تأملات هادئة فى مزمور إلى متى يارب – مزامير – الأنبا بيشوي مطران دمياط و البراري

كارت التعريف بالكتاب

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
1MB

المزامير مدرسة الصلاة :

الجميل  فى مزامير معلمنا داود النبى أنها تعبّر عن حياة الإنسان الروحية بصورة صادقة.. بل الجميل بالأكثر أن هذه الكلمات لم تأتِ بمشيئة إنسان، ولكن تكلّم بها داود النبى مسوقاً بالروح القدس، أى أن هذه الكلمات يُكلّم بها الإنسان الله، وقد أعطاها الله للإنسان ليكلّمه بها.. وهى تعبّر عن حياة الإنسان الروحية بكل مراحلها وكل حالاتها.. فيجد الإنسان فيها ما يناسب حالات الفتور الروحى، حالات الضعف، حالات السقوط، كما يجد ما يناسب حالات التوبة، والنصرة، أيضاً يجد مشاعر الفرح والشكر والرجاء، وتذكُّر إحسانات الله، والتأمل فى خلاصه العجيب.. من أجل ذلك اعتبر الآباء القديسون المزامير مدرسة للصلاة، كما اعتبروها حياة روحية، بل حديقة مملوءة بالأثمار الحسنة.. أما بالنسبة للآباء الرهبان، فكانوا يعتبرون المزامير هى حياتهم، أو أهم شىء فى تكوينهم الروحى.. لكن ليس الرهبان فقط بل كل المتدينين سواء فى العهد القديم أو فى العهد الجديد..

وترتَل المزامير بأنغام بالمزمار والقيثار، بصنوج التسبيح.. وعندما كتب داود النبى المزامير كتبها فى صورة شعرية بحيث إنها تصلح لأن تكون تراتيل وأغانى روحية، وتقال بنغمات الموسيقى فى صلوات كلها عاطفة من عمق المشاعر.

وهذا المزمور وضعته الكنيسة فى كثير من الصلوات.. فنصلّيه فى صلاة باكر، وصلاة الستار، والخدمة الأولى من صلاة نصف الليل. فهو من المزامير التى تتكرر كثيراً..

ولأن الله يعرف كيف أن الإنسان يمكن أن يسقط مرات كثيرة فى مشاعر اليأس وعدم الرجاء؛ أعطاه هذه الكلمات المطمئنة فى صورة صلاة..

إلى متى يارب تنسانى إلى الإنقضاء :

تكررت مرات الضعف ومرات الفتور، وتكررت المحاربات، وبدأ اليأس يتسلل إلى روح الإنسان فصرخ إلى الله قائلاً: إلى متى يارب تنسانى إلى الانقضاء أو إلى متى تنسانى كل النسيان.. وكأن الرب قد نسيه!!

العجيب أن الله نفسه هو الذى أعطانا هذه الكلمات، إذ أن كل الكلمات قد كُتبت بقيادة الروح القدس. لكن حتى الكلمات التى تعتبر عتاباً لربنا، هو نفسه الذى يعطيها لنا لكى نعاتبه بها! والأعجب أنه حتى الكلمات التى تعتبر وكأنها إيقاظ لله؛ إذا توهمنا أنه يغفل عنا أو قد نسينا.. فحتى هذه الكلمات، الله نفسه يعطينا إياها لكى يطمئن قلبنا، ولأنه يريد أن يدخل الإنسان معه فى حوار إنما فى حدود الأدب الروحى.. لا مانع أن يكون هناك حوار على مستوى العتاب أو الأنين أو الصراخ، أو حتى الإيقاظ، كما أيقظوه إذ كان نائماً فى السفينة قائلين: أما تبالى “أما يهمك أننا نهلك؟” (مر4: 38) لم يقولوها بلهجة التذمر أو الانتهار إنما يقولونها بلهجة العتاب أو الصراخ أو الاستنجاد.

