كيف كان الله محباً منذ الأزل؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, التثليث والتوحيد, اللاهوت العقيدي, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

كيف كان الله محباً منذ الأزل؟

كيف كان الله خالقاً، محباً، صانع سلام منذ الأزل، قبل خلقه الكون؟ هل كان الخلق ضرورياً حتى تُنسب إليه هذه الألقاب؟ يجيب بعض المفكرين الذين لا يؤمنون بالثالوث القدوس عن هذه الأسئلة قائلين: إن لله هذه الألقاب والخصائص الأزلية "بالقوة" لا "بالفعل"، أما بعد الخلق فظهرت بالفعل. هذا يعني إن الخلق كان ضرورياً ليحقق الله به سماته الخاصة بالحب والسلام والرحمة الخ. فتصير بالفعل (أو بالعمل) بعد أن كانت بالقوة فقط.

قبولنا للإيمان الثالوثي أنه ثلاثة أقانيم في جوهر إلهي واحد يجعل حلّ هذا الأشكال سهلاً، لأن كل هذه الخصائص إنما تتركز في سمة واحدة وهي "المحبة". بالحب خلق الله الكائنات السماوية والأرضيه. إنه رحوم وصانع سلام ورؤوف الخ. لأنه يحب الإنسان. يقول الكتاب المقدس: "الله محبة" (1يو4: 8)، الحب السرمدي. فإن الآب يحب الابن، ولم يكن هناك زمان لم يحب فيه الآب الابن. فالحب كخاصية إلهية هو حب أزلي بالقوة كما بالفعل، لأن الحب هو الله ذاته الذي يحب منذ الأزل وإلى الأبد؛ لم يكن في حاجة إلى خليقته لكي تكشف عن خصائصه. تحدث ربنا يسوع المسيح إلى أبيه الأزلي، قائلاً: "لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم" (يو17: 24).

أُعلنت لنا العلاقة التي بين الثالوث القدوس الأزلية والمطلقة خلال معاملات الله معنا، خاصة خلال عمله الخلاصي. وقبل تسليمه لنفسه صلى ربنا يسوع المسيح للآب لحسابنا، قائلاً: "كما أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك، ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا... وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، ليكونوا واحداً كما إننا نحن واحد... وعرفتهم اسمك، وسأعرفهم، ليكون فيهم الحب الذي أحببتنى به، وأكون أنا فيهم" (يو17: 21 - 26).

خارج الإيمان الثالوثي إن قلنا إن الله يحب منذ الأزل ننسب له الأنانية، أي يحب نفسه، حاشا لله! هكذا بالنسبة للسلام فإننا نتساءل: مع من كان الله في سلام منذ الأزل؟ وهكذا توجد أسئلة كثيرة لا إجابة لها إلا في الإيمان بالثالوث القدوس في جوهر إلهي واحد.

التعليم الثالوثي يقوم على فهم كتابي لجوهر الله بكونه الحب، فلا يكون الله واحداً منفرداً ولا منعزلاً، إنما يوجد الآب مع الأقنومين الآخرين في جوهر واحد. يجب التمييز بين الواحد المنفرد والواحد (في وحدانية) التعليم الثالوثي لا يتحدث عن الله في وحدانية معتزلة مطلقة جامدة. ولا عن كائنات ثلاثة منفصلة؛ بل هو واحد في جوهره، له حركة سرمدية في الداخل والخارج لاتحاد أقنومي.

كيف يكون لله ابن؟

ما هي الآيات التي استخدمها منكرو لاهوت المسيح؟