لماذا مازلنا نموت بعد الصليب (3) – القس فيلوباتير مجدي – كاهن كنيسة مارمرقس الرسول – النزهة

كارت التعريف بالمقال

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب القس فيلوباتير مجدي
التصنيفات دراسات عقيدية مجمعة, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2019

لماذا مازلنا نموت بعد الصليب؟؟؟ (ج3)

سنستكمل إجابة هذا السؤال... لكن قبل أن تقرأ هذا المقال (أعد قراءة الجزئين السابقين مرة أخري).

- في هذا المقال سنقوم بتفسير وتحليل الآيتين موضع الإعتراض من المشكك:

10 وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ.) (2 تيمو 1: 10) بينما جاء في (عب 9: 22) (27 وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ الدَّيْنُونَةُ).

أولا: (2 تيمو 1: 10)

- بالتحليل اللغوي لكلمة (أبطل): جاءت في اليونانية بمعني:

(ليكون معطل او عديم الجدوي) أو (يقوم بالغاء او التخلص من – يختفي).

فالآية لم تقل أن الموت الجسدي انتهي أو أن الموت (عموما) انتهي تماما. ولكن جاءت كلمة (أبطل) لتوضح أن المسيح أبطل مفعول الموت الأبدي لمن يؤمن به، وأصبح الموت الجسدي مجرد مرحلة انتقال (لم يعد الأمر المخيف).

+ يري ق. يوحنا ذهبي الفم أن سبب الرجاء والفرح في هذه الآية:

(ا) إبطال الموت.

(ب) إنارة الحياة والخلود.

+ وهذا ما أكده الإنجيل في (يو 5: 24) (إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة).

ثانيا: (عب 9: 27)

- يتحدث معلمنا بولس الرسول في رسالته إالي العبرانيين (الإصحاح 9) عن ذبيحة المسيح وكهنوته... ويوضح أن ذبيحة المسيح هي الذبيحة الأبدية للكفارة.

ولكي نفهم (عب 9: 27) سنقرأ من الأعداد (26: 28).

- فالإنسان يموت حتما (بالجسد)، وبعد تلك الموت تأتي الدينونة.

لكن.

المسيح مات ليرفع الدينونة لمن آمن بخلاصه.

  • ولكننا: لن نري هذا الخلاص إلا في المجئ الثاني.
  • (فا المجيء الأول كان للغفران) و (المجيء الثاني للدينونة).

    + + + فالذين آمنوا بالسيد المسيح وثبتوا فيه.... سيأتي المسيح في المجيء الثاني حاملا لهم البركات.

    والعكس.

    سيأتي بالدينونة لمن لم يؤمنوا به، أو لم يثبتوا في وصاياه.

    فالسيد المسيح جاء ليبطل مفعول الخطية الجدية والموت (رو 5: 12). فذبيحته كانت مرة واحدة فقط وكانت كافية لجميع الخطايا وممتدة لغفران خطايا العالم منذ خلقة الإنسان وحتي مجيء المسيح الثاني.

التحليل اللغوي للأعداد (26 – 28):

ع 26: (.... وَلكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ.).

+ + لاحظوا هنا أن بولس يذكر الخطية في صيغة المفرد وليس في صيغة الجمع؟؟

لأن السيد المسيح عالج بذبيحته الخطية الجدية كأصل ومبدأ ومنبع الخطايا الفرعية. بينما أن الناموس الموسوي كان يعالج التعديات أو الخطايا المختلفة التي يرتكبها الأفراد.

  • أي الناموس الموسوي لم يعالج الخطية في منبعها وفي أصلها، بل عالج ما تفرع عن الخطية الأصلية (الجدية) من فروع وأنواع مختلفة.

ع 27: (وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ الدَّيْنُونَةُ...).

فكل الناس يموتون (جسديا) مرة واحدة (الموت الاول).. وهكذا أيضا المسيح مات مرة واحدة فقط (جسديا)....

  • بعد الموت: سيقف الناس أمام الديان للدينونة.
  • أما السيد المسيح: فبعد الموت لا يقف ليُدان، بل هو الذي سوف يدين العالم ويحكم علي البشر.

ع 28: (هكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضًا، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ.).

فعندما تأنس السيد المسيح مات مرة واحدة. مقدما نفسه علي الصليب كي يحمل خطايا البشر جميعا.. وسيظهر المسيح مرة ثانية (المجيء الثاني) لا لكي يحمل خطايا البشر لكن:

  1. ليعطي البركات للذين ينتظرونه (المستعدين).
  2. للدينونة: للخطاة.

+ (قُدِّمَ مَرَّةً): جاءت هنا مبني للمجهول: بينما جاء (عب 9: 25) (كَمَا يَدْخُلُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ إِلَى الأَقْدَاسِ كُلَّ سَنَةٍ بِدَمِ آخَرَ.) (مبني للمعلوم).

أي أن المسيح قدم نفسة بارادته واختياره.

+ (لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ):

- ليس بمعني انه أخذ الخطية ووضعها علي الصليب (كما كانت تؤخد ذبيحة الخطية وتوضع علي المذبح).

- وكذلك ليس معني أن المسيح "حمل خطايانا" أنه طرحها بعيدا، بل تعني: أنه حملها في جسده أي أخذها علي نفسه وعلي عاتقه وحملها كعبء، فهو حمل دينونتنا... لذلك جاء اشعيا وقال ( وضع عليه إثم جميعنا... وهو حمل خطية كثيرين) (اش 53: 6 - 12).

+ (سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ) أي أن الخلاص في المجيء الثاني سيكون قاصرا علي الذين يتنظرون المسيح في إيمان (في 3: 20).

+ (سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ):

في مجيئه الأول حمل السيد المسيح خطايانا.

في مجيئه الثاني: يأتي المسيح للدينونة والعقاب للذين رفضوه والخلاص للذين انتظروه.

.

- في نهاية الجزء الثالث للإجابة علي (لماذا مازلنا نموت بعد الصليب ??).

من فضلك اقرأ الثلاث أجزاء جيدا وتأكد من فهمك لهم وعندها ستتأكد أنه لا تناقض بين الآيتين علي الإطلاق.

يتبع.