إلى متى يارب تنسانى إلى الانقضاء.. أنا أشعر أن معونتك قد تخلّت عنى، وهذا ما أعتبره نوعاً من النسيان، أشعر أن نعمتك لم تعد تؤازرنى وتسندنى.. أحس أننى قد أصبحت وحيداً فى المعركة، وحينما شعرت أننى وحيدٌ عرفت مرارة السقوط، وعرفت حقيقة ضعفى.

حتى متى تصرف وجهك عنى :

عندما يكون وجه الله متطلعاً إلينا فهذا يعنى أحد أمرين؛ فإما أن عينيه تحرسنا أى أن عنايته تؤازرنا.. أو من الجانب الآخر وجه الله يعزينا حينما نبصر مجده أو حينما نشعر بوجوده.. الإحساس بوجود الله يعطى الإنسان المخافة، كما يعطيه أيضاً استقامة قلب.. فمن عمل النعمة مساندة الإنسان، وأيضاً إحساس الإنسان برؤيته لله، فكلا الأمرين يمثلان جانبين لحقيقة واحدة وهى أن وجه الله يسير أمامنا.

وعندما غضب الرب على شعب إسرائيل تضرع إليه موسى النبى قائلاً: “إن لم يَسِر وجهك فلا تُصعدنا من ههنا” (خر33: 15)، عندما يغضب الرب من أحد يشعر هذا الإنسان وكأن الله قد أدار وجهه، إذ أنه لا يريد أن ينظر الشر.. لا يريد أن ينظر إلى الخطية.

حتى متى تصرف وجهك عنى.. فأنا يارب حينما تنسانى أسقط، وحينما أسقط أشعر أنك لا تريد أن تنظر إلىّ بسبب خطيتى.. فإلى متى أشعر أن وجهك ينصرف عنى بسبب خطاياى.

إلى متى أردد هذه المشورات فى نفسى :

إلى متى أجعل هموماً فى نفسى، وأوجاعاً فى قلبى كل يوم.. “إلى متى أردد هذه المشورات فى نفسى”. والمشورات تعنى الهموم، فإلى متى أجعل هموماً فى نفسى.. حينما يضعف الإنسان، وحين يسقط، وحين يخطىء إلى الله يشعر بهموم تدهم قلبه وتغمر حياته وتقلقه.

الإحساس بالسلام هو ثمرة المصالحة مع الله، فعندما يشعر الإنسان أنه لا يوجد مصالحة بينه وبين الله يفقد سلامه. وعندما يفقد سلامه تبدأ الهموم والأوجاع والأحزان فيقول “لما سكتُّ بليت عظامى من زفيرى اليوم كله. لأن يدك ثقلت علىَّ نهاراً وليلاً” (مز32: 3، 4).

حينما يخطئ الإنسان ويسكت بلا اعتراف بخطيته، يشعر أنه قد دخل فى خصومة مع الله ويزداد التعب فى داخله. فعندما يسكت أى يكتم خطيته أو يشعر بهذه الخصومة يقول “لما سكتُّ بليت عظامى من زفيرى اليوم كله. لأن يدك ثقلت علىَّ نهاراً وليلاً.. أعترف لك بخطيتى ولا أكتم إثمى. قلت أعترف للرب بذنبى وأنت رفعت آثام خطيتى” (مز32: 3-5).

“إلى متى أردد هذه المشورات فى نفسى”.. هذه الهموم والأحزان فى قلبى كل يوم؛ حزن الهزيمة، حزن الخزى والعار، لأن الخطية تعرّى الإنسان وتفقده كرامته كصورة لله، بل أحياناً كثيرة تفقده إنسانيته، فيحتقر نفسه.

