راهباً.
  • تعهد الراهب عند سيامته كاهناً.
  • تحريم الزواج من إمرأة الأخ المتوفى أو أخت الزوجة المتوفاة.
  • بروتوكول الكنيسة البريطانية الأرثوذكسية .
  • بروتوكول الكنيسة الفرنسية القبطية الأرثوذكسية.
  • أ – الإتفاق حول طبيعة السيد المسيح مع الكاثوليك.
    1. ب – قرارات المجمع الفاتيكانى الثانى بشأن خلاص الوثنيين .
  • اللجنة المشتركة للحوار اللاهوتى بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية .
  • خطاب البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول .
  • الحوار بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنائس المصلحة.
  • لائحة المكرسات .
  • تقرير لجنة الرعاية والخدمة عن تكريس النساء.
  • طقس تكريس مساعدة الشماسة.
  • تعهد الأسقف العام .
  • تعهد أسقف الإيبارشية .
  • تعهد الكاهن الجديد.
  • الصلاة التى تقرأ على كبير المرتلين (الأرش أبصلتس).
  • ما يقال فى رسامة الأبصلتس .
  • طقس تعيين رئيسة جديدة للدير.

إنه مجهود ضخم قام به المجمع المقدس برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث، بسكرتارية نيافة الأنبا بيشوى، ومساهمة الآباء أعضاء المجمع، ويعطى فكرة عن النهضة الكنسية التى منحها الرب لنا فى هذا العصر، فى ميادين متنوعة.

النمو الواضح فى عمل المجمع المقدس فى عهد قداسة البابا شنودة الثالث

لا شك أن هناك نمواً واضحاً غير مسبوق، فى عمل المجمع المقدس بالكنيسة القبطية فى عهد قداسة البابا شنودة الثالث، وذلك بسبب إيمان قداسته الراسخ بضرورة العمل الجماعى، كأعضاء فى جسد المسيح، وكذلك بسبب إيمانه بأهمية دور المجمع فى حياة الكنيسة، بالإضافة إلى الجهد الفائق الذى يبذله قداسته – يعاونه فى ذلك نيافة الأنبا بيشوى بكفاءته المتميزة – من أجل الوصول إلى مجمع مقدس نشط وفعال فى حياة الكنيسة اليومية.

ومن ملامح هذا النمو، نرصد هذه الأمثلة :

‌أ-       متابعة الأمور الإيمانية والعقائدية : بمجرد ظهور أخطاء أو إنحرافات فى بعض الكتب أو المقالات أو العظات، يوماً بيوم.. مع تصحيح هذه الأخطاء من خلال مجلة الكرازة وكتب قداسة البابا والآباء المطارنة والأساقفة.

‌ب-     دراسة أية ظواهر ميدانية : يمكن أن تمر بها الكنيسة أو المجتمع أو العالم.. كالإرتداد، والإدمان، والإنحرافات السلوكية.. إلخ ووضع الحلول المناسبة لذلك.

‌ج-      تقديم حلقات دراسية وتدريب للعاملين فى الحقول المتنوعة : كخدام التربية الكنسية والشباب، وتثبيت الإيمان، أو الإهتمام بمشرفى بيوت الطلبة والطالبات، أو كيفية التعامل والرعاية للحالات الخاصة، وخدمة المساجين وعائلاتهم…

‌د-       مراجعة ودراسة الطقوس الكنسية، وتأكيد دورها فى الحياة اليومية للكنيسة والشعب، و قد تم وضع سنكسار جديد روعيت فيه دقة المعلومة، و سلامة الاسلوب، والتجانس…الخ (تحت المراجعة النهائية).

‌ه-       دراسة شئون الإيبارشيات، وأية ظواهر تحتاج إلى قرارات رعوية والوصول إلى سجلات شخصية للآباء الأساقفة، والآباء الكهنة، والعضوية الكنسية.. مع الإستفادة بآراء الأساقفة فيما يعن من أمور، وتبادل الخبرات فيما بينهم بروح المحبة.

