تابع لماذا مازلنا نموت برغم من الصليب جزء 4– القس فيلوباتير مجدي – كاهن كنيسة مارمرقس الرسول – النزهة

كارت التعريف بالمقال

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب القس فيلوباتير مجدي
التصنيفات دراسات عقيدية مجمعة, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2019

تابع: لماذا مازلنا نموت بالرغم من الصليب ج4.

ونحن نتابع سويا الإجابة علي هذا السؤال الهام جدا... نجد أنفسنا أمام هذا شيئا منطقيا:

+ طالما الله كان يعرف سقوط الانسان؟ وان كان الله هو الحب، فلماذا يسمح الله بكل هذا الشر في العالم؟

أولا:

معرفة الله أن الانسان سوف يسقط لا تعني أن الله كان يريد ذلك... فمعرفة الله المسبقة لا تعني ان الله سيتدخل كي يمنع أو يحرم الإنسان من حريته وإرادته الإنسانية.

ثانيا:

لا يمكننا أن ندرك حكمة الله ومقاصده بصورة كاملة "ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الإستقصاء" (رو 11: 33).

ثالثا:

- لماذا يسمح الله بكل هذا الشر الموجود في العالم؟؟

ببساطة وإيجاز، فإن الشر هو استخدام الإنسان لقوي الخير , وإرادته بصورة سيئة. ويتركه الله (احتراما لإرادة الإنسان)... لكن الله لم يخلق الشر ولم يخلق شيئا فاسدا.

فالله يسمح للشر بأن يوجد، لأن هذا هو إختيار وإرادة الإنسان.

- لماذا لا يتدخل الله ويوقف هذا الشر؟؟...

أننا نحتاج أن نتوقف نحن أولا عن أعمالنا وشرورنا السيئة، وعندها سيتوقف الكثير من الشر. فالمشكلة ليست في الله... ولكن دائما في الإنسان.

  • فا الشر صناعة شيطانية وتنفيذ إنساني وليس إرادة إلهية.
  • + + اذا فلماذا الوصية؟ طالما ان الله يعرف أن الإنسان لن يستطيع تنفيذها وسيكسرها؟؟

1 - الله أعطي الوصية للإنسان.. كي لا تكون طاعة الانسان لله طاعة غريزية. لكن تكون طاعة قائمة علي الحرية والإختيار العقلاني ( وليس الإجباري).

2 - ولأن الله خلق الإنسان لكي يتمتع بالعشرة مع الله وليكون سيدا علي كل الخليقة، فكان يجب أن يعرف أن سلطان الله يفوق كل ما يمتلكه الانسان.

أي أن الله وضع الوصية حتي لا ينزلق الإنسان إلي فخ الإعتقاد أنه صار حرا من سلطان الله... فأعطي الله الإنسان الوصية وبجوارها تهديدا انه في حالة مخالفتها سيتم معاقبته.

(الحرية – المسئولية).

+ هل يتناسب العقاب الذي حل بالإنسان مع خطية فعلها الإنسان في لحظة؟؟

  • أن العقاب دائما يتناسب مع تأثير وبشاعة الجريمة وليس مع الزمن الذي الذي تم فيه فعل الجريمة.
  • مثال: فجريمة القتل التي يرتكبها القاتل في ثواني، يستحق عليها عقابا أبديا (سجن مؤبد / إعدام).

  • فعصيان الإنسان تسبب في دخول الخطية ووراثتها وتشويه الطبيعة البشرية 12مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. "(رو 5: 12).
  • فطبيعة الله لا يمكن أن تكون في شركة مع طبيعة إنسان ساقط.

+ لماذا الموت الجسدي حتي الآن؟.. ألم يكن من المنطقي أن ينتهي هذا الموت بعد الصليب؟

طالما السيد المسيح نقلنا من الموت إلي الحياة الأبدية، فلماذا ينبغي أن نجتاز الموت الجسدي؟؟... لماذا لا نعبر إلي الحياة الأبدية مباشرة؟؟

1 - يجيب بولس الرسول (9لكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ، لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ. "10الَّذِي نَجَّانَا مِنْ مَوْتٍ مِثْلِ هذَا، وَهُوَ يُنَجِّي. الَّذِي لَنَا رَجَاءٌ فِيهِ أَنَّهُ سَيُنَجِّي أَيْضًا فِيمَا بَعْدُ.) (2 كو 1: 9 – 10).

فيجب أن يكون رجاءنا دائما في الرب، واثقين أنه قادرا أن يقيمنا من الأموات.

  1. الموت الجسدي ضروري كي نرث الحياة الأبدية. لذا وجب تغييرهذا الجسد (الذي فسد بسقوط أبونا آدم)، بجسد آخر نوراني.

(53لأَنَّ هذَا الْفَاسِدَ (أي الجسد) لاَبُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ، وَهذَا الْمَائِتَ (الجسد) يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ. 54 وَمَتَى لَبِسَ هذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ، وَلَبِسَ هذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ،....

(1 كو 15: 53 – 54).

أي أن معني الموت الجسدي قد تغير وصار هذا الموت وسيلة للخلاص من هذا الجسد الثقيل.

"13لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ، وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ." (رو 8: 13).

- فالجسد الذي نعيش به الآن علي الأرض (جسد الخطية) يحمل الألم والمرض والحزن والكآبة.... وبالموت الجسدي ينتقل إلي عالم الفرح والمجد والنور.

  1. ماذا لو أن الله أعادنا مرة أخري إلي جنة عدن (بعد أن فدانا علي الصليب) أو جعلنا بجسد ممجد مباشرة (جسد بدون فساد أي بدون آلام ولا ضعفات)...؟؟؟؟

هذا ماسنتناول إجابته في المقال القادم (الجزء الخامس والأخير في هذه السلسلة).

يتبع.