كيف نميز بين النعمة الإلهية والعناية الإلهية والتدبير الإلهى كضابط الكل؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت العقيدي, صفات الله, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

كيف نميز بين النعمة الإلهية والعناية الإلهية والتدبير الإلهى كضابط الكل؟

من يلتصق بالله ويدخل فى علاقة شخصية معه، يشعر أن كل ما يشغل الله هو محبوبه الإنسان، سواء على مستوى الكنيسة الجامعة الممتدة من آدم وحواء حتى مجيئه الأخير أو على مستوى كل عضوٍ فيها. يتلامس الإنسان مع الله، فيشعر بما قاله القديس أغسطينوس بأنه يشعر كأنه لا يوجد سوى الله ومحبوبه أغسطينوس.

تبرز فى حياة المؤمنين شعورهم بأعمال الله معهم وفيهم ولحسابهم، هذه الأعمال الإلهية هى.

أ - النعمة الإلهية.

ب - العناية الإلهية.

ج - التدبير الإلهى كضابط الكل Pantocrator.

يصعب أن نفصل هذه الأعمال الثلاثة عن بعضهم البعض. لكن يمكننا أن نميز إلى حدٍ ما بين هذه الأعمال الإلهية هكذا:

أ. النعمة الإلهية: أشار إليها الإنجيلى يوحنا: "ومن ملئه نحن جميعاً أخذنا، ونعمة فوق نعمة، لأن الناموس بموسى أعطيَ، أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صار" (يو1: 16 - 17). فى حرفية قاتلة وضيق أفقٍ يظن البعض فى النعمة الإلهية مجرد القدرة على سلوك أخلاقى مجرد. أما الذين يتمتعون بالنعمة فيدركون أنها عطية من عند الآب تُعطى لنا بالمسيح يسوع ملخصنا فى الروح القدس الذى يقودنا فنتمتع بتجديدٍ مستمرٍ وتقدُمٍ بلا توقف، وانطلاقٍ من مجدٍ إلى مجدٍ، وتذوق عربون السماويات.

ب. العناية الإلهية: باتحادنا مع الابن الوحيد الجنس ننال فى المعمودية البنوة لله الآب، وعضويتنا فى جسد المسيح، وإدراكنا أننا هيكل الله القدوس وروح الله يسكن فينا (1كو3: 16). يشعر المؤمن أنه محمول على الأذرع الأبدية، لا تستطيع كل قوات الظلمة أن تقترب إلى قلبه. بهذا ندرك ما قاله الإنجيلى يوحنا: "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أى المؤمنين باسمه" (يو1: 12).

أدرك الرسول بولس هذه العطية، أى "البنوة لله الآب"، عندما تحرر من حرفية الناموس وتمتع بحرية مجد أولاد الله (رو8: 21).

ج. التدبير بواسطة الله ضابط الكل: تعتز الكنيسة بهذا اللقب "البانتوكراتور"، أى الضابط الكل الذى يدبر كل أمور العالم، الكبيرة والصغيرة، ليس فى حب للسلطة، بل خلال محبته وحكمته وتدبيره العجيب الذى يفوق الفكر البشرى.


[263] راجع من تفسير وتأملات الآباء الأولين، إنجيل يوحنا ملحق الأصحاح الأولى.

ما هى النعمة الإلهية؟

كيف يكشف لنا الله عن عنايته بنا؟