ما هو دور الناموس؟ وما هو دور النعمة؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الجهاد والنعمة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, مفاهيم في الحياة الروحية
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هو دور الناموس؟ وما هو دور النعمة؟

يقول القديس أغسطينوس: [ذاك الذى أعطى الناموس أعطى النعمة أيضاً، لكنه أرسل الناموس مع عبيد، ونزل بنفسه ليعطى النعمة. وبأية وسيلة صار البشر تحت الناموس؟ بعدم تحقيقهم للناموس. لأن من يتمم الناموس لا يسقط تحت الناموس، بل يكون مع الناموس، أما الذى تحت الناموس فلا يقوم، بل يكون تحت ضغط الناموس. إذ صار كل الناس تحت الناموس صاروا بالناموس مذنبين، لذلك صار الناموس فوق رؤوسهم، يُظهر خطاياهم ولا ينزعها... الآن يعترف المرضى بالمرض، فليأتِ الطبيب، ليشفى المرضى. من هو الطبيب؟ ربنا يسوع المسيح[296].].

يقول الأب ثيوناس: [أى إنسان يسعى نحو الوصول إلى كمال التعليم الإنجيلى، هذا الذى يعيش تحت النعمة، لا يسقط تحت سلطان الخطية، لأن البقاء تحت النعمة معناه العمل بالأمور التى تأمر بها النعمة. أما الإنسان الذى لا يُخضع نفسه للمطالب الكاملة الخاصة بكمال الإنجيل، فيلزمه ألا يجهل أنه وإن كان قد اعتمد، وإن صار راهباً، بالرغم من هذا فهو ليس تحت النعمة، إنما هو مقيد بقيود الناموس ومُثقل بأثقال الخطية. لأن ذاك الذى وهب نعمة التبنى ويقبل الذين يقبلونه، يرغب فى أن يضيف إلى البناء لا أن يهدمه، إذ أراد أن يكمل الناموس لا أن يهدمه.

إذ لا يفهم البعض هذا الأمر، مهملين نصائح المسيح الرائعة ومواعظه، فيتخذون من الحرية فرصة للإهمال والتهور الزائد، حتى أنهم يعجزون عن تنفيذ أوامر المسيح كأنها صعبة جداً، محتقرين أيضاً وصايا الناموس الموسوي[297] كأمر عتيق، مع أن الناموس قدمها للمتبدئين والأطفال. بهذا ينادون بالحرية الخطيرة التى يلعنها الرسول، قائلاً: "أتخطئُ لأننا لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة؟" (رو6: 15). هؤلاء ليسوا تحت النعمة، لأنهم لم يتسلقوا قط مرتفعات تعاليم الرب. ولا هم تحت الناموس، لأنهم لم يقبلوا حتى تلك الوصايا البسيطة التى للناموس. هؤلاء إذ هم ساقطون تحت سلطان الخطية المزدوج. يظنون أنهم قد قبلوا نعمة المسيح... ويسقطون فيما يحذرنا منه الرسول بطرس قائلاً: "كأحرارٍ وليس كالذين الحرية عندهم سترة للشر" (1بط2: 16). ويقول الرسول بولس الطوباوى: "فإنكم إنما دُعِيتم للحريَّة أيها الإخوة. غير أنهُ لا تُصيّروا الحرَّية فرصةُ للجسد" (غلا5: 13)، أى دُعيتم للتحرر من سلطان الخطية، وليس معنى إبعاد أوامر الناموس بمثابة تصريح بعمل الخطية. يعلمنا الرسول بولس أن هذه الحرية لا توجد إلا حيث يوجد الرب، إذ يقول: "وأما الربُّ فهو الروح، وحيث روح الرب هناك حرّية" (2كو3: 17) [298].].


[296] St. Augustine: On the Gospel of St. John, tractate 2: 3 - 3.

[297] يقصد الوصايا وليس الذبائح اليهودية الرمزية، لأن هذه لا يجوز العودة إليها بعدما جاء الرمز (السيد المسيح).

[298] Cassian: Conferences, 32: 21.

ماذا قدمت لنا النعمة بعد سقوط الإنسان؟

ما هو دور النعمة بعد سقوط الإنسان؟