بأى خوف ودموع يلزم للنفس التى تعيش ببؤس فى خطايا كثيرة، وبأى رجاء ونزعة يلزمها ان تقترب من الرب؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الفضائل الروحية, حياة التوبة والإستعداد
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

بأى خوف ودموع يلزم للنفس التى تعيش ببؤس فى خطايا كثيرة، وبأى رجاء ونزعة يلزمها ان تقترب من الرب؟

خلال أحداث تفجيرات الكنائس المتكررة فى نهاية عصر الرئيس السابق حسنى مبارك السنوات التالية تأكد أدراكنا لمفهوم إنجيلنا وكتابات الآباء للتوبة أنها تدفع بالأكثر إلى جو من السلام والفرح الحقيقى والشجاعة والرجاء وتحدى الموت، كما تبعث فينا شهوة خلاص كل البشرية، حتى الذين يضطهدون الكنيسة ويقاومون الإيمان. فالتوبة دعوة لخبرة عربون السماء والشركة مع محب كل البشر!

يفتتح القديس ماريعقوب السروجى ميمره عن "التوبة" بعبارات تكشف عن المفهوم الإنجيلى المفرح للتوبة، بكونها وان صاحبتها الندامة والحزن على الضعف البشرى، لكنها فى حقيقتها هى لقاء عذب مع السيد المسيح نفسه وتمتع بإمكانياته العجيبة التى يقدمها للتائبين.

فى هذه المقدمة، إذ يختبر القديس حياة التوبة كرحلة تمتد العمر كله، يدعونا إلى الحديث الصريح مع المسيح، بكونه الباب العظيم المفتوح لكل البشرية، والطريق الذى يقودنا إلى أحضان الآب.

إنه يرى ابن الله المتجسد باسطاً يديه على الصليب ليحتضن التائب مع اللص اليمين، فيدخل به بكونه الباب (يو10: 9)، ويسلك فيه بكونه الطريق (يو14: 6)، وهو يرافقه فى كل الطريق، يسير معه كما مع تلميذى عمواس، فيقول معهما: ألم يكن قلبنا ملتهباً فينا، إذ كان يكلمنا فى الطريق؟ "(لو24: 32).

يقول القديس مار يعقوب السروجى: [يا ابن الله افتح لى بحبك الباب العظيم، أنت هو الباب وطريق الحياة للسائرين فيك. أيها الصديق الصالح، معك أسير إلى الذى أرسلك، لأن الشرير بالتصاقه بالعالم صحبه كثيرون. بك أتقدم للحديث معك، يا معلم الحياة، لأن بدونك لا يستطيع إنسان أن ينظر أبيك ([542])]. طريق التوبة يرفع المؤمن عن طريق الإثم. مسيحنا يجتذبه إليه ويتحدث معه ويهبه حياته عاملة فيه، لكى بنعمته يرى جماله الإلهى الفائق. لا يخشى عدو الخير الذى يود أن يلتصق به كل أحد، يخدع البشرية خلال محبة العالم الزائل.

يقول القديس باسيليوس الكبير عن النفس: [يلزمها فى المكان الأول أن تبغض طريق حياتها القديم الباعث على الأسى، وترتعد وتشمئز من مجرد ذكراه، إذ مكتوب: "أبغضت الإثم ومقته، أما شريعتك فأحببتها" (مز119: 163). ثانياً: تحسب التهديد بالدينونة الأبدية والعقاب مُعلماً للخوف، وتتعرف على زمن الدموع كزمن التوبة كما عَلمنا داود فى المزمور السادس (مز6: 7 - 9)، فتسلك هكذا فى فيض الدموع، تغسل خطايانا خلال دم المسيح بعظمة مراحم الرب وكثرة حنوه، القائل: "إن كانت خطاياكم كالقرمز اجعلها تبيض كالثلج، وإن كانت كالدودى أجعلها بيضاء كالصوف" (إش1: 18). وبعد أن تنال القوة والقدرة أن تسر الله، تقول: "عند المساء يبيت البكاء، وفى الصباح تُرنم" (مز30: 5) حولت قرعات الصدر إلى فرح لى، حللت مُسحى ومنطقتنى فرحاً لكى يُرنم لك مجدى (مز30: 11 - 12). بهذا تقترب إلى الرب مُغنية بالمزامير، قائلة: "أعظمك يارب، لأنك نشلتنى، ولم تُشمت بى أعدائى" (مز30: 1) ([543])].


[542] [] راجع ميمر لمار يعقوب السروجى بدير القديس مقاريوس على التوبة.

[543] [] Regulae brevius tractatae, 10.

من يشفى سواك أيها الطبيب الإلهي فنخدمك؟

ما هى أهم التزامات المؤمن التائب؟