ما هو مفهومنا للمبنى الكنسى؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الدراسات الطقسية, الكنيسة, طقوس الكنيسة القبطية - اللاهوت الطقسي, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هو مفهومنا للمبنى الكنسى؟

المبنى الكنسى إنجيل مفتوح مكتوب بلغة المنظورات يفهمها البسيط ويتعمق فيها اللاهوتى، ويستعذبها الكاهن المثقل بأتعاب الرعاية، ويستريح لها الناسك الروحى. المبنى الكنسى هو حديث لاهوتى بسيط وعميق أيضاً، يوجهه الروح للجميع، موضوعه "حياتنا فى المسيح يسوع" متجلياً خلال علاقتنا بالله والكنيسة والمجتمع والسماء، ويمس حياتنا الداخلية السرية. نستطيع أن نتفهم هذا الحديث خلال دراستنا لفكرة بيت الله وتطورها منذ بدء التاريخ البشرى إذ مرت بالمراحل التالية:

أولاً: الفردوس الأول: عاش أدم فى الفردوس كاهناً كما فى بيت الله. كل شبر فى الفردوس يشهد بحب الله له وعنايته به. بين الحين والآخر. يسمع صوت الله ماشياً فى الجنة (تك3: 8)، فينجذب إليه ويتلاقى معه، مقدماً مع نسمات حياته تقدمه حب لخالقه! كأن الفردوس الأول بكل اتساعه هو بيت الله المقدس، أراد الله أن يلتقى فيه الإنسان معه، دون حاجة إلى هيكل أو مذبح أو ذبيحة أو بخور. لكن سرعان ما خرج أبوانا من الفردوس مثقلين تحت نير العصيان، وقد انغلقت بصيرتهما عن معاينة الله، وأحسا بالعزلة عنه. هنا صارت الحاجة ماسة إلى تدخل إلهى فى حياة البشرية، ليحطم هذا الحجاب الفاصل بين الله والإنسان، فقدم لنا طقس الذبيحة والمذبح كنواة لإقامة بيت الله.

ثانياً: ظهور المذبح. ظهور المذبح كبيت الله فى أول صوره البدائية يكشف لنا عن الآتى:

1 - كلمة مذبح فى العبرية كما فى العربية Mazbeh تعنى الموضع الذى فيه تذبح الفدية، فهو فى الحقيقة دخول إلى "ذبيحة الصليب" نتصالح مع الآب فى ابنه الحبيب، الذى بدمه يغسل بصيرتنا فنرى الله أباً لنا. ويقدس أعماقنا الداخلية، ممزقاً الصك الذى كان علينا!

2. الحقيقة الثانية: أقامه إيليا النبى مذبحاً للرب من اثنى عشر حجراً (1مل18: 31 - 32). كل حجر يمثل سبطاً، وكأن بيت الله يتحقق ببنيان الجماعة معاً (كل الأسباط) خلال ذبيحة المصالحة.

ثالثاً: بيت إيل. جاء فى قصة يعقوب الهارب من وجه أخيه عيسو، أنه اسند رأسه على حجر فرأى سلماً منصوباً على الأرض رأسه يمس السماء، وملائكة صاعدين ونازلين عليه، والرب واقف عليه، يقول له "ها أنا معك" (تك28: 11 - 15). أخذ يعقوب الحجر وأقامه عاموداً وصب عليه زيتاً ودُعى الموضع بيت إيل أى بيت الله ". أدرك معية الله معه وانفتاح السماء على الأرضيين.

رابعاً: خيمة الاجتماع. جاءت الخيمة برسم إلهى أعلنه الله لموسى بعد أن صام أربعين يوماً وأربعين ليلة دون طعام أو شراب. "أنظر أن تصنع كل شئ حسب المثال الذى أظهره لك فى الجبل" (عب8: 5؛ خر25: 9). حققت الخيمة ما رآه يعقوب فى الحلم فى شئ من التفصيل.

خامساً: الهيكل. إذ استقر الشعب بنى سليمان الهيكل فى أورشليم حسب المثال الذى أظهره الله لداود النبى. يليق بالكنيسة أن تكون هيكلاً، تعلن مملكة الله فى حياة الناس، قادرة على تهيئة القلب الداخلى ليكون عرشاً يتربع الله عليه. لهذا أحب السيد المسيح الهيكل ودعاه: بيت أبى (يو2: 16).

سادساً: كنيسة العهد الجديد. دخل التجسد الإلهى بالسر إلى كماله، إذ "صار الكلمة جسداً" (يو1: 14). فلا نرى فى الكنيسة كاتدرائية ضخمة أو كنيسة بسيطة صغيرة، إنما بتجلى الرب المتجسد أمامنا. نرى الكنيسة "جسد المسيح" ممتداً فى حياة البشرية المؤمنة ([288]). ويتطلع إليها القديس ايرينيؤس ([289]) فى أواخر القرن الثانى "جسد المسيح العظيم الممجد" المرتفع فى السماوات. بعد أن كان الله يحل وسط شعبه، تجسد كلمة الله الآن وقدم لهم جسده ودمه يتناولونهما فيثبتون فيه ويتحدون معه ويجتمعون به كأغصان فى الكرمة... ويصيرون "أعضاء جسده" هيكلاً لله، كقول الرسول "من التصق بالرب فهو روح واحد... أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذى فيكم الذى لكم من الله" (1كو6: 17 - 19).


[288] [] Cf. Shepherd vis 4: 2: 1.

[289] [] Ad. Haer 32: 5: 2; 34: 5: 1.

ما هو أهمية المبنى الكنسى فى حياة الكنيسة.

هل من حاجة إلى بناء بيت الرب؟