مصباح منير – الأنبا بيشوي مطران دمياط و البراري – الفصل التاسع

هذا الفصل هو جزء من كتاب: مصباح منير ( الأنبا بيشوي مطران دمياط) – بقلم الأنبا هدرا أسقف أسوان.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

[pt_view id=”aa2d703e20″ tag=”مصباح منير – الأنبا بيشوي مطران دمياط و البراري” field=name]

نيافة الأنبا بيشوى وتدريس مادة المسكونيات وتعليم اللاهوت

لقد قرر قداسة البابا شنودة الثالث تدريس مادة المسكونيات فى الكلية الإكليريكية بالقاهرة وفى معهد الرعاية والتربية ومعهد الكرازة لمار مرقس (تحت الإنشاء) .

هذه المادة تشرح مبادئ التنشئة المسكونية وتاريخ الإنشقاق وأبعاد الحوار اللاهوتى وتفاصيله ونتائجه وتشرح الأسس اللاهوتية فى التعليم الآبائى والتى يقام عليها الحوار، وما أمكن الوصول إليه من الإتفاقات اللاهوتية والرعوية كما تشرح عمل المجالس المسكونية مثل مجلس كنائس الشرق الأوسط وأقسامه ودوائره وأنشطته.

وقد أسند قداسته تدريسها لنيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوى الذى عايش كل أحداث العمل المسكونى.ونيافته حينما يدِّرس هذه المادة إنما يوضح كيف أن كنيستنا كانت ومازالت مُعلِّمة المسكونة ورائدة فى التمسك بالإيمان القويم والتعليم الصحيح وكيف أن كنيستنا كانت ولازالت تعبّر عن رأيها دائماً بجرأة وفى سلامة ودقة وفقاً لتعليم الكتاب المقدس وتقليد الكنيسة.

وخلال تدريس نيافته لهذه المادة إنما يشرح الأسس العقيدية كموضوع الثالوث، التجسد، الفداء، لكى ما يضع أساساً لاهوتياً للدارس قبل أن يتابع الحوارات اللاهوتية وبذا يكون نيافة الأنبا بيشوى قد سلّم الإيمان لتلاميذه وفصل كلمة الحق بإستقامة……

نيافة الأنبا بيشوى والتعليم اللاهوتى :

يقوم نيافة الأنبا بيشوى بتدريس مادة اللاهوت العقيدى فى فروع الكلية الإكليريكية ففى الكلية الإكليريكية بالأسكندرية إلى جانب أنه الوكيل العام للكلية فهو يقوم بتدريس مادة اللاهوت العقيدى هذا إلى جانب تدريسه لهذه المادة فى فرعى طنطا وشبين الكوم ومعهد اللاهوت بدمنهور وشبرا الخيمة، هذا إلى جانب الإشراف على الدراسات العليا بالإكليريكيات وبعض رسائل الماجستير و الدكتوراه بمعهد الدراسات القبطية.

ولنيافة الأنبا بيشوى منهجاً متميزاً رفيعاً يستطيع من خلاله أن يوصل المفاهيم الإيمانية العقيدية للطلاب بسلاسة وعذوبة مع تسليمهم الإيمان المسلّم من القديسين فى سلامة. هذا إلى جانب أنه تميز كما قال قداسة البابا المعظم } مما يميز أسلوب نيافة الأنبا بيشوى أنه يمزج التفسير بالروحيات وباللاهوت، فتشمل كتاباته هذه العناصر الثلاثة معاً.

هذا المنهج يتبعه أيضاً فى محاضراته فهو يمزج المفهوم العقيدى بالحياة الروحية أو بتعبير آخر كيف نحيا العقيدة روحياً وكيف يمكن أن تؤثر هذه العقائد فى حياتنا الروحية.

ولهذا يمكننا أن نتبين ملامح المنهج التعليمى لنيافته:

  • الإلتزام بمنهج الآباء :

فى تقديم نيافته لمذكرة المسكونيات يقول”وفى كل ما نعرض له فى مقرر الدراسة كان يلزم أن نستعين بأقوال القديسين معلمى الأرثوذكسية مثل القديس أثناسيوس الرسولى والقديس كيرلس عمود الدين ”

فنيافته يعلم دارسى اللاهوت أن النبع الأصيل الذى لا ينضب هو كتابات آباء الكنيسة التى تعمق المعرفة وتعيد لذهن الإنسان صورة الكنيسة الأولى.

  • الرجوع للنص اليونانى الأصلى سواء فى الآيات أو كتابات الآباء :

يرى نيافته أن دراسة اللغة اليونانية هامة لإمكان الإطلاع على الآيات فى نصها الأصلى وكذلك كتابات الآباء حتى يمكن للدارس أن يعيش النص كما قيل. ولهذا فهو يعلِّم طلابه بعض التعبيرات اللاهوتية فى اللغة اليونانية كما شرح الآباء تعليمهم وذلك لثراء اللغة اليونانية فى مفرداتها وأزمنتها.

