9- ما هو مفهوم الإماتة فى الكرازة والخدمة؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الروح والجسد, مفاهيم في الحياة الروحية
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

9 - ما هو مفهوم الإماتة فى الكرازة والخدمة؟

يقول القديس أغسطينوس: [كضعيفٍ أنعش الضعفاء، كما تفعل الدجاجة بفراخها. إذ شبه نفسه بالدجاجة، يقول لأورشليم: "كم مرة أردت أن أجمع أولادكِ كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا" (مت 23: 37). وأنتم ترون يا إخوة كيف تصير الدجاجة ضعيفة مع فراخها... جناحاها يتدليان، وريشها يتساقط، وصوتها يصير أجش، وكل أعضائها تصير غائرة وهزيلة، وكما قلت حتى عندما تراها بدون فراخها تعرف أنها أم. هكذا يسوع ضعيف ومتعب فى رحلته. رحلته هى الجسد الذى أخذه من أجلنا. إذ كيف يكون لذاك الحال فى كل مكان رحلة، هذا الذى ليس بغائبٍ فى أى موضع؟... كان يسوع ضعيفاً فى الجسد، لكى لا تصير أنت ضعيفاً، بل فى ضعفه تصير قوياً، لأن "ضعف الله أقوى من الناس" (1كو 1: 25) [364].] [إن كنت تحب، فلتكن مستعداً أن تُفقد. إن أردت أن تقتنى الحياة فى المسيح، لا تخف من الموت من أجل المسيح[365].].

يقول القديس كيرلس الكبير: [كل واحد منا نحن الذين نؤمن بالمسيح ونحب اسمه إن ترك بيتاً يتقبل المواضع التى هى فوق. وإن ترك آباً يقتني الآب السماوى. إن ترك إخوته يجد المسيح يضمه إليه فى أخوة له. إن ترك زوجة يجد له بيت الحكمة النازل من فوق من عند الله، إذ كتب: "قل للحكمة أنتِ أختى، وأدع الفهم ذا قرابة" (أم 7: 4). فبالحكمة (كزوجة) تجلب ثماراً روحية جميلة، بها تكون شريكاً فى رجاء القديسين وتُضم إلى صحبة الملائكة. وإذ تترك أمك، تجد أماً لا تقارن، أكثر سمواً، "أورشليم العليا التى هى أمنا (جميعاً) فهى حرة" (غل 4: 26)... فإن من يُحسب مستحقاً لنوال هذه الأمور يُحسب وهو فى العالم سامٍ وموضع إعجاب، إذ يكون مزيناً بمجد من قبل الله والناس. هذه الأمور واهبها هو ربنا كلنا ومخلصنا، تحسب أضعاف مضاعفة بالنسبة للزمنيات والجسديات[366].].

يقول القديس أغسطينوس: [كتب الطوباوى بولس إلى أهل كورنثوس أنه دائماً يحمل فى جسده إماتة يسوع، ليس افتخاراً بأنه وحده كذلك، بل يحثهم ويحثنا لنتبعه فى هذا يا إخوتى. وليكن هذا دأب افتخارنا جميعاً فى كل وقتٍ. وفى هذا اشترك داود قائلاً فى المزامير "لأجلك نمات كل النهار، حُسبنا كغنمٍ للذبح" (رو 8: 36) وقد صار هذا الآن فينا، خاصة خلال أيام العيد، حينما نصنع ذكرى موت مخلصنا. لأن من صار مثله فى موته، واجتهد فى ممارسة الفضائل، أمات أعضاءه التى على الأرض، وصلب الجسد مع الشهوات والأهواء ويحيا حياة الروح القدس (فى الروح) متمثلاً به.].


[364] St. Augustine: On the Gospel of St. John, tractate 7: 15.

[365] St. Augustine: On the Gospel of St. John, tractate, 10: 15.

[366] In Luc Ser. 124.

1- عن ماذا تُعَبِر دموع المؤمن؟

8- ما هو مفهوم الإماتة فى الحياة النسكية؟