كيف نفهم وحدة الثالوث القدوس؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, التثليث والتوحيد, اللاهوت العقيدي, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

كيف نفهم وحدة الثالوث القدوس؟

وحدة الثالوث القدوس فريدة، ليست كامتزاج السوائل والمواد، ولا كوحدة نفس الإنسان بجسده، ولا كاتحاد لاهوت المسيح بناسوته.

كل أقنوم يملأ الأقنومين الآخرين وهو مُحتوى فيهما لكنه متمايز عنهما. يقول القديس أثناسيوس: [كيف يمكن للواحد أن يكون محتوياً في الآخر، والآخر فيه؟ "انا والآب واحد" (يو10: 30) ويضيف: لكي تعرفوا: "أنى أنا في الآب، والآب فيّ" (يو14: 10). علاوة على هذا يقول: "الذي رآني فقد رأى الآب" (يو14: 9). المعنى واحد في هذه العبارات الثلاث. لأن من يعرف أن الآب والابن هما واحد يدرك أيضاً أن الابن في الآب والآب في الابن، لأن لاهوت الابن هو ذات لاهوت الآب في الابن. ملء لاهوت الآب حال في كيان الابن، والابن هو الله الكامل. لاهوت الابن ونمطه ما هو إلا لاهوت الآب ونمطه. هذا ما قاله: "آنا في الآب". وهكذا "الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه" (2كو5: 19). لأن خاصية جوهر الآب هي للابن الذي فيه تصالحت الخليقة مع الله[85].].

كما يقول: [الثالوث القدوس المبارك غير قابل للتجزئة وهو واحد في ذاته. فإذا ما ذكرنا الآب نعني ضمنياً الابن الكلمة، كما نعني أيضاً الروح القدس الذي في الابن. وإذا ذكرنا الابن فإن الآب في الابن والروح القدس ليس خارج الكلمة، لأنه توجد نعمة واحدة تتحقق من الآب بالابن في الروح القدس[86].].

ويقول القديس هيلاري أسقف بواتييه عن وحدانية الثالوث القدوس: [جعل المسيح رسله يعمدون باسم الآب والابن والروح القدس، أي الاعتراف بالخالق والابن الوحيد الجنس والعطية. لأن الله الآب هو واحد، منه كل شيءٍ؛ وربنا يسوع المسيح الابن الوحيد الذي به كان كل شيءٍ (1كو8: 6) هو واحد؛ والروح عطية الله لنا، الذي يتخلل كل شيءٍ هو أيضاً واحد (أف4: 4). هكذا الكل قد تعظّم حسب القوى التي لهم والمنافع التي يمنحونها، القوة الواحدة التي منها الكل، الابن الواحد الذي به كل شيء، العطية الواحده التي تهبنا رجاء كاملاً. لا يمكن أن يوجد نقص في هذا الاتحاد السامي الذي يحتضن الآب والابن والروح القدس، غير محدود في سرمدية، مثاله في صورة تعبر عنه، وتمتعنا به في العطية[87].].


[85] Against the Arians 23: 3: 5.

[86] Ep. ad Serapion 14: 1,.

[87] On the Trinity 1: 2.

هل للابن مشيئة يُمكن أن تتعارض مع مشيئة الآب؟

كيف يكون لله ابن؟