ما هي خطورة تجاهل عناية الله؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت العقيدي, صفات الله, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هي خطورة تجاهل عناية الله؟ [262]

يجيب القديس يوحنا الذهبى الفم: [إنه طيش الفكر وفضوله، أن يشتهى الإنسان أن يفهم كل علل الأحداث التى تحل بنا، والرغبة فى مقاومة عناية الله غير المُدْرَكة ولا موصوفة، تلك العناية التى تفوق كل فحصٍ واستقصاءٍ! ومع هذا لا يخجل الإنسان من هذا الموقف الفضولى المملوء تهوراً.

تُرى من فاق القديس بولس الرسول فى حكمته؟ أخبرنى، ألم يكن إناءً مختاراً؟ ألم يأخذ نعمة الروح الفائقة غير المنطوق بها؟ ألم يتكلّم المسيح فيه؟ ألم يكشف الله له عن أمورٍ لا يُنطَق بها؟ ألم يسمع ما لا يحق لإنسانٍ أن ينطق به؟ ألم يُختطَف إلى الفردوس ويرتفع إلى السماء الثالثة؟ ألم يجوب البحار والبر يجذب الوثنيّين إلى المسيحيّة؟ ألم ينل من مواهب الروح المتنوّعة؟... ومع هذا كلّه فإن هذا الرجل بعظمته وحكمته وقوته وامتلائه بالروح، إذ خصّه الله بهذه الامتيازات، عندما يتطلّع إلى عناية الله، لا فى كل جوانبها، بل فى جانب واحد منها، يصير منسحقاً، ويتراجع سريعاً خاضعاً لله غير المدرك... فإنه بحث عن عناية الله الخاصة باليهود واليونانيين، وشرح كيف دعا الله الأمم ورفض اليهود ثم أوضح كيف حقق الخلاص... وحينما أدرك هذا، اكتشف الرسول أنه أمام محيط واسع، وإذ حاول فحص أعماق هذه العناية ارتجف متحققاً استحالة تفسير عللها، وارتعب قدام عناية الله اللانهائية غير المحدودة ولا موصوفة ولا مفحوصة ولا مدركة، فتراجع فى مهابه متعجباً، وهو يقول: "يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه"! (رو11: 33) لقد أوضح بعد ذلك كيف تلامس مع أعماقها دون أن يفلح فى استقصائها قائلاً: "ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء؟"...

أنهى حديثه – وقد امتلأ عجباً ورعدة – بأنشودة شكراً، قائلاً: "لأن من عرف فكر الرب، أو من صار له مشيراً. أو من سبق فأعطاه فيكافأ؟! لأن منه وبه وله كل الأشياء. له المجد إلى أبد الأبد. آمين" (رو11: 34 - 36).

يريد القول إن الله ينبوع كل الخيرات ومصدرها، ليس فى حاجة إلى شريكٍ أو مشير. هو بدء كل الخيرات وأساسها وموجدها. هو الخالق، دعا غير الموجود موجوداً. يدير ويُرتّب ويحفظ كل شئ حسب إرادته!... "منه وبه وله كل الأشياء" هذه كلمات إنسان يود أن يؤكد أن الله خالق كل الكائنات ومبدعها، ومُدبِّر حياتها وحافظها.].

هل معرفة الرسل هنا مثل معرفتهم فى الحياة الأخرى؟

هل التأديب يتعارض مع العناية الإلهية؟