إلى متى يرتفع عدوى علىَّ :

الإنسان الضعيف أمام الخطية يشعر أن الشيطان أعلى منه، أو أن الشيطان يطأه بقدميه.. وكأن الشيطان له السلطان والجبروت! إلى متى يارب يذلّنى الشيطان بهذه الصورة؟ إلى متى يرتفع علىَّ ويدوسنى بقدميه؟

هنا نلاحظ دائماً فى هذا المزمور ومثله الكثير من مزامير داود النبى، أنها تبدأ بروح الحزن والبكاء والأنين والصراخ، وتنتهى بروح الرجاء والفرح.. هذه هى قصة الإنسان منذ خلقه الله، ومن بعد سقوطه.. بدأت بالسقوط وانتهت بالخلاص والفداء.. هذا يجعلنا نعرف قوة الآية التى تقول “لا تشمتى بى يا عدوتى إذا سقطت أقوم. إذا جلست فى الظلمة فالرب نورٌ لى” (مى7 :8).

وبعد أن عرض حالته اليائسة وضعفه وسقوطه يعود ليقول:

انظر واستجب لى ياربى وإلهى :

الصورة القاتمة للسـقوط والـضعـف تسـاندها صـورة مشرقة لثبات أبوة الله وثبات معونته الإلهية.. ذخيرة ورصيد لا ينتهى.

أنا أعرف يارب أنك وإن نسيتنى قليلاً، فلابد أن تأتى وتتراءف أيضاً.. كما يقول: “لحيظة تركتك، وبمراحم عظيمة سأجمعك. بفيضان الغضب حجبت وجهى عنك لحظة، وبإحسان أبدى أرحمك قال وليك الرب” (أش54: 7، 8).

أنر عينى لئلا أنام نوم الموت :

أنا يارب إن اظلمت عينى عن رؤية بهاء مجدك، سوف أسلك فى الظلمة، وسوف تنام نفسى عن الجهاد، وتتوقف عن رؤية إشراقة النعمة الإلهية ومعرفة مقاصدك السامية..كما يقول المرتل “روحك القدوس لا تنزعه منى” (مز50: 11).

ليست المشكلة فى أن يضعف الإنسان فى بعض المواقف أو يسقط فى بعض الخطايا، إنما المشكلة أن يصل إلى حالة لا يشعر فى داخله بالتبكيت على الخطية، أو يستسلم لها. أو الأسوأ من ذلك أن يحب الخطية ويسعى وراءها.. هذا ما كان يخشاه داود النبى فقال “روحك القدوس لا تنزعه منى” (مز50: 11). لأنه يارب إن أنت نزعت روحك القدوس كما فعلت مع شاول أصير فى حالة الرفض كما يقول الكتاب: “أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق” (رو1: 28).

يوجد من يشعر بكراهية الخطية، ويحارب ويجاهد ضد الخطية، وإذا سقط يسرع ليقوم. وآخر يبرد ضميره حتى يشرب الإثم كالماء، هذا مثل من قال عنهم السيد المسيح “ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين” (مت24: 12).

أنر عينى لئلا أنام نوم الموت.. نوم الموت، نوم الغفلة.. فالنفس التى تدخل فى نوم الموت هى التى تكون الظلمة قد طغت عليها فتصير النفس مظلمة، مقفرة  خالية من كل صلاح، هذا ما كان داود النبى يخشى أن يصل إليه، فيصرخ لله قائلاً انظر واستجب لى ياربى وإلهى، أريد يارب أن روحك القدوس يظل يعمل فى داخلى لكى لا تدخل محبة الخطية إلى حياتى.

لئلا يقول عدوى إنى قد قويت عليه :

العدو يحارب وليس فى مقاصده أن يسقط الإنسان فى الخطية فقط، فليس السقوط فى الخطية هو المشكلة، خاصة بعد أن صنع السيد المسيح الفداء والخلاص، فيمكن للإنسان أن يقوم بعد سقوطه فى الخطية.. ليس هدف الشيطان أن يسقط الإنسان فى الخطية، لأنه ماذا يفيد الشيطان من سقوط الإنسان؟! إنما هدف الشيطان هو أن يقوى على هذه النفس حتى تستسلم له وتتعبد له كإله، أو لكى تنفصل عن الله نهائياً إذا سقطت فى اليأس وقطع الرجاء.. هذا هو الهدف النهائى الذى يريد أن يصل إليه. أما إسقاط الإنسان فى الخطية مرة أو مرتين أو أكثر فهذه مجرد وسائل يستخدمها ليصل إلى الهدف الأساسى الذى يريده.. لذلك يقول المرتل أنر عينى لئلا أنام نوم الموت.. لئلا يقول عدوى إنى قد قويت عليه.

