خليكم ناصحين – القس فيلوباتير مجدي – كاهن كنيسة مارمرقس الرسول – النزهة

كارت التعريف بالمقال

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب القس فيلوباتير مجدي
التصنيفات الخدمة الكنسية - اللاهوت الرعوي, خدمة الشباب
آخر تحديث 11 أكتوبر 2019

خليكم ناصحين (1)

(فن التعامل مع المراهقين)

- خليكم ناصحين....

هي تلك النصيحة الغالية التي أود من خلال هذا المقال أن أقدمها للأباء والخدام في التعامل أثناء تعاملهم مع الشباب والشابات في مرحلة المراهقة.... فكثيرا ما تتسم مرحلة المراهقة بالمشاكل.... فنجد الكبار يشتكون من تمرد الشباب المراهق وعدم اتباعهم للقواعد والأصول..... ويشتكي المراهق من عدم تفهم الكبار لظروفهم وشخصياتهم.... وبين هذا وذاك تنشأ دائما المشاكل.

- خليكم ناصحين.... في التعامل مع المراهق:

أ) كونوا محددين:

- فالمراهق قد يتعمدكسر بعض القواعد التي يحددها الكبار له (في البيت – الكنيسة أو مجتمع.....) وذلك كي يروا كيف سيكون رد الفعل ويعرف ماهي الحدود الفعلية المسموح له بها.

مثال: يتأخر المراهق خارج البيت عن الموعد المحدد (متعمدا) كي يري رد الفعل كيف سيكون... وهل سينفذ الوالدين كلامهم أثناء وضع التعليمات أم لا.

- قبل أن أقدم نصحتي للكبار... أريد أن اوضح نقطة.. أن هذه طبيعة المرحاة وليس بالضرورة ان يكون ذلك التصرف من المراهق سوء تربية أو شيء من هذها القبيل. فالمراهق يحلم دائما بالحرية الخالية من الإلتزام.

+ نصيحة للكبار: يجب أن نضع القواعد بشكل محدد وواضح وبأسلوب يفهمه المراهق.

- نحدد العقاب (عند كسر الحدود).... والأهم أن نوضح الفوائد التي سيجنيها المراهق (في حال إلتزامه بذلك).

- متابعة مدي التزام المراهق بتنفيذ التعليمات.... فالبعض من الكبار يتفنن في وضع عشرات القواعد.... دون أن يتابع مدي تنفيذ هذه القواعد.... (هذه مشكلة الكبار وليس الشباب).

ب) كن معه في نفس القارب:

- بعض من الشباب لا ينفذ التعليمات لأنه لايري الكبار أنفسهم ملتزمين بذلك.

- تخلوا عن بعض الكلمات التي تثير استفزاز الشباب:

مثل (ملكش دعوة بيا.. عاوزك تكون أنت أحسن – لو كنت لقيت حد علمني مكنتش عملت كده.....) فتلك العبارات التي ينطقها الكبار أثناء تعاملاتهم مع المراهق لا تج عند المراهق سوي رد فعل واحد فقط.... (عفوا أيها الكبار وأنا أيضا لن ألتزم مثلكم).

نصيحتي للكبار: ألتزموا أنتم أولا بالتعليمات والقواعد.... فأولادنا ومخدومينا (في الكنيسة) يفعلون ما نفعله ونلتزم نحن به وليس مانتمناه نحن منهم.

- فلنبدأ نحن أولا بأنفسنا قبل أن نملي تعليماتنا علي أولادنا وبناتنا.

ج) فلنكن صرحاء:

- فالبعض منا يحاول أن يلبس قناع أو يظهر أمام المراهق بصورة تختلف عن الواقع الذي نعيشه فعلا... وهذا يعتبر استهوانا بعقلية المراهق.

- فالشباب في تلك الأيام يفهمون جيدا ويشعرون مدي صدقنا وتوافق كلامنا مع حياتنا الفعلية.

لأَنَّ الْمُلْتَوِيَ رَجْسٌ عِنْدَ الرَّبِّ، أَمَّا سِرُّهُ فَعِنْدَ الْمُسْتَقِيمِينَ. "(أم 3: 32))

- نقطة هامة أخري:

+ يجب أن نكون صرحاء ونوضح للشباب الأمور كما هي... ولا نحاول تجميل الأمور أو تهويلها... فشبابنا الآن يتمتعون بخبرات ومعرفة تسبقنا بمراحل كبيرة جدا (بالمقارنة بنا حينما كنا في سنهم).

د) كونوا لطفاء:

- فالمراهق يتمتع بمشاعر شديدة الحساسية وعقل متقد الحماس..... لذا فلنتعلم نحن الكبار كيف نعلمهم ونتعامل مع المراهق بدون أن نجرحه بالأوامر والنواهي. (انما اللطف علي شفتي العاقل) (سيراخ 21: 19).

- لغة الجسد والكلمات تعبر عن مدي احترامنا للمراهق وعدم الأستهتار به.... وهذا يترجمه المراهق لرد فعل (يختلف من شخصية لأخري) لكن في كل الأحوال سيكون رد فعلا لا نرغبه.

نصيحة غالية جدا:

- فلنتعلم أن نحترم أولادنا... حتي يحترمونا هم أيضا (بدون زعل).

- لا تهينوا أولادكم وتتوقعوا منهم العكس.

فما يزرعه الإنسان إياه يحصد ايضا) (غل 6: 7)..... يتبع.

يتبع.