كيف حمل زواج يعقوب رمزاً للكنيسة العروس؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
مقدم الإجابة الشماس بيشوي بشرى فايز, القمص تادرس يعقوب ملطي
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الكنيسة, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

كيف حمل زواج يعقوب رمزاً للكنيسة العروس؟

يرى مار يعقوب السروجى أن الأبرار احتفلوا بطريق ابن الله المتجسد ربنا يسوع المسيح بأفعالهم وأخبروا عنه. أحب يعقوب راحيل وخطبها، وهى تمثل الكنيسة العروس الجميلة، كما تزوج ليئة التى تمثل جماعة اليهود، والتى حلت محل راحيل بعد أن خدعه لابان (تك29). أبرز مار يعقوب السروجى الآتى ([120]):

أولاً: تقدست راحيل بنت الوثنيين بخطيبها يعقوب. [(خُطبت) تلك التى تربت بين أصنام الوثنية لهذا الغنى بالبركات وبالإيحاءات. تتقدس المرأة غير المؤمنة بالرجل المقدس كما كتب بولس هذه الحقيقة (1كو7: 14). صارت قديسة بسبب يعقوب، فكم تتبرر كنيسة الشعوب برب يعقوب! كيف أن خبر ليئة بغيضة العينين هو مُهمل، ولماذا يا ترى إلا لأجل السرّ الذى تم فيها؟ كيف أن راحيل أختها تنتصر بين القراءات، لأن جمال الكنيسة اختبأ فيها، ولهذا نصرتها عظيمة! كيف أن خبر يعقوب مملوء عجباً، لأنه يشبه ربه، ولهذا فهو عظيم فى الكتب.

ثانياً: [انظر إلى يعقوب وهو يمشى بالفقر، كم كان يشبه الابن الذى أخلى نفسه وتنازل.. خرج من بلده ليأتى إلى حاران بالفقر، فتبعته الأسرار لتكمل فيه تجلياتها. وصل إلى البئر ليس (بئر) الماء، لكن (بئر) الأسرار، فلو نظرت: فهو مملوء أسراراً أكثر من الماء. وجده مغلقاً ولا يصعد منه السقى ويحيط به قطعان الغنم والرعاة. وجد هناك حجراً عظيماً موضوعاً على فمه، والقطيع عطشان وينتظر أن يُزاح الحجر (تك29: 2)... وقف يعقوب ونظر إلى القطعان التى أحرقها العطش، ولا توجد قوة لرفع الحجر وارتوائها. ولما كان أتت راحيل عند القطيع، وحالما رآها قلب الحجر ليشرب القطيع... كان سرّ الكنيسة موضوعاً فى وجهها كالبلور، وتاق يعقوب خطيبها العادل إلى محياها. جماعة الشعوب رشّت جمالاً على بنت الوثنيين حتى يراها يعقوب ويستيقظ على الانتصار... كل القطعان شربت بسبب راحيل، وبجمالها ومحبتها وبهائها صارت سبباً (للشرب)].

ثالثاً: قبل يعقوب راحيل باكياً ليرمز إلى آلام الابن. [يا ابنى لا تظن بأن يعقوب اشتهاها (تك29: 11) جسدياً، لأنه لما قبّلها كان يبكى بكاء بألم عظيم. لو كانت شهوة لما كان يسكب الدموع هناك، لأن البهجة تلد الشهوة بحرارتها. الألم يلد الحزن والكآبة، وحيثما يوجد البكاء لا توجد الشهوة مطلقاً. إذاً يعقوب لم يكن ملتهباً بالشهوة، لكنه كان يضطرم بألم أسرار الابن].

رابعاً: ساعد سرّ الابن يعقوب ليزيح الحجر الكبير. [لو لم ينزل هذا السرّ مع يعقوب لما كان الرجل العادى يقلب هذا الحجر العظيم... ظِل الراعى العظيم استقر عليه وخاف من قوته جميع الرعاة].

خامساً: استقبل لابان يعقوب واتفقا على الأجرة وهى الزواج من راحيل. [استقبل الوثنى الرجل العادل بقلب صالح، وبدأ يشترط معه على عمله. قال لابان: ما هى أجرتك لتكون معروفة، لأن لا يحسن أن تعمل مجاناً مادمت عندى؟ (تك29: 18) قال يعقوب: اشتغل معك لأجل راحيل، زوجنى ابنتك الصغرى وهذه أجرة صالحة... اشتغل معك سبع سنين لأجل راحيل، ولا تعطنى شيئاً آخر سواها... هنا تحقق كل نمط ربنا لأنه أعطى نفسه للتعب العظيم من أجل الكنيسة. استسلم ابن الله للآلام بمحبته، ليخطب بضرباته الكنيسة التى كانت مُطلقة. تألم على الصليب لأجل هذه الساجدة للأصنام، لتصير خاصته بقداسة. قبل أن يرعى كل أغنام البشر بعصا الصليب العظيم وهو يتألم. قبل أن يرعى الشعوب والعوالم والطغمات والجموع والمواضع ولتُرد إليه الكنيسة فقط].