‌و-      الإهتمام بنمو الرهبنة والأديرة، سواء من جهة إنماء الأديرة القائمة معمارياً ورهبانياً، أوإنشاء أديرة جديدة، أو الإعتراف بأديرة قائمة، أو إحياء أديرة مندثرة،  أو إنشاء أديرة بالمهجر أو رعاية الرهبان وتثقيفهم، أو وضع قوانين تنظيم حياة الرهبان والراهبات.

‌ز-      نمو العلاقات الكنسية من خلال :

الإسهام القبطى فى المؤسسات المسكونية الإقليمية مثل: مجلس كنائس الشرق الأوسط أو مجلس كنائس كل إفريقيا، أو العالمية مثل مجلس الكنائس العالمى وغيرها.

الحوارات اللاهوتية التى بدأت بين كنيستنا وكنائس أخرى كثيرة مثل : الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية، والكنيسة الكاثوليكية، والأنجليكان، واللوثريين،  والكنائس المصلحة، والسويد، والنرويج…

‌ح-      تحديد ملامح نظام الشماسات المكرسات، ودروهن فى خدمة الكنيسة، ووضع لائحة خاصة بهن، وطقوس خاصة بتكريسهن ليصرن مكرسات، ثم مساعدات شماسة، ثم شماسات كاملات.. مع التعهدات الخاصة بكل طقس.

‌ط-      الإهتمام بشئون المهجر وتأكيد الإرتباط الوثيق بينه وبين الكنيسة الأم، والوطن الأم، وذلك من خلال دراسة المجمع لأحوال المهجر، والزيارات المتكررة من قداسة البابا والآباء المطارنة والأساقفة، وإنشاء عشرات الكنائس، مع أديرة وفروع للإكليريكية، وذلك لكى يظل المهجر مرتبطاً بالكنيسة الأم : روحياً وفكرياً وعقيدياً وعضوياً… كما تم وضع قانون موحد لكنائس المهجر، لتسير فى المنهج الكنسى الأرثوذكسى السليم فى حياتها الروحية واليومية، والقانونية.

‌ي-      الإهتمام بالشئون القومية والوطنية، والإسهام الفعال فى كل المناسبات العامة مثل :

زيارات التهنئة بالأعياد للمسئولين، ولأصحاب الفضيلة شيوخ الإسلام.

وكذلك زيارات أخرى فى ظروف الترقى أو التعيين فى مناصب جديدة، أو المرض أو التعزية ..إلخ.

عقد لقاءات وطنية فى المناسبات المتعددة مثل الحقوق العربية والفلسطينية وقضية القدس.

الإسهام بالرأى المسيحى فى الشئون العامة والعلمية والطبية مثل : تنظيم الأسرة – أطفال الأنابيب – الإستنساخ – الإدمان – التدخين ..إلخ.

إتخاذ موقف واضح لكل الأقباط من جهة الإمتناع عن زيارة القدس، طالما كانت القدس العربية تحت الإحتلال، وطالما إستمر اغتصاب دير السلطان منا.

نشر مقالات وأحاديث صحفية فى الجرائد والمجلات المصرية والعربية، سواء باللغة العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية، الأمر الذى أسهم فى تواجد الكنيسة القبطية على الساحة الإعلامية فى مصر والعالم.

دور نيافة الأنبا بيشوى كسكرتير للمجمع المقدس :

1-      انتظام الجلسات على المستوى العام ومستوى اللجان، و هذا برنامج أحدث دورة (العنصرة 1997)، كمثال على ذلك :

الأربعاء 11 يونيو 1997 :

00و 9  –  00و11 ص: لجنة شئون  الأديــــرة

30و11 –  30و 1   ظ         : لجنة الرعايـــة والخدمة

30و 4 –  30و 6    م          : لجنة شئون الإيبارشيات.

00و 7 –  00و 9    م          : إجتماع قداســـة البــابــا.

00و9 –  30و10    م          : لجنة العـــلاقات العــامة.

الخميس 12 يونيو 1997 :

00و 9  –  00و11 ص       : لجنة الإيمان والتعليم والتشريع.

30و11 –  30و 1   ظ         : لجنة العـــلاقـــات الكنســــــية.

