10- هل لدموع الحزانى على ميت حدود معينة؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الفضائل الروحية, حياة التوبة والإستعداد
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

10 - هل لدموع الحزانى على ميت حدود معينة؟

يقول الرسول بولس: "لا أريد أن تجهلوا أيها الإخوة من جهة الراقدين، لكى لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم" (1تس 4: 13). يقول الأب أفراهاط: [الخاطي وهو حى ميت لله، أما البار فإنه وهو ميت حى لله. مثل هذا الموت يحسب رقاداً، وكما يقول داود: "أنا اضطجعت ونمت. ثم استيقظت" (مز 3: 5). ويقول إشعياء: "استيقظوا يا سكان التراب" (إش 26: 19). ويقول الرب عن ابنة رئيس المجّمع: "الصبية لم تمت ولكنها نائمة" (مت 9: 24). وعن لعازر يقول لتلاميذه: "لعازر حبيبنا قد نام، لكنى أذهب لأوقظه" (يو 11: 11) [414].] إنه يدعو الأموات بالراقدين، لأن نفوسهم قد تمتعت بالقيامة من الأموات خلال دفنهم مع السيد المسيح فى المعمودية، فلا سلطان للموت عليها.

ما دام الموت رقاداً، يليق بنا ألا نحزن بلا رجاء من جهة الراقدين كمن هم بلا إيمان. لقد بكى السيد المسيح عندما خرت مريم عند قدميه قائلة: "يا سيد، لو كنت ههنا لم يمت أخى!" (يو 11: 32)، حتى "قال اليهود: أنظروا كيف كان يحبه" (يو 11: 36).

يقول القديس أمبروسيوس: [ليس كل بكاء ينبع عن عدم إيمان أو ضعف. فالحزن الطبيعى شيء، وحزن عدم الثقة شيء آخر. هناك فارق كبير بين الاشتياق إلى ما فقدناه والنحيب (بيأس) على ما فقدناه. هذا ويلاحظ أنه ليس الحزن فقط يسبب دموعاً وإنما للفرح أيضاً دموعه[415].] وكتب القديس باسيليوس الكبير إلى كنيسة بارنوسيوس شمال كبادوكية مؤكداً لهم أن الرسول لم ينزع عنا بكلماته هذه مشاعرنا نحو الراقدين، إنما يحذرنا من الاستسلام للحزن، إذ يقول: [لست أعني بهذا أننا نكون بلا إحساس نحو الخسارة التى لحقت بنا وإنما ألا نستسلم لحزننا[416].].

يقول ابن سيراخ: "ابكِ بمرارة، وارثِ بحرارة، وأقم المناحة بحسب منزلته يوماً أو يومين تجنباً للافتراء، ثم تعزَّ عن حزنك. فإن الحزن يؤدّى إلى الموت، وحزن القلب يُنهِك قوَّتك. أيضاً يمكث الحزن فى المحنة، وحياة المسكين تُرهِق قلبه. لا تُسَلِّم قلبك إلى الحزن، بل اصرفه متذكِّراً نهاية الحياة. لا تنسَ، أنه لا عودة (من هناك)، ولن تنفع الميت بالحزن، وإنما فقط تؤذى نفسك (سى 38: 17 - 21). البكاء المُرّ هنا يعنى البكاء بمشاعر صادقة، وليس للمظهر الخارجى من أجل المشتركين فى خدمة الجناز. هذا الإخلاص أفضل من الرثاء، إذ كثيرون يرثون الميّت ويمدحونه ليس من القلب. يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [تحفظ من أن تحوط نفسك بطاغية الحزن. يمكنك أن تسيطر على نفسك، فإن العاصفة ليست أعظم من مهارتك.] [لا تكن قط مكتئَباً، فإنه لا يوجد سوى شيء واحد مخيف وهو الخطية.] [لا تتطلَّع إلى الجثمان الراقد بعينين مغلقتين وشفتين صامتتين، بل الإنسان القائم المُتمتِّع بالمجد غير المنطوق به والعجيب، وَجِّه أفكارك من الرؤية الحاضرة إلى الرجاء العتيد[417].] [هل حُرِمت من اللقاء معه فتبكى وتحزن؟ الآن أليس هذا ليس بالأمر غير المعقول إن سلَّمت ابنتك للزواج وأخذها زوجها إلى بلد بعيدة حيث تتمتع هناك بالثراء. فإنك لا تحسب هذا كارثة، لكن غناهما يعزياك عن الحزن المُتسبّب لغيابها. والآن هنا ليس إنسان بل الربّ نفسه يأخذ قريبك فهل تحزن وتنوح؟ [418]] [قد تحزن وتبكى لكن لا تدع القنوط يحل بك، ولا تنهمك فى الشكاوى. اشكر الله الذى أخذ صديقك لتجد فرصة لتكرم الراحل وفراقه عنك يصير مأتماً. إن سقطت فى حالة إحباط، فإنك تمنع عن الكرامة من الراحل، وتحزن الله الذى أخذه، وتضر نفسك. أما إذا كنت شاكراً فإنك تكرم الراحل وتمجد الله وتنتفع أنت. لتبكِ كما بكى سيدك على لعازر، ملاحظاً الحدود اللائقة بالحزن، والتى يلزم ألا تتعدَّاها. هكذا يقول أيضاً بولس:" أود ألا تجهلوا بخصوص الراقدين، ألا تحزنوا كالباقين الذين بلا رجاء (1تس 4: 13). يقول: "لا تحزنوا مثل اليونانيين الذين بلا رجاء فى القيامة، الذين ييأسون من جهة الحياة المُقبِلة[419].].


[414] Selected Demonstration 8 Of the Resurrection of the Dead, 18.

[415] On the Desease of Statyrus 10: 1.

[416] Ep 62.

[417] W. W. Wiersbe: Treasury of the Workd's Great Sermons, 1993, p. 131.

[418] W. W. Wiersbe: Treasury of the Workd's Great Sermons, 1993, p. 131.

[419] W. W. Wiersbe: Treasury of the Workd's Great Sermons, 1993, p. 131 - 132,.

11- هل يليق بالمؤمن أن يسكب الدموع عن أسرة أو جماعة أو مدينة تنسى الله؟

9- ماذا يقول الآباء عن الدموع المقدسة ودموع المتألمين؟