ماذا تعنى كلمة “قويت عليه” إلا أنه أصبح تحت سلطانى الكامل.. أخاف يارب من طول مدة الضعف والسقوط أن يقوى علىّ العدو..

الذين يحزنوننى يتهللون إن أنا زللت :

إنه يفـرح كلما زللت وكلما سقطـت، لأن هذا يقـرب من النهاية التى ينتظرها..كل مرة ينتصر فيها على أحد الأبرار يفرح بمذلته، لأنها خطوة تمهّد لهلاك الإنسان.. لنسمع ما قاله داود النبى فى مرثاة لشاول الملك: “كيف سقط الجبابرة؟ لا تخبروا فى جت. لا تبشّروا فى أسواق أشقلون، لئلا تفرح بنات الفلسطينيين لئلا تشمت بنات الغلف” (2صم1: 19، 20).

بنات الفلسطينيين هؤلاء رمز لمملكة إبليس. فى جت وفى أسواق أشقلون كانوا  يعبدون آلهة الفلسطينيين مثل داجون، فإن هزموا جبابرة إسرائيل كانوا يقدّمون الذبائح للإله الوثنى، ويعتبرون أن إلههم هو الذى انتصر على يهوه إله إسرائيل.. فداود يبكى فى حزنٍ قائلاً لا تبشروا ولا تخبروا فى جت أو فى أشقلون لئلا تفرح بنات الفلسطينيين، لئلا تشمت بنات الغلف.

داود يقول: الذين يحزنوننى يتهللون؛ يهتفون ويفرحون، ويقدمون التهانى والمديح لإلههم بعلزبول من أجل سقوطى.. لذلك لا تنسانى يارب إلى الانقضاء لئلا يفرح هؤلاء الذين يعيّروننى، والذين يعيّرونك أنت أيضاً.

أما أنا فعلى رحمتك توكلت :

أنا أعرف أن لى رصيداً كبيراً جداً من الرحمة فى قلبك الكبير المحب.. لا أقول لى رصيد من الدالة أو رصيد من المقدار أو القيمة، لكن الرصيد الذى عليه اتكل هو رصيد رحمتك.

مساكين هؤلاء الخمسينيون المصابون بضربة الكبرياء. فيعتبرون أنفسهم أبراراً وقديسين، ويقولون: يجب أن تطالب بنصيبك فى ربنا، طالب بنصيبك كقديس!!!

أما داود النبى الذى يعلّمنا فى مدرسة الحياة الروحية فيقول “أما أنا فعلى رحمتك توكّلت”.. ليس لى أى نصيب عندك إلا نصيبى من الرحمة فقط.. وهذا النصيب لا آخذه إلا لكونى فقيراً محتاجاً، أنا اتكّل على هذه الرحمة.

يبتهج قلبى بخلاصك :

الجميل فى هذا المزمور أنه ينقل الإنسان من مشاعر الضياع والإحساس بالتيه والضعف، إلى مشاعر الفرح بالخلاص والتنعم بمراحم الرب.. يأتى الإنسان وهو حامل كل هموم الخطية وأحزانها، ويقول له “إلى متى أردد هذه الهموم فى قلبى كل يوم”.. ويخرج من المزمور ليقول “يبتهج قلبى بخلاصك”.

أسبح الرب المحسن إلىَّ :

أنا أعرف أن الرب لا يرُّد سائلاً، أنا دخلت إليه أخذت وخرجت ممتلئاً ومحمَّلاً بالخيرات.. إله محسن، طبيعته الإحسان  والكرم فى معاملته مع كل الطالبين إليه.