  • عرض القضية أو المشكلة والرد عليها:

لا يلجأ نيافة الأنبا بيشوى حينما يناقش موضوعاً أو يرد على قضية إلى مجرد عرض للرد بل يعرض للقضية أو المشكلة أو الهرطقة ثم يفندها مبيناً الخطورة الكامنة فى تلك الهرطقة ثم يرد عليها نقطة نقطة حتى يصل بالدارس إلى رداً على القضية أو المشكلة أو الهرطقة وافياً شاملاً كتابياً وآبائياً.

  • مزج الشرح العقيدى بالتأمل الروحى :

يتميز نيافة الأنبا بيشوى بأنه لا يقدم تعليماً لاهوتياً صعباً بل تعليماً يمتزج بالتأمل الروحى حتى يستطيع أن يجد دارس اللاهوت شبعاً روحياً ويستفيد من العقيدة اللاهوتية فى حياته. فمثلاً حينما يتكلم عن الثالوث يتكلم عن المحبة التى تمارس بين الأقانيم الثلاثة منذ البدء وأن التثليث هو التعبير الحى عن ممارسة المحبة التى نتعلمها من الله والتى سلّمنا إياها السيد المسيح له المجد “وصية جديدة أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضاً”.

  • أسلوب الإقناع المبنى على الشرح المبسط والتدريجى :

كثيراً ما كان طلاب اللاهوت فى الماضى يشتكون من صعوبة الإستيعاب لبعض الأمور اللاهوتية وحينما بدأ نيافة الأنبا بيشوى تدريس اللاهوت جاءنا بمنهج آبائى يعتمد على الشرح المبسط الذى يصل تدريجياً بالإنسان إلى الإقناع بالرد ولهذا فدارسى اللاهوت فى كلياتنا اللاهوتية يعجبون بنيافته ويفيدهم هذا الأسلوب مما يساعد على رسوخ إيمانهم وإعدادهم كقادة للتعليم اللاهوتى مستقبلاً.

نيافة الأنبا بيشوى رئيساً لرابطة المعاهد اللاهوتية فى الشرق الأوسط ATIME

منذ سنوات ونيافة الأنبا بيشوى هو أحد الأعضاء الثلاثة الذين يمثلون كنيستنا القبطية ومعاهدها اللاهوتية فى رابطة المعاهد اللاهوتية فى الشرق الأوسط ATIME. هذه الرابطة التى بجهد نيافته الملحوظ إستطاع أن يضم إلى عضويتها ممثل رابع عن معهد الرعاية والتربية …وأن تعقد الرابطة عدة لقاءات عن فن التدريس وكيفية الإستفادة من أساليب التدريس والتربية الحديثة لتطوير نظم وطرق التدريس فى كليات اللاهوت .

ولقد إختير نيافة الأنبا بيشوى عام 1995 ريئساً لهذه الرابطة ATIME والتى تضم 16 كلية ومعهداً لاهوتياً إختير ليكون رئيساً لها لمدة ثلاث سنوات. وكان إختياره بأغلبية ممثلى الكليات ومرد ذلك نشاطه الملموس فى خدمة الرابطة وتنشيطها منذ أن كان عضواً بها يمثل كنيستنا القبطية الأرثوذكسية.

الأتيما ATIME تحت رئاسة نيافته :

كعادة نيافة الأنبا بيشوى دائماً، يحرص على إكتساب الأساتذة بكليات اللاهوت معرفة جديدة ومتجددة سواء فن التدريس أو كيفية إستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة فى العملية التعليمية.

ولهذا ففى عام 1995 وخلال شهر نوفمبر نظم نيافته لقاء ضم أساتذة من كل كليات اللاهوت التى تضمها الرابطة بمصر وسوريا ولبنان ألقيت فيه محاضرات لعل الملاحظ أنها لمست أموراً جديدة بتوجيهات نيافته عن [تدريس اللاهوت كمنهج مسكونى وعن قضية الإرتباط بين التعليم الدينى وواقع المجتمع فى الشرق الأوسط] وكذلك عن تحديث المكتبات أضف إلى ذلك كيفية الإستفادة من التكنولوجيا الحديثة كالحاسب الآلى والميكروفيلم فى خدمة الكنيسة وعن التعليم الذاتى والتنشئة اللاهوتية هذا إلى جوار لقاءات الطلاب على مستوى كليات اللاهوت والتى يشجع عليها سواء محلياً أو على مستوى الشرق الأوسط وكان لنيافته موضوعاً العام الماضى عن “التنشئة المسكونية” وذلك بمقر الكلية الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس ضم طلاب كليات اللاهوت الكاثوليك والبروتستانت وبعض الأساتذة.

وفى هذا العام كان له محاضرة فى لقاء طلاب اللاهوت بكلية اللاهوت الأنجيلية عن “أسلوب الرعاية المطلوب للمستقبل”

وسوف يعقد هذا العام بتشجيع وتوجيهات نيافته مؤتمرين الأول للطلاب على مستوى الشرق الأوسط ويدور حول “دور الشباب فى حياة الكنيسة على ضوء متغيرات الألف الثالث” والثانى لقاء محلى لأساتذة كليات اللاهوت بمصر للعائلات الثلاثة ويدور حول”  “وذلك خلال شهر سبتمبر من هذا العام.

 

 

No items found