لماذا يقدم لنا قانون الإيمان بند الكنيسة بعد الحديث عن وحدانية الله والثالوث القدوس؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
مقدم الإجابة الشماس بيشوي بشرى فايز, القمص تادرس يعقوب ملطي
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الكنيسة, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا يقدم لنا قانون الإيمان بند الكنيسة بعد الحديث عن وحدانية الله والثالوث القدوس؟

غاية قانون الإيمان ليس تقديم معرفة نظرية عن الله والعالم والكنيسة والدينونة ثم الحياة الأبدية، وإنما غايته اللقاء مع الله والتمتع بأعمال محبته ونحن بعد فى العالم، وإعدادنا ليوم الرب العظيم، وتمتعنا بالشركة مع السمائيين ونوال الحياة الأبدية. فعندما نعلن عن إيماننا قائلين: وبكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية، إنما نؤكد التزامنا بالدخول فى شركة مع الله القدوس ومحبتنا نحن البشر لبعضنا البعض، وتعرفنا على أصدقائنا السمائيين، إذ ننضم إلى خورسهم، ونمارس بنوتنا لله على مستوى أبدى.

تعرفنا على الكنيسة ينطلق بالنظرة المتسعة للحياة سواء على الأرض أو فى الفردوس عند رحيلنا، ثم لقاؤنا مع العريس السماوى فى موكب سماوى مبهج يترقبه السمائيون مطالبين: "أرسل منجلك واحصد" (رؤ14: 15).

لا نعجب إن كان السمائيون يترقبون يوم الربّ، ويتطلعون إلى كنيستنا ليس كمؤسسة اجتماعية تحكمها أنظمة غايتها سعادة الإنسان فى العالم. وإنما هى شعب الله الذى يتأهل للحياة شبه الملائكية، يتلامس المؤمن مع كل صباح خطة الله العجيبة نحوه. فلا نعجب إن سمعنا كثير من القديسين مثل القديس يوحنا الذهبى الفم يشعر كل منهم أنه أسعد كائن على الأرض.

يركز المؤمن عينيه على خالقه ومخلّصه وما يعدّه له فى السماء، فيعيش متهللاً فى وسط الضيقات، يعمل بأمانة فى عمله وفى علاقاته بإخوته، حاسباً أنه كابن لله لا يعرف الفشل ولا اليأس ولا الطمع ولا الهروب من المسئوليات والالتزامات، لأنه سفير السماء على الأرض.

عبر القديس مار إسحق السريانى المتوحد وغيره من القديسين عن حياتهم العملية قائلين بأن المؤمن يحب الله والناس حتى المقاومين له، بل والحيوانات والطيور، فلا يقبل تعذيب أى كائن حتى إن أراد الخلاص منه مثل الحيات. إنه ليس فقط يترفق بالكائنات الحيّة سواء العاقلة أو غير العاقلة، وإنما يحرص على جمال الكائنات غير الحيّة فلا يبدد موارد العالم.

هذا ما يدعونا إلى الاهتمام بعضويتنا فى الكنيسة وبنوتنا لله وصداقتنا مع السمائيين، وأن نتعرف على أبعاد الكنيسة وسماتها سواء على المستوى المسكونى أو المحلى أو الشخصى. وأيضاً نتعرف على كلمة الله الحاضر فى كنيسته، وتقدير كل عضو للأعضاء الآخرين أياً كانت جنسياتهم فى العالم، وأياً كانت ثقافتهم وجنسهم (ذكوراً كانوا أو إناثاً) ومواهبهم وقدراتهم وأعمارهم حتى إن كانوا رُضع ذوي قدرات خاصة special needs.

يقول القديس أغسطينوس: [بطرس عين فى الجسم، وهذا الشخص هو إصبع، لكنه هو عضو فى ذات الجسم الذى فيه بطرس عضو. وإن كان الإصبع له سلطان أقل من العين، لكنه لا يُبتر من الجسم. من الأفضل أن تكون إصبعاً فى الجسم، من أن تكون عيناً ومبتوراً من الجسم. لذلك لا يخدعكم أحد يا إخوتى، لا يغرّكم أحد. حبّوا سلام المسيح الذى صلب عنكم وهو الله. يقول بولس: "ليس الغارس شيئاً ولا الساقى، بل الله الذى ينمّى" (1كو3: 7)... لتحب الأعضاء بعضها البعض، وليحيا الكل تحت الرأس. فى حزن يا إخوتى التزمت أن أتحدث معكم كثيراً، ومع هذا فإننى تكلمت قليلاً، فإننى غير قادر على التوقف فى الحديث ([14])].


[14] St. Augustine: On the Gospel of St. John, tractate 17: 13 - 18 [].

ما هو ثمر الوحدة مع المسيح رأسنا، ومع بعضنا البعض كأعضاء فى الجسد الواحد؟

ماهى مراحل عمل الله العجيب لمؤمنيه كأناس الله؟