00و 4 –  00و 6   م : لـجـــــــــــنة الطــــــــــقــوس.

30و 6 –  30و 8   م : لـجــــــــــنة المــــتابـــــــــعة.

الجمعة 13 يونيو 1997:

لجنة السكرتارية طوال اليوم.

السبت 14 يونيو 1997 :

إجتماع المجمع المـــــقدس.

2-      التسجيل الدقيق الذى يقوم به نيافته، سواء فى الجلسات العامة، أو جلسات اللجان الفرعية، إذ يحرص نيافته على حضور كل جلسات اللجان بدون إستثناء، محتفظاً بكل تقاريرها ومداولاتها.

3-      التوثيق الممتاز، وهو مهارة خاصة يتميز بها نيافة الأنبا بيشوى، إذ يحتفظ بسجلات دقيقة لكل وثيقة أو ملف أو ورقة أو شريط فيديو أو شريط كاسيت أو كتاب، فى أى موضوع تم عرضه فى اللجان الفرعية أوالجلسات العامة.

4-      النظام الدقيق فى حفظ سجلات المجمع، فى حجرة سكرتارية المجمع، بحيث يسهل على نيافته الوصول إلى أى ورقة أو وثيقه، فى أى تاريخ، وبمنتهى السرعة.

ملامح شخصية نيافة الأنبا بيشوى

من خلال معرفتى الشخصية لنيافة الأنبا بيشوى، والتى استمرت عبر اكثر من ثلاثين عاماً، أستطيع أن أقول أن نيافته يتسم بملامح كثيرة منها :

1- التركيز الشديد:

فنيافته حينما يركز فى موضوع، يغوص فيه حتى إلى أعماقه، مع تركيز ذهنى تام، يمنعه من التحول أو الإنتباه إلى أى موضوع آخر يمكن أن يعرض عليه… فإذا ما تحدث إليه شخص ما فى موضوع غير الذى فى ذهنه، فى هذه اللحظات، يمكن ألا ينتبه نيافته إلى وجود هذا الشخص، أو إلى حديثه، بطريقة قد يتصور منها هذا الشخص نوعاً من اللامبالاة به، أو عدم الإهتمام بموضوعه، لكن نيافته يستمر فى التركيز على الموضوع الأول حتى ينتهى منه، ثم يتحول إلى الموضوع الثانى، والشخص الثانى، ليعطيهما كل حبه وإنتباهه.

2- التدقيق الشديد :

فنيافته لا يأخذ أى أمر – مهما كان صغيراً – بطريقة سطحية أو متسرعة، بل يدرسه حتى أعمق أعماقه، لأنه يميل إلى الكمال والمثالية فى كل أمر، ويرفض العجلة وإحتمال حدوث أخطاء، ليس فقط فى جوهر الأمور، لكن حتى فى شكلها وتفصيلاتها الدقيقة، و حتى إلى الكلمة، والحرف، والنقطة.

3- التنظيم الدقيق :

إذ يتميز نيافته بذاكرة قوية، وتفكير منظم، وحفظ دقيق لسجلات المجمع وكل وثائقه، بحيث يستطيع إخراج أى وثيقة فى ثوان معدودة، مهما كان تاريخها.

4- الجلد فى العمل :

يتسم نيافة الأنبا بيشوى بالجلد الشديد فى العمل، فهو لا يكل ولا يهدأ و لا يستريح حتى ينجز العمل الذى بين يديه، مهما كانت المشقة، ومهما كان الألم والجهد المبذول. لهذا يتعب معه كل معاونيه، فهو مستعد للسهر حتى الفجر، وللإستمرار فى إجتماع لحل مشكلة حتى إلى عشر ساعات، وللتدقيق فى عرض موضوع روحى أو عقيدى أو لاهوتى، والإجابة عن الأسئلة الخاصة به، حتى إلى أربع أو خمس ساعات.