سادساً: تزوج يعقوب من ليئة بدل راحيل. [انتهى الوقت لتُدفع الأجرة للراعى، فتحايل لابان بالخداع ليكذب عليه... صار عرس ليفرح الختن بالعروس التى خطبها، وبدل راحيل دخلت ليئة بمكر أبيها... فى الصباح انفضحت حيلة لابان، واتضح المنظر البغيض الذى كان مُغطى... أخفى المساء العروس وأعطاها بحيلة، وكشفها الفجر (تك29: 25)، ليراها الختن ويحتقرها... بحيلته وضع اسم الجميلة على القبيحة، فتزينت العروستان بجمال واحد].

سابعاً: اكتشف يعقوب حيلة لابان وطالب براحيل. [أين هى راحيل التى خدمتك لأجلها، أنا لم اطلب ليئة ودخلت عندى دون أن أدرى؟ قال لابان: هذه عادة كل بلدنا: لا تُعطى الصغيرة قبل الكبيرة. لا امنع عنك راحيل أيضاً لو شئت فخذ كلتيهما دون أن يتغير ناموسنا. قبل يعقوب أن يأخذ الاثنتين من بيت لابان... هنا تحقق سرّ الجماعتين بالأختين اللتين كانتا قد أعطيتا لرجل واحد. رُسم الشعب والشعوب بليئة وراحيل، ووُصفت الجماعة والكنيسة بالأختين. دعا الله جميع الشعوب إلى الزيجة معه، إذ لا يوجد شعب على الرض ليس خاصته... بذلك البرقع الذى بسطه موسى على وجهه صُور غطاء ليئة الكبرى... نظرت إلى العجل ودعته رباً، لأنها كانت عمياء ولم يكن لها بصر ليميز الحقائق. هذه المحرومة من البصر دخلت أولاً، وكانت الكنيسة البهية قد تُركت مثل راحيل. كانت مغطاة بموسى ولم يعرف أحد بأنها عمياء وكانت تُرى كأنها جميلة بفضل الغطاء. صاحبة البصر مستترة فى الشعوب وليست معروفة، والقبيحة كلها مغطاة وتدخل إلى بيت الله].

ثامناً: ليئة رمز اليهود التى تعرفت على الله أولاً ثم راحيل رمز كنيسة الأمم. [هذا الشعب كان البكر عند الله، وإذا كانت بنت الشعوب جميلة، قد تُركت. لم يكن يليق أن تدخل الصغيرة قبل الكبيرة، ويشهد لابان الذى أعطى ليئة بدل راحيل. أخرجها موسى من مصر فى منتصف الليل، لئلا يرى أحد كيف أن العروس التى جلبها ليست جميلة. خرجت فى الليل كما أن ليئة دخلت فى الليل، ففضح الصباح الأمر... راحيل الصغيرة والكنيسة الشابة اللتان كانتا جميلتين دخلتا فى النهاية لأن النور اظهر جمالهما. خطب يعقوب صاحبة المنظر، وبهية الجمال، ومحبوبة المحيا، وحسنة الوجه، والمجيدة فى كل شئ. لقد أعطوه قبيحة العينين، وكليلة البصر، ومجعدة المنظر، وكئيبة الوجه، والمملوءة عيوباً. ربنا أيضاً خطب الكنيسة الكبرى بنت الملوك، وعارفة الآب، والساجدة للابن، والقابلة للروح. وأعطوا له أيضاً جماعة الشعب الساجدة للأصنام، وصائغة العجل، وناكرة الآب، وصالبة الابن... راحيل لم تدخل عند البار بالمكر، والكنيسة لا تقوم عند القدوس بحجاب. وجه الكنيسة بهى بجمالها أكثر من راحيل، ودخلت صباحاً ليرى كل واحد كيف أنها بهية ([121])].


[120] [] راجع الميمر 75 على ربنا ويعقوب وعلى الكنيسة وراحيل وعلى ليئة والجماعة (راجع نص بول بيجان والدكتور بهنام سونى).

[121] [] راجع الميمر 75 على ربنا ويعقوب وعلى الكنيسة وراحيل وعلى ليئة والجماعة (راجع نص بول بيجان والدكتور بهنام سونى).

لماذا دُعيت الكنيسة الابنة المقدسة؟

ما هى العلامات المميزة للعروس السماوية؟