13- ما هى أعياد تكريس الكنائس؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, أعياد الكنيسة القبطية, التقويم القبطي وحساب الأبقطي, الدراسات الطقسية, طقوس الكنيسة القبطية - اللاهوت الطقسي
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

13 - ما هى أعياد تكريس الكنائس؟

تعتزّ الكنيسة كما الشعب بالاحتفال بأعياد تكريس الكنائس مثل تكريس كنيسة الشهيد مارجرجس باللد (7 هاتور). فما هى غاية الاحتفال؟ وأين وضع ربنا يسوع فى الاحتفال؟

أولاً: إن كان الله يكرِّم شهداءه وقديسيه، إنما يطلب تكريم كل مؤمنٍ، قائلاً: "اكرم الذين يكرموننى، والذين يحتقروننى يصغرون" (1صم 2: 30). ففى تكريس الكنيسة بيت الله باسم أحد الشهداء أو القديسين، يُحسَب نوعاً من التكريم من قبل الله للقديس. مع كل احتفال لتكريس كنيسة نمجد الله كمحبٍ للبشر، فينعم قديسوه بكرامة حسب مسرّته الإلهية، وليست حسب مجد العالم. لهذا احتفالنا بتكريس كنيسة ما يدعونا إلى تركيز بصيرتنا الداخلية إلى جحد الكرامات الزمنية وطلب الكرامة التى يقدمها الرب لمحبوبيه.

ثانياً: مسرّة الله أن يسكن فى وسط شعبه، بل وفى أعماق كل مؤمنٍ، فاحتفالنا بتكريس أيّة كنيسة يدفعنا بالأكثر إلى طلب سكناه الدائم فينا. فتتحوَّل قلوبنا إلى سماء ثانية، بل نشتهى أن تتحوَّل كل قلوب البشرية إلى هيكل للرب وروح الله يسكن فيها (1كو 3: 16؛ 2كو 6: 16).

لا يكف آباء الكنيسة عن الكشف عن الكنيسة كجماعة المؤمنين أو الإنسان الداخلى للمؤمن بكونها سماء مقدسة موضع سرور الله. يقول القديس أغسطينوس: [كنيسة الله هى السماء[457].].

فى حديث القديس يوحنا الذهبى الفم عن الذين يواظبون على اجتماعات الكنيسة يقول: [يليق بنا أن نخرج من هذا الموضع نحمل ما يليق به كموضعٍ مقدسٍ، كأناسٍ هابطين من السماء عينها!... عَلِّموا الذين فى الخارج أنكم كنتم فى صحبة السيرافيم، محصيين مع السمائيين، معدين مع صفوف الملائكة، تتحدَّثون مع الرب وتكونون فى صحبة السيد المسيح[458].].

ثالثاً: فى هذه الأعياد يليق بكل مؤمنٍ ألا يقف فارغاً أمام الرب، بل يأتى إلى بيت الرب ببعض التقدمات. فقد طلب الله من موسى أن يسأل الشعب كى يُقَدِّم كل إنسانٍ حسبما يسمح قلبه (خر 35: 5)، أى يٌساهِم قدر ما تسمح محبته فى التقدمة التى تستخدم فى صنع "المَقْدِس" الذى يسكن فيه الرب وسط شعبه: "هذه هى التقدمة التى تأخذونها منهم: ذهب وفضة ونحاس وإسمانجونى وأرجوان وقرمز وبوص وشعر معزى وجلود كباش محمرة وجلود تخس وخشب سنط وزيت للمنارة وأطياب لدهن المسحة وللبخور العطر وحجارة جزع وحجارة ترصيع للرداء والصدرة" (خر 25: 3 - 7).

أ. الذهب: يرى العلامة أوريجينوس أن تقديم الذهب هو الإيمان الذى يجعل من القلب سماءً، لذا يُشِير الذهب إلى السماويات، كما يُشِير إلى القديسين بكونهم سماء يسكن الله فى قلوبهم.

ب. الفضة: تقديم الفضة هو ممارسة كلمة الكرازة، لأن كلمة الله كالفضة مصفاة ممحوصة سبع مرات (مز 12: 6). إن كان الذهب يُشير إلى البتولية، فالآباء يرون فى الفضة إشارة إلى عفة الزواج.

ج. النحاس: يٌشير تقديمه إلى ممارسة الصبر بروح القوة التى تتحدَّى أشواك الخطية. فالسيد المسيح، ظهرت يداه حلقتان من ذهب (نش 5: 14)، لأن أعماله سماوية، أما رجلاه فشبه النحاس النقى كأنهما محميتان فى أتون (رؤ 1: 15)، بهما ندُكّ كل أشواك هذه الحياة وضيقاتها بلا خوفٍ!

د. الخشب الذى لا يسوس: يشير إلى اهتمامنا الجاد بالعلم كما بالعفة التى لا تشيخ[459] ولا تفسد.

ه. البوص (الكتان) المبروم: إذ يُشير البوص إلى الجسد، فكونه مبروماً أي تحت الضبط والقمع[460]، كقول الرسول "أُقمِع جسدى وأستعبده" (1كو 9: 27). فكل جهاد لضبط الجسد والتحكُم فيه فى المسيح يسوع هو تقدمه بوص (كتان) مبروم لبيت الرب.

و. القرمز: إن كان الحبل القرمزى الذى أنقذ حياة راحاب وكل بيتها (يش 2: 18) يُشير إلى دم السيد المسيح المخلص، فإن القرمز الذى نُقَدِّمه لبيت الرب هو شهادتنا له حتى الدم، "من أجلك نُمَات كل النهار" (رو 8: 36)؛ كان القرمز يٌشير إلى الاستشهاد أو حياة الإماتة اليومية من أجل الرب.

ز. الأرجوان: يرى أوريجينوس أن الأرجوان يُشِير إلى ضياء المحبة[461]، وإلى النار[462]. فالمسيحى الحقيقى يحمل فى قلبه نار الروح القدس الذى يُنير الطريق، والذى يحرق الأشواك الخانقة للنفس.

ح. شعر المعزى: يُشِير إلى الموت عن الخطية (خر 35: 6، لا 4: 23). يقول العلامة أوريجينوس: [تقديمه يُشِير إلى تحطيم الخطية، وموتها فيه، فلا تملك بعد فى أعضائه[463].].

ط. جلود الكباش: إن كانت المعزى تُشير إلى الخطية، فالكباش تُشير إلى الغضب، فمن يُقَدِّم جلودها، إنما يعلن أنه قد مات الغضب فيه، ولم يعد له سلطان عليه.


[457] Sermons on N. T. Lessons 7,6.

[458] - القمص تادرس يعقوب ملطى: القديس يوحنا ذهبى الفم: رسالتك فى الحياة، أكتوبر 67 ص 21.

[459] Origen: In Exod, hom 3: 9.

[460] Origen: In Exod, hom 5: 13.

[461] Origen: In Exod, hom 3: 9.

[462] Origen: In Exod, hom 5: 13.

[463] Origen: In Exod, hom 3: 9.

14- ما هى الأصوام الكنسية؟

12- ما هى أعياد القديسين؟