5 – الدقة اللاهوتية :

لاشك أن نيافته، بسبب ذكائه الشديد، وروحه البحثية التى إكتسبها من تدريسه الجامعى، يدقق فى الأمور اللاهوتية بطريقة متميزة، ويعود إلى آباء الكنيسة العظام ليتعرف على رأيهم وفكرهم فى كل أمر. لهذا فحينما تستمع إلى نيافته وهو يقدم : الثالوث القدوس، أو ألوهية السيد المسيح، أو التجسد، أو الفداء، أو إنبثاق الروح القدس، أوالكريستولوجى ما بين عقيدتنا فى الطبيعة الواحدة من طبيعتين، وعقيدة البيزنطيين فى طبيعتين متحدتين، أو هرطقة نسطور التى ما زال يؤمن بها أتباعه الأشوريون، أو هرطقة أوطاخى، أوعالم النفس والروح.. فأنت تستمع وتستمتع بسيمفونية جميلة من الفكر الآبائى النقى، والتعليم الكنسى والروحى السليم.

6- روح البذل :

فنيافة الأنبا بيشوى مستعد لمواجهة كل ما ومن يقف فى طريق تحقيق الكنيسة لرسالتها الخلاصية. لهذا فحينما يكون مسئولاً عن محاكمة المتهمين بخطأ روحى أو عقيدى أو إيمانى، فهو على إستعداد لقضاء الساعات بل الأيام، ليصل إلى الحقيقة، فى عدالة تامة، وفحص دقيق لوثائق ومستندات، وربما لمواجهات وشهود، وحوار مستمر مع المتهمين -فى صبر كثير- محاولاً، ليس مجرد الوصول إلى الحقيقة، بل -وهذا هو المهم- محاولة تصحيح الخطأ والمخطىء، لتعود الأمور إلى نصابها السليم.

وقد تحمّل نيافته الكثير -بروح فدائية- من أجل نقاء الكهنوت وسلامة التعليم، فمن المتوقع دائماً أن المخطىء العنيد، الذى يرفض تصحيح أخطائه بعد الإعتراف بها، سيثير زوبعة هجومية على القاضى، مهما كان عادلاً أو منصفاً. ولا شك أن هذا ضار بالمخطىء، إذ يمنعه من التوبة، قبل أن يكون ضاراً بنيافة الأنبا بيشوى، الذى يهمه أن يرضى ضميره قبل وبعد كل شىء.

7- البعد الإنسانى :

إن ملامح نيافة الأنبا بيشوى السابقة، تجعل منه -فى المظهر- إنساناً جاداً وصارماً، ولكن كل من عامل نيافته عن قرب، لمح فيه بعداً إنسانياً متميزاً إذ يقدّم كل حبه وجهده وماله من أجل كل محتاج أو مظلوم أومريض.. وقد لمحت هذا بنفسى، على مدى صداقتى لنيافته، فهو يعطى حبه بسخاء للضعيف والمريض والمحتاج والطفل الفقير، ويتابع بنفسه كل حالة إلى أن تستريح.

نعم .. إن نيافته يقف بصلابة وشجاعة فى وجه الخطأ والمخطىء، عملاً بقول الكتاب : “وبخ، انتهر، عظ” (2تيمو4: 2) ولكن -حينما تجلس إليه- تجد أعماقه تفيض حباً وعذوبة وحناناً. إنها نعمة الله العاملة فى نيافته… كما أنه جهاد وإخلاص نيافته نحو الله والكنيسة…

ولا شك أن هذه الملامح قد إكتسبها نيافته من عشرته اليومية، المباشرة والقريبة، من قداسة البابا شنودة الثالث، كأب نيافته روحياً، ومدبر حياة نيافته يومياً. فهذه الملامح هى -بالضبط- ومن خلال الخبرة المعاشة، هى ملامح قداسة البابا شنودة الثالث، الذى يقف -بجبروت وقوة- أمام الشامخين والمتكبرين، و يبكى -بدموع وحنان- أمام طفل أو مريض.

فليحفظ الرب لكنيسته، ذخراً، قداسة البابا شنودة الثالث، راعينا الحبيب، وباعث النهضة الكنسية المعاصرة، وشريكه فى الخدمة الرسولية نيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط والبرارى ودير القديسة دميانة، وسكرتير المجمع المقدس.وكل أحبار الكنيسة الأجلاء.

ونعمة الرب فلتشملنا جميعاً

No items found