بماذا ينعت الآباء الجاحدين فى العطاء؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, العطاء والبذل, الفضائل الروحية
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

بماذا ينعت الآباء الجاحدين فى العطاء؟

أولاً: يتهمونهم بالسرقة. يقول القديس أغسطينوس: [ليتنا نضيف بصلواتنا أجنحة التقوى لصدقاتنا، ونصلى لكى تطير بسرعة أعظم إلى الله. علاوة على هذا فإن النفس المسيحية تدرك أهمية تجنب سرقة خيرات الآخرين، بإدراكها أن عدم مشاركة ما يزيد عن الحاجة مع المحتاجين هو نوع من السرقة[377]]. ويقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [عدم إعطاء الإنسان جزء من ممتلكاته للغير يُحسب بالفعل نوعاً من اللصوصية... يقول الرب: "أخذتم ما للفقراء". هذا ما يقوله ليوضح للأغنياء أن ما يمتلكونه يخص الفقراء، حتى وإن كان ميراثاً من آبائهم، أو حصلوا على بعض الأموال من أى مصدر. يقول فى موضع آخر: "لا تحرم الفقير من عيشه" (سر4: 1) [378]]. ويقول القديس جيروم: [يلزمك أن تتجنب خطية الجشع، ليس برفض الاستيلاء على ما يخص الغير فحسب، وإنما أيضاً بعدم تعلقك بممتلكاتك الخاصة التى لا تصبح ملكك فيما بعد. يقول الرب: "وإن لم تكونوا أمناء فى ما هو للغير، فمن يعطيكم ما هو لكم؟" (لو16: 12). الذهب والفضة ليسا لنا، الذى لنا هو الميراث الروحى[379]]. ويقول القديس باسيليوس الكبير: [إذا استولى أحد على ما يخص الفقير، وأخذته أنت، وجعلته جزء من ثروتك (ربما يقصد اشتراه كعبد). فإنك بذلك تكون ظالماً أكثر من الظالم، وأكثر بخلاً من البخيل[380]].

ثانياً: ينعته بالظلم. يقول القديس باسيليوس الكبير: [من هو الإنسان الطماع؟ ذاك الذى لا تكفيه الكثرة. ومن هو المحتال؟ ذاك الذى يسلب ما يخص الجميع. أفلا تكون جشعاً ومحتالاً حين تحتفظ بما أعطيت لتوزيعه للاستخدام الخاص؟ حين يجرد أحد إنساناً من ثيابه ندعوه لصاً، أفلا يُعطى ذات اللقب لمن يستطيع أن يكسو عرياناً ولا يفعل؟ الخبز الذى على مائدتك يخص الجائعين، والثوب الذى فى خزانة ملابسك يخص العرايا، والحذاء الذى تتركه يبلى يخص حفاة الأقدام. المال الذى فى سردابك يخص المُعدمين. إنك تظلم كل من تستطيع أن تساعدهم ولا تفعل[381]]. [لو كانت الممتلكات شر فى ذاتها، لا يمكن أن يكون الله خالقها بأية طريقة، "لأن كل خليقة الله جيدة، ولا يُرفض شئ" (1تى4: 4)... وصية الله لا تعلمنا أنه يلزم رفض الممتلكات وتفاديها كما لو كانت شراً، بل يلزمنا أن نديرها. الشخص الذى يُدان، لا يُدان لأنه يمتلك أشياء، بل لأنه يسئ استخدامها. بهذا فإن الممتلكات الأرضية غير مرفوضة إذا وجهتها إدارة حكيمة[382]].


[377] Sermons, 2: 206 PL 1041: 38.

[378] On Lagarius, Homily 4: 2.

[379] Letters, 31: 22.

[380] The Hexameron, homily 3: 7.

[381] Homily on "I will Pull down my Barns," 7.

[382] The Short Rules, Answe on Question 92.

بماذا ينعت الآباء المحبين للعطاء؟

لماذا ترفض الفتاة المسيحية الزواج من شاب وثنى؟