مصباح منير – الأنبا بيشوي مطران دمياط و البراري – الفصل السادس

هذا الفصل هو جزء من كتاب: مصباح منير ( الأنبا بيشوي مطران دمياط) – بقلم الأنبا هدرا أسقف أسوان.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

[pt_view id=”aa2d703e20″ tag=”مصباح منير – الأنبا بيشوي مطران دمياط و البراري” field=name]

نيافة الأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ وبرارى بلقاس

“لما سر الله الذى أفرزنى من بطن أمى ودعانى بنعمته أن يعلن إبنه فىّ… للوقت لم أستشر لحماً ودماً…” (غل1: 15-16)

“إن إبتغى أحد الأسقفية فيشتهى عملاً صالحاً” (1تى3: 1)

“لا يأخذ أحد هذه الوظيفة بنفسه بل المدعو من الله كما هرون…” (عب5: 4)

لقد حان الوقت الذى طالما إنتظره كثيرون، وكأن الله تطلع من سمائه ورضى عن هذه الإيبارشية… فمحى كغيمة خطاياها، وأعاد لها أمجادها.. وعوض لها السنين التى أكلها الجراد… وأرجع لها طقس مطرانها… كما أعاد لها مطرانيتها التى إغتصبها الروم الكاثوليك أبان الحروب الصليبية!

عرض تزكية القمص توما السريانى :

قدمت الإيبارشية صلوات كثيرة طالبة من الله أن يعلن مشيئته فى رسامة الأسقف الجديد…

وبعدها قام وفد من الشعب ليعرض التزكية المعدة لقداسة البابا، الذى قرأها وسكت قليلاً وإبتسم قائلاً: “إن هذا الراهب مبارك وحكيم جداً، وعجيب فى تدبيره وسترون أنه يفوق هذا الوصف، ويفوق أيضاً سنه بكثير… حكمة وخبرة… وأنا بنفسى كثيراً ما جربته فى أمور خاصة بالدير، وركنت إليه تدبيرها، فكان تدبيره أكثر مما أطلب… بل سوف ترون أنتم أنفسكم وتتعجبون منه!!

قال هذا قداسته، لأنه لمح على وجوه بعض المغرضين الذين كانوا يطلبون رسامة أشخاص غير مرغوب فيهم، معترضين على صغر سن أبونا توما!!

ثم أعد قداسة البابا فرصة لمقابلة شعب الإيبارشية وكهنتها وأراخنتها ليعرف رأيهم، ويعرفهم بالقمص توما السريانى…

ولما شرح لهم إستحقاقه لهذه الرتبة إستقر الأمر عليه…

وقبل قداسة البابا التزكية المقدمة منهم…

عشية رسامة الأسقف :

1-      حول تسمية الإسم

أراد المتنيح الإرشيدياكون ألفونس نقولا عم أبونا توما معرفة الإسم الجديد الذى سيطلق على الأسقف الجديد…

فأجاب قداسة البابا قائلاً :

هناك قديسان أعتز بهما شخصياً فى معاملاتى أولهما القديس الأنبا بيشوى الذى أعيش فى رحاب ديره وثانيهما القديس الأنبا وريس الذى أخدم فى منطقته.

ويخال لى لما شاهدت أبونا توما طويل القامة وقريب الشبة بالأنبا بيشوى..

فأريد أن أعطيه هذا الإسم!!!

وقد قال لى نيافة الأنبا بيشوى وهو أمام سلم درجات قدس الأقداس شيئاً أخجلنى “أنا أخذت إسم بيشوى وأنا أجد نفسى لا أستحقه”

2-      عشية الرسامة

فى مساء السبت 23 سبتمبر سنة 1972 الموافق 13 توت سنة 1689ش.

إمتلأت الكاتدرائية المرقسية الجديدة بالأنبا رويس بعدد غفير من شعبى إيبارشية دمياط وكفر الشيخ والبرارى لحضور المراسيم الأولى لسيامة الأسقف الجديد.

وفى أثناء صلوات العشية وقف قداسة البابا شنودة الثالث، ليسأل الشعب عن رأيه فيمن رشح لكرسى الأسقفية؟ كما هو متبع فى سيامة الأساقفة قبل سيامتهم، ولكى يطمئن  بنفسه على موافقة الجميع، وعدم إعتراض أحد بدون سبب!

ثم بعد ذلك تلاه قراءة التعهد والمرور بين الشعب المجتمعين بالكاتدرائية…

وقد سمى الأسقف الجديد بإسم:

أنبا بيشوى

تبركاً بالقديس العظيم الأنبا بيشوى الذى غسل أقدام مخلصنا الصالح، حبيب المسيح… صاحب الدير المشهور…

3-      طقوس الرسامة فى القداس:

فى صباح الأحد 24 سبتمبر 1972م، فى أثناء صلاة القداس تمت باقى طقوس الرسامة بعد قراءة سفر أعمال الرسل.

وقد قام قداسة البابا شنودة الثالث بوضع اليد عليه ودعاه بإسم الأنبا بيشوى…

فى حضور عدد كبير من الأباء المطارنة الأساقفة وقد أكملت الصلوات فى حضور كثير من الآباء الكهنة وأراخنة شعب الإيبارشية.

وعند إنتهاء القداس الإلهى.. أستقبل الأسقف الجديد المهنئين من الآباء الأساقفة والكهنة والشمامسة وجميع أفراد الشعب بإستراحة المقر البابوى بالعباسية وبعد الإنتهاء من ذلك، مضى نيافة الأنبا بيشوى لزيارة البابا، وتقديم واجب الشكر على محبته وبركته…

إستقبالات نيافة الأنبا بيشوى

حفل تجليسه بدمياط:

بعد إتمام الإحتفالات برسامته أسقفاً بالقاهرة وكانت الفرحة قد غمرت كل شعب إيبارشيته، حضر إلى دمياط مقر كرسيه…

وشاء الله أن يكون حفل تجليسه فى كنيسة مار جرجس بدمياط ( ) وهى الكنيسة القديمة التى كانت مقر المطرانية لسنين عديدة مضت، وذلك لأن الكاتدرائية الكبرى التى على إسم السيدة العذراء لم يكن قد تم بناؤها حتى تصلح لحفل التجليس. وقام بتجليس نيافته موفودين من قداسة البابا شنودة: نيافة الحبر الجليل الأنبا ثيئوفيلس أسقف دير السريان وشيخ الرهبان، ونيافة الحبر الجليل الأنبا مكسيموس مطران القليوبية الذى قام بقراءة التقليد..

كما حضر معهما عدد كبير من الأراخنة والكهنة من البلاد المجاورة، هذا بجانب كهنة الإيبارشية.. وشرف الحفل محافظ الإقليم وكبار رجال البلدة… وكان يوماً حافلاً لم ترى دمياط مثله فى سابق عهدها.

وبعد حفل التجليس صممت كل كنيسة من كنائس الإيبارشية مع طولها أن تقيم حفل إستقبال لأسقفها ولم تكتف بالحفل الذى أقيم فى دمياط.

وظل هذا التقليد يُعمل به منذ رسامة نيافته حتى اليوم.

فقد أقيم حفل آخر لإستقباله وتجليسه بدير القديسة دميانة بالبرارى.

كما أقيم حفل آخر كبير بكنيسة مار جرجس بكفر الشيخ بمقر المطرانية هناك.

وتلا ذلك حفلات أخرى بكنيسة دسوق وسخا وشربين وبيلا وسائر بلاد الإيبارشية.

No items found