ماذا يعنى الرسول بقوله: “وكما لبسنا صورة الترابى، سنلبس أيضاً صورة السماوى” (1 كو 15: 49)؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, عقيدة, قيامة الأموات
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ7 – الأخرويات والحياة بعد الموت – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ماذا يعنى الرسول بقوله: "وكما لبسنا صورة الترابى، سنلبس أيضاً صورة السماوى" (1 كو 15: 49)؟

فى القيامة يلبس الجسم مجداً، فيصير كجسم السيد المسيح القائم من الأموات، يستطيع أن يخترق الحواجز الأرضية، ويعبر فى الهواء، ويشرق ببهاء منعكس عليه من بهاء المسيح. كأبناء لآدم وُلدنا على شبهه وخضعنا لما خضع له. الآن إذ اتحدنا بالسماوى ننعم بشبهه أيضاً. بقوله: "سنلبس" يوضح أن صورة السماوى أشبه بثوب نرتديه ونختفى فيه، فجسدنا قائم لكنه يحمل طبيعة جديدة مشرقة ببهاء عظيم.

يقول العلامة أوريجينوس: [إنكان أحد لا يزال يحمل صورة الترابى حسب الإنسان الخارجى، فإنه يتحرك بالشهوات الأرضية والحب الزمنى. أما شهوة وحب ذاك الذى يحمل صورة السماوى فى إنسانه الداخلى فهى سماوية. تتحرك النفس بالحب السماوى والاشتياق السماوى، إذ ترى بوضوح جمال كلمة الله وكماله فتسقط إلى الأعماق فى حبه وتتقبل الكلمة نفسه كسهم معين يجرحها بالحب[159]]. ويقول الأب أمبروسياستر: [هذه تعنى أنه كما نحمل الجسد الفاسد الذى لآدم الترابى هكذا فى المستقبل نحمل الجسد غير الفاسد شبه ذاك الذى للمسيح المقام[160]].

يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [أن تحمل صورة (السماوى) ليس بالأمر الذى يخص الطبيعة، وإنما هو حسب اختيارنا وسلوكنا[161]]. كما يقول: [قصد بولس هو هكذا: إذ حملنا صورة الترابى، أى الأعمال الشريرة، لنحمل صورة السماوى، طريقة الحياة الفائقة بالسماويات. فإن كنا نتحدث عن الطبيعة، فإننا لا نحتاج إلى نصيحة او حث إذ واضح أنه يتحدث هنا عن أسلوب حياتنا[162]].

ويقول القديس أغسطينوس: [لماذا خلقتنى بهذه الكيفية؟ إن أردت أن تعرف هذه الأمور لا تكن طيناً بل كن ابناً لله خلال رحمة ذاك الذى يعطى المؤمنين باسمه القوة أن يصيروا أبناء الله، وإن كان لم يعطِ بعد هكذا حسبما تريد للذين يرغبون فى معرفة الإلهيات قبل أن يؤمنوا بها[163]].


[159] Comm. On Song of Songs, Prol. 2. (ACW).

[160] CSEL 182: 81 - 83.

[161] On 1 cor. , hom 2: 42.

[162] On 1 cor. , hom 2: 42.

[163] Questions 3: 68.

ماذا يعنى الرسول بقوله: "إن لحماً ودماً لا يقدران أن يرثا ملكوت الله، ولا يرث الفساد عدم الفساد" (1 كو 15: 50)؟

ماذا يعنى الرسول بقوله: "كما هو الترابى هكذا الترابيون أيضاً، وكما هو السماوى هكذا السماويون أيضاً" (1 كو 15: 48)؟