هل حياة البتولية مقدسة فى الرب؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الرهبنة والبتولية
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

هل حياة البتولية مقدسة فى الرب؟

السيد المسيح، كلمة الله المتجسد، يقدم لنا نفسه نموذجاً فريداً. يقول القديس جيروم: [المسيح نفسه وإن كان فى الجسد بتولاً، كان له فى الروح زوجة واحدة، وهى الكنيسة].

قدم لنا التاريخ الكنسى صورة جميلة لأناس تدرّبوا على العفة فى حياتهم الزوجية باعتدالهم فى علاقاتهم الجسدية، ومنهم من عاش بلا علاقات جسدية برضا الطرفين. وقد خرجت عائلات بأكملها ملتهبة بالحب تمارس حياة البتولية والرهبنة بفرح حقيقى وبرضا واتفاق مشترك كما ذكر لنا آباؤنا ومعلّمونا على حد تعبير العلامة ترتليان ([863]).

يرى ما ريعقوب السروجى البتولية هى حالة آدم وحواء قبل الخطيئة:

[سمو البتولية هو أعلى من كل الأعالى، وكل أعالى العالم موضوعة تحت رجليها.

هى الدرجة الأولى التى قام فيها آدم، وتباهى بها قبل أن يأكل من الشجرة.

فى هذه الدرجة المجيدة والسامية والمملوءة جمالاً قامت حواء قبل أن تتكلم معها الحية...

البتولية تخطّت الأعالى، وطارت فى الهواء، وعبرت الموضع بمركبة النار البهية...

جناحاً البتولية عظيمان وسريعان، وهى تطير إلى عش السمائيين العالى.

هموم المسكن والأرضيات منزوعة عنها، لأنها لا تريد أن تسكن فى العالم وتمكث فيه،.

لا تفكر مطلقاً فى البنين ولا فى البنات، لكنها تحب الاسم الحسن وتفتخر به،.

هذا العالم ليس هو موضع البتولية، ولا تريد أن تٌقيم فيه ورثة ليقتنوه،.

نظر البتولية متجه إلى موضع العلى إلى بيت الملائكة الذين يسمون على الزواج...

الدرجة السامية التى قام فيه آدم قبل أن يخطئ هى البتولية المختلطة مع الملائكة ([864])].

يرى مار يعقوب السروجى أقصى جمال البتولية نجده فى مريم.

[أقصى حد جمال البتولية هو مريم التى صارت أما لمصوّر الأجنة فى البطون،.

حلّ فى البتول، وأعطى إكليلاً للبتولية ليتضح بأن طريقها هى أسمى من الدروب،.

لا يوجد جمال يبلغ سمو البتولية، ولا منزل كان يستحقه إلا هى ([865])].

يقول العلامة أثيناغوراس: [تجد بيننا رجال ونساء لم يتزوجوا على رجاء أن يعيشوا أكثر التصاقاً بالله]. كما طالب القديس أغسطينوس ([866]) المسيحيين الذين سموا فى حياتهم الروحية، إن أمكن، أن يضبطوا أنفسهم فى علاقتهم الجسدية بالقدر الذى به ينجبون الأطفال، دون أن يتوقف نمو حبهم الزوجى يوماً ما. وهنا يجب علينا أن ندرك أنه لا يعنى الامتناع عن العلاقات الجسدية فى ذاته قداسة، بل هو نوع من الصوم كمن يتنسك فى الطعام والشراب الخ. يقول القديس أغناطيوس الثيؤفورس: [البتولية ليست احتقاراً للزواج... لأن العلاقة بين الرجل والمرأة كعلاقة المسيح بالكنيسة ([867]).

ويقول القديس إكليمنضس السكندرى: [الزواج وعدم الزواج، كل منهما له نوع مختلف من الخدمة والعمل لحساب الرب ([868])].

كرس البعض حياتهم للعبادة بكامل حرية إرادتهم، لحبهم لله، ورغبتهم الحارة للاتحاد معه فى أعماق متزايدة. يرى العلامة أوريجينوس فى البتوليين إكليل زهور يزين الكنيسة البتول، وهم يحتلون المرتبة التالية للشهداء مباشرة ([869]). إنه يقول: [البتولية تخلص من المتاعب الأرضية، وتتحرر بطهارتها، إذ هى تنتظر العريس الطوباوى ([870])].


[863] [] Ad Uxorem 1.

[864] [] الميمر 205 على البتولية والزنى وزواج الأبرار.

[865] [] الميمر 205 على البتولية والزنى وزواج الأبرار.

[866] [] Sermons On N. T.

[867] [] Ad Polycarb 1: 5.

[868] [] Miscellanes 12: 3: 79.

[869] [] In Epis. Ad Rom 1: 9.

[870] [] Commentary on 1 Cor. 39: 3: 51 - 52.

لماذا سمحت الشريعة الموسوية بالطلاق؟

ما هو دستور الأسرة الرئيسى؟