لماذا دُعي يسوع رئيس الكهنة السماوي؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت العقيدي, عقيدة, لاهوت السيد المسيح
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا دُعي يسوع رئيس الكهنة السماوي؟

يقدم لنا القديس بولس فى رسالته إلى العبرانيين صورة حية للسيد المسيح كرئيس الكهنة على رتبة ملكي صادق، يدخل بنا إلى الأقداس السماوية، يشفع فينا بدمه، ويقدم حياته ذبيحة عنا. بدأ حديثه فى الأصحاح الخامس فى جوهر موضوع رسالته، ألا وهو "كهنوت السيد المسيح"، الذى هو ليس على رتبة هرون، بل على رتبة ملكي صادق إلى الأبد. بدأ الحديث عن هرون بكونه أول رئيس كهنة مدعو من الله مباشرة لهذا العمل، والمتفوق على جميع رؤساء الكهنة الذين خلفوه، لكنه يحتاج إلى تقديم ذبائح عن نفسه بسبب ضعفه، قبِلَ أن يقدمها عن الشعب، ليقدم لنا من هو أعظم منه بما لا يُقاس، ربنا يسوع الذى يدخل بنا إلى الأقداس السماوية، يشفع فينا على مستوى جديد وفريد.

عرض الرسول بولس سمات رئيس الكهنة وعمله ليكشف عن السمو الفائق للسيد المسيح متى قورن بهرون، وليوضح عمل السيد المسيح الكهنوتى بالنسبة لنا فى ظل العهد الجديد. نتمتع بالشركة معه، فننعم بالكهنوت العام، نبسط أيادينا فى الصلاة، فتُقبل ذبيحة شكر وتسبيح لدى الآب خلال ابنه الكاهن الأعظم. ونقدم العبادة ككهنة نطلب عن العالم كله، فنصلي الصلاة الربانية باسم الكنيسة كلها قائلين: "أبانا الذى فى السماوات".

الشرط الأول فى رئيس الكهنة أن يكون "ماخوذاً من الناس" (عب5: 1). فرئيس الكهنة يشفع فى بنى جنسه "البشر" يشعر بضعفاتهم ويعمل باسمهم. تحقق هذا فى السيد المسيح، إذ صار كواحدٍ منا ليس بغريبٍ عنا، حتى يقوم بدوره الكهنوتى عن الناس.

الشرط الثاني أن "يُقام لأجْل الناس فى ما لله، لكيْ يقدّم قرابين وذبائح عن الخطايا" (عب5: 1). صار الابن الوحيد الجنس ابن الإنسان يقدم حياته قرباناً وذبيحة حب لكى يطهرهم من الخطايا، مقدساً ضمائرهم ومجدداً نفوسهم الداخلية، ليصيروا لله أبيه. يدخل بهم إلى البنوة للآب خلال تقديسهم باتحادهم معه وثبوتهم فيه، الأمر الذى لن تقدر خليقة سماوية أو أرضية أن تحققه.

الشرط الثالث أن يكون مدعواً من الله. المسيح أيْضاً لمْ يمجَدْ نفْسه ليصير رئيس كهنةٍ، بل الذى قال له: أنْت ابني أنا الْيوْم ولدْتك. كما يقول أيْضاً فى موْضعٍ آخر: أنْت كاهنّ إلى الأبد على رتْبة ملْكي صادق "(عب5: 4 - 6). يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [عظيم هو الفارق! إنه هو الفدية والكاهن والذبيحة! فلو كان الأمر غير ذلك لصارت هناك حاجة إلى تقديم ذبائح كثيرة، وكان يُصلب مراراً كثيرة[443].].


[443] In Hebr. hom 5: 16.

لماذا دُعي يسوع الشفيع الواحد؟

لماذا دُعي يسوع ذبيحة خطية؟