لماذا دُعي يسوع الشفيع الواحد؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت العقيدي, عقيدة, لاهوت السيد المسيح
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا دُعي يسوع الشفيع الواحد؟

شفيع Paraclete أو Advocate. يقول العلامة أوريجينوس: [لقد دُعي مخلصنا أيضاً بالباراكليت وذلك فى رسالة يوحنا عندما قال "فلنا شفيع Paraclete (1يو2: 1)... وهذه الكلمة فى اليونانية تحمل معنيين: وسيط ومعزي. فالباراكليت تُفهم بمعنى شفيع يتوسط عند الآب بالنسبة لمخلصنا. وتفهم بمعنى المعزي بالنسبة للروح القدس إذ يهب تعزية للنفوس التى يعلن لها بوضوح المعرفة الروحية[444].] يرى القديس كيرلس الكبير فى الأصحاح 17 من إنجيل يوحنا صلاة رئيس الكهنة الشفيع السماوي عن البشرية.

يقول الرسول بولس: "لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح، الذى بذل نفسه فدية لأجل الجميع، الشهادة فى أوقاتها الخاصة" (1تى2: 5 - 6).

هنا قد يتساءل البعض: لماذا يؤكد "الإنسان" يسوع المسيح؟ نجيب على ذلك بالآتى:

1 - إنه فى نفس العبارة يدعوه "إله واحد"، فلا ينكر الرسول لاهوته.

2 - كتب ليقاوم بعض المبتدعين الذين خلطوا بين تعاليم غنوصية من الشرق الأقصى والتعاليم المسيحية، هؤلاء الذين نادوا بأنه يوجد وسطاء (أيونات) بين الكائن الأسمى Super Being والإنسان، إذ يتوسط أيون إلى أيون أسمى، والثانى إلى من هو أسمى منه حتى يبلغ الأخير إلى الكائن الأسمى. هنا يلغي الرسول فكرة الأيونات، فالسيد المسيح هو الإله الواحد، وفى نفس الوقت الوسيط الواحد بين الآب والإنسان.

3 - قامت فرق لها اتجاهات غنوصية تعتقد أن المادة ظلمة، وأن الكائن الأسمى لم يخلق العالم المادي ولا الجسد، كما تحرم الزواج الخ. لذلك ظنوا أن السيد المسيح لم يكن له جسد حقيقى، ولم يُصلب حقيقة، إنما جسده خيالي أو نازل من السماء الخ. لذلك أراد الرسول تأكيد تأنس الكلمة، صار بالحقيقة إنساناً كاملاً، وإلا ما كان يمكنه أن يحقق الخلاص للبشر.

يقول القديس أمبروسيوس: [إننى لا أفتخر لأني نافع أو لأن أحداً ما نافع لي، وإنما لأن المسيح هو شفيعي (محامي) أمام الآب، لأن دم المسيح سُفك من أجلي[445].] ويقول القدُيس أغسطينوس: [إن كان لديك قضية معروضة أمام قاضٍ ويلزمك أن تقيم محامياً، وقد قبل المحامي قضيتك، فإنه يشفع فى قضيتك قدر استطاعته. فإن سمعت قبل المرافعة أنه هو الذى يحكم، فكم يكون فرحك أنه يكون القاضي ذاك الذى هو محاميك[446].].


[444] Origen: De Principiis 7: 2: 4.

[445] On Jacob and the Happy Life 21: 6.

[446] Sermon 5: 213.

لماذا دُعي يسوع رأس الجسد؟

لماذا دُعي يسوع رئيس الكهنة السماوي؟