ما هو موقف القديس أغسطينوس (3430م) من الخدمة العسكرية؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الكنيسة و الدولة, قسم التاريخ
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هو موقف القديس أغسطينوس (3430م) من الخدمة العسكرية؟

يُدعى القديس أغسطينوس "مؤسس نظرية الحرب العادلة[223]". تتلخص نظرته فى النقاط التالية:

أولاً: يرى أن استخدام القوة أو السلطة أمر هام لبنيان الدولة، ولحماية المجتمع من الأشرار، بل ولنمو الأبناء. [بالتأكيد ليس باطلاً أن لنا مؤسسات مثل سلطان الملك، واستخدام عقوبة الإعدام التى يحكم بها القاضى، خُطاف منفذى عقوبة الإعدام، أسلحة الجنود، عنف السادة حتى حزم الأب الصالح. كل هذه الأشياء له اوسائلها ومبرراتها ودوافعها ومنافعها. عندما يخافها الأشرار ينضبطون، ويتمتع الصالحون بسلام أعظم وهم وسط الأشرار[224]].

ثانياً: يبغى المسيحى الأمور الصالحة فى المدينة الأرضية كما فى المدينة السماوية. وفى رأيه أن سلام المدينة الزمنية قد لا يتحقق بدون الدخول فى حرب ونوال نصرة على الأعداء المقاومين، عندئذ يحل السلام كأمر صالح. لكن هذا السلام يتحول إلى بؤس، أو يزيد الإنسان بؤساً متى انشغل بالأمور الزمنية الصالحة، متجاهلاً المجد السماوى[225].

ثالثاً: إذ يدخل القائد فى المعركة ضد العدو المقاوم، يشتهى البلوغ إلى السلام، وإن اضطر أن يقتل فليكن بسبب الضرورة لا بشهوة داخلية للانتقام والقتل[226].

رابعاً: إن كانت الحرب تتم تحت ضرورة، فإنه إن وُجدت وسائل سلمية وأمكن تحقيق تعهدات وتحالفات، فإن هذا يُحسب أمراً مجيداً[227]].

خامساً: وإن كان القديس أغسيطينوس يُميز بين الحروب العادلة والحروب الظالمة، إلا إنه يرى أنه بسبب الخطية توجد الأفعال الظالمة للغير، ويلتزم الحكيم بإثارة الحرب أو الدخول فيها. الخطية ليست من جانب واحد، بل من الجانبين مثير الحرب والملتزم بالدخول. الأول يخطئ بممارسته الظلم، والثانى يدخل فى الحروب كتأديب إلهى عن خطايا ارتكبها. [إنه لأمر ردئ للصالحين أن يكونوا تحت إصبع صانعى الشر[228]].

سادساً: حتى إن كانت الحرب ضرورة يلتزم بها الحكيم ليصد أعمال الشر من جانب الآخر، فإنه إن انتصر لا يفتخر لأنه عمل صلاحاً، لأنه كان الأفضل لو عولج الأمر بدون سفك دم.

سابعاً: الحروب ضرورة فى كل العصور. مع حديث القديس أغسطينوس عن بركات السلام ومرارة الصراعات والحروب الأهلية والخارجية، يتساءل فى إحدى رسائل (10: 25: 199) إن كان قد وجد وقت ما لم يعان منه العالم من الحروب فى موضع أو آخر. وجاءت إجابته فى كتاب "مدينة الله"، بأن هذا يتحقق بالتمتع برؤية الله مصدر السلام وجهاً لوجه فى أورشليم العليا[229].

ثامناً: الواجب العسكرى لا يفقد المؤمن صلاحه. [إنه ليس الواجب العسكرى بل حقد القلب هو الذى يعوق عمل الصلاح[230]].

تاسعاً: القتل بأمر إلهى أو كتنفيذ للقانون لقد وُجدت الوصية الإلهية: "لا تقتل" (مت19: 18؛ خر20: 13؛ تث5: 17). وفى نظر القديس أغسطينوس أن لهذه الوصية استثناءات، مثل أمر الله بالقتل كتحقيق للعدالة الإلهية، أو للتأديب. وعندما يُقرر رئيس دولة القيام بالحرب لأجل الدفاع عن وطنه، فإن القائد أو الجندى إذ يطيع الرئيس لا يحسب قاتلاً[231]].


[223] Louis J. Swift: The Early Fathers on War and Military Service (Message of Fathers of the Church, 19) , Delaware 1983, p. 40.

[224] Letter 6: 153: 16.

[225] City of God 4: 15.

[226] Letter 6: 189.

[227] City of God 7: 19.

[228] City of God 15: 4.

[229] City of God 13: 17.

[230] Sermon 15: 302.

[231] Letter 47. 5.

ما هو موقف القديس يوحنا كاسيان من الخدمة العسكرية؟

ما هو موقف القديس أمبروسيوس (حولى3397) من الخدمة العسكرية؟