لماذا دُعي يسوع صورة الله غير المنظور؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت العقيدي, عقيدة, لاهوت السيد المسيح
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا دُعي يسوع صورة الله غير المنظور؟

يقول عنه الرسول: "الذى هو صورة الله غير المنظور" (كو1: 15). إن كانت الخطية قد حجبت عن الإنسان رؤية مجد الله، فقد جاء الكلمة المتجسّد، لا ليقدّم لنا أفكاراً عقلانية نظريّة عن المجد الإلهى، وإنما أزال بصليبه الخطية، فانشق الحجاب، وصار لنا حق رؤية الله خلال الصليب. لقد أشرق السيد المسيح بنوره الإلهى على شاول الطرسوسي وهو فى طريقه إلى دمشق، فأصيبت عيناه الجسديّتان بنوعٍ من العمى لعجزهما عن رؤية الله، بينما انفتحت بصيرته الداخليَّة، وتمتّع بالنور الحقيقى. هذه الخبرة تمتّع بها الرسل بطرس ويعقوب ويوحنّا على جبل طابور حيث تغيّرت هيئته قدّامهم، وأضاء وجهه، وصارت ثيابه كالنور (مت17: 1 - 5).

كلمة "صورة"، فى اليونانيَّة تعنى الإعلان الكامل المنظور للإله غير المنظور، وهو الذى يحمل طبيعة جوهره ورسم بهائه، وهذا هو ما قاله الرب عن نفسه: "من رآني فقد رأى الآب". يقول العلامة أوريجينوس: [لنتبصر أولاً وقبل كل شيءٍ ما هى الأشياء التى تُدعى صوراً فى الحديث البشري العادي. أحياناً يستخدم تعبير "صورة" على رسم أو نحت على مادة ما مثل الخشب أو الحجارة. احياناً يُقال عن الطفل إنه صورة الوالد (أو الوالدة) عندما يحمل شبهاً لملامح والده فى كل جانب... بخصوص ابن الله الذى نتحدث عنه الآن، فإن الصورة يمكن أن تقارن بالتوضيح الثانى هنا، فهو الصورة لله غير المنظور[465].] ويقول القديس غريغوريوس النزينزي: [إنه الصورة الواحدة معه فى ذات الجوهر. ولأنه هو من الآب وليس الآب منه، فإن هذه هى طبيعة الصورة، إنها من نتاج الأصل الذى تحمل اسمه. ولكن هنا يوجد ما هو أكثر من ذلك. ففي اللغة العادية الصورة هى ممثل ساكن لما هو متحرك، أما فى هذه الحالة فإنها صدور حي عن الكائن (الواحد) الحي مصدرها إلى درجة عالية أكثر من صدور شيث عن آدم (تك5: 3)، أو أى ابن عن أبيه[466].] ويقول القديس أمبروسيوس: [إذ هو نفسه صورة الله غير المنظور غير الفاسد، فليشرق عليكم كما فى مرآة الناموس. اعترف به فى الناموس حتى يمكنك أن تعرفه فى الإنجيل[467].] ويقول القديس جيروم: [بماذا يشبه وجه الله؟ صورته. بالتأكيد كقول الرسول بأنه صورة الآب فى ابنه (كو1: 15). بصورته يشرق علينا، بمعنى يشرق صورته، الابن، علينا لكى يشرق هو علينا لأن نور الآب هو نور الابن. من يرى الآب يرى أيضاً الابن، ومن يرى الابن يرى الآب. حيث لا يوجد اختلاف بين مجدٍ ومجدٍ، فإن المجد هو واحد بعينه[468].].

بهاء مجده ورسم جوهره: يشير تعبير "بهاء مجده" إلى الولادة الأزلية، فلا يمكن أن يقوم النور الأزلي بدون بهائه، فالابن هو النور من النور، أو البهاء الأزلي غير المنفصل عن النور، بل واحد معه. يقول البابا أثناسيوس الرسولي: [من ذا الذى تجرد من العقل حتى يشك فى أزلية الابن؟ لأنه من ذا الذى يرى نوراً بغير بهاء أو إشراق! [469]] ويقول: [إنه غير منفصل عن الاب كما أن البهاء غير منفصل عن النور[470].] ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [(دعوته) "رسم جوهره"... تشهد لشخصه أنه منتسب لذات جوهره[471].].


[465] De principiis, 2: 1: 6.

[466] Theological Orations 20: 4.

[467] Letters, 20.

[468] Homily 6 on Psalm 66 (67) (FC 45: 48).

[469] Disc. Against Arians 4: 1.

[470] De sent. Dionysii 8.

[471] In loan. hom 2: 4.

لماذا دُعي يسوع اللؤلؤة الكثيرة الثمن؟

لماذا دُعي يسوع السامري الصالح (لو25:37)؟