لماذا دُعي يسوع البكر؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت العقيدي, عقيدة, لاهوت السيد المسيح
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا دُعي يسوع البكر؟

يقول القديس يوحنا الذهبيّ الفم إن الرب بكرنا، لأنه قدم ذاته ذبيحة مقبولة بلا عيب، تسلمها الآب برضا، فصارت البشرية مقبولة فيه ومقدسة فيه. يمتاز البكر بأنه السابق للكل، وأفضل الكل، والمكرس لله، وبه يتقدس المحصول كله. من جهة الزمن لم يكن السيد المسيح هو أول القائمين من الأموات، فقد قام الميت الذى لمس عظام أليشع النبي، وأقام السيد المسيح الصبية ابنة يايرس وآخرين. لكن جميعهم قاموا ثم ماتوا. أما المخلص فقام بسلطانه. إنه السنبلة الأولى الناضجة التى يمسك بها الكاهن ويلوح إعلاناً عن أنها مكرسة لله، بها يتقدس كل الحصاد.

ويقول البابا أثناسيوس الرسولى: [لم يُلقّب بكراً كمساوٍ للمخلوقات، أو أولهم زمنياً، لأنه كيف يكون هذا وهو نفسه الوحيد الجنس بحق؟ لأنه بسبب تنازل الكلمة إلى المخلوقات، صار أخاً لكثيرين. وهو يعتبر وحيد الجنس قطعاً، إذ أنه وحيد وليس له إخوة آخرون، والبكر يُسمّى بكراً بسبب وجود إخوة آخرين... إن كان بكراً لا يكون وحيداً (1يو4: 9)، لأنه غير ممكنٍ أن يكون هو نفسه وحيداً وبكراً إلا إذا كان يشير إلى أمرين مختلفين. فهو الابن الوحيد بسبب الولادة من الآب، لكنه يٌسمّى بكراً بسبب التنازل للخليقة ومؤاخاته للكثيرين... فهو مرتبط بالخليقة التى أشار إليها بولس بقوله: "فيه خُلق الكل" (كو1: 16). فإن كانت كل الخليقة خُلقت بواسطته، فهو مختلف عن المخلوقات، ولا يكون مخلوقاً بل هو خالق المخلوقات[454].] يقول القديس كيرلس الكبير: [ذاق الموت فى جسده من أجل كل إنسان، هذا الذى يمكنه أن يحتمل الموت دون أن يفقد كونه الحياة. لهذا مع كونه قد قيل إنه تألم فى جسده إلا أنه لم يقبل الألم فى طبيعة لاهوته[455].] كما يقول: [حينما تدعوه الكتب الإلهية بالبكر، تضيف حالاً السبب الذى لأجله حمل هذا اللقب. فتقول: "البكر بين إخوة كثيرين" (رو8: 29). وأيضاً "البكر من الأموات" (كو1: 18). ففي المرّة الأولى دُعي بكراً بين إخوة كثيرين لأنه صار مثلنا فى كل شيءٍ ما عدا الخطية. وفى المرَة الثانية دُعي "البكر من الأموات"، لأنه هو الأول الذى أقام جسده إلى حالة عدم الفساد[456].] ويقول القديس أمبروسيوس: [كما أن بكر الموت كان فى آدم هكذا بكر القيامة هو فى المسيح[457].].


[454] Adv. Arian 21: 2: 62. ترجمة مركز دراسات الآباء بالقاهرة.

[455] Letter 34: 55.

[456] Comm. on The Gospel of Saint Luke, Sermon 1 ترجمة: دكتور نصحي عبد الشهيد.

[457] On His Brother Satyrus. 91: 2.

لماذا دُعي يسوع الباب والبواب؟

لماذا دُعي يسوع الراعي الصالح؟