أرتل لاسم الرب العالى :

هذا الإله العالى فى صفاته، السامى جداً فى كمالاته، هو فى علوه: عالٍ بمحبته واتساع قلبه واحتماله.. فنظرتنا كمسيحيين لله فى علوه  أنه علو القداسة والسمو، علو درجات الحب والقدرة على احتمال ضعفات الآخرين.. إنه منفرد فى قداسته.. فإذا بحثنا فى كل الخليقة وكل الكائنات لن نجد فيها من يستطيع أن يصنع الفداء أو الخلاص، لا يوجد إلا الله القادر على كل شىء وحده.

أراد إبليس أن يصير إلهاً، لكنه يُهلِك من يتبعونه.. أما الله فجاء لكى تكون لنا حياة ولكى يكون لنا أفضل (انظر يو10: 10)، فمن منهما أحق بالألوهية؟!

قال إبليس إن الله يريد أن ينتزع الألوهية لنفسه، وإنه يحب التسلط والسيطرة، وأثار إبليس ثورة ضد الله قائلاً “أرفع كرسى فوق كواكب الله.. أصير مثل العلى” (أش14: 13، 14).

لكن الله الذى لا يحب السيطرة أو السلطة أثبت ذلك لكل الخليقة عندما أخلى نفسه وأخفى مجده، واحتمل العار والهوان من أجل محبته لأولاده وخليقته.. من أجل ذلك يقول المرتل “سبحوا الرب.. أن الرب ملك على خشبة” (مز95: 10).. كما قال هو نفسه: “وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلىَّ الجميع” (يو12: 32).. معنى هذا أن الله قد انتزع الرئاسة عن طريق الحب عندما ملك على قلوب الجميع.

أرتل لاسم الرب العالى.. فهو العالى الذى لا يدانيه أحد فى درجة محبته، لأن درجة محبته عالية جداً.. هذا هو علو الله، ليس معنى عالٍ أنه متسلط أو مسيطر ومتجبّر.. كلا، الرب عالٍ لأنه منفرد فى قداسته؛ لا يدانيه أحد فى القداسة، فى البساطة الكاملة، فى النقاوة الكاملة، فى الشفافية الكاملة، فى الإنارة والحب الكامل.. فى هذه الكمالات غير المتناهية.. هذا ما تعنيه الكلمة أن الرب عالٍ.

ولكن الله فى علوه هذا، لا يفصله هذا العلو عنا. فهو ينبوع متدفق من النعم والخيرات.. كيف ذلك؟

كلما كان خزّان المياه عالياً، تنحدر منه المياه بقوة. لكن إذا كان مستواه منخفضاً، لا يمكن للمياه أن تصعد إلى الأدوار العليا.. فعلو الله يعطى قوة متدفقة لا تنقطع من الحب ومن النعمة، لذلك يقول “أسبح الرب المحسن إلىَّ”.. هذا الرب العالى الذى خلاصه لا يتوقف ولا ينضب، ومحبته أقوى من الموت.

فى هذا المزمور ندخل إلى الصلاة ونحن نشعر بخطايانا، وحينما نردده نشعر أن الله لن ينسانا. وأنه مهما طالت حربنا ضد الخطية، فإن الرب سوف يصنع خلاصاً عظيماً كما يقول “من أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين: الآن أقوم يقول الرب أصنع الخلاص علانية” (مز11: 5).

هذا المزمور يعطينا رجاء أن نستمر فى الجهاد ولو إلى سنوات طويلة، ولا نيأس من الجهاد

بل لننسَ ما وراء ونمتد إلى ما هو قدام ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين.

 

تأملات فى مزمور إليك يارب رفعت نفسى - مزامير - الأنبا بيشوي مطران دمياط و البراري

سلسلة تفسير المزامير - الأنبا بيشوي مطران دمياط و البراري
سلسلة تفسير المزامير - الأنبا بيشوي مطران دمياط و البراري