هل للابن مشيئة يُمكن أن تتعارض مع مشيئة الآب؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, التثليث والتوحيد, اللاهوت العقيدي, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

هل للابن مشيئة يُمكن أن تتعارض مع مشيئة الآب؟

بالنسبة لوحدة الثالوث القدوس في المشيئة الإلهية، يقول ج. ل. بريستيج G. L Prestige: [يلاحظ أوريجينوس[88] إن مشيئة الله قائمة في مشيئة الابن وأن مشيئة الابن لا تنحرف قط عن مشيئة الآب. لا توجد مشيئتان بل مشيئة واحدة، تتحقق هذه المشيئة الواحدة بكلمات ربنا القائل: "أنا والآب واحد". ويكرر العلامة أوريجينوس[89] القول بأن الآب والابن "متميزان" pragmata موضوعياً، لكنهما واحد في الاتفاق والانسجام وتحقيق القصد. يتبع أثناسيوس[90] أوريجينوس في تأكيد مشيئة واحدة تصدر عن الآب قائمة في الابن بحيث يُرى في الآب، والآب في الابن[91].].

ويقول Prestige أيضاً: [كما أن الله واحد في المشيئة فهو واحد في العمل أو "الطاقة". يرجع هذا التعليم إلى أثناسيوس، حيث يمثل جانباً من براهينه على لاهوت الروح القدس. هكذا يعرض هنا الفكر بإسهاب[92]، قائلاً إن الآب هو نور، والابن هو بهاء هذا النور، والروح القدس الذي هو الوكالة الذي به تنال البشرية استناراتها (المعرفة) يلزم أن يكون متمايزاً في الابن. فعندما نستنير، فالمسيح نفسه الذي في الروح هو ينيرنا، إذ يقول القديس يوحنا: "المسيح هو النور الحقيقي الذي ينير كل إنسانٍ" (يو1: 9). بالمثل الآب هو النبع، والابن يُدعى النهر الذي يفيض من هذا النبع، ويقول الكتاب المقدس أيضاً إننا نستقي من الروح. بارتوائنا من الروح نستقي من المسيح نفسه. مرة أخرى المسيح هو الابن الحقيقي، لكننا بالروح نصير أبناء، وننال روح التبني. من هذا يستنتج[93] (أثناسيوس) أنه يوجد ثالوث كامل قدوس، يعبرعنه بالآب والابن والروح القدس، لا يحوي شيئاً غريباً صادراً من منبع خارجي. بطبيعته يحوي ذاته بذاته، دون تجزئة، طاقته واحدة، إذ يعمل الآب في ثبات بالكلمة في الروح القدس. على هذا فوحدة الثالوث القدوس محفوظة، لهذا يكرز بإله واحد في الكنيسة، هذا الذي هو فوق الكل وبالكل وفي الكل. فوق الكل هو الآب الأصل والمنبع، وبالكل بالكلمة، وفي الكل بالروح القدس[94].].

يدافع القديس ديديموس الإسكندري عن مشيئة الثالوث القدوس الواحدة[95]. ويؤكد القديس كيرلس[96] وحدة عمل الثالوث القدوس؛ فالآب يعمل بالابن في الروح القدس؛ كذلك يعمل الابن بكونه قوة الآب، لأن كيانه (الأقنومي) هو من الآب وفي الابن، والروح القدس يعمل لأنه روح الآب والابن. يقول القديس كيرلس الكبير:

[واهب الروح الإلهي المحيي هو الابن المولود من الله، الذي يشارك الحياة، ويتقبل الطبيعة الإلهية الكاملة من الآب؛ والذي فيه الابن والروح المحيي، يقوم الأخير بخلق الحياة للذين ينالونه[97].].

[في الطبيعة الإلهية الواحدة الثلاثة أقانيم المتمايزون يتحدون في جمالٍ سامٍ واحد؛ ونحن أيضاً نتشكل بقبولنا ختم بنوي بالابن في الروح[98].].

[شكراً للروح، إذ نتشكل حسب جمال الابن الإلهي الفائق، نشترك في الطبيعة الإلهية[99].].

[يمنحنا الابن كمال رائحة الذي ولده (الآب). به وفيه نتقبل رائحة معرفة الله، ونغتني بها[100].].

ويقول القديس إيريناؤس: [بخصوص عظمته لا يمكن معرفة الله... أما بخصوص حبه فهو معروف دوماً بكلمته... وبالروح الذى يحتضن الإنسان ويهبه سلطة إلى مجد الآب[101]]. كما يقول: [الآب يُعلن، والروح حقاً يعمل، والابن يخدم[102]].

ويقول القديس أمبروسيوس: [ليس من أمر ما مستبعد، فالابن له ذات الإرادة التى للآب[103]].


[88] On St. John 36: 13,228.

[89] Contra Celsus 12: 8.

[90] Against the Arians 66: 3.

[91] God in the Patristic Thought, p. 256.

[92] Ep. ad Serapion 19: 1.

[93] Ibid 28: 1.

[94] God in the Patristic Thought, p. 257 - 8.

[95] De Trinit. 1: 2.

[96] Dial. 9 de Trinit; Comm. on St. John.

[97] De SS. Trinitate Dialogus, 5. PG 964: 75 B.

[98] De SS. Trinitate Dialogus, 5. PG 964: 75 B.

[99] De SS. Trinitate Dialogus, 3. PG 837: 75 C.

[100] De SS. Trinitate Dialogus, 3. PG 837: 75 C.

[101] Adv. Haereses 20: 4: 4. PG 1034: 7 B.

[102] Adv. Haereses 20: 4: 6. PG 10367: 7.

[103] Of the Christian Faith, 6: 2: 51.

ما هو أثر الإيمان الثالوثي على حياتنا اليومية؟

كيف نفهم وحدة الثالوث